أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد القوني - الروائي والكاتب الصحفي السوداني حمور زيادة: لا يمكن أن تكتب رواية ثم تمشي خلفها تدافع عنها.. هذا حق للقراء والنقاد..















المزيد.....



الروائي والكاتب الصحفي السوداني حمور زيادة: لا يمكن أن تكتب رواية ثم تمشي خلفها تدافع عنها.. هذا حق للقراء والنقاد..


ماجد القوني

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 17:56
المحور: الادب والفن
    


الروائي والكاتب الصحفي حمور زيادة لـ(حِراك):
لا يمكن أن تكتب رواية ثم تمشي خلفها تدافع عنها.. هذا حق للقراء والنقاد..
* الجوائز الإبداعية السودانية.. ضعيفة لهذه الأسباب..
* الرواية السودانية قادمة للمشهد الثقافي في المنطقة.. بمحمولها العربي والافريقي..
* العزلة المعوق الرئيس للرواية السودانية.. وما يُنشر داخل السودان لا يكاد يسمع به أحد..
* لا يهمني الرأي الذي يقال عن شوق الدرويش.. وتحُحزنني عزلة المثقف السوداني..
* المنعزل هو الذي لا ينظر لشوق الدرويش إلا من زاوية المهدية/ المصريين..
* حصول بشرى الفاضل حصل على جائزة الطيب صالح.. اضافة للجائزة أكثر منه اضافة لبشرى الفاضل
* الاعلام السوداني لا يغطي جائزة البوكر العربية إلا حين يصل إليها سوداني..
* ليس من حق أي سلطة أن تراقب الابداع وتمنعه، وما حدث لبركة ساكن.. فضيحة !!
* (شوق الدرويش) تعبر عن رؤيتي الخاصة للايمان، وللتطرف، وللحب، وللعلاقة مع الآخر..
حوار: ماجد القوني
* هنالك خلاف حول الجوائز الأدبية العربية.. حيث يرى البعض أنها لا تحقق مبادئ المنافسة الشريفة.. وتعتمد على الذاتية؟
- لا أعرف جائزة في الدنيا ليس عليها خلاف ولا تثير جدلاً حول من يحصل عليها أو معايير الاختيار. لذلك ربما يكون هذا الجدل أمراً صحياً، أو ربما هو من نواميس الكون التي يجب أن نقبل وجودها.
لكن من الجيد أن بعض لجان الجوائز تهتم بتطوير آلياتها. أشيد هنا بالتطوير الذي حدث في شروط التقدم لجائزة البوكر العربية للعام 2016. وجزء مهم منه اعتمد على الكلمة الناقدة التي ألقاها رئيس تحكيم لجنة 2015 الأديب مريد البرغوثي.
أضافت لجنة البوكر شروطاً مقيدة حول دور النشر المتقدمة للجائزة، وحول حقوق النشر. هذه القيود أتت بعد جدل استمر لسنوات حول الأثر السلبي للجوائز على مستوى الكتابة الأدبية.
هناك كثيرون يزعمون أن الفوز بالجوائز له "خلطة" معينة يذكرونها. وأن هذا الفوز لا علاقة له بالقيمة الأدبية بقدر لما له علاقة بما تريد لجنة التحكيم أن تقرأه. المشكلة ان واحداً من هؤلاء لم يكتب رواية وفق المقادير المدعاة ويفوز ليثبت هذا. إنما دائماً ما يطلق هذا القول من خارج التنافس. لذلك فأنا لا أعلم بدقة على ماذا يستند الذين يقولون ان الجوائز العربية لا تحقق مبدأ المنافسة الشريفة. هي أقوال تقال. على أصحابها أن يثبتوها بشكل ما. هناك أديب مصري معروف بطعنه الدائم في كل الجوائز الأدبية العربية. وهو يقدم حجته في الطعن بأنه لم يفز بأي جائزة حتى الان. ويتصور أن هذه حجة كافية تؤكد فساد الجوائز العربية.
* غياب الرواية السودانية .. أزمة كاتب أم دور نشر..؟
- اعتقد انها أزمة كاتب وناشر ومجتمع ونظام.. الثقافة عموماً في السودان تواجه تحديات وعوائق. دعنا لا ننكر ان الملفات الثقافية في الصحف تقل أهمية عن الملفات الرياضية، بل ربما تقل أهمية عن صفحة المنوعات.. كما ان هناك سياسة تجهيل ممنهجة استمرت لربع قرن. ووضع اقتصادي سيء يضعف القوة الشرائية.. وقيود حكومية ومجتمعية على الابداع.. اجمع كل هذا فستجد انه من الطبيعي أن تكون النتيجة عدم وجود ناشرين، إلا قلة قليلة. ولو سميناهم "طابعين" لكان أقرب للدقة. لأن النشر اليوم تحول إلى صناعة كبيرة يساهم فيها الاعلام والتسويق والحركة النقدية. هذه أمور تكاد تكون معدومة لدينا. إنما هي جهة ما تطبع لك عملك وتضع اسمها عليه.. من الصعب أن تسمي هذا الأمر "عملية نشر"، بالنسبة لي غياب الرواية السودانية ليس هو الأمر الذي يحتاج لسؤال أو تحليل. بل وجود نماذج للكتابة السودانية داخل السودان في ظل هذه الظروف،هو ما يستدعي السؤال والتحليل.
* يرى البعض أن رواية شوق الدرويش لم تصعد لقائمة البوكر، إلا لأنها لامست تقييم المصريون للثورة المهدية..؟
- بداية فإن من حق كل شخص أن يرى ما يشاء، ويقيم أي عمل أدبي كما يريد، ومن حقه أن يخلص للنتائج التي يحب. أقول هذا لأن بعض الناس يعتبر تعقيب الكاتب على نقد وجه له هو اعتراض على مبدأ النقد ذاته، لذلك لابد من الاتفاق على حق كل شخص في أن ينتقد كما يشاء. رضي من رضي وأبا من أبا.. لكن من البديهيات أن من يقدم فرضية فإن عليه أن يجيب على كل ما يترتب عليها أو يتعارض معها من أسئلة..
إن رؤية كهذه تطرح – أول ما تطرح – سؤالاً حول مدى تأثير المصريين على قوائم البوكر! لجنة البوكر لعام 2015م كان بها محكم مصري واحد، من أصل خمسة محكمين.
ثم إذا فرضنا أن للمصريين هذا التأثير ألم يكن من الأوقع أن يصعدوا – مع شوق الدرويش - برواية مصرية معبرة عن الأدب المصري الى القائمة القصيرة؟ لقد غابت الرواية المصرية لأول مرة في تاريخ البوكر عن القائمة القصيرة هذا العام. وأحدث هذا الغياب ضجة في الوسط الثقافي المصري، أفترض أن من أطلقوا الفرضية التي سألتني عنها لو عرفوها لما قالوا ما قالوه.
على جانب آخر بماذا يفسر أصحاب هذه النظرية اعجاب غير المصريين بالرواية؟
دعني هنا أقسو قليلاً، ليس دفاعاً عن الراوية، ولكن قسوة أسف من حالة العزلة الثقافية التي يعيشها السودان. لا أظن ان أي متابع للحركة الثقافية في العالم العربي يمكن أن يقدم فرضية كهذه. لكن المعزول، المنعزل، الجالس خلف جدرانه، لن يصل إليه إلا انها رواية نُشرت في مصر وتتحدث عن فترة المهدية. لماذا أعجبت الرواية جبور الدويهي واعتبرها أفضل رواية في قوائم البوكر؟ ما هي مشكلة الأديب اللبناني صاحب شريد المنازل مع المهدية؟ لماذا مدحها واسيني الأعرج؟ هل الأديب الجزائري الكبير لديه مشكلة مع المهدية؟ لماذا أعجبت مريد البرغوثي؟ ما هي ضغينة الأديب الفلسطيني مع المهدية؟ لماذا كتب أكثر من ناقد سوري مقالات نقدية منشورة في صحف عديدة مقرظين شوق الدرويش حتى بعد عدم حصولها على البوكر؟ مثلا يقول الكاتب السوري صالح زروق "لم أقرأ عملاً غنياً بالعلامات والاشارات مثل شوق الدرويش منذ سنوات. حتى أنه يكاد يبز ما قدمه يوسف زيدان في روايته الصحراوية النبطي".
لماذا أسرد هذه الأمثلة؟ ولماذا أقول أن في قولي هذا قسوة؟ لأن المنعزل الذي لا يعرف كل هذا هو من سينظر للأمر بزواية "المهدية/ المصريين".. هذه العزلة رأيت لها مثالاً واضحاً في مقال لأحد النقاد السودانيين عن حصول شوق الدرويش على جائزة نجيب محفوظ، يقول في مقاله ان هذه الجائزة لا أحد يعرف من الذي يقوم بالترشيح لها، ولا كيفية الدخول لمنافساتها، ولا شروطها! المشكلة في قوله هذا ان جائزة نجيب محفوظ ليست جائزة مجهولة، ولا ما زعمه من عدم معرفة هو أمر عام في الوطن العربي. إنها جائزة ينتظرها الوسط الثقافي العربي كل عام، وتفتح لها بورصة توقعات وتكهنات قبل أشهر من اعلانها في ديسمبر من كل عام. ولا يجهل أحد كيفية الترشح لها ولا كيفية دخول منافساتها. حين تصدر كلام كهذا من ناقد، وبثقة، هذه أزمة عزلة.
هذه العزلة تجدها في ان الاعلام السوداني لا يغطي جائزة البوكر العربية إلا حين يصل إليها سوداني، مثلما حدث مع د. أمير تاج السر عام 2011، ثم معي في هذا العام.. هل حاور الإعلام السوداني د. شكري المبخوت الحائز على الجائزة؟ كم حوار صحفي سوداني أجري مع سعود السنعوسي؟ هل قدم الاعلام السوداني أحمد سعداوي وجنى الحسن ومنصورة عز الدين وربيع جابر؟ لماذا تجد كل هذه الأسماء "البوكرية" ضيوفاً على الفعاليات الثقافية في كل الوطن العربي، وحواراتهم تملأ الصحف العربية، ويغيبون عن السودان؟ إنها العزلة يا صديقي.. عزلة اخترناها، وما فرضها علينا أحد.. ومن نتائج هذه العزلة تأتي أقوال مرسلة، مبنية على نقص المعلومات... لا يهمني كثيراً الرأي الذي يقال عن شوق الدرويش. شوق الدرويش مجرد رواية كتبتها. حكاية حكيتها. لي قبلها أشياء وتعقبها أشياء. لكن يحزنني جداً أن تكون هناك عزلة كهذه للمثقف السوداني.
* (إذا كانت الإجابة نافية).. كيف تفسر موجة السخط التي استقبل بها آل المهدي الرواية..؟
- مريد البرغوثي قال لي عن نفسه "لم تلدني أمي بدير غسانة ليحبني كل من قابلني، ولا ليعجب بشعري كل من يقرأه". لا أظن ان عدم اعجاب شخص ما بعمل أدبي يحتاج لتفسير. وإذا كان هناك من سيقدم تفسيراً فهو من لم يرض عن العمل، لا صاحبه.
لكن أظنك تعرف ان سخط من سخطوا كان حول الجانب التاريخي للرواية.. وهو السخط الذي لم يتبعه حتى الان، بعد أكثر من عام على صدور الرواية، وبعد ثمانية أشهر من حصولها على جائزة، وستة أشهر من وصولها إلى القائمة القصيرة لجائزة أخرى، لم يقدم أحد الساخطين على التاريخ اعتراضاته التاريخية على الرواية! إنما هناك اتهام عام بـ" مجاملة المصريين" و "الحط من قدر الثورة المهدية" و "تبني وجهة نظر المحتلين الأجانب". لم يتقدم أحد ليقول ان الرواية ضمن سردها زعمت كذا، وهو خطأ، والتأريخ الحقيقي هو كذا! ربما فقط مصطفى البطل فعل ذلك في تعليقه على نقطة واحدة. وأعتقد أن ما قاله خطأ. لكن ليس هذا مقام الرد عليه. إنما فقط حفظ حقه انه في تعليقه على الرواية أورد نقطة تاريخية اعترض عليها وذكر ما اعتبره حجة له على خلافها. غيره اكتفوا بالسخط، وبالاتهامات الشخصية بالعمالة، أو الحديث عن والدي المتوفى منذ ربع قرن انه كان ختمياً ومن مؤسسي الحزب الاتحادي الديموقراطي مما يعني اني أكره المهدية!
لكن دعني أقل لك إنه حتى لو حدث فما كنت لأرد أو أدافع. لأنك لا يمكن أن تكتب رواية ثم تمشي خلفها تدافع عنها أو تخوض حولها معارك. لكن الجدل والنقاش هو حق القراء والنقاد.
* لتأكيد هذه الرؤية يرى نقاد أن روايتي (ساق المامبو) للكويتي سعيد السنعوسي، وشوق الدرويش لم يأت ترشحهما للبوكر إلا لتعريتهما لمجتمعاتهما..
- هل هذه الرؤية تفترض ان ساق البامبو رواية غير جيدة أدبياً وأن ميزتها هي تعرية المجتمع الكويتي؟ ثم هل تعرية المجتمع تهمة تحتاج للتبرؤ منها؟ ساق البامبو رواية مجيدة.. استحقت تماماً حصولها على البوكر.. ولعلها واحدة من المرات التي كان فيها الجدل حول استحقاق الجائزة قليلاً مقارنة بسنوات أخرى. وسعود كاتب متميز.. اقرأ له روايته الجديدة فئران أمي حصة لتعرف أي شاب صاحب رؤية هو..لكن دعني أفترض معك جدلاً أن تعرية المجتمعات تهمة، وأن ساق البامبو وشوق الدرويش صعدتا لأنهما ارتكبتا هذه الجريمة. فلماذا صعدت طابق 99؟ لماذا صعدت يا مريم؟ لماذا حصل عليها ربيع جابر بدروز بلغراد؟ إن البوكر لم تخترع عام 2013 و 2015 فقط. ولم يترشح لها حمور زيادة ويحصل عليها سعود السنعوسي وحدهما. فإن كانت هذه أسباب ترشحنا، فما أسباب ترشح البقية؟ على من يطرح هذه "الرؤية" أن يكمل البناء المنطقي لما يقول بتقديم فرضية كاملة نجد فيها أجابات لاسئلة كهذه.
* كيف ترى مستقبل الرواية السودانية..؟
- أظن اننا ندخل عصر الرواية في السودان.. هناك اتجاه كبير من عدد من الشباب لكتابة الرواية. سابقاً كانت القصة القصيرة مسيطرة. ربما لسهولة نشرها في الملاحق الثقافية بالصحف. وربما لأنها تقوم على المشهد الواحد، مما يفتح الطريق للكاتب للتحليق خلف اللغة المتفردة والمركبة. لكن اليوم هناك عدد كبير من الشباب بدأ يكتب الرواية، ويحاول النشر عبر دور عربية خارج السودان.
أعتقد انها بداية جيدة، نحتاج للتراكم.. نحتاج أن تصبح الرواية وكتابتها أمراً معتاداً. بغض النظر عن الجودة. الكم في مرحلة كهذه مهم. مع الكم، وتطور التجارب ستبرز الجودة المطلوبة.
من الجانب الاخر فالرواية السودانية لديها من ينتظرها خارج السودان. لقد لمست تشوقاً حقيقياً للرواية السودانية لدى كثير من القراء الذين أثارت شهيتهم كتابات الطيب صالح وأمير تاج السر وبركة ساكن. هناك أسماء كمنصور الصويم ورانيا مأمون وضعوا أقدامهم على الطريق عند عدد من القراء العرب. اعتقد ان الرواية السودانية قادمة للمشهد الثقافي في المنطقة. بمحمولها العربي والافريقي. بالأسئلة التي تحملها. بعوالمها المختلفة. بلغتها المغايرة. هي مسألة وقت لا أكثر.
* ملازمة الرواية السودانية للمحلية، في رأيك ماهي معوقات خروجها للإقليمية والعالمية..؟
- هناك معوق رئيسي هو العزلة.. ما يُنشر داخل السودان لا يكاد يسمع به أحد، وإذا سمع به لم يعثر عليه. هناك جزء من هذه العزلة حملت أسبابه للمثقف السوداني فيما سبق. ويتحمل النظام جزءاً كبيراً. لا أقدر أن أحمل الخارج جزءاً من المسئولية لأن المبادرة يجب أن تأتي من الداخل. هل نتوقع أن تغطي صحيفة لبنانية خبر صدور رواية داخل السودان وهي لم تسمع عنها؟ هناك دور اعلامي جيد يقوم به عدد من الكتاب السودانيين في مواقع مثل الجزيرة نت والعربي الجديد. يعرضون على القراء جديد الرواية السودانية. لكن كيف يحصل قارئ مغربي على رواية سودانية قرأ عنها مقالاً لمحفوظ بشرى في العربي الجديد؟
هذا جانب الوجود والانتشار. وهناك طبعاً جانب آخر له علاقة بالمضمون يضعف بعض الروايات السودانية. وهو الجانب القائم على الكتابة الاحتفائية. الكتابة التي تحرص على أنها تريد تقديم الوجه المشرق للمجتمع السوداني، وأخلاقه وقيمه. المشكلة هنا تكمن في القصدية. لا يوجد أحد يرغب في أن يقرأ رواية تخبره أن المجتمع البرازيلي مجتمع متكاتف وعظيم وله قيم. أو الكتابة الفلكلورية الشبيهة بمنشورات السياحة. تلك التي تصر على أن تعرض للقارئ معنى القضيم والتبلدي وطقوس الجرتق وجمال الطبيعة في جبل مرة.
للأسف هناك تيار في الكتابة السودانية يقوم على ارضاء الذات المجتمعية. هذا ربما يرضي القارئ المحلي. يستلقي على سريره ويقرأ رواية عن "أخلاق القرية"، والمجتمع المتكافل، وأخلاق السودانيين الأصيلة، وأمجادنا التاريخية العظيمة. لكن لماذا تتوقع أن هناك قارئ في العالم مهتم بأن يقرأ عن كم أنت عظيم ورائع؟
هل يعني هذا أن على الرواية السودانية أن تسب المجتمع كي تغادر أسوار المحلية؟ بالطبع لا. فالقصدية معيبة سواء كانت قصدية مدح أو قصدية ذم. لكن القارئ – أي قارئ، حتى السوداني حين يقرأ الأدب العربي والعالمي – لا يقرأ ليعرف عظمتك أو يطلع على عيوبك. هو يبحث عن نفسه فيما يقرأ.. لهذا خلد مصطفى سعيد وأحبه القراء. ليس لأن موسم الهجرة إلى الشمال عرضت صورة سيئة لمجتمع القرية كما يقول بعض المثقفين السودانيين سراً فيما بينهم. إنما لأن القارئ العربي وجد في أزمة مصطفى سعيد شيئاً من نفسه.. اشكالية علاقته مع الغرب. حيرته بين الكراهية والصراع، والتصالح والمحبة. لهذا يقرأ القارئ العربي والغربي لأمير تاج السر، لأنه يجد جزءاً من نفسه في شخوصه، ويجد بعضاً من أسئلته مطروحة في سياق سوداني.
لا يقرأ العالم لماركيز لأنه يخبرنا عن كولومبيا.. لكن لأنه يقدم لنا أفكاراً انسانية عظيمة في سياق كولومبي. فالرواية السودانية التي لا تقع في هذا الخطأ، وتستطيع بمعجزة ما أن تخرج من فخ العزلة وتقاوم قيود عدم الانتشار المتعلقة بالنشر والدعاية، ستصبح رواية اقليمية وعالمية.
* الجوائز الإبداعية السودانية.. كيف تراها..؟
- أراها ضعيفة للأسف.. أولاً لقلتها.. كم جائزة لدينا؟ ثانياً لضعف مردودها المادي والثقافي. ربما بدأت جائزة الطيب صالح العالمية المقدمة من شركة زين تستقطب بعض الاهتمام لقيمة الـ 10 آلاف دولار. لكن ماذا بعد أن يحصل عليها الفائز؟ الأديب الكبير بشرى الفاضل حصل على الجائزة عام 2012. اعتبر هذا اضافة للجائزة أكثر منه اضافة لبشرى الفاضل. كما كان فوز ماركيز بنوبل للأدب اضافة للجائزة لا اضافة لماركيز. لكن هل قدم هذا الفوز أدب بشرى الفاضل للقارئ خارج السودان؟ داخل السودان بشرى الفاضل هو بشرى الفاضل. لا يحتاج جائزة لتثبت للقارئ السوداني ابداعه. لكن تخيل معي لو كان بشرى الفاضل فاز بجائزة البوكر أو كاتارا أو الشيخ زايد. قارن بين فوز الكاتب المصري عمار علي حسن بجائزة الطيب صالح العالمية وفوزه بجائزة الشيخ زايد. أيهما قدمه للقارئ الاقليمي أكثر؟
جزء من ضعف المردود هذا له علاقة بأوضاع البلاد. هناك عمل كثير يجب أن يصاحب هذه الجوائز لتصبح ذات جدوى حقيقية تنافس بها الجوائز العربية الأخرى. هذا بعيداً عن مشاكل تنظيم هذه الجوائز والتي سمعتها من أكثر من أديب زار السودان. يمدح الاحتفاء وطيبة المجتمع، ويندهش من مشاكل التنظيم التي تقارب الفوضى.
* ماهي مبررات مراقبة وتصنيف الإبداع السوداني..؟
- لا أعتقد أن هناك أي مبررات لمراقبة الابداع.. إنما هي أوهام أهل السياسة، الذين مازالوا يظنون مهمة الحاكم هي مراقبة المجتمع، والسيطرة عليه. أن يكون الحاكم أباً يوجه ويربي المواطنين، هذا أمر غير مقبول، ليس من حق أي سلطة أن تراقب الابداع وتمنعه، خذ مثالاً اعتراض بعض الجهات الرقابية على عبارات في رواية لبركة ساكن.. واجباره على حذفها للحصول على اذن لتداول الرواية داخل السودان! هذه فضيحة، لا اسم لها سوى الفضيحة، المجتمعات الحرة تقرأ ما تريد، وتترك ما تريد، من لم تعجبه عبارات في رواية لبركة ساكن لا يقرأ له مرة أخرى. ببساطة. لكن ليس من حق سلطة أن تمارس دور المصفى. فتغربل ما يكتبه الأديب لتقدم منه نسخة موافقة للمواصفات والمقاييس. من حق المبدع أن يكتب ما يشاء. ومن حق القارئ أن يقرأ ما يشاء، وأن يترك ما يشاء.
* صدرت لك سيرة أمدرمانية، والنوم عند قدمي الجبل، ورواية الكونج.. لكن شوق الدرويش استحوزت على الشارع الثقافي السوداني.. لماذا؟
- اعتقد لأنها حصلت على جوائز.. هذا خلق حالة اهتمام داخل السودان. لولا هذه الجوائز ربما ما اهتم كثيرون بما أكتب. خاصة لابتعادي عن المشهد الثقافي السوداني. كما ان حالة الاستقطاب المؤسفة حول الفترة التاريخية التي تناولتها الرواية ساهمت في هذا بالتأكيد.
لكن دعنا نتفق ان لكل كاتب عمل يلقى رواجاً أكثر من غيره. ويسهم هذا العمل في لفت الانظار لبقية أعماله. خارج السودان حظيت الكونج ثم النوم عند قدمي الجبل بانتشار معقول كأعمال أولى. ثم تلتها شوق الدرويش.. لكن داخل السودان كانت شوق الدرويش هي البداية لكثيرين.
مع ملاحظة ان الكونج سبق ونوقشت نقدياً في ندوة في مركز الخاتم عدلان. وأيضاً وجهت لها اتهامات أنها اساءت للقرية السودانية..!
* من الآراء التي وُجهت نقداً لـ(شوق الدرويش).. أنها لا تعدو أن تكون كتاباً تأريخيا، يؤرخ لحقبة تاريخية سودانية فقط من جانبها الأكثر سوءاً.. مثلها في ذلك (السيف والنار لسلاطين باشا) و عشر سنوات في سجن الخليفة لـ( أوهر ولدر، والسودان بين يدي غردون وكتشنر لإبراهيم فوزي باشا.. كيف ترى ذلك؟
- لا يوجد عمل يجمع عليه الناس. كما لا يوجد عمل يجمع الناس على زاوية النظر له. أحب دائماً أن اتابع ردود أفعال القراء على موقع جود ريدز الشهير. أجد من يكتب معجباً بلغة الرواية ويشكو من ملل أحداثها. وأجد من يمدح الجانب التاريخي فيها على حساب اللغة. وأجد من يهتم بأفكار طرحتها الرواية دون غيرها. وأجد من اعتبروها فتحاً في الأدب ومن وجدوها مملة لدرجة الانتحار.
لذلك لا أجد غضاضة أن تكون هناك أراء سودانية اعتبرت الرواية تأريخاً للجانب الأكثر سوءاً في المهدية. لدي صديق عزيز وقديم من أبناء أسرة الامام المهدي، هو د. محمد موسى عبد الله حامد، هو حفيد الإمام عبد الرحمن من جهة أمه. كتب مقالاً نقدياً يدين الرواية لهذا السبب. وكان أرسل لي مقاله مشكوراً لأطلع عليه بحكم المودة التي تجمعنا. هو رغم صداقتنا ومعرفته الوثيقة بي لم ير أن الرواية عرضت أيضاً ظلم التركية السابقة كما تسمى في التراث السوداني. ولا أنها عرضت وحشية جيش الغزو في استباحة أم درمان بعد كرري. وأنا لم أجد في تجاهله لهذا ما يزعج. إن أي عمل أدبي مفتوح للتأويلات. والقارئ هو صاحب الحق الأصيل في التركيز على الجانب الذي يريد في الرواية.
* هل تعبّر (شوق الدرويش) عن رؤيتك الخاصة لفترة الدولة المهدية..؟
افضل أن أقول ان شوق الدرويش تعبر عن رؤيتي الخاصة للايمان، وللتطرف، وللحب، وللعلاقة مع الاخر.. خطورة اليقين المطلق. وكيف يحول هذا اليقين صاحبه إلى مسخ. أزمة هذا اليقين حين يصطدم بالواقع المغاير لافتراضاته.. ماذا يفعل بنا الحب. كيف يمكن أن يكون هذا الشعور السامي مصدراً للسعادة والنجاة. ومسبباً للتعاسة والهلاك..
كيف ننظر إلى الاخرين وكيف ينظرون الينا. وماذا يخسر العالم بهذا.
لا أؤمن باليقين المطلق. أعتقد دائماً أن قليل من الشك منج. أو كما قال أحد أبطال الرواية "لو انه عصى لنجى". أو "احذر الإيمان يا ولدي. فإن منه ما يهلك كالكفر".
* يرى الناقد عز الدين ميرغني أن رواية شوق الدرويش لم تحاول أن تنقل لنا التاريخ موثقا وإنما حاولت أن تنقد به حاضرنا المعاصر، من وجهة نظر الكاتب الأيديولوجية والفكرية؟
- ما معنى "نقل التاريخ موثقاً" ؟ الرواية – أي رواية – ليست مرجعاً تاريخياً ولا بحثاً علمياً. هل ينتظر قارئ الرواية أن أمده بمصادر ومراجع بالاسماء والصفحات عن حال الرقيق في السودان قبل المهدية وفي فترتها؟ هل مطلوب من الرواية حين تقدم شخصية سجنت او شخصية اهتز ايمانها أن تحيل القارئ لمراجع تاريخية أثبتت حوادث مشابهة؟
عموماً الأصل في الأدب انه رمزي. رمزيته هذه سواء كانت في استحضار التاريخ او في بناء عالم مواز متخيل تعمد لنقد الحاضر المعاصر بشكل من الأشكال.
* لماذا لم يعتمد حمور على لغة الشخوص الدارجة في رواية شوق الدرويش.. وأعتمد على الفصحى..؟
- هذا اختيار أوسع من شوق الدرويش. لست من أنصار كتابة لغة الشخوص بالعامية. أنا أكتب دائماً لغة الحوار بالفصيح. ربما تطعمها عامية ما. كلمة هنا. مثل هناك. أغنية في موضوع ما. لكن اللغة السائدة هي الفصيح..
لا أعتقد ان قراءة حوارات شخوص سرد تفاصيل موت معلن بالعربية بدلاً عن الأسبانية قللت من الرواية ولا من واقعية شخوصها. فإن كان ذلك يحدث في الترجمة من لغة لأخرى، فما بالك بخيارات الفصيح والعامية داخل ذات اللغة.
* يرى نقاد أن الرواية تحتوي على رموز وأشارات دينية.. هل ترى أن الوقت قد حان لإثارة قضايا التباين العقائدي عبر الرواية السودانية..؟
- بل أخشى أن يكون الوقت قد فات. لقد تأخرنا كثيراً حتى استشرى فينا سرطان الأحادية. الظن أن هناك سوداناً واحداً، بقيم محددة، ومعتقدات متشابهة، وأفكار متطابقة. حتى أصبحت أمور قديمة في المجتمع السوداني تعتبر دخيلة عند من تربو على الأحادية، ويرفضونها بحجة أنها لا تشبه مجتمعاتنا. فما بالك بالقيم الوافدة حقيقة.
هناك تباين عقدي، وقيمي، وفكري في السودان. ليست هناك عادات واحدة. ولا قيم ثابتة. المشكلة أن هذا التباين آخذ في التآكل. هذا منذر بخطر داهم. لا يوجد مجتمع ينجو ويستمر وهو متشابه. التنوع والتباين أمر مهم. التفاعل بين المختلفات والمتضادات. السودان على وشك أن يفقد ذلك كلية. غادرنا في الستينيات اليهود السودانيين، الذين استوطنوا بالسودان لقرن كامل. ثم اختفى الهنود. ويوشك الأقباط على التلاشي. وانقسم عنا ابناء الجنوب. ونرفض تكاثر الاثيوبيين ببلادنا. هناك نفي محموم للاخر. بمعتقداته وقيمه وعرقه. نفي متحمس لكل ما لا يشبه الواحد منا. اليوم يعتبر كثيرون أن الشيعة أخطر من الدكتاتورية! وجود شخص يؤمن بشيء مختلف عني أخطر عليّ من الفساد والظلم! كان يجب اثارة قضايا التعدد والاختلاف منذ وقت طويل. التشابه المظنون والاحادية هي طريق الانقراض.. هي أمر مستحيل.. لابد من التعدد.. لابد من التباين.. هكذا تتفاعل المجتمعات. هكذا تتقدم. فكرة المجتمع المحافظ الثابت على قيم وحيدة وعادات راسخة هذه فكرة قاتلة. هي انتحار مجتمعي. انتحار يبدو أن له أنصار كثر.
* بعض الكُتاب يلجأ الى حشد الرواية بتفاصيل الجنس للخروج عن المعتاد الكتابي خاصة في الاوساط التقليدية..
- بداية أنا لست ضد وجود الجنس في الأدب. ولست من أنصار ما يسمى "الأدب النظيف". الجنس جزء من الحياة. يوجد في الأدب كما يوجد أي شيء أخر. وطريقة تقديمه تعتمد على الغرض من توظيفه داخل الرواية. يمكن للأديب أن يقدم مشهداً جنسياً مقزز إذا كان هذا متوافقاً مع مقصده. أو يقدم مشهداً جنسياً شديد العذوبة إذا كان متوافقاً مع مقصده. الخطأ يكون خطأ أدبياً لا أخلاقياً إذا لم يحسن الأديب كتابة المشهد أو توظيفه حسب السياق..
أما قصدية الخروج عن المعتاد هذه فهي أمر لا أحبذه. ليس مطلوباً من الأديب أن يكون صادماً ولا أن يكون مهذباً مراعياً. مطلوب منه أن يقدم عملاً أدبياً جيداً، وكل جزء فيه موظف توظيفاً حسناً.
وفي اعتقادي ان الاعمال التي تحاول اللجوء للصدمة أو تحطيم التابوهات الثلاثة الشهيرة ( الدين والجنس والسياسة ) بقصد التحطيم فقط، هي أعمال تتناقص قيمتها الأدبية. فحتى لو حصلت على شهرة نتيجة للجراءة إلا ان قيمتها الأدبية الحقيقية كفيلة بأن تنزلها بعد فترة منزلتها التي لا تجاوزها. كم من عمل اعتمد على هذه الفرقعات واشتهر لشهور أو حتى سنوات خلد بعد ذلك؟ يمكنني أن اسرد لك قائمة بأعمال أدبية قرأناها في مراهقتنا بشغف لأنها تحتوي على جنس صادم. لكن لا أظن احداً يذكرها اليوم أو يذكر منها شيئاً أو يعطي لها قيمة أدبية. هل تذكر رواية "أنا خاطئة" لبيار روفائيل؟ كانت رواية وعظية في مقصدها، لكنها محشوة بالجنس المثير للمراهقين. وكانت درة الأدب بالنسبة للصغار في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. هل لها قيمة أو يذكرها أحد اليوم؟
* اختيارك للغربة هل يكون خصماً على وجودك في الشارع الثقافي السوداني..؟
- بلا شك هو خصم.. لكن بالمقابل العالم أوسع من بلادنا. فما تخصمه منك الغربة من الوجود المحلي تعوضه بفرص الانتشار الخارجي.. والأدب لا تقيده قيود المحلية. الكاتب لا يكتب لأبناء وطنه فقط. انما يكتب للناس جميعاً. للدقة يكتب لم يتذوق ما يكتبه أياً كانت جنسيته. هذا البراح للأسف يصعب مخاطبته من داخل السودان.
* أنتهج كثير من الشباب الأتجاهات التأريخية لكتابة الرواية.. هل هي شهادة للتأريخ، أم سيطرة الواقع على إحساس الكاتب؟
- لا أظن الرواية التاريخية اليوم أصبحت اتجاهاً مسيطراً. ربما هي في تزايد. لكن حسب اطلاعي لم تصبح حتى الان اتجاهاً غالباً. وأظن ان كل كاتب له أسبابه ورؤيته الخاصة للاتجاه لحقبة تاريخية ماضية للكتابة عنها. دروز بلغراد مختلفة في كل شي عن عزازيل، وعن يوم غائم في البر الغربي. لا أحب أن أطلق حكماً عاماً ولا أظن ذلك بمقدوري أصلاً.
* تولى حمور زيادة الإشراف على الملف الثقافي بصحيفة الأخبار السودانية.. هل ترى أن قلة الملفات المتخصصة أثر على التعاطي مع الثقافة ومستوى القراءة؟
- على آخر عهدي بالصحف السودانية كان لكل صحيفة ملفاً ثقافياً. لكن تتفاوت جودتها. الملف الذي كان يشرف عليه مأمون التلب في الأحداث كان في رأيي من أفضل الملفات. لكن هل لقيت تلك الملفات انتشاراً واهتماماً جماهيرياً؟ ام ان جمهورها ظل هو تلك القلة التي يعرف أغلبها بعضهم بعضاً في دوائر المثقفين الضيقة؟ أزمة الثقافة في السودان أعمق من الملفات الثقافية. كيف تنفخ الملفات الثقافية الروح في جسد يُحقن بالسم كل لحظة لربع قرن؟
* قال الروائي ميخائيل شولوخوف، صاحب " الدون الهادئ " ليس بوسع الفنان أن يكون بارداً حينما يبدع.. لكن البعض يرى أن حمور يستعير برودة ما في سلوكه الكتابي..
- لا أظن ذلك ملزماً.. على العكس أفضل الكاتب البارد، لأنه يستطيع أن يبعث الحياة والدفء الفني في كل شخوصه أياً كانت اتجاهاتها. الرواية في تقديري ليست منافستو. وليست مكاناً للخطب. أو للتعبير عن الموقف الشخصي. إنها عمل فني له قواعده وأحكامه الداخلية. يجب على الكاتب أن يحسن التعبير حتى عن الشخصية التي يمكن أن يكرهها هو في الواقع. لا أحب أن أجد– كقارئ – الروائي حاضراً بذاته ومواقفه المسبقة داخل العمل. هذا أمر– في رأيي – لا يتأتى إلا بالبرود. لكن في النهاية الكتابة ليس لها قواعد ملزمة. فلكل شيخ طريقة. ولكل كاتب منهج.
* ايقاف حمور زيادة من الكتابة والاشراف الثقافي بحجة الإباحية ونشر الفساد..أم نتيجة لانتقاداته التيارات السلفية..
- يُسأل عن ذلك من أوقفوني. لا أحب أن أتكهن في أمور دقيقة كهذه. لأني حتى هذه اللحظة، بعد كل هذه السنوات، لا أفهم تهمة "الاباحية ونشر الفساد". ولا أفهم خطورة ما كتبته عن مجموعة سلفية جهادية. لكني خرجت بتجربة مفيدة من ذلك التحقيق الذي أجري معي بتهمة نشر الفساد هذه. فقد قيل لي يومها "نخشى عليك أن تصبح مثل الطيب صالح". لم أكن أتخيل أن الطيب صالح أمراً مقلقاً. لكني فهمت كيف يفكر بعض من لا يجدون مفخرة أدبية علناً إلا الطيب صالح. ثم يقولون في غرفهم المغلقة انه صناعة يهودية.
* ماذا بعد (شوق الدرويش)..؟
- أعمال أخرى. أتحدث عنها حين تنتهي وتنشر باذن الله.



#ماجد_القوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفادات حول حركة 19 يوليو السودانية يحكيها الملازم (م) عمر أح ...
- عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني والمكتب السياسي ا ...
- حوار مع المفكّرالدكتور حيدر إبراهيم:
- حوار مع الدكتورة آمال جبر الله
- مجموعة عقد الجلاد.. أصنام في مَعّبدِ التَأرِيخْ.. أمْ نِسور ...
- (الشبابوفوبيا).. الزلزال القادم من المستقبل
- تاج السر عثمان بابو السكرتير الثقافي للحزب الشيوعي السوداني ...
- المرأة السودانية.. بين قهر القوانين.. وسماحة التقاليد!!
- حزب التحرير.. العودة للجذور
- دستور السودان القادم.. جدل الديمومة
- حوار مع سكرتير اتحاد العمال السوداني (المعارض)
- السودان الشمالي.. هل يبقى دون جنوب جغرافي؟
- الخالة (بخيتة)..
- القيادات الشابة وسط الاحزاب السياسية..
- الدستور السوداني..
- إنفصالات الروح (2)
- مسلسل إنفصالات الروح (1)
- جعفر إبراهيم عبدالله..النقابي السوداني..
- حوار مع المغني السوداني سيف عثمان
- الانقاذ.. ومأزق السياسة السودانية


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد القوني - الروائي والكاتب الصحفي السوداني حمور زيادة: لا يمكن أن تكتب رواية ثم تمشي خلفها تدافع عنها.. هذا حق للقراء والنقاد..