أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتن














المزيد.....

البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتن


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4816 - 2015 / 5 / 24 - 13:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتنة

من المتوقع أن يقوم البنك الدولي بعرض تقريره حول الأوضاع الإقتصادية والإنسانية في قطاع غزة أمام لجنة تنسيق المساعدات الدولية التي ستعقد إجتماعها في بروكسل الأربعاء 26 مايو 2015 ، بعد أن أشار في تلخيص إعلامي قصير أن نسبة البطالة في غزة قد إرتفعت إلى 44% في العام 2014 وإعتبرها النسبة الأعلى في العالم، وأن أكثر من 39% من إجمالي السكان في قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر، معتبراً أن الحصار الذي تقوم به إسرائيل وتشارك فيه مصر هو السبب في ذلك.

بالرغم من أن أرقام البنك الدولي تتعارض مع تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني التي تحدثت عن بطالة بلغت نسبتها 47.4% في الربع الثالث من العام 2014 أي بفارق 3.4% عن تقرير البنك الدولي، وتتعارض مع ما جاء من نتائج تقرير مشترك صدر عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني ومنظمة الأغذية والزراعة ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي وتحدثت عن "إنعدام" الأمن الغذائي لأكثر من 57% من سكان قطاع غزة قبل الحرب الأخيرة على غزة في العام 2014، مما يؤشر أن الرقم سيقفز إلى معدلات أكبر بعد الحرب وأن الفقر هو أعلى بكثير مما تحدث عنه تقرير البنك الدولي وبالمتوسط العام يقدر حوالي 80% من إجمالي سكان قطاع غزة حسب تقارير أكثر من جهة بحثية ودولية.

وإذا تجاوزنا الخلل المهني في تقرير البنك الدولي لا يمكننا إغفال التوظيف السياسي لهذا التقرير، فهو يوجه إتهاماً لجمهورية مصر العربية بأنها شريك للإحتلال الإسرائيلي في فرض الحصار على قطاع غزة، ولم يوضح شكل وكيفية شراكتها، بعد أن أغفل دورها الهام في عقد مؤتمرالإعمار الذي دعت إليه مصر عقب الحرب على قطاع غزة وجندت فيه أموال لصالح الإعمار في قطاع غزة، جرى إقتطاع نصفها لصالح دعم موازنة السلطة ، وتمّ تعطيل عملية الإعمار لأسباب مختلفة منها تعقديات خطة "روبرت سيري" لمراقبة الإعمار، وتخلف المانحين وأبرزهم "إمارة قطر" عن دفع مبلغ مليار دولار وهو المبلغ الأكبر في هذا المؤتمر، وإشتراطات الإستقرار وإستئناف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل حتى يتمكن المانحين من الإيفاء بتعهداتهم المالية، إضافة لتأخر عمل حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة التي حصر البنك الدولي المشكلة فيها إلى جانب الحصار وإسرائيل ومصر.

تقرير البنك الدولي يهمل تماماً دور بروتوكول "باريس الإقتصادي" الموقعة في نيسان 1994 الذي ساعد في تكريس هيمنة إسرائيل على الإقتصاد الفلسطيني وجعل أكثر من 85% من العلاقات الإقتصادية الفلسطينية مرتبطة بإقتصاد إسرائيل ومن خلال المعابر الفلسطينية المرتبطة بإسرائيل، ويدرّ دخلاً سنوياً على الخزينة الإسرائيلية ما لا يقل عن 300 مليون دولار من الضرائب وحدها، ويضع قيوداً على حركة الإستيراد من الخارج ويشترطها بتعرفة جمركية متساوية مع الإحتلال رغم الفارق الكبير في مستويات الدخل والمعيشة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى الضرائب المباشرة وغير المباشرة التي تفرض على سكان غزة من حكومتي رام الله وغزة آخرها كانت ضريبة التكافل الإجتماعي التي فرضها نواب المجلس التشريعي عن حركة حماس.

إضافة لما سبق، يتجاهل البنك الدولي عن سبق إصرار الزيادة المضطردة لمعدلات الفقر والبطالة منذ تشكيل السلطة الفلسطينية حتى الآن، وأن تمديد المرحلة الإنتقالية وتأخر قيام الدولة الفلسطينية هو السبب الرئيسي وراء الكارثة المعيشية التي يتعرض لها الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، فالحصار وبناء الجدار وتعطل الإعمار ومصادرة الأراضي والإستيطان هي مظاهر وممارسات إحتلال تنتهي بإنتهاء وجوده على الأرض، وأن فرص التنمية والتطور الإقتصادي لا يمكن أن تتحقق بوجود الإحتلال وسلطة تحت الإحتلال تنفق حوالي 40% من أجمالي موازناتها منذ أن تأسست حتى الآن على أجهزة أمن وظيفتها حماية المستوطنيين والبطش بأبناء الشعب الفلسطيني- لا يوجد حكومة في العالم تنفق هذه النسبة على أجهزة الأمن، مما يعني أن هذا الإنفاق يأتي على حساب التنمية والقطاعات الأخرى كالتعليم والصحة والزراعة ودعم المشروعات الصناعية وحماية الفئات المهمشة والفقيرة.

البنك الدولي مؤسسة عالمية مليئة بالعقول الإقتصادية، وتقريره الصادر بهذه الإستخلاصات هو تقرير تضليلي لا يبحث في أسباب المشكلة ويقفز عنها، جميعهم يدركون أن بقاء الإحتلال هو المعطل لكل فرص الحياة عند الفلسطينيين، وتقرير سياسي غرضه وضع جمهورية مصر العربية في موقف حرج مع الشعب الفلسطيني ومع مواطنيها، والإستمرار في هذا التضليل يؤدي إلى بقاء الأزمات الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل الإحتلال وينظّر لحل سياسي منقوص قد يكون في غزة، يحافظ على ديمومة الإحتلال ويعالج مشكلات الفلسطينيين بالقطعة كما يجري مع غزة بالرغم من حدة الكارثة فيها، وليس في إطار تصور شامل ومراجعة لنتائج إتفاق أوسلو بعد تجربة عمرها عشرون عام.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهانات فاشلة لرئيس فاشل
- بيرزيت تنذر الحركة الوطنية الفلسطينية
- القضاء الفلسطيني يتمرد على هيمنة وإستغلال الرئيس عباس
- نحو عاصفة حزم نخبوية عربية مشتركة
- محاكمة دحلان آخر غزوات عباس من أجل السلطة والمال
- عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين
- مطلوب عقلانية حمساوية ومسؤولية وطنية
- عباس يواصل الحجل في دائرة النار
- عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان
- قطاع غزة بين المسؤولية الوطنية والسياسات الثأرية
- تشاوتشيسكو فلسطين
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد
- خطة فاشلة لقيادة عاجزة
- لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية
- توافق اللص والحاكم
- مصيبة السياسة الفلسطينية في محاضر إجتماعات قطر
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة
- أسئلة المعركة وما بعدها


المزيد.....




- حبّ على المنحدرات.. ثنائي مُغامر في لبنان يتزلّجان بثياب الز ...
- الهند وباكستان.. معنى اسقاط طائرات صينية الصنع لمقاتلات غربي ...
- بعد تصريحات أحمد الشرع عن إسرائيل.. هل يلتقي ترامب بزيارته ا ...
- بوتين في الذكرى الـ80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى: روسيا ...
- شاهد.. وحدات من الشرطة العسكرية المصرية في الساحة الحمراء بم ...
- أين يقف ليو الرابع عشر من سياسات ترامب؟
- بعد قرار الهدنة.. اتهامات من أوكرانيا لروسيا بقصف 220 قرية
- موسكو.. انطلاق العرض العسكري في الذكرى الـ80 للنصر على الناز ...
- بوتين في الذكرى الـ80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى: روسيا ...
- البابا الراحل فرنسيس تبرع بأمواله لدعم نزلاء سجن في روما


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتن