أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - الفساد والإحتلال وجهان لفريق واحد














المزيد.....

الفساد والإحتلال وجهان لفريق واحد


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 20:03
المحور: القضية الفلسطينية
    





فضائح الفساد تأتي تباعاً وتوثيقاً لما يقوم به رجالات الرئيس عباس في السلطة الوطنية الفلسطينية، فمن فضيحة المنحة الفنزويلية مروراً بفضائح مدير عام المعابر والحدود ووزارة الشؤون المدنية ومراسلات التسول الموجهة لبنوك التنمية لبناء منزل عائلة دوابشة التي قام بها أحد مستشاري عباس، إنتهاءاً بفضحية نجل الرئيس عباس ومستشاره للشؤون الدبلوماسية ورسائلهم الموجهة لوزير خارجية البحرين طلباً للمال بحجة دعم مشروع لمواجهة الإستيطان يستفيد منه موظفين من محدودي الدخل، في حين أن المال مخصص لبناء حي دبلوماسي راقي يسكن فيه قرابة 15 وزير من السلطة الوطنية الفلسطينية، إضافة لسفراء ورجال أعمال يبلغ عددهم حوالي 250 شخص بمن فيهم نجل الرئيس عباس الذي حصل على حوالة مالية قيمتها 50 ألف دولار من قيمة فيلا مقامة له في هذا الحي.

الإتّجار بمعاناة الشعب الفلسطيني، والتسول بإسم الشهداء والجرحى والفقراء والمدمرة بيوتهم ليست مسألة جديدة يقوم بها أزلام الرئيس عباس، ولكن الأمر المختلف هذه المرة إذ أصبحت وقاحة الفاسدين علنية دون خوف من المحاسبة والملاحقة القانونية، والجميع شاهد تصريحات مدير المعابر الذي قال أن المطالبة بهذه الأموال لتغطية نفقات أسرته هو أمر مكفول في النظام المالي للسلطة، ليذكرنا بما قام به وزير العدل في السلطة الذي عيّن إبنه مديراً لمكتبه في أول أيام توليه الوزارة بحجة أن إبنه يجيد "إستخدام الكمبيوتر" !

شر البلية ما يضحك، مثل ينطبق تماماً على ما وصلت إلية حال السلطة الفلسطينية، ومستوى الإستهتار بوعي الناس عندما يقوم المسؤولين بمحاولات شرعنه نهب المال العام وإعطاءه صفة القانون، مستفيدون من حالة الفوضى وغياب الرقابة عن السلطة التنفيذية، بل عن كل شيء في مفاصل السلطة التي باتت تنخر فساداً على حساب الغالبية العظمى من أبناء الشعب الفلسطيني، فكيف يجرؤ مستشار عباس على طلب منحة مالية لحي دبلوماسي يسكنه الأثرياء وكبار موظفي السلطة تحت عنوان مواجهة الإستيطان، ويتجاهل كارثة في قطاع غزة حلّت بعد حرب وأبقت على آلاف الأسر الفلسطينية مشردة بلا مأوى سوى ملاجئ خصصتها وكالة الغوث، وفي ظل مجتمع يعيش مع سكانه تحت خطر الفقر والبطالة التي قالت تقارير دولية أنها الأعلى في العالم؟

قلنا مراراً أن النظام السياسي الفلسطيني هو نظام زبائني قائم على الرشوة والإبتزاز المالي، وقد إستولت على مفاصله مجموعة من التجار واللصوص يرتدون لباساً وطنياً يحظون على مباركة وحماية من الرئيس عباس وعائلته، ليتمكنوا من الإستمرار في عمليات نهب المال العام، والتعدي على حقوق المواطنين، وتعزيز الإحباط في صفوف الشعب الفلسطيني لثنيه عن الهدف الرئيس المتمثل في مواجهة الإحتلال ومستوطنيه، وإغراق الفلسطينيين بجملة من الأزمات تمكن هذه العصابة من تنمية إستثمارتها التي تتشارك في الكثير منها مع رجال أعمال إسرائيليين، وتوفر فرص مضاعفة وقوانين نموذجية للشركات الإحتكارية الفلسطينية من أجل إستنزاف جيوب المواطنين دون أي رادع لهذا النهم المتزايد، وبدون أي شكل من أشكال الحماية للمستهلك الفلسطيني.

الشعب الفلسطيني وقع ضحية الإحتلال الإسرائيلي وكان عنوان المعركة واضح ومحدد ويتمثل في مواجهة الإحتلال حتى إنجاز الإستقلال، ومنذ سنوات تعددت المهام الملقاة على عاتق الشعب الفلسطيني، فقد إستطاعت عصابة فاسدة نمت وترعرت في أحشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، ووجدت تسهيلات من الإحتلال، أن تحول حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يطاق، ولهذا السبب يجد الفلسطينيون أن أزماتهم أصبحت مزمنة وفي تفاقم مستمر دون حلول، والغاية أن تبقى بلا حلول، فلا يمكن أن يقبل أي عاقل في هذا الكون إستمرار أزمة إنقطاع الكهرباء عن قرابة 2 مليون فلسطيني منذ 9 أعوام حتى الآن بدون حل، ولا يمكن الإستسلام لفكرة العجز المالي المستمر للسلطة وتقليص النفاقات على قطاعات مهمة مثل التعليم والصحة تحت هذا العنوان، في حين أن الموازنات تصرف بشكل مفتوح لأجهزة الأمن ونفقات المسؤولين دون حسيب أو رقيب وتحت نظر المانحين، فلا تستقيم خديعة العجز مع ما تمارسه حاشية عباس وعائلته.

الفلسطينيون في قلب الكارثة، ومستقبلهم في خطر أكثر من أي وقت مضى في ظل تنامي الفقر والبطالة والإنقسام ومصادرة الحريات والتعدي على المال العام، إضافة لتخلي السلطة عن مسؤولياتها في حل مشكلات المجتمع بتزامن مع ما تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مناطق خدماتها الخمسة، فكل ما يجري هو تمهيد لصفقة ما تقوم به "روابط القرى" في حلّتها الوطنية مع الإحتلال، محاولات لتركيع الشعب ودفعه للإستسلام والإستكانة والموافقة على أي مشروع سياسي قادم، هذا رهان الإحتلال الذي سقط أكثر من مرة، ومناوراته الجديدة لتنفيذه مع القيادة الفاسدة التي تتقاطع مصالحها معه بما لا يدع مجالاً للشك.

مواجهة الفساد وعناوين الفساد مهمة لا تقل شأناً عن مواجهة الإحتلال، وإذا عجزت مؤسسات الرقابة والقانون عن تقديم الرئيس عباس وعصابته إلى المحاكم والسجن، فيبقى التحدي الأكبر أمام الفلسطينيين جميعاً تنظيم أنفسهم للإطاحة بهذه العصابة التي تعمل في العلن، وتتجراً بوقاحة منقطعة النظير أن تجاهر بفسادها، معتقدة أنها تقود قطيعاً أعيته الأزمات وتردي الحال، ولم يعد قادراً على الحراك والتصدي لهذه المهزلة التي لن يسلم منها أحد.


[email protected]




#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين خضير ودوابشة رئيس على مشارف الرحيل
- التواطؤ الدولي عن فساد السلطة والرئيس
- هلاوس هويدي في حروب أبو ظبي
- طلبة فلسطين في فنزويلا يفتحون الصندوق الأسود لفساد الخارجية ...
- عن فكّ الحصار بدون ثمن سياسي!
- عباس الرئيس الذي يخشى ظله
- شيلوا الميتين
- البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتن
- رهانات فاشلة لرئيس فاشل
- بيرزيت تنذر الحركة الوطنية الفلسطينية
- القضاء الفلسطيني يتمرد على هيمنة وإستغلال الرئيس عباس
- نحو عاصفة حزم نخبوية عربية مشتركة
- محاكمة دحلان آخر غزوات عباس من أجل السلطة والمال
- عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين
- مطلوب عقلانية حمساوية ومسؤولية وطنية
- عباس يواصل الحجل في دائرة النار
- عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان
- قطاع غزة بين المسؤولية الوطنية والسياسات الثأرية
- تشاوتشيسكو فلسطين
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - الفساد والإحتلال وجهان لفريق واحد