أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهير بوبكر - الجبهة الشعبية في تونس :لاخيار سوى الاشتراك في الحكومة















المزيد.....

الجبهة الشعبية في تونس :لاخيار سوى الاشتراك في الحكومة


زهير بوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 01:10
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


دأب اليسار على استحضار قراءات جاهزة لتحليل كل مستجد فلديه النظرية الجبروت التي تحمل الأجوبة لكل إشكالية مهما اختلفت الظروف فالحكومات المتعاقبة لا وطنية تعبر عن رغبات البرجوازية ومن ملحقات الامبريالية وفي خدمتها والتعامل معها خيانة للوطن وللطبقة العاملة وتخلي عن الخط الوطني المناضل وإذا كان هكذا تحليل يجد المشروعية والقبول في زمن الدكتاتورية فان تواصل هذه النظرية في تونس ما بعد 14جانفي يشير إلى إشكال معرفي وسياسي لدى النخب المسماة يسارية والأغرب سحب هذا القول على حكومة لم تتشكل بعد ولم تعرض برنامجها السياسي على مجلس منتخب من طرف الشعب في انتخابات شارك فيها اليسار المنضوي في الجبهة الشعبية واعترف بشفافيتها ورضي بخيار الشعب التونسي الذي وضع الأغلبية لدى نداء تونس وخوله لتشكيل الحكومة فتعالت الأصوات الرافضة للاشتراك في الحكومة القادمة وطفق العديد من أنصار الجبهة وقواعدها إلى التنديد بالحزب الفائز والقطع بعدم التعامل معه ورميه بالتهم التي ذكرناها لاعتبارات إيديولوجية وهو حكم مسبق لم نراه حقيقة على الواقع باعتبار هذا الحزب لم يتولى السلطة بعد .... في رأيي إن القول بعدم الاشتراك في الحكومة إن عرض الأمر على الجبهة يحتوي على تناقض وعلى أخطاء إستراتجية وتكتيكية سوف يندم الجبهاويون عليها وستضر بهم لسنوات قادمة على الأقل .–) خوض الانتخابات معناها الوصول إلى الحكم فلماذا نرفض ما سعينا اليه ولماذا كان السعي من أساسه لان من أراد البقاء في المعارضة يتاح له ذلك دون انتخابات فقد عارض اليسار طيلة سنين -) نحن نعرف أن النظام الحالي برلماني ولا يتيح لأحد الأغلبية المطلقة مهما كانت شعبيته والتحالف أو الائتلافات ضرورية لتشكيل الحكومة وعلى هذا الأساس خاضت الجبهة الانتخابات فإذا كانت لا تريد التحالف مع احد فما الداعي لخوض الانتخابات أم إنها كانت تجهل الأمر وهذا تناقض كبير .
-)لنفترض أن الجبهة كانت الأولى بنفس ما حصل عليه نداء تونس ومطالبة بتشكيل الحكومة هل تتخلى عن الأمر بدعوى أن الشركاء لا تتفق برامجهم مع الجبهة؟ أم إنها ستكون مجبرة على التنازل لأحدهم مهما كانت التهم الموجه اليه والاشتراك معه ؟أظن أنها ستتحالف مع احد الأحزاب وهذا أكيد وبنفس المنطق عليها ان تتحالف الآن في الموقع المعاكس .
-)يسعى اليسار إلى إنجاح الناطق الرسمي باسم الجبهة في الانتخابات الرئاسية وفوزه معناه التعامل مع حكومة يقودها النداء فهو مجبر على إمضاء اتفاقيات والمصادقة على قوانين وتشريعات قد تتعارض مع قناعاته وتوجه الجبهة الشعبية بحكم الزاميتها وصدورها عن مجلس منتخب وقد يتطلب الأمر ترؤس مجلس وزاري يكون احد وزراء بن علي ومن أساطين التجمع وزيرها الأول فهل سيطالب عندها بالتخلي عن منصبه ام يواصل العمل مع حكومة تعمل لصالح الامبريالية وتمثل الفساد والاستبداد؟
-)عدم الاشتراك في الحكومة يعني دفع النداء إلى التحالف مع النهضة وهذا معناه إعطاء الفرصة لحزب رجعي رأينا منه الويلات والاغتيالات ودفعنا الكثير من اجل إخراجه من السلطة فلماذا كان اعتصام الرحيل ومقاطعة البرلمان والإضرابات إذا كانت الجبهة ستعيدهم مرة أخرى ؟ ان النهضة اذا خرجت من السلطة لكونها حزب جكم ومغانم سياسية ستفقد اغلب أنصارها وسينفض من حولها الذين ساندوها فهم غير قادرين على البقاء في المعارضة لأربع سنوات قادمة وغبي من يوفر لها حبل النجاة ..
-)التقت الجبهة الشعبية مع النداء وغيره في اعتصام الرحيل وكان تحالفا ناجحا أنجز ما هو مطلوبا منه ولا احد يحس اليوم بالندم واغلب القواعد راضية بتلك الخيارات لأنها لإنقاذ تونس وليس لمصلحة احد أخر فكيف تحول النداء بعد فوزه بالانتخابات إلى تجمع وفاسد ..؟هل كان عند اعتصام الرحيل نظيفا ؟
ولماذا نخص نداء تونس بهذه الصفات دون غيره من الأحزاب التي تكونت بعد 14جانفي ؟هناك تنظيمات عديدة ولدت وانظم إليها تجمعيون ولم ننعتها بكونها تجمع جديد وإنما نحن نقول ذلك لان النهضة من أطلق على النداء صفة الأزلام والنظام السابق وعلى اليسار صفة الانتهازية والاستئصال فصدقناها وصرنا ننطق باسمها وبالقياس علينا تصديقها فيما وصفت به الجبهة وأنصارها .
_يرى قطاع واسع من أنصار الجبهة ان التحالف ممكن على أساس برنامج الجبهة او على أساس حد أدنى من الاتفاقات والبرامج .بالنسبة للرأي الأول هو مستحيل هذا معناه تحويل النداء الى جبهة شعبية أو الانضمام إليها ليصبح احد مكوناتها وحتى أصحاب الرأي الثاني يتحدثون عن خيارات كبرى تهم الخوصصة وحل المسالة الزراعية في الريف وإلغاء القروض الفلاحية معالجة مسالة النظام الضريبي والمديونية ومع إني اعرف صدق النوايا ووجاهة المطالب فان هذا أيضا غير متاح الآن ويتطلب سنوات عديدة وحتى لو حكمت الجبهة وحدها فليست بقادرة على مباشرته حالا .ما هو ممكن مع النداء اقل بكثير يمكن إجراء مفاوضات حول الضغط على الأسعار والحفاظ على صندوق الدعم ورفع الأجور الدنيا قدر الإمكان ومباشرة إصلاح في التعليم والصحة والبنية الأساسية وتقديم الخدمات ضمن جداول زمنية وبتمييز ايجابي للمناطق الداخلية والمحرومة وهذا سيراه الموطن ويلمسه ويستفيد منه مباشرة إن القيام بعملية إصلاح تربوي في غياب حكم النهضة أفضل ما يقدم للأجيال القادمة ..
-)إن التقاطعات مع نداء تونس كثيرة ولا يجب التركيز على الاختلاف حول المنوال الاقتصادي فقط .فما يجمع الاثنين يبدأ بالمجتمع العصري ومدنية الدولة والتعليم العصري الموحد وحاجة المجتمع للفن والجمعيات المدنية ويصل إلى محاربة الإرهاب وضرب أوكار السلفية وروابط ومليشيات التكفير وحكم الفتاوى وتقديس الشيوخ وهذا أكثر من أرضية مشتركة بل يكاد يكون جزء كبير من برنامج الجبهة السياسي إن وجدنا شريكا له حققنا أهم مطالب القوى الديمقراطية والوطنية "فالمهم الى اين نمضي وليس مع من نمضي" كما يقول لينين .
-)القول بان النداء مهما كان رأينا فيه مرفوض معناه عدم الاعتراف بخيار الشعب التونسي لان النظام القديم كان يزور الانتخابات أما الآن وقد رضيت الجبهة باللعبة الانتخابية وشرعية ما ينتج عنها فعليها الاعتراف بالنتائج واعتبار النداء خيار جزء من الشعب التونسي دون انتهازية تجعل السياسي يرى الذين انتخبوه خيار صائب وينفي ذلك عن جزء من التونسيين انتخبوا غيره وهذا يتعارض مع الديمقراطية الحقيقية .
سوف يقطع كل من يقرأ هذا النص أني بالغت في إطراء النداء والإحسان إليه دون موجب وربما ستنهال التهم التي عهدناها من كل صوب وحدب والحقيقة التي قصدتها أني أحسنت إلى الجبهة الشعبية والى اليسار الذي أحبه وانتمي إليه هذا اليسار الذي وصف كثيرا بأنه غبي ويعيش فوبيا السلطة وهذه فرصة ليكون ذكي ويثبت ذلك بجداره ووصف بأنه ظاهرة صوتية لا يحسن سوى المعارضة والصياح .لقد كانت الجبهة الشعبية وهي أحزاب مشتتة وقود المعركة ضد الدكتاتورية وضد الخلافة السادسة التي أعلنها حمادي الجبالي فضربوا بعنف الدولة وعنف المليشيات ونعتوا بأنهم صفر فاصل وجرحى الانتخابات وأصابهم الرصاص في خيرة مناضليهم فسمعنا الصراخ والتنديد ولانريد لهذا الصياح أن يتكرر في المجلس القادم لا نريد مناضلين كبار فوضهم أنصارهم يصرخون معارضين وينددون بل نحب أن نراهم مسؤولين يشاركون من موقع متقدم في صنع المستقبل .بهذا فقط يعلن اليسارفي تونس عن ولادته من جديد بعد ان مات تحت حائط برلين منذ ربع قرن أما إذا بقي يصيح لمدة أربع سنوات قادمة فلا اعتقد انه سيتمكن من الحياة لبلوغ دورة انتخابية قادمة لان الانصار ضاقوا ذرعا بالاخطاء المتكررة ..
( زهير بوبكر) نوفمبر 2014






#زهير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الواقع لا في النص في الرد على -الثورية الطوباوية -في نص ر ...
- حركات الاسلام السياسي :الازمة والسقوط
- اهداف الولايات المتحدة الامريكية من الحرب على سوريا
- تونس:الجبهة الشعبية والخيار الاستثنائي
- ولادة يسار جديد في تونس ضرورة تاريخية للمرحلة


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهير بوبكر - الجبهة الشعبية في تونس :لاخيار سوى الاشتراك في الحكومة