أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير بوبكر - الجبهة الشعبية :التحول ام الاندثار















المزيد.....

الجبهة الشعبية :التحول ام الاندثار


زهير بوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك شعور عام لدى غالبية الأنصار وحتى القيادات بان أداء الجبهة الشعبية ليس على ما يرام في الوقت الحالي حتى لا نقول أكثر من ذلك بل إن أداءها ينحدر نحو الضعف منذ التأسيس إلى اليوم وتبدو الندوة الوطنية التي ستختتم الندوات الجهوية المنعقدة في الأشهر الأخيرة محطة هامة يعول عليها الجميع لإيجاد الحلول لتجاوز الصعوبات التي تعترض العمل الجبهوي القابع دون حركة منذ انتخابات أكتوبر 2014...واعتقد أن هذه الندوة لا تقل أهمية عن اجتماع التأسيس الذي انعقد منذ ثلاث سنوات في قصر المؤتمرات بتونس وذلك لان المسائل المطروحة على القوى التي تعتبر نفسها ثورية ليست سهلة بالمرة في ظل تحالفات سياسية داخلية جديدة أربكت تكتيكات الجبهة وبعثرت بعض القناعات لديها وبالنظر أيضا إلى واقع إقليمي ودولي متحرك باستمرار فهي ندوة مفصلية تستوجب التحلي بالجرأة والشجاعة لوضع عدة نقاط على الحروف لعل مما تقتضيه تلك الجرأة معالجة مسائل هامة منها الهيكلة والهوية السياسية ومستقبل الجبهة .
-الهوية السياسية :
تتكون الجبهة الشعبية من أحزاب سياسية ذات مرجعيات مختلفة (ماركسية وقومية وبعثية ...)ومستقلون أي أنها ذات هويات مختلفة وغياب الانسجام يعطل اتخاذ أي موقف بسهولة ويعقد نقاش المسائل المطروحة في مجلس الأمناء وخاصة في الجيهات فمعالجة أي موقف يتخذ من وجهة نظر مرجعية ذلك الحزب أو تلك المجموعة فتعدد الهويات افقد الجبهة الشعبية الهوية الموحدة بين الجميع فالماركسيون يرونها جبهة ماركسية والقوميون يعتقدون أنها ناصرية والبعثيون يتصرفون على أساس أنها جبهة بعثية صدامية ولو سالت كل واحد على حدة عن موقفه من قضية ما لسمعت أجوبة عديدة تصل إلى التناقض أحيانا وهذا ما يدعو إلى البحث عن "هوية "جماعية وليس الحفاظ على هويات متهافتة تآكلت مع الزمن وصارت غير مغرية لأحد ..ولست هذه دعوى للتخلي عن توجهات وقناعات أو هي البحث عن التجانس الوهمي بين الناس على غرار الأحزاب الدينية فليس من الوارد استنساخ البشر ليكونوا متماثلين ولكن اعتقد أن الجبهة عليها أن تعلن أنها ليست جبهة أي مكون من مكوناتها وإنما هي( لقاء أحزاب ) تستند إلى برنامج عمل واضح ومرجعية سياسية يحددها بيان تأسيسي ملزم للجميع وعلى أساسه تمارس السياسة وتبنى التحالفات وتصاغ التكتيكات وهي الصورة الغائبة لدى أنصارها ومناضليها الذين سرعان ما يأخذهم الحنين إلى الدكاكين القديمة لقلة تجربة في العمل الجبهوي والرؤية الضبابية للهوية الرسمية للجبهة الشعبية .فإمام هويات الأحزاب السياسية الأخرى (هوية دينية ..ليبرالية ديمقراطية ..) يجد البعض نفسه مجبر على تبني هوية للتمايز والاختلاف ..
_الهيكلة او التنظيم
الأصل في العمل السياسي الجماهيري هي أن تكون الخلايا الصغرى ناشطة ميدانيا ففي التنسيقيات المحلية والجهوية يجب تؤخذ المواقف وتبنى السياسات غير أن واقع الحال يقول العكس فالمؤسسة الوحيدة التي تشتغل هي مجلس الأمناء مع عطالة دائمة لكل الأجهزة الأخرى التي بقيت صورية وصار الموقف يتخذ في رأس الهرم ليوزع لاحقا على شتات اليسار الغارق في خلافات ومماحكات يقوم مجلس الأمناء بالتستر عليها خوفا على البيضة من الكسر (الخلاف حول القائمات الانتخابية واتحاد الطلبة ..)هذه الوضعية أدت إلى ضمور العمل الميداني ونفور اغلب الأنصار منه وازدهرت سياسة المقاهي والحانات فأغلقت مكاتب التنسيقيات المحلية أو هي في طريق الإغلاق ..ولسائل ان يسال لصالح من بقاء الجبهة على هذا الشكل ؟وماذا يمكن ان تقدم مستقبلا اذا بقيت على هذه الحالة ؟
إن الوضع الذي عقب محطة التأسيس في أكتوبر2012 لا يمكن أن يستمر إلى ما لانهاية فإذا كانت الاغتيالات السياسية للشهيدين الكبيرين بلعيد والبراهمي والمعارك مع الترويكا ثم الانتخابات قد عززت اللحمة وخلقت محاور نضالية للتجميع فان تهافت الهيكلة الحالية للجبهة انكشف للجميع وصار لزاما معالجته اليوم قبل الغد فمن غير المعقول أن يستمر مجلس الأمناء في ممارسة "دكتاتورية" التوافق ورهن كل الأمور بيد قادة بعضهم يشتغل أمين عام مدى الحياة في حزبه وبعضهم لم نر لحزبه مجلس مركزي أو مؤتمر عام ديمقراطي منذ التأسيس نقول هذا مع الاحترام الشديد لهم والاعتزاز الكبير بنضال الأمناء العامين الذي لا ينكره إلا عدو .إلا أن هذا الاعتزاز لا يمنع من أن نقول لابد من ديمقراطية القاعدة لا بد من أن يقود الجبهة قادة وقع انتخابهم ديمقراطيا مهما كان رأينا فيهم أو رضا بعضنا عنهم .لابد أن تبدأ الديمقراطية محليا ثم جهويا ثم مركزيا ومن يملك الية أخرى فليفدنا بها ..ما يحصل ألان من توافقات أو قل ترضيات مركزيا وجهويا عزز الحنين إلى الصراعات القديمة وعمق الفوارق الإيديولوجية الوهمية والشخصانية المأزومة بين مكونات الجبهة الشعبية وجعل العمل الميداني مشلولا حتى لا نقول ميتا .لقد غابت الروح الجماعية لتسود حرب المواقع بين شخوص جهوية ومناطقية فرقت أكثر مما وحدت فمعركة تصدر القوائم الانتخابية مازالت مخلفاتها إلى ألان تسمم العمل الجبهوي في الكثير من المناطق .في الندوة الوطنية التي بات تأخيرها مريبا لابد من الاتجاه إلى إقرار هيكلة تقوم على الديمقراطية التي وحدها ستعطي الفرصة للأفضل أو على الأقل للأكثر حضورا وشعبية في مكان تواجده وليس الأقدم والأقرب للامين العام في كل حزب مع التخلي عن حكاية التوافق السائدة الآن جهويا ومركزيا ...فماذا سيحصل لو لم يحصل توافق بين الأمناء العامين وانقسم المجلس على نفسه ؟
مستقبل الجبهة :
ماهي الغاية من تأسيس الجبهة الشعبية ؟
وما هي رؤية اليساريين لمستقبل الجبهة ؟
لحد ألان يبدو الهدف الأساسي من تأسيس الجبهة الشعبية التقاء أحزاب لتحسين شروط التفاوض مع بقية الطيف السياسي وإيفاد أكثر ما يمكن من الأعضاء لمجلس النواب لتجذير الضدية التي عرف بها اليسار والصراخ رفضا لاملاءات الآخرين الواقعة غصبا بفعل الأغلبية النيابية أو تنظيم الندوات الصحفية لتنديد أو الرفض من منطق رد الفعل الذي يحكم عمل الجبهة منذ مدة طويلة .هذه الوضعية لم تكن أبدا من طموحات اغلب القوى المنضوية في الجبهة الشعبية ولا حتى الكثير من الوجوه الديمقراطية القريبة من الفكر اليساري عموما لان الهدف المنشود بالنسبة للأنصار في كل مكان هو ما عبر عنه الشهيد شكري بلعيد "الحزب اليساري الكبير ".ان الاتجاه نحو الأنصار في حزب واحد جامع ليس وفاء لمؤسس و لقائد كبير مثل شكري فقط وإنما من اجل تونس وشعب تونس خاصة واليسار الثوري عامة .إن الوحدة ليست خيارا بقدر ماهي قدرا والبديل الاندثار وذلك للأسباب التالية :
- لقد بات الصراع السياسي في تونس واضحا وحسم الأمر نهائيا بعد اتفاق اليمين بشقيه (نداء+نهضة)منذ لقاء باريس الليبرالية تتوحد وتتقارب لخدمة أصحاب المال والنفوذ والأجندات الخارجية مقابل القوى الوطنية وعلى رأسها الجبهة الشعبية هذا الفرز يفرض على اليسار أن يتوحد للمواجهة الطويلة ولن يقدر على ذلك مشتتا أو في جبهة هي اقرب إلى العجز عن التأثير في الواقع الحالي .
- الوحدة في حزب كبير يفرضه منطق الأشياء فما الذي يمنع أحزاب تستند إلى نفس المرجعية الفكرية من الانصهار ؟ماهي الخلافات الجوهرية بين حزب العمال والوطد الموحد ؟أو بين القوى القومية أكانت ناصرية أم بعثية ؟
- تقوم الاحزاب العصرية على التنوع لان في التماثل موت كما يقول مهدي عامل وقيام حزب واحد مع وجود تيارات وروافد فكرية داخله أمر محمود وباعث على الإثراء والتقدم ومساعد على إرساء الديمقراطية للحسم بين الجميع ففي عصرنا لا توجد تشكيلات سياسية متجانسة تماما إلا في التنظيمات الدينية التي لا تقبل الاختلاف لأنها تشتغل على المقدس .
- البقاء على هذه الحالة سيؤدي بالجبهة إلى التلاشي شيئا فشيئا وضياع البناء الذي قدم الدم والشهداء لان الجبهة بشكلها الحالي قدمت ماهو مطلوب منها واعتقد أن دورها انتهى تاريخيا وواقعيا وبقائها هكذا أمرا مستحيلا .
- نعيش اليوم وضعا خطيرا كالذي عاشته البشرية في بداية القرن العشرين وكان من نتائجه تفجر الثورات الاجتماعية الضخمة لان اختلال التوازن الدولي يهدد الإنسانية بمخاطر متعددة إننا على أبواب مرحلة تتسم بالاضطرابات واحتداد التناقضات فالامبريالية تسعى لاستغلال الوضع الدولي والانفراد بالغنائم ولو بالحديد والنار لخدمة مصالحها الخاصة دون اعتبار لمصالح الشعوب الأخرى وهي توظف التيارات المتطرفة تحت يافطات مذهبية وتكفيرية لتخريب أقطار المنطقة التي نحن جزء منها وعلى القوى الوطنية أن تعي حجم المسؤولية التي عليها أن تنهض للقيام بها وحجم النضال المرتقب مستقبلا وما يتطلبه من توحيد القوى وتجميع الطاقات للمواجهة ...
قلنا إن الأنصار وعموم اليسار يرغب في تكوين وحدة اندماجية تجمع ولا تفرق تكون قوة مواجهة فمن يمنع إذن قيام هذه الوحدة ؟او من المستفيد من بقاء الجبهة على حالتها هذه ؟ هناك إشارات ضمنية أحيانا وصريحة أحيانا أخرى ترى في القيادات المستفيد الأول والأخير من الوضع الحالي .فالأمناء العانون بوصفهم على رأس أحزابهم وعلى رأس الجبهة الشعبية تحسن وضعهم الشخصي فصاروا ذوات لها أهمية كبرى في المجتمع تحاور الرؤساء ورؤساء الحكومات وتجتمع بالسفراء ووزراء الخارجية الأجانب وبات حضورهم في المناسبات الوطنية والأزمات السياسية والمفاوضات أمرا لازما كما باتوا شخصيات معروفة بحضور لافت في الحوارات التلفزية والإذاعية داخليا وخارجيا .هذه المكانة التي اكتسبت بفضل بناء الجبهة الشعبية ليست مضمونة بالإلية الديمقراطية أو بالوحدة الحزبية المأمولة فلا احد يضمن لهم بالصندوق ما ضمنوه بالتوافق والتعيين .وإذ كنت أنزه الجميع عن ذلك فان أي اعتراض من القيادات على مسيرة الديمقراطية والوحدة سوف يحول التخمين إلى حقيقة والادعاء إلى تهمة ثابتة ..
خاتمة
قلنا ان الجبهة الشعبية في حالة ركود وعطالة لان كل واحد من مكوناتها يعتقد انها ملك له فان لم يجدها كذلك فتر حماسه وقل نشاطه فانهار العمل الجبهوي وبقي المركز يشتغل حسب ردود الأفعال عند كل حادثة جديدة لهذا علينا أن نعي أن لا هوية محددة للجبهة إلا ما يمليه الواقع ويفرضه الموقف الوطني فهي للجميع وهذا الجميع عليه أن يعتمد الأطر الديمقراطية لتفويض الأفضل محليا وجهويا ومركزيا ..إذا تم ذلك لسنا في حاجة إلى جهد كبير للوحدة فهي ستكون من تحصيل الحاصل فالخطوتين الأولى والثانية ستؤديان حتما الى الوحدة. فهل نرى إشارات إلى هذا المطمح الكبير في الندوة الوطنية القادمة أم أنها مناسبة لتبادل الخطابات الرنانة والحديث عن ثورية الكتب بما يرضي القيادات ويخيب أمل الأنصار في كل مكان ؟



#زهير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة الشعبية في تونس :لاخيار سوى الاشتراك في الحكومة
- في الواقع لا في النص في الرد على -الثورية الطوباوية -في نص ر ...
- حركات الاسلام السياسي :الازمة والسقوط
- اهداف الولايات المتحدة الامريكية من الحرب على سوريا
- تونس:الجبهة الشعبية والخيار الاستثنائي
- ولادة يسار جديد في تونس ضرورة تاريخية للمرحلة


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير بوبكر - الجبهة الشعبية :التحول ام الاندثار