أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - خطورة الانقسام الفلسطيني














المزيد.....

خطورة الانقسام الفلسطيني


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 17:55
المحور: القضية الفلسطينية
    



هناك سؤال يخطر على بال المتابع للشأن الفلسطيني، وهو لماذا سمحت إسرائيل لحماس بالاشتراك في انتخابات السلطة الفلسطينية عام 2006؟
قد يجيب البعض أن إسرائيل تريد من حماس أن تتورط بنتائج الانتخابات، ومن ثم ليتم حشرها في إطار قيود ومحددات السلطة السياسية والأمنية والمالية، وبالتالي قبول الاعتراف بإسرائيل والتنسيق الأمني معها، كما هو حال حركة فتح، وان رفض حماس لشروط السلطة وأوسلو سيواجه بحصار تجربتها كما حصل ذلك فعلا.
ولكن هل إسرائيل لا تدرك من الأساس أن حماس لا يمكن أن تقبل بمثل تلك الشروط والمحددات، ولا يمكن أن يثنيها عن ذلك الحصار والاستهداف وغير ذلك؟.
إسرائيل تدرك أن حركة عقائدية وسياسية وطنية مثل حماس لا يمكن أن تقبل الاعتراف بها، وان أدوات الحرب والحصار لا تجعلها تغير من نهجها وثوابتها المستمدة من العقيدة والثقافة الدينية.
ما دام الأمر كذلك، اكرر هنا السؤال أعلاه لماذا قبلت إسرائيل ولم تعرقل فكرة مشاركة حماس في انتخابات السلطة التشريعية عام 2006.
إسرائيل قبلت مبدأ مشاركة حماس في تلك الانتخابات، لأنها تعرف كمؤسسة سياسية وأمنية واستخباراتية أن هناك قاعدة مؤسسة للخلاف الفلسطيني الفلسطيني على البرنامج الوطني منذ ستينيات القرن العشرين بخصوص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أي جزء يتم تحريره، والذي تجلى أولا في برنامج النقاط العشر لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1974، إلى أن أصبح واقعا في أوسلو عام 1993-1994.
لقد تم حشر الجميع في النهاية مؤيدين ومعارضين لأوسلو في بوتقة سياسية وأمنية خاضعة لإشراف أمريكي غربي وإسرائيلي، والمحشورون في هذه البوتقة منقسمون على توجهات وخيارات متناقضة، وهي عمليا لا تلتقي، والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج إما محاصر أو تشن عليه الحروب باستمرار أو ملاحق في بعض دول الجوار العربي.
وأما المقاومة الفلسطينية فتم إيصالها إلى طريق تدفع فيه ولا تقبض للصالح الوطني، وحرب غزة 2014 شاهد على الدفع وعدم القبض سياسيا ووطنيا، وأما المفاوضات ومفاوضوها فاستنفدت الأولى نفسها من تكرار الفشل والمفاوضون غيروا وجهتهم من سراب الإسرائيليين إلى سراب الأمم في العالم، دون أن يكون في الحالين سند قوة للمطالبة أو المخاطبة.
وخطورة الحشر في بوتقة الحصر الاوسلوي للجميع موالاة أو معارضة هو تكريس الانقسام والخلاف الفلسطيني الفلسطيني الذي هو في الأساس غاية إسرائيلية صهيونية، الهدف منه إضافة أداة فاعلة في إنهاء وإفناء الفلسطينيين وقضيتهم الوطنية؛ ذلك أن المشروع الصهيوني الإسرائيلي هو مشروع فلسفته وقيامه الترانسفير سواء منه الابادي النهائي أو الترحيلي التهجيري إلى أماكن وبلدان أخرى غير فلسطين الأم والهوية، ثم انه معروف اجتماعيا وإنسانيا تنظيميا كمجتمع أو امة وعبر السابقة التاريخية أن المجتمعات والمنظومات الإنسانية تنتهي وتفنى إذا فقدت روحها القائمة على وئام وانسجام مجموعاتها وتجمعاتها الشعبية والرسمية( راجع في هذا الخصوص الدكتور غوستاف لوبون في كتابة سنن تطور الأمم ترجمة الدكتور عادل زعيتر).
ولعل ما تعانيه الشعوب العربية اليوم أيضا من انقسامات على مستوى القطر الواحد إلى درجة الاحتراب الأهلي، مرده أيضا إلى قضية أو محاولة حشر الجميع المؤيد والمعارض في بوتقة الشكل الدولاني للنظم السياسية العربية المستبدة والمتولدة في الأساس كمخرج غير وطني عن الحقبة الاستعمارية الغربية في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين الماضي، وقد مورست هذه الخدعة بحق الشعوب العربية وثوراتها منذ سنوات قليلة، والنتيجة كانت تغلب نظم الثورات المضادة على الثورات العربية - على الأقل- في هذه المرحلة في غير بلد قامت فيه هذه الثورات.
إن القضية الملحة للفلسطينيين اليوم هو إعادة صياغة بل وتكوين لمرجعية وطنية عليا تتبنى إستراتيجية متصالحة مع طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني تقوم على فكرة المواجهة الشاملة مع إسرائيل ككيان عنصري، مع تحديد مفاهيمي وممارسي لحق تقرير المصير والعودة، ومن ثم أخيرا إقامة دولة فلسطين الديمقراطية والعادلة للجميع.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نفشل في العالم العربي؟
- ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة
- النموذج الإرهابي الأسوأ
- التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني
- القيم النسبية والحلولية الشاملة
- القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة
- القيم النسبية والحلولية الجزئية
- القيم المطلقة والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الشاملة
- القيم المطلقة والقيم النسبية
- التعقيد في القيمومة الحضارية المعاصرة
- الخلط ما بين منظومة القيم وبين التجريب الإنساني في النسق الق ...
- متى يحضر الاستبداد؟
- غياب ملكة العقلانية لدى الشعوب المتخلفة
- في زمن مجتمعات التخلف مطلوب الإضافة لا المناكفة
- الحلولية الجزئية والحلولية الشاملة
- خزعبلات اثنيه وأفكار حلولية وديباجات
- الإنسان وحقائق الحياة
- هل توجد إمكانية لانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام1967؟


المزيد.....




- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة
- إسرائيل تفتح تحقيقا في عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
- ترامب: شحن الأسلحة إلى أوكرانيا -بدأ بالفعل-
- الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع بالسويداء.. وسقوط قتلى وجرحى ...
- رغم فوضى -إكس- و-غروك-.. ماسك يفوز بعقد قيمته 200 مليون
- -رجال الكرامة-: مقتل وإصابة 50 من عناصرنا في أحداث السويداء ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - خطورة الانقسام الفلسطيني