أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - سماء بلا نجوم قصة قصيرة














المزيد.....

سماء بلا نجوم قصة قصيرة


محمد عبد الله دالي

الحوار المتمدن-العدد: 4767 - 2015 / 4 / 3 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


سماء بلا نجوم
في طريقنا الى العمل ،كان محدثي يشرح لي ظروف العمل وصعوباته والمجازفة أحينا للوصول لهُ .تحسر والعبرة تخنقه ، قائلاً من اين أبدأ بالحديث ؟ كنا يوما مجتمعين ننتظر المخرج للقيام بالتمرين على مسرحية كتبها احد المبدعين ،وطال انتظارنا ، وبعد فترة جاءنا خبر إن زميلكم يرقد في المستشفى ، نتيجة لتعرضه لانفجار قام به إرهابي وهو في الطريق ، هرعنا جميعاً له أملا أن نقدم له المساعدة ، وعلى أثرها تأجل العمل .
ـــ حسناً وعملكم في مجال التشكيل والفنون الجميلة الأخرى ؟ قال: ــ
ـــ إنها في أردأ حال ، قبل أيام داهمتنا جماعة ملثمة تدعي إنها تحافظ على ذائقة الناس ،وإن عملنا منافٍ للذوق العام ،وإننا ننشر الفاحشة ، فعليه توقفنا عن العمل لفترة ،، وأرسلوا لنا تعليمات ، يجب إتباعها أثناء العمل .
وأما في قسم آخر من العمل ، كان احد النحاتين الشباب يضع اللمسات الأخيرة على عمله ، ليقدمه إلى لجنة التحكيم ، تفاجئنا إن الاحتفال قد تاجل لفترة من الزمن لتزامنه مع مناسبة دينية ، شرحنا للمسؤولين عن الاحتفال انه جزء من الدراسة ، وان العمل مناقشة رسالة الماجستير فلم نفلح .سادنا صمت لبرهة من الزمن ، استأنف محدثي قائلاً : ــ
ـــ منذ يومين غادرنا الى مكان بعيد زميل لنا ، ولم نتمكن من توديعه .
ـــ قلت له ،ان ساحتنا الادبيه والفنية ,ستفرغ من المبدعين .وقبل ان نفترق وقفنا قليلا ليودع احدنا الأخر بنظراته ، والألم بات واضحا على وجهينا ,سنتحدث في وقت لاحق ,افترقنا كل منا اتجه إلى عمله ,هو الى كلية الفنون الجميلة وإنا اعمل محررا في إحدى الصحف المحلية .
تبادر إلى ذهني سوف انشر ما يجول في فكري وأبث همي لكل الناس ، لكن من أين أبدأ ؟ من الكاتب الذي أصابه المرض وانزوى في بيته ولم يسال عليه احد ؟أو أبدأ من فنان سقط على خشبة المسرح ولم يلتفت إليه أحد ؟ أو ذلك الفنان الذي غادرنا وهو في أوج عطائه ،إلى إحدى الدول الغربية ثم ترك فنه وطموحه ؟ أو ارجع بذاكرتي إلى فنان ملأ الساحة الأدبية بفنه و إبداعاته ، والآن نسمع عنه في الخارج إنه قدم أجمل الأعمال وحاز على جوائز عديدة ومن دول عرضت عليه جنسياتها فرفض . رنً هاتفي وقطع تفكيري .
ــ صباح الخير أستاذ .
ـــ أهلا وسهلا آخي العزيز .
ـــ نرجو حضورك لتأبين احد أفراد كتابنا الراحلين في مقر الاتحاد .
كان الخبر قد وقع على سمعي مثل الصاعقة ،فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون .إن الأمور تبدو تسير باتجاه مغاير ، بما يقال بأننا ندعم الأدب والفن ،حدثت نفسي قائلاً :ــ
ـــ إن كل الدول أو الأنظمة ،تعتمد على الثقافة والمثقفين لتنوير شعوبها ،وإيصال الحقيقة عن طريق المسرح او بقلم الصحفي او الأديب ونقل الصورة والحدث في آن واحد لما لهما من دور مهم في الحياة . والرد على الأفكار الصفراء التي تعجز البندقية بالرد عليها .وتفاعل المثقف مع محيطه له اثر واضح من خلال ما رأيناه ،عندما وضفة الأنظمة السابقة الفن والقصة والرواية والمسرح لخدمة مصالحها الخاصة ،وخاصة الأنظمة الشمولية ، توقف عن التفكير، ثم دلف إلى دائرته ، وهو شارد الذهن من تزاحم الأحداث والأفكار .نسيَ وهو يتجه إلى مكتبه أن يلقي التحية على زملاءه .
ــ قال زميل له ( اليوم الدنيا غيم )
ــ انتبه ! آسف إخوان عن الحوادث التي تجري على الساحة تدعوا إلى الآسف ، لما يحصل لنجومنا ،إنهم يتساقطون واحداً بعد الآخر، وكلما نسمع إنا فقدنا كاتباً أو فناناً ومسرحياً ،أظن إن دورنا قادم .
ـ رد عليه أحد زملاءه .. لا تكن متشائماً ؟!إن الغيوم لا يمكنها حب النجوم والشمس ستشرق .
ـ شاركهم زميل آخر بعد القي قلمه على الطاولة .أم سمعت ماذا قال الشاعر الشعبي الكبير ؟( يا ربات الشمس غطى الشمس غربيل)
( هلبت مات جيفارا وهلبت هوشي منه انقطعت أخباره )
ــــ رد عليه آخر قائلاً : ــ
ـــ اكتب ...اكتب ولا يهمك ،رفع قلمه ..انظر لهذا القلم سيزلزل عروش ؟
،ضحك الجميع رغم المهم .أجابهم .
ـــ ستستمر الحياة بالرغم من غياب النجوم ، ستلد السماء نجوم جديدة !!
الكاتب والقاص
محمد عبد الله دالي الرفاعي
في 3/4 /2015



#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أيً شرعية تدافعون ايها الحاقدين
- لا تتنازلوا عن حق الشهداء والنساء والاطفال ايها العراقين
- مذكرةدفن رقم (3)
- مذكرة دفن رقم (2) قصة قصيرة
- مذكرة دفن رقم 1
- كيف تحرر المرأ ونحن متخلفون
- الارهاب وحواضنه في العراق
- أغننى منظمة إرهابيه في العالم
- إقرأوا عى الآثار الفاتحه
- اربعينية الفقراء
- وفد سياسي أم وفد سياحي
- الدعاء الأخير (قصة قصيرة )
- احذروا فَشلتْ الصفحة الأولى وبدأوا بالصفحة الثانيه
- جزاء سنمار
- إبري قلمي
- أولاد الملحه من جرف النصر الى جرف الصخر
- التحالف الدولي لمحاربة داعش (ايك أعني وأسمعي يا جاره)
- خطأ في حسابات امريكا وحلفاءها في المنطقه
- التكبيرة الثالثه قصة قصيره
- بماذا يفكر اوباما وحلف الناتو


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - سماء بلا نجوم قصة قصيرة