أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - جموح وخيانة














المزيد.....

جموح وخيانة


حيدرعاشور

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
راودتها الأفكار والأوهام وهي مستلقية على ظهرها شبه عارية مبحلقة في سقف غرفتها المتصدع من رطوبة الشتاء الذي نخره تماما كجسدها الذي هاجرته الذة الحقيقية منذ أن تركها وحيدة تعاني الم والفراغ وسط هذه الجدران الآلية للسقوط بأي لحظة، نفثت أخر نفسا من سيكارتها بحسرة ووجع، وهي تتابع صعود الدخان من فوقها كأنه انتهى توا من ممارسة غضة بين شفتيها ,تلملم شفتيها وتسحب أنفاسها محاولة إرجاع الدخان الى جوف فمها لتعيد النشوة ذاتها ولكنها تفشل..وذات الوقت تتحدى حرارة الجو فتبقي عرق جسدها يسير مسترخيا بين أعضائها فتتحسس دغدغته فيشعرها برغبة جامحة لوجوده في هذه الساعة من الظهيرة الملتهبة بكل شيء..
انتبهت لصوت المذياع وهو يذيع اغتصاب فتيات من مدينة الموصل على يد قوات (داعش) واحدهن انتحرت وأخريات انهزمن ليوضحن للإعلام عنف الممارسات الجنسية والاغتصاب العلني باسم الخلافة الجديدة... راق لها حوار الاغتصاب وعنف الجنس وأخذت تدير المذياع الى محطات أخرى عسى ان تعيد الوسائل الخبر مرة أخرى بتفاصيل أعمق.. ولكن عبثا لم تحصل على غايتها وأوقفت المذياع على بيان إعلان دولة الخلافة وعلى الأمة الإسلامية الالتحاق بها وإلا ستغصب أراضيهم ..
صرخت بعلو صوتها تكلموا عن اغتصاب النساء ايها الاحراش كيف تغتصب الارض، وأخذت تبحث عن علبة السكائر وهي تتموج على سريرها ويغازل العرق جسدها... تشعل النار قرب فمها وهي بوضع لا يحسد عليه من التهاب الجسد وعطش الروح...وهي تتمتم خيانات تملا الأرض فلماذا لا يخون زوجي ويمارس عشوائياته وانفلاتاته مع البغايا ليثبت رجولته وقوة جسده..
غرقت في ذكرياتها وهي تلعن اليوم الذي وطئها ذلك الخائن واليوم الذي رحل عنها، ستبقى عصامية لن يمسها بشر وسترضى بالعرق ان يسير على جسدها ولن توقفه ما دامت الحرارة مرتفعة والكهرباء مغادرة والحكومة ساقطة في مستنقع الفاسدين والشعب مكونات وطوائف وأحزاب وخونة ومشردين ولقطاء وأولاد مومس اخرهم زوجي الذي شد الرحال الى جهنم من اجل حفنة من الدولارات الحقيرة والسبب الحكومة وأذيالها الوسخة.
اخذت نفسا عميقا اوجع فكيها ونفته بقوة باتجاه السقف وهي تحدثه بلغته المتطايرة : اعترف ان زوجي كان انسانا شفافا حكيما عادلا عشت معه ثلاثون سنة، لم اسمع منه كلمة او مفردة تخدش الحياء، كان مواظبا على صلاته وقيامه الليلي، يعشق الليل كما يعشقني، وأتحسس حلاوته وطيبته وواقعيته بشكل يومي، وكنت له مطيعة وصابرة على عسر ماله وضعف إمكاناته، كان يوزع راتبه على نفسه وعليّ بالتساوي، لا يميل الى الدين او الأجل او الاقساط يكتفي بما رزقه الله من خيراته .
حتى جاءت الليلة السوداء يوم انتقل من مكان عمله الوظيفي الى اخر... كان المكان الجديد تحكمه طائفة تختلف عن طائفته ورغم كل المحاذير والمشي بجانب الحائط إلا ان القدر كان له بالمرصاد وبدأت المشاكل تتراكم، والضغط النفسي يزداد سوء بعد ان اتهموه بالرشوة وحولوه الى المحاكم، وكاد ان يسجن، لولا تدخل الآخرين.. استمر على حافة الهوية حتى ساوموه على ترك الوظيفة او السجن او الموت المجاني الذي ابيح في بلدي على يد رجال قلوبهم كالجمر الموقد على اولاده وأسبابها مادية او سياسية... اكثر مما هي طائفية وكلاهما تأسسا على بحر من دم العراقي الشريف الذي لازال يمد بأتساعه،والشارع ملتهب بالصراعات على انواع مختلفة من المزايدات لبيع البلد او تقسيم اراضيه الى وحدات فقيرة تأكل بعضها ببعض وتضعف نفسها بنفسها من اجل ان يقوى الخائن ويتسلط الغازي الجديد باسم الدين والديمقراطية وغيرها من المسميات...
لا أجد ضرورة للصراخ بنبرة مسرحية، فالمسمَى لا يحتاج إلى تسمية، والمؤكد لا يحتاج إلى تأكيد..وزوجي الحاقد على ارضه ووطنه يدعوني الى شر رذيلة ،يطلب مني عبر كل موجات الاتصال المرئية والسمعية ان التحق بقافلة (جهاد النكاح) كي اعصم نفسي من الرذيلة وأتوب الى الله بإباحة جسدي الحر الى جنسيات مختلفة من مجرمي العالم يقتلون الانسان باسم الدين ويبيحون ما حرمه الله...
الصوته يتكرر في تنبيهي،وأنا لا اؤمن بجدوى هذه الدعوة الاستعراضية ،لقد تغذيت على حب الارض والوطن ،وهذا ما لا يعنيني أن أجعل قصّتي مادة للعلاقات المباحة والمحرمة شرعا وقانونا، سأكون غبية لو وقفت فوق حجر أو فوق غيمة لكشف جميع أوراقي، فهذا لا يضيف إلى وجدوه او بعده سوى العار والخروج عن طاعة الرحمن الرحيم ،ولا يضيف إلى جنوني وجموحي ورغبتي دليلا جديدا...لذا أُفضِل أن أستبقيه في جسدي طفلاً مستحيل الولادَة..وطعنةً سرية لا يشعر بها أحد غيري...لأنه في كل الاحوال زوجي المغدور والمغرر به.
5 /8 /2015
[email protected]



#حيدرعاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهنم
- لماذا الشاب العراقي ...قلق ؟
- دماؤكم الزكية... تعيد طيب الشهادة
- المستبصرون ... خط تماس
- تيسير الأسدي.. من زمن الكوليرا السياسية..!
- في العراق .... خيانة متفق عليها ..!
- افعل ما شئت..!
- لماذا العراق والشام ؟ ...حصرا
- بين رافض ومستهجن وناصح ..!
- اليوم العالمي لغسل اليدين
- حكومة وزارة الأنبياء
- أزواج في سن الاباء ... وزوجات في سن الامهات
- الدعم الأمني و ( عقدة الذنب)
- الثقافة ودورها الريادي
- سلوفان
- كاظم الحجاج تحت القصف
- قصة قصيرة
- بغداد عاصمة للثقافة
- خط احمر
- بوح القصة وبلاغة المعنى


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - جموح وخيانة