بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 02:36
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
تحتفل تونس غدا مثلما ما هوالشأن كل سنة بعيد المرأة، هي مناسبة للإحتفاء بجملة من المكتسبات التاريخية والإستثنائية التي منحت للمرأة التونسية بفضل مجلة الأحوال الشخصية ووفقا للقانون بعد الإستقلال.طبعا هذا الجانب الإيجابي لا يلغي ووجود ثغرات طرحتها تداعيات إنخراط البلاد في تواجهات إقتصادية عامة جعلت من المرأة جزء من واقع منظومة الإنتاج بل وعنصر تنشيط فاعل فيه، العنوان الكبير خروج المرأة للعمل وإقتحامها لقطاعات ظلت حكرا على الذكور بفعل تراكمات سيكولوجية ونفسية.
لكن في المقابل لا تزال المرأة في تونس تحت نير الإستغلال المادي والعنف والتحرش وعدة ظواهر التي تثبت عدم تحولها الكلي داخل الذهنية الإجتماعية ككيان مرادف للرجل، وتبقى أهم هذه الظواهر هي العنف المسلط ضد المرأة، فقد أثبتت الإحصائيات في تونس نسب إعتداء عالية ضد النساء خاصة في الأوساط الريفية أين تضيق سبل العيش وتغيب عيون الرقابة القانونية لتفسح المجال أمام الإعتداء الجسدي الفاحش ولعل ما يلفت الإنتباه حجم الإجحاف والتمادي في التعنيف مما يطرح واقع نفسي شديد الفداحة، أكثر هذه الإعتداءات تسبب تشوه جسدي وآلام مزمنة ومضاعفات جسدية.هذا يحيلنا طبعا لخطورة الإعتداء من جهة وإلى حجم التحديات التي يطرحها واقع المرأة ، فالعنف جزء من حلقة كاملة من الحيف الذي تتعرض له المرأة واقع الإستغلال المادي وما تعانيه من غبن لحقها المادي وإحتقار لكيانها عبر ربطها بشبكات دعارة أو تهريب أو إبتزاز دونما تدخل جزري.العنف ضد المرأة لا يزال قضية تطارد كل ضمير صاحي في مجتمعنا، المطلوب طرحها من جديد وإعادة تحليل أسبابها التي هي جزء من واقع نفسي وإجتماعي متفجر لا يهدد فقط مستقبل الأسرة وإنما تحلل المجتمع وإنهيار الإطار القيمي للعلاقات داخله ما يفسح المجال لبديلا غير جدلي ولحالة من العنف العامة.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟