أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم حبيب - نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدائري- للدكتور فالح مهدي الحلقة الثالثة (3-4) الإحباط الشيعي















المزيد.....

نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدائري- للدكتور فالح مهدي الحلقة الثالثة (3-4) الإحباط الشيعي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 11:42
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يطرح علينا السيد الدكتور فالح مهدي في القسم الثالث، وتحت عنوان الإحباط الشيعي، من كتابه القيم "الخضوع السني والإحباط الشيعي، أو نقد العقل الدائري"، رؤيته الواقعية والواعية والشفافة والجديدة لواقع وتطور الشيعة من حيث الفكر والممارسة على امتداد القرون المنصرمة حتى الوقت الحاضر، إضافة إلى رؤيته المعمقة لطبيعة وجوهر الصراع السني الشيعي على السلطة وما ارتبط بها حتى الآن من صراعات وما نشأ عنها على مدى عمر الإسلام السياسي تقريباً ومنذ بدء ما سُمّي بـ"الفتنة الأولى" التي اقترنت باغتيال عثمان بن عفان في العام 35 هـ/ 655م، ومن ثم حصول "الفتنة الثانية" التي اقترنت بعملية التحكيم بين علي ومعاوية بعد معركة صفين في العام 37 هـ /357م، ثم مجزرة استشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب وصحبه من الرجال وسبي النساء والأطفال في معركة الحسين ضد الدولة الأموية ويزيد بن معاوية بكربلاء في 61 هـ/ 680م، وإلى يوما هذا وما يمكن أن ينشأ عن كل ذلك لاحقاً. كما يقدم لنا الكاتب شرحاً وافياً لمفهوم الإحباط الفرويدي بالارتباط مع موضوع البحث وتداعياته، أي الجانب النفسي من الإحباط عند المسلمين والمسلمات الشيعة ومنتجاته الفعلية والعوامل التي قادت إلى هذا الإحباط وعواقبه على الشيعة وعلى العلاقة مع أهل السنة وعلى الصراعات في المجتمعات الإسلامية. إنه تحليل جديد، ممتاز ومهم على وفق قراءاتي وفهمي لموضوع الإسلام والشيعة والكتب التي تسنى لي قراءتها بهذا الصدد.
فهو يرى عن حق بأن الإحباط الجنسي، على وفق فهم زيگموند فرويد (1856-1939م)، إنه "حالة، يُمنع فيها المرء من تحقيق رغبة ذات قوة اندفاعية". ثم يكتب تحليله الشخصي فيقول: "يمكن تطبيق هذا التعريف، الذي يراد منه الأشخاص، على الجماعات في الحيز العمودي على نحو الدقة، وأقصد بذلك الجماعات الخاضعة لنفس البناء والتشكيل ضمن مفاهيم أيديولوجية يعاد ضخها دون انقطاع عبر المراسيم والاحتفالات، الصلوات وارتياد الأماكن المقدسة، في هذا الحيز المغلق، يقوم اللاوعي الجماعي والمتوارث تاريخياً، برسم معادلات الحرام والحلال، الشرعي والباطل، النظافة والنجاسة، الخير والشر، النور والظلام...الخ، حيث يتشبع الإنسان - منذ نعومة أظفاره – بهذه المفاهيم ويصبح مردداً كالببغاء لأساطير وحكايات وقصص يعتقد اعتقاداً جازماً بأنها الحقيقة بعينها." (الكتاب، ص 237) ولكي نستكمل هذه المفهوم نشير إلى "إن فرويد قد أبرز بعض "الحيل الدفاعية اللاشعورية: التي يلجأ إليها الفرد لاشعورياً في مواقف الفشل والإحباط والتوتر والصراع لإزالة توتره وصراعه أو التخفيف منها على الأقل، ولتحقيق تكيفه مع الموقف مثل التبرير، والإسقاط والإبدال، ورد الفعل العكسي، والنكوص، والتقمص، والجمود والكبت"، وأضيف إلى ذلك مع الدكتور فالح مهدي، والانتقام وغير ذلك. (قارن: د. عامر صالح، الفرويدية أو مدرسة التحليل النفسي/ صرح سايكولوجي متجدد يثير الجدل دوما !!! الحوار المتمدن العدد 2686 بتاريخ 23/6/2009). كما يضيف الدكتور فالح مهدي إلى إن هذه العلة النفسية التي لا يحس بها الفرد ولكنه يعيش تحت وطأتها ويتصرف على وفق فعلها ما يلي: "ولكي يخرج من سجن تلك المعتقدات البالية، يحتاج إلى جهد كبير، وثقافة واسعة، وقدرة على نقد الذات لفهم الحالات المزرية، التي يمكن أن يمر بها المرء في تعامله مع الآخر، ونظرته الدونية لمعتقداته. ومن المستحيل توفر تلك الثقافة في حيز مغلق، وبدون آليات اقتصادية واجتماعية تسمح بدخول العالم المعاصر". (الكتاب، ص 237). لا شك بأن الدكتور فالح مهدي يقصد هنا الشيعة، وهي تنطبق على المسلمين والمسلمات أيضاً الذين يعيشون في الحيز الدائري، في العقل الدائري المغلق، وتشمل أتباع كل دين ومذهب أيضاً يعيش في حيز دائري مماثل. والأهمية الكبيرة لهذا المقطع تبرز في تقديره السليم الوارد في نهاية هذا المقطع حين يشير بدقة إلى إن التحولات الاقتصادية أو تغيير ثوري لعلاقات الإنتاج السائدة، التي ساهمت وتساهم في تكريس هذا الحيز الدائري، هي القادرة موضوعياً على توفير مستلزمات تغيير ذلك الموروث المتراكم والمتيبس في بقعة ما من دماغ الإنسان وفي سلوكه وعلاقاته وأحكامه، وهذا التغيير الاقتصادي هو الذي يسمح بدوره إلى حصول تغيير في البنية الاجتماعية (الطبقية) ويوفر بدوره مستلزمات تغيير البنية الثقافية للفرد والجماعة ويفتح الطريق رحباً لتغيير جدي في الوعي الفردي والجمعي السائدين في المجتمع، وهنا المقصود الشيعي.
لننتبه مرة أخرى إلى الجملة الأخيرة من المقطع الذي أوردته في أعلاه المأخوذ من كتاب الدكتور فالح مهدي حيث يقول "تعامل المُحبَطْ مع الآخر ونظرته الدونية لمعتقداته". إنها إشكالية جديدة يثيرها الكاتب دون أن يتوسع بها، ولكنه وهم الأهم إنه مدرك لها ولعواقبها وورد مضمونها في مجمل الكتاب وفي هذا القسم الثالث بالذات، وأعني بها التفكير النمطي للفرد التي خاض غمارها علم النفس الاجتماعي وتم تشخيص مثل هؤلاء الأفراد أو الجماعات أو حتى شعوب برمتها، بأنهم خاضعون لما يطلق عليه بــ "النمطية" في التفكير Stereotyp صورة ألـ "أنا" إزاء ألـ "الآخر".
إن صورة "الأنا" لا تنبثق من فراغ, بل هي مزيج من ثلاثة مكونات جوهرية, إنها مزيج من الأساطير المتراكمة عبر التاريخ لدى الجماعات المختلفة من السكان أو لدى عشيرة أو قبيلة أو شعب أو أتباع دين أو مذهب أولاً, وهي معبرة عن واقع معين يعيش تحت وطأته هذا المجتمع أو هذه الطائفة أو تلك ثانياً, كما إنها تعتبر التعبير عن حاجة معينة تفرض نفسها على الحكام والنخب السياسية والموجهين الأيديولوجيين وشيوخ الدين على رسمها وصياغتها بصورة معينة، تأخذ بنظر الاعتبار المكونين الأول والثاني، ثالثاً. وبالتالي, تنشأ أمامنا ليست المواصفات الخاصة للفرد ألـ "أنا" المجتمعية فحسب, بل يُعطى لها سمات أخرى مطلوبة في تلك اللحظة, ثم يُلصق بها لاحقا, مثل البطولة والشهامة والاستعداد للتضحية بالنفس والشهادة في سبيل الآخرين أو في سبيل الوطن والشعب والطائفة, أو في سبيل المبادئ والقيم التي غرست فيه، ف مقابل ألـ "الآخر" الفاقد لكل ذلك! كما تطرح الرمز الذي يفترض أن يكون القدوة التي يحتذى بها الجميع. إنها حالة تمزج بين الخيال والواقع, بين الهدف والوسيلة, بين الماضي والحاضر والمستقبل, إنها الغاية التي تبرر الواسطة.
إن صورة الأنا متعارضة كلية مع صورة الآخر، سواء أكان من شعب آخر أو جماعة أخرى أو دين آخر أو مذهب وطائفة أخرى. وهي ترسم صورة سيئة للآخر. كما إن الآخر يرى صورته متعارضة كلية مع الآخر، باعتباره ألـ"أنا" وصورته المثلى لا يجدها في الآخر بأي حال. إنهما يتبادلان المواقع مرة أنا ومرة الآخر وهلمجرا. إنها المعضلة التي نشأت عبر القرون والعقود المنصرمة، ولكنها تتفاقم في مراحل الارتداد الحضاري لهذا الشعب أو ذاك بطوائفه العديدة. وهو ما يجري اليوم لا بالعراق فحسب، بل المغاربية وبالعالمين العربي والإسلامي. (قارن: كاظم حبيب، دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسان في الدول [تونس - الجزائر - المغرب] في مجلدين، المجلد الثاني: الهجرة المغاربية وواقع العنصرية في بلدان الاتحاد الأوروبي. 2000م. الكتاب 1500 صفحة، غير مطبوع وكتب لصالح منتدى الأجانب بالاتحاد الأوروبي، بروكسل، منشور في الحوار المتمدن).
منذ البدء يشخص الدكتور فالح مهدي موطن الإحباط عند الشيعة حين يقول "الإحباط الشيعي، نشأ وتطور وأصبح عاملاً مهماً لفهم العقيدة الشيعية، كان نتيجة الفشل الذريع للشيعة في دحر الأمويين خلال ثمانين عاماً، وعندما تمكنوا من ذلك، وبالتعاون مع العباسيين، كشف هؤلاء الأخيرون – أي العباسيون- عن شره لا يمكن مقاومته في الإمساك بالسلطة،..". هذا التشخيص دقيق وسليم. فالسلطة هي مربط الفرس. ولم تكن هذه السلطة مطلب آل علي بن أبي طالب فحسب، بل كانت مطلب كل الأسر الكبيرة من قريش وأحفادهم. يعمم على الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري موقف الإنسان من السلطة بقوله " كل إنسان ميال إلى الاستبداد والظلم حين يترك على دست الحكم منفرداً يحكم كما يشاء" (الوردي, علي د. مهزلة العقل البشري. الطبعة الثانية. دار كوفان. لندن 1994. ص 71). ويستند في ذلك إلى قول للإمام علي بن أبي طالب حين قال: "من مَلكَ استأثر" (نفس المصدر السابق. ص 71. نقلاً عن: عباس محمود العقاد. عبقرية الإمام علي. ص 191). وهو استنتاج صحيح وعام ويستند إلى وقائع تاريخية مرت بها جميع الشعوب وما تزال تمر بها حتى الوقت الحاضر, سواء أكان ذلك بالبلدان الاشتراكية قبل انهيارها, أم بالدول الرأسمالية المتقدمة, ومنها ألمانيا في فترة حكم المستشار الألماني الدكتور هلموت كول مثلاً, وكذلك بالبلدان النامية بشكل عام، ومنها العراق حين وصل صدام حسين على السلطة وقال "جنا لنبقى، أو كما جهد المالكي ليبقى في السلطة دورة ثالثة رغم رفض الناس له. ولكن يمكن أن تحد هذه الرغبة وتتحضر من خلال طبيعة النظام الاجتماعي – السياسي السائد في هذا البلد أو ذاك ومن خلال قوانين قادرة على كبح جماح مثل هذا السلوك عند الفرد. ومن هنا أقول: إذا كان الأمويون عملوا على تثبيت سلطة وراثية في آل معاوية بن أبي سفيان، فأن أل علي بن أبي طالب كان يسعون لوضعها بيد أبناء وأحفاد على بن أبي طالب. أي كلاهما كان يسعى إلى جعلها وراثية، ومن بعدهم كان العباسيون الذين انتهجوا الموقف ذاته في توريث الحكم. الأمويون والعباسيون حكموا فعلاً لتنتقل الخلافة إلى السلاطين العثمانيين في نهاية المطاف وخرجت الخلافة من أيدي القريشيين ومن أيدي العرب عموماً، في حين خرج آل علي بن أبي طالب بحب عذري جامح للحكم استمر لعشرة من الأئمة الشيعة بعد علي بن أبي طالب وتنتهي بواحد غيبوه ليستمر حلم الحكم قائماً ما دامت الحياة الدنيا موجودة. هذا الصراع بين طائفة حاكمة وطائفة بلا الحكم أوجد مقارنة قائم معروف وحلم غير معروف: ظهر الأول انتهازياً فاسداً، وظهر الثاني بريئاً ونظيفاً، ولكن لا أحد في مقدوره أن يرى صورة الآخر لو وصل إلى الحكم فعلاً كيف كان سيتعامل مع الأحداث على وفق ما نسب لعلي بن أبي طالب "من مَلكَ استأثر". أمام تجارب في حكم الشيعة الصفويين وكذلك في حكم البويهيين ومن ثم الوقت الحاضر. وهي كلها تشير إلى صواب الاستنتاج الذي طرحه على بن أبي طالب. لقد كشف الحاضر عن هذا المستور الذي لم يظهر بسبب الحلم في الوصول إلى الحكم وليس الحكم ذاته. وحين مورس الحكم من الصفويين والبويهيين برز الفساد، ولم يكن أفضل مما كان عليه في زمن الأمويين أو العباسيين أو في الوقت الحاضر حيث يقود الشيعة الحكم بإيران والعراق.
عبر القرون والعقود المنصرمة تشكلت الأيديولوجية الشيعية، هذه العقيدة المغلقة المسيطرة على عقول الملايين من البشر في أنحاء من العالم والتي يسعى الكتاب إلى كشف جوهرها.
قسم الدكتور فالح مهدي مراحل تطور هذه الأيديولوجيا إلى ست مراحل هي: 1) مرحلة التحكيم وآثاره؛ 2) مرحلة الانكفاء على الذات؛ 3) مرحلة الدائرة البغدادية؛ 4) مرحلة الانضواء تحت السيف المغولي؛ 5) مرحلة من الثورة إلى الخضوع؛ و6) ومرحلة الخمينية وتشابك الأزلي بالزمني.
أخَذَ الكاتب، في هذا التقسيم الهادف كما أرى، بالاعتبار ثلاث مسائل جوهرية: هي: ** بداية نشوء الخلافات وحيوية الصراع والاستعداد لخوضه؛ ** ثم فترة الهدوء وتشكل الأيديولوجية الشيعية ف مواجهة الأيديولوجيا السنية، ** وأخيراً فترة تحول الإحباط الشيعي إلى خضوع.
لكل من هذه المراحل الست خصائصها، وإذا كانت المرحلة الأولى قد بلورت موقفين متعارضين على الساحة السياسية الإسلامية: موقف انتهازي وفاسد وعنيف، ولكنه حديث ومتطلع للتغيير بقيادة معاوية بن أبي سفيان الذي فرض الحكم بدهائه ونجح أتباعه في التحكيم وفرض حكم الأمويين بالدهاء والقوة، بالجزرة والعصا، وموقف مبدئي متصلب تبناه وعمل به علي ابن أبي طالب. وإذ دام الحكم للأول طوال 80 عاماً، فأن الثاني لم يدم له الحكم أكثر من خمس سنوات قليلاً، واغتيل في الكوفة وأطلق عليه شهيد المحراب. وهنا يطرح الدكتور فالح مسألة العلاقة بين السياسة والأخلاق ويناقشها ويستند في ذلك إلى الكثير من المصادر. أين تبرز أهمية هذه الفترة عند أيديولوجي الشيعة؟ تبرز في أنها قدمت لهم رموزاً درامية، اغتيال علي واستشهاد الحسين وصحبه وسبي عائلته وصموده، بني عليها الأساطير، ومنها خرافات بكل معنى الكلمة وأصبحت ميثولوجيا شيعة شعبية من جهة، كما أنتجت روح المظلومية وعدم الاستعداد للمساومة والرغبة الجامحة في الانتقام عند الشيعة من جهة أخرى، والتي يمكن الاستماع إليها في كل عام في عشرة عاشوراء أو على مدار العام في هذه الفترة مثلاً. من رأى منكم لوحة المختار وما يفعله بمن كان يقاتل ضد الحسين بكربلاء يستطيع أن يقدر عمق الروح والذهنية السادية التي تبلورت لدى أيديولوجيي الشيعة وقراء التعازي (المقتل) والتي تساهم في تكريسها.
وتشير الدراسة إلى إن أتباع المذهب الشيعي قد مروا في العهد العباسي بأكثر من مرحلة واحدة كمرحلة الانكفاء على الذات وتشكل الأيديولوجية الشيعية أو "المذهب الشيعي" على أيدي الإمامين محمد الباقر وابنه جعفر الصادق، ومن ثم المرحلة التالية التي جرى فيها تشويه الكثير من الحقائق والعمل على تجسيد الأساطير ومحاولة منحها قوة الحقيقة المطلقة وليس النسبية. ويمكن أن نتلمس ذلك في فترة حكم الصفويين الشيعة.
وإذا كان لدى السنة شيوخ دين لعبوا دوراً كبيراً في بلورة الأيديولوجيا السنية أو "المذهب السني" وبشكل خاص شيخ الحنبلية أحمد بن حنبل وأبن تيمية ومن الغزالي ومحمد عبد الوهاب، فأن للشيعية من هم يماثلون شيوخ السنة وبشكل خاص باني المذهب الشيعي ومؤسسه جعفر الصادق والشيخ محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (ت 329 هـ) صاحب كتاب" الكافي"، ومحمد تقي المجلسي الثاني (1073-1111 أبن الشيخ محمد تقي المجلسيي الأول (1003-1070 هـ)، وهو صاحب كتاب "بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار"، قد لعبا دوراً خاصاً في خلق الأساطير والخرافات حول أئمة الشيعة الجعفرية وشددا، كما شيوخ الحنبلية، من الصراع الشيعي السني. ويقد لنا الباحث معلومات مهمة وتحليل لسلوكية هاتين الشخصيتين الغارقتين في النهج الطائفي الدائري المغلق والمتزمت.
تمكن الزميل الباحث أن يلج بكتابه الجديد بوضوح ومسؤولية وعناية كبيرة ماضي الشيعة ويربطه بالحاضر ويرى بما لا يقبل الشك بأن الماضي ما زال حاضراً وفاعلاً ومؤذياً، أن يربط ما بين سعيهم للسلطة وفشلهم في الحصول عليها، ومن ثم وصولهم لها أخيراً في كل من إيران والعراق. وكان أتباع المذهب الشيعي قد وصلوا غلى الحكم قبل ذاك حين تأسست الدولة البويهية 932/945-1056/1062م)، ومن ثم الدولة الصفوية (1501-1785م). وهنا يمكن ملاحظة إن من كان حبهُ عذرياً للسلطة ولم يصل إليها، تحول إلى حب جامح للحكم، ومن كان بريئاً نظيفاً تحول إلى انتهازي فاسد. وحكم الخميني والخامنئي بإيران وحكم الجعفري والمالكي بالعراق يؤكدان ما ذهب إليه الزميل الدكتور فالح مهدي في بحثه القيم عن العقل الدائري، إذ إن ذلك الإحباط الشيعي قد تحول في هذين النموذجين إلى خضوع شيعي للحاكم، وهنا سادت قاعدة "حاكم جائر خير من الفتنة، . وهنا أيضاً برهن القول المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب على صحته "من مَلكَ استأثر". والتقى الضدان عند قاعدة واحدة في المحصلة النهائية بالنسبة للعراق على أقل تقدير حيث يعيش أهل السنة إحباطهم، ويعيش الشيعة خضوعهم للحاكم! إنه العقل الدائري، إنه الحيز الفكري المغلق، إنه بؤس الفكر وفاقته وخشبيته أو تيبّسه.
انتهت الحلقة الثالثة وتليها الحلقة الرابعة والأخيرة
12/8/2015



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يحتاجه العراق للانتصار على الفساد والإرهاب؟ الفساد ن ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل الدولة العراقية فاسدة بمسؤوليها الكبار؟ من أينَ لكَ هذا؟ ...
- كاظم حبيب - كاتب وباحث أكاديمي يساري وناشط حقوقي - في حوار م ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- هل يجوز لرئاسة وحكومة الإقليم السكوت عن العمليات العدوانية ل ...
- بيان: حملة مغرضة وظالمة ضد الأستاذ الدكتور سيِّار الجميل
- رئيس تركيا والهروب إلى أمام بعمليات عدوانية ضد الكرد!
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز - ال ...
- هل التزم الدكتور حيدر العبادي بالقسم؟
- سبل مواجهة تنظيم داعش والانتصار عليه؟ (5-5)
- الأسباب الكامنة وراء كوارث العراق وأبشعها اجتياح الموصل (4-5 ...
- بعض وقائع التطهير الثقافي بمحافظة نينوى (3-5)
- ماجد الخطيب في مشاهده المسرحية الجديدة عن اللاجئين
- وقائع مكثفة للإبادة الجماعية والتطهير العرقي بمحافظة نينوى ( ...
- داعش وجرائم الإبادة الجماعية بالعراق (1-5)
- نظرة مفعمة بالحزن والألم في رواية -يا مريم-، للروائي المبدع ...
- رؤية مراقب عن أعمال المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية ...


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم حبيب - نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدائري- للدكتور فالح مهدي الحلقة الثالثة (3-4) الإحباط الشيعي