أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - الشيخ والبرنو وقرص الشمس قصةقصيرة














المزيد.....

الشيخ والبرنو وقرص الشمس قصةقصيرة


محمد عبد الله دالي

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 20:04
المحور: الادب والفن
    


الشيخ والبرنو وقرص الشمس قصه قصيرة

استفزته الأخبار ،نهض بهمةٍ ، وهو يتمتم ،اليوم يومك أيتها العزيزة ، دسَ يده بين طيات الفراش ،وهو يبحث عنها بلهفةٍ ، لأنه أودعها في هذا المكان منذ أكثر من عامين ، بعد أن أجرى عليها آخر صيانة دورية لها ، سحبها من الفراش بصعوبة ،وبعد أن أزاح عنها القماش الذي كانت ملفوفة به،قبلها وشم رائحتها قائلاً : ــ
ــ الله يا ريحه هلي ؟
مسحها بقطعة قماش نظيفة ، وهو يقبلها ، سحب أقسامها أصدرت صريراً كأنه فتح البيت ،جاءهُ صوت من داخل البيت قائلاً :ــ
خيراً إن شاء الله ، اليوم تسحب أقسام حجي ؟ تذكرت أيام زمان ، رَدَ عليها : ــ
الصديق وقت الضيق ,الذهب عند الحاجة ( والبرنو ) جاء وقتها .. عاد الى طيات الفراش وسحب جعبة العتاد وَعَدَهُ ،هَزَ رأسهُ قائلاً : ـــ
ـــ تفي بالغرض !
افترش الأرض وسلسلة الذكريات تتوالى وحدة بعد الأخرى من ثورة العشرين ، التي غيرت خارطة الوطن السياسية .إلى الآن كان للبرنو دور فعًال ، لأنً الذي كان يحملها رجلُ شجاع قارع الظلم والاحتلال . وأستشهد وهو يحملها على صدرهِ ، كانت رائحة والده موجودة على كل نقطة من مقبضها .
وفي اليوم الثاني شدً الرحال الى أقرب مركز للتدريب ،أستوقفه حرس باب النظام ـــ حجي أين تريد ؟
ـــ أريد أن التحق بالمتطوعين ..
ـــ لكن حجي عمرك لا يتناسب مع عمر الشباب ؟
ـــ وهل نداء التطوع المقصود به فئة الشباب ؟ أو النداء شمل كل الأعمار ؟
صمت الجميع ، إنه على حق ، لم يكن العمر محدداً بالتطوع .سمحوا له بالدخول بعد ان أعلموا القيادة بذلك.
انظم إلى إحدى المجموعات .نادى ضابط الصف جنبك سلاح تنكب سلاح ؟ أخذ الضابط المسئول يتفقد المجموعة لمح بندقية تختلف عن بنادق المتطوعين ، نادى على الشيخ تقدم خطوة إلى الأمام : ــ
ـــ ما نوع السلاح الذي تحمله أيها الشيخ ؟
ــ سيدي ( برنو ) .
ـــ ياشيخ البرنو ( وين والعالم وين ) الآن الاسلحه اوتوماتيكيه .!!
ـــ لكن يا سيدي هذه مثل القناص طلقتها توجع .ابتسم الجميع ، تقدم الضابط منه وربت على كتفهِ : ـــ
بارك الله بك يا شيخ ،الوطن بحاجة إلى الجميع ، لكن أليس لديك أولاد يقومون بالواجب ؟
ــ نعم لدي اثنين وهم في جبهات القتال ، ولم أراهم منذ مده . أطرق الضابط وباقي الجنود الأبطال برؤوسهم إلى الأرض إكراما وإجلاًلاً لهذا الرجل الكبير . أستلم المتطوعون الأوامر ،بعد وصولهم لجبهة القتال مع العدو الداعشي وأعوانه الجبناء .توزعوا على الساتر الترابي ،فكان الشيخ يعتمر كوفية شعبية تميزت عن الآخرين ،أسندَ ( البرنو ) على ساعده الأيسر ووضع قبضتها على صدره وهو يرقب الأفق البعيد الذي يرى فيه أبناءه كانت أشعة الشمس تحرق الأخضر واليابس ،لكنها لم تتمكن من لي ذراع المقاتلين كان الإصرار على تحقيق النصر أمر لابد منه .
مالت الشمس إلى الغروب ،وهي تحمل هموم الأرض ، دقق شيخنا في القرص الذهبي ، الذي حمل ألم الأرض وأخذت تجر ذيولها إلى الغروب ،كان الشيخ يتابعها بدقة ، رأى إنها كلما اقتربت إلى الشفق ، تزداد احمرارا فهي تعكس ما يجري على الأرض ، كَوًرَ عينيه المتعبتين ، ليحصل على صورة أفضل لها رأى صورة السهول والجبال ،و أشباح هنا وهناك ، لكن لم يحصل على صورة ولديه . كانت الدمعة الحائرة تشوش الصورة ، حاول جاهدا أن يمسحها بطرف كوفيته المشبعة بالعرق والتراب ، لم تسعفه عينيه بمتاعه النظر لقرص الشمس ،ليشرح لها ما يجري على وجه الأرض التي ابتلعت النصف الأول من قرص الشمس ، تاركتاً للأرض ضوء بريق المدافع والرصاص .أصاب الشيخ التعب والخدر ،ارتخت أصابعه ،والبرنو ترتاح على ساعده الأسمر المطرز بخطوط الزمن ،وتابعت العينين ،إسدال ستائرها برفيف خفيف ،ولم يسعفهُ الحظ أن يشهد المشهد الأخير لغياب قرص الشمس ،
الكاتب والقاص
محمد عبد الله دالي الرفاعي
في 10 / 8 / 2015



#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظفوا بيوتنا من عدوى الزباله
- عملاء الطائفيه
- أيها الفارس ترجل
- تحليلات ومحللين
- زفاف في حضرة النهر قصة قصيرة
- المرأة العامله في التنظيمات النقابيه
- اعدام النخيل مع سبق الاصرار والترصد
- المرأة العاملة في الوطن العربي
- قالوا العاصفة حققت أهدافها
- الاسود تدافع عن عرينها قصة قصيرة
- الحج الى صخرة المنحر
- كيف ذابت داعش ؟ وأين ذهبت ؟
- سماء بلا نجوم قصة قصيرة
- عن أيً شرعية تدافعون ايها الحاقدين
- لا تتنازلوا عن حق الشهداء والنساء والاطفال ايها العراقين
- مذكرةدفن رقم (3)
- مذكرة دفن رقم (2) قصة قصيرة
- مذكرة دفن رقم 1
- كيف تحرر المرأ ونحن متخلفون
- الارهاب وحواضنه في العراق


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - الشيخ والبرنو وقرص الشمس قصةقصيرة