أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة معيرش - قصة : أكف الخذلان














المزيد.....

قصة : أكف الخذلان


فضيلة معيرش

الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 20:15
المحور: الادب والفن
    


كثيرًا ما بررتْ لنفْسِها شَراهتُها للقَسوةِ والحرمَان ، وهي التّي جمَعتْ مُنْذ أكثر مِن عِشريْنَ سنة وزْرَ ترمُلِها رفْقَة أطْفالِهَا الخَمْسة . التعوِيضات التّي حصلتْ عليْهَا مِن الشَّركة البِتروْلية التّي كانَ يعملُ بها زوجها ، جعلتْها تعْتَلي منَصةَ الارتياحِ المَادي ، تاركةٌ وراءها الكُرسي الاحتياطي للمُعاناة . زوج ابنتها مريم حمّلها بينَ أكُفِ الفَرح ، حينَ اشْترتْ له سيارة لَمْ يتركْ مكاناً عرفته أمّ لَم تعرفْه إلا أخَذَها إليه ،كانَ ذلِك سبباً كافياَ ليُغلِقَ أبناؤُها أبوابَ قلُوبَهم في وجْهها . لمّا عَانتْ من القُصورِ الكلوي لَمْ تجدْ كَما قالتْ : إلا زوجَ ابنتها عادل وزِيارة واحِدة مِنْ ابنها البِكر مَروان فِي المَشفى . ظنتْ حينها أنّها نظفَتِ بقايا أضْرار جُروحِها.وهي التّي ترددْ لأبنائِها بزفرَة ناقِمة : قطعَ بي والدكم نِصفَ المسافةِ خُلقتُ وحْدي للوحدةِ.
في غمرةِ كيدها لزوجاتِ أبنائِها ، حولتْ ملكيةَ البيتِ لابنتهِا . وقدْ غَذتْهم من فتاتِ الحرمانِ فقَابلوْها بالجُحودِ والنسيان ، أقنعَ عادل زوجته بوضعِ وكالة باسمهِ خشية تراجع أمّها. ذاتَ مساء كان صوتُه عال : اختَاري بينِي وبينَ أمّك فِي هَذا
البيت ... خبأتْ شكواهَا في دهاليزِ بعيدة من الألمِ وحملتْ حقيبةَ الصمتِ وذهبتْ إلى بيتِ ابنها مروان ليستقبِلها وزوجته وأبناءه بترحاب باهِتْ اعتقَدتْ أنّها ستواجِه المَاضي في هَذه السّن المُتقدمة بذكرياتِ أجمل وقَد سيطرتْ علَى تلك الشّبهة التّي كانَت تطاردُها من حـِـــــرمانِ أبنَائِها مِنْ تعويضاتِ والدِهم ومِنحَتِه . بعدَ أيام حمّلتْ حسْرَتها ،قَررتِ العَودةَ لابنتها التّي اكتفَت بالصــمتِ في وجهِ زوجها الذّي جَردها منْ أفراحِها وجثمَ علَى طموحَاتها . عندَ بلوغِ محطةِ المسافرينَ نبهَها سائق سيارة الأجرة إلَى ضرورةِ نزولْها علَى غِرارِ بقية الركابِ...أجَابتْ وهِي موْغلة في التعبِ وقَد رفعتْ عينيها للسماءِ في هَمَس : ربّاه لا مكانَ أقصده ، خذنِي إليك. مدّ يده ليساعدَها على النزولِ وهو يمازحُها : وجهك القَمري سيدّتي يشْبِه وجْهَ أمّي رحِمها الله ، وإذَا نصفُ أطرافِها دونَ حراك صَرخَ بذهُول تجَمعتِ الحُشودُ ... سارعَ أحدهُم برفعِ أصبعِهَا للشّهادةِ .
القاصة : فضيلة معيرش



#فضيلة_معيرش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريح الغواية
- قصة : وشاح الرغبة
- الشاعر ابن الشاطئ عبقرية شعرية على امتداد سبعة عقود
- بشير خلف عطاء فكري متواصل
- قصة: التذكرة
- الشاعر الإنسان ميلود علي خيزار… وجنون الكتابة بين الصوفي وال ...
- الشاعرة زبيدة بشيرأميرة الشعر العربي المنسية ...بين تونس وال ...
- شهلاء
- شهرزاد الجزائر ...-جميلة زنير- إرث قصصي متجدد
- قصة :الخيبة
- قصة الوحيدة


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك بجد .. تردد قناة atv التركية لعرض جميع ا ...
- إيقاعات “هاوس” وأماكن خفية.. مجتمع سريع النمو يعيد تعريف مشه ...
- “جميع التخصصات” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الد ...
- مواقع للتراث بالشرق الأوسط مهددة ويونسكو تنظر فيها
- “برقم الجلوس فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ا ...
- مستشفى المجانين في نهاية الأرض.. تاريخ الجنون المظلم في القا ...
- بعد الرسامة الدنماركية.. فنان يتهم مها الصغير بسرقة لوحاته
-  إعلان نتيجة الدبلومات الفنية بجميع التخصصات 2025 في هذا الم ...
- now رابط نتائج الدبلومات الفنية جميع المحافظات 2025 بالإسم ف ...
- “نتيجة سريعة” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 جميع التخصصات ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة معيرش - قصة : أكف الخذلان