أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - زهير بوبكر - ولادة يسار جديد في تونس ضرورة تاريخية للمرحلة















المزيد.....

ولادة يسار جديد في تونس ضرورة تاريخية للمرحلة


زهير بوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 15:23
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


)_تمهيد
تعيش الحركات اليسارية ذات المرجعية الماركسية في أزمة منذ سبعينات القرن الماضي ثم تحولت تلك الأزمة إلى انسداد أفق مع انهيار جدار برلين وسقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان وجوده حافز معنوي قبل أن يكون تماثل إيديولوجي وسياسي لليسار العالمي . انتهت المرجعية إلى هزيمة كبرى فغير الرفاق في الساحة الحمراء وفي ساحة تيان إن مين ثيابهم القديمة ليدخلوا السوق الرأسمالية فترك ذلك أثره على حركات وأحزاب اليسار في العالم وتحولوا إلى أيتام في عالم الاقتصاد والسياسة وزاد تقهقر اليسار في العالم العربي تحت ضربات النظم الاستبدادية التي منعت كل رأي مخالف فازدهرت ثقافة الاستهلاك وتعطل الجدل والعقل مما خلق بيئة ملائمة لظهور وتطور ظاهرة الأصولية الإسلامية .وساهم اليساريون في غيبوبة اليسار وأطالوا أمدها حتى اختنق أو كاد لأنهم منعوا محاولات النقد الجدية ووقفوا من تراثهم موقف المقدس أو المهاجر المتنكر لماضيه وأشاعوا بينهم حروب التخوين فانقسموا إلى أجزاء وجماعات صغيرة متصارعة .وإذا كانت هذه الغيبوبة تتطلب تجميع القوى في محاولة لإحياء القيم التقدمية والثورية فان عودة اليسار في تونس ما بعد 14جانفي إلى الساحة العلنية عادت معها الخلافات القديمة وبدا وكأنه لم يستفد من عقود من الخصام شتتته إلى أجزاء وأجنحة متطاحنة وتبارت شخصيات وتيارات يسارية على صفحات الفايسبوك وفي بعض الصحف في تعميق الخلافات إلى حد التجريح والشتيمة أحيانا .والمتابع للنقاش على هذه الصفحات يخال نفسه في النصف الأول من القرن العشرين فقد وقع استدعاء نفس القاموس (تحريفي..انتهازي ..إصلاحي..ماوي .خوجي...) وإثارة نفس الخلاف المتمركز حول الثوابت والوفاء للنص وأيهم كان أفضل ماو ؟ أم ترو تسكي ؟أم ستالين ؟ وهو ما يذكر بالخلاف الشيعي –السني وأيهما كان أجدر بالخلافة ؟علي ؟أم ابوبكر؟ ...وفي كل الأحوال هناك قاعدة عريضة من الناس غير معنية بهكذا خلاف-نقاش وإنما تترقب من اليسار إن يكون حامل همومها وان يعبر عن مطالبها لأنه الوحيد القادر على ذلك وهو لن يستطيع آن ينطق باسم تلك الفئات مادام لم يتغير ما لم يصبح يسارا جديدا لمرحلة جديدة ..
1)في معنى اليسار واليسار القديم
تحيل كلمة يسار على معنى غير دقيق يتصف بالعمومية وتصنف ضمنه قوى بعثية أو قومية وسأحصر الكلمة في القوى ذات المرجعية الماركسية تحديدا وقد نشأت الكلمة من مكان جلوس النواب في الجمعية الفرنسية ومرت سنين قبل أن تأخذ الكلمة المعنى المتداول بمضامينه السياسية والفكرية ..وفي تعريف طريف للأستاذ الطاهر لبيب " اليسار يسارات فلا تعريف له إلا فيما اتصل من حدوده الدنيا والكلمة المفتاح هي التجاوز ...والتجاوز رؤية للعالم ...وإذا كان في الواقع القائم جنة فان غاية اليسار جنة أفضل" بهذا التعريف المختصر فاليسار هو ألتوق إلى وضع أفضل إلى توزيع أفضل للثروة إلى عدالة أفضل إلى حرية أفضل ....ولتحقيق الأفضلية في الحياة ارتكز اليسار القديم على جملة من المقومات التي تجعل من اليسار يسارا في القرن العشرين :
-النظرية الثورية :منها يستمد اليسار وسائل تحليل الواقع وهي لاتخطىء وتشير إلى سير التاريخ في خط مستقيم لتحل الاشتراكية محل الرأسمالية والانتصار على الاستغلال حتمي إنها علم الثورة .
-التنظيم الثوري:لتحقيق أهداف الطبقة العاملة على اليساريين أن ينتظموا في أحزاب مغلقة حديدية سرية وأحيانا علنية تكون طليعتها المثقفة ترشد و تشّرع طريق التاريخ إلى الأمام .

-الكفاح المسلح :الثورة المسلحة هي الأداة الأهم لتحقيق الثورة ولم يؤمن اليسار سوى بالسلاح والعنف الثوري لدك قلاع الرأسمالية المتوحشة وافرد لها عناوين في الأدب والسينما والشعر ورموز وشخصيات تحولت إلى إيقونة خالدة لعل رمزها الأهم تشي غفارا ..
-الإستراتيجية النظرية :ارتبطت الأحزاب اليسارية بجملة من الثنائيات والقواعد التي تحدد عملها مثل الصراع الطبقي وما تولد عنه من ثنائيات (برجوازي/بروليتاري.اشتراكي/رأسمالي.ثوري/تحريفي....)
2)في معنى اليسار الجديد
تقتضي عملية التأسيس الأخذ في الاعتبار التجارب السابقة و تحولات الواقع التي عمي عنها اليساريين طويلا أو ما اسماه ابن خلدون "الوعي بتبدل الوقائع" لان عملية إحياء اليسار على الطريقة القديمة هي نفخ في جثة ميتة وإضاعة للجهد والفرص والاهم هو السعي إلى تأسيس يسار جديد لمرحلة جديدة وليس معنى ذلك التخلي الكلي عن المقومات التي اتسم بها اليسار وهجرة تاريخه الطويل إلى ضفة أخرى مناقضة .لقد صعد اليسار في العالم في خضم النضال من اجل التحرر الوطني وصراع الدول الاستعمارية من اجل اقتسام العالم والسيطرة على الأسواق ولم تنجح الثورات الاشتراكية إلا عندما كانت الامبريالية مشغولة بالحروب فيما بينها أو لما كانت هناك دولة عظمى تتبنى هذه الخيارات وهي الاتحاد السوفييتي .اليسار اليوم يتيم عالميا وليس له من سند والصراع الامبريالي خفت وأصبح يدار في منظمات الأمم المتحدة وعن طريق البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومجلس الأمن،فهذه الدول في عصر الدمار النووي لاأحد منها مستعد لتجربة الحرب مرة أخرى.
يستفيد اليسار من التجارب الثورية في العالم ومن الفكر الماركسي وهذا حقه ولكن ليس من حقه الوقوف هناك عليه ليتقدم إلى الأفضل أن يرى الواقع متحرك في كل لحظة وان ينفتح في واقعه على موازين القوى وعلى التيارات الأخرى لانجاز الممكن دون أن يخون هذا أو يطلق النعوت على ذاك فليس كل من لايوافقني خائن أو تحريفي إلى غيرها من النعوت فالحقيقة نسبية ولا احد يمتلكها أو يحتكرها . إذا كان من الصعب وأحيانا من المستحيل انجاز ثورة اشتراكية في لحظة من الزمن ما المطروح على اليساري فعله ؟ هل يبقى يترقب معجزة؟ عليه إن يساهم في إنضاج الظروف بخلق إنسان /ثقافة /وعي قد ينجز ما يريد ه يوما ما .
فاليسار المؤمن بالحتمية التاريخية انتهى وليس له وجود ولابد من ولادة يسار منفتح يؤمن بالممكن وينطلق من الواقع وليس من الكتب والنظريات يحتفي بالجماعة قبل الفرد وعليه التخلي عن الهرمية التنظيمية الكلاسيكية ليبني الفكرة والتنظيم بحضور الجماهير وليس في غيابها .عليه النزول إلى القاعدة العريضة من الناس الذين لم يقرؤوا ماركس ولا عرفوا لينين ولم يسمعوا بغر امشي وماو تسي تونغ أولئك الموجودين في المصنع والإدارة و والبلديات والحقول ليسوا في حاجة لنظريات بقدر حاجتهم لقضاء شؤونهم اليومية وعلى اليسار إن يكون معهم في المدرسة والمستوصف ومناسبات الفرح والحزن ليكسب ثقتهم ويفتح قناة الوصل معهم ويؤسس لخطاب مفهوم يكون بلغتهم وليس بلغة أخرى يجدون الصعوبة في فهمها .واني اجزم أن أهم مشاكل اليسار مع الناس على امتداد سنوات طويلة هي "صعوبة التواصل ".علينا أن ندرك أن الناس الذين نحمل همومهم وندافع عن مصالحهم لايثقون في الأحزاب ويعيشون وعيا زائفا يولي قضايا الهوية وزنا اكبر من قضايا الصحة والتعليم ومقومات الحياة الأساسية. ولن يستطيع أي ثوري أن يفسر لماذا لم تهرع الجماهير التي يتحدث باسمها بالملايين وراءه لتدفن أعداءها الطبقيين ؟ ولماذا غالبا ما خذلته وسارت وراء أحزاب يمينية وليبرالية ؟ وما معنى أن ترفع امرأة أمام المجلس التأسيسي لافتة تطالب بتعدد الزوجات ؟هناك مشكلة ثقافية لابد من الوعي بها وهناك شخصية عربية وتونسية قلقة وربما منفصمة تريد الدفاع عن نفسها بطريقة عكسية تحتاج إلى الثوريين لتتجه الوجهة السليمة حتى لا يأخذها الفكر الغيبي إلى حيث مقتلها وهو مقتلنا جميعا .على اليسار أن يكون رائد الثقافة ومحرر الأفكار من الوهم والخرافة وممهد أرضية الفعل السياسي وفق ما تقتضيه المرحلة...إن لي عنق الواقع ليكون كما نريد وإطلاق الشعارات الثورية الفضفاضة لن تجعل من الواقع واقعا آخر مختلفا .وهي بالطبع لن تعجل بالثورة أو تحيينها وإنما تزيد في خلافاته مع بعضه البعض حتى صار نحلا ومللا فاقت ألاثني عشرية .بعضها يضع مسطرة يكفر كل من خرج عن السطر فهو انتهازي أو تحريفي أو ليبرالي.... ..ولكي يكون خارج دائرة التهم والشتائم التي يكيلها لآخرين يستشهد بكم هائل من النصوص والأقوال لماركس ولينين وماو بل قل هو يختبئ وراءها في محاولة لإرضاء الذات المتوترة نتيجة الغياب عن الواقع المرير...والسؤال الضاغط هنا :ما هو الفرق بينه و بين من يصدر كلامه بآية أو حديث ليجعل من كل مخالف كافرا في ظلال مبين انك قد تجد العذر للسلفية الدينية لأنهم يعتقدون في المقدس ولكن لا عذر"للسلفية اليسارية" لأنهم يتعاملون مع الفكر الإنساني ويؤمنون بان الواقع متحرك ومتغير في كل لحظة . نحن نحترم عمالقة الفكر والثورة ونستلهم من تجاربهم ولكن لا احد مطلوب منه تحويلهم إلى أصنام عصية على الكسر والى مقدسات يجرم ناقدها آو المشكك في تعاليمها .فإذا كان ماو تسي تونغ كثائر وشيوعي استطاع تخليص الصين من براثن الاستعمار والرجعيين لتصبح واحدة من الثورات الملهمة للآخرين في العالم ومناصرة لقوى التحرر فان ذلك بالضبط لان ماو استطاع قراءة الماركسية على ضوء الواقع الصيني وليس العكس فابتكر ثورة جديدة ماوية قبل ان تكون ماركسية ولينينية إن عبقرية ماو تكمن في البحث عن الحل الممكن لواقع الصين في نفس ذلك الواقع وليس كما يحاول الماويون اليوم البحث عن الحلول في الكتب والمأثور الماركسي اللينيني .إذا أردنا أن نكون ماويين فعلينا أن لانتشبث بالماوية بماهي حلول للصين ولا باللينينية بما هي حلول لواقع روسيا منذ قرن من الزمان وإنما علينا أن نكون ماركسيين تونسيين بحلول للواقع التونسي .إذا استطاع اليسار أن يفعل ذلك أن يعيد النظر في ارثه إذا امتلك الشجاعة اللازمة ليقول هنا اخطأنا وهنا يمكن أن نصيب .إذا استطاع القيام بإصلاح هيكلي تكون عناوينه إنشاء التنظيم العصري ونبذ الخلاف تحت عنوان الاختلاف مع الوحدة والتخلي عن الزعيم الملهم وخرافة امتلاك الحقيقة إذا فهم انه لن تتم التعبئة بمقولات تحررية في مجتمع تقليدي يصبح يسارا معاصرا قادرا على صياغة مستقبل البلاد في مثال معاصر يحصل اليوم في أمريكا الجنوبية أهم رموزه هوغو تشافز وهو مثال قابل للتجذير والمرور للأفضل .
(زهير بوبكر)



#زهير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - زهير بوبكر - ولادة يسار جديد في تونس ضرورة تاريخية للمرحلة