أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية














المزيد.....

لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 11:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية



بقلم: محمد أبو مهادي

الدعوة التي أطلقها " محمود عباس" قبل أيام عقب إجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "للتهدئة" في القدس، كشفت مجدداً عن حجم الإنهيار الوطني الذي تعيشه القيادة الفلسطينية، وإنحسار خياراتها الوطنية في مواجهة صلف الإحتلال وجرائمه التي بلغت مستويات غير مسبوقة في تاريخ القضية الوطنية، جرائم متواصلة دفعت بآلاف الشبّان الفلسطينيين من القدس وغيرها لأخذ زمام المبادرة والتصدي بشجاعة معهودة خلقت واقع مختلف عمّا تريده إسرائيل والسلطة وأمريكا الذين سارعوا لعقد إجتماعات التهدئة في العاصمة الأردنية عمّان.

المواجهات بين الفلسطينيين وزعران المستوطنين وغلاة متطرفيهم أصبحت مشهد يومي يتسع ويأخذ مساحات وإبداعات فردية قد تتحول إلى ظاهرة، وضعت الإحتلال الإسرائيلي أمام حالة من التخبط والعشوائية جرى التعبير عنها في العديد من القرارات، وظهرت بعضها مثل "النكتة" على غرار " منع إستيراد السكاكين" أو تشكيل "الحراسة المدنية" وإقامة المزيد من الحواجز العسكرية والقيام بإجراءات عنصرية في مدينة القدس وغيرها، تشبه إلى حد كبير الحالة التي عاشتها إسرائيل في بدايات الإنتفاضة الشعبية الأولى" إنتفاضة الحجارة" وتكررت خلال الزحف الفلسطيني على الحدود ومناطق التماس في "ذكرى النكبة" مايو 2011.

إسرائيل دولة قوية وبإمكانها أن تذبح غزة بالطائرات والصواريخ وتوقع آلاف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين في حال كانت المواجهة عسكرية، كما حدث أكثر من مرّة في حربها على قطاع غزة، ولكنها ضعيفة جداً أمام التحركات الشعبية كالتي تحصل حالياً في مناطق متعددة من الضفة والقدس، فهي تعجز عن إستخدام آلة بطشها في مواجهة شبّان يلقون بالحجارة و"المولتوف" على قواتها المنتشرة في الضفة والقدس وعلى مسافة أمتار في منزل "محمود عباس" ومقر "القيادة الفلسطينية"، وتدرك أن ثمن بطشها مكلف على المستوى الدولي وأن جرائمها ستوقظ ملايين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني حتى في ظل حالة الوهن العربي والتواطؤ الرسمي العالمي مع جرائمها.

سواء كانت إنتفاضة شعبية ثالثة أو هبّة جماهيرية طارئة رداً على جرائم الإحتلال، فهذا حراك فلسطيني يؤكد إستحالة التعايش مع الإحتلال وعدوانيته، مهما بلغت درجة يقظة رئيس السلطة وإسرائيل وحرصهما على "الهدوء" و"التنسيق الأمني" وتوفير بيئة آمنة للمستوطنين، ومهما إشتدت وتيرة القمع والتصعيد ومنع التظاهرات وأشكال الإحتجاج الأخرى.

الشعب الفلسطيني على إمتداد تواجده لم يسقط حلم الحرية والإستقلال، ولم تعد تنطلي عليه أكذوبة المفاوضات اللامتناهية في ظل قيادة عاجزة معدومة الخيارات تعيش أكثر من حالة إنقسام، طموحها الوحيد الحفاظ على مواقعها في ما تبقى من شظايا نظامها السياسي، تبحث عن إنتصارات وهمية تغطي على واقع الإحتلال وتستكين لممارساته التي طالت حملة بطاقات ال"VIP" ورئيسهم الذي يشتغل على إضعاف وتفتيت الحركة السياسية الفلسطينية وإحكام قبضته على مفاصل الحكم ومعاقبة معارضيه.


منذ زمن غادرت السلطة الفلسطينية موقعها المنحاز إلى الشعب، بل غادرت موقعها المحايد ما بين الشعب والإحتلال، لتصبح في زمن رئيسها "عبّاس" في موقع تهديد لمصالح الشعب وحقه في ممارسة كفاحه الوطني المناهض للإحتلال، ما جرى في غزة خلال الحرب العدوانية، وما يجري في القدس من مواجهات والمحاولات المتواصلة للجم أي إنتفاضة ضد الإحتلال برهان ذلك، ولم يعد مخجلاً للرئيس "عباس" إدانة أي فعل مقاوم سواء كان فردي أم جماعي، لم يعد مخجلاً له إستمرار الرهان على مفاوضات بحاضنة أمريكية مع إداركه ويقينه بفشل هذا المسار وهذه الطريقة بعد أن أحدثت تآكل سياسي تدريجي على الموقف الوطني وصولاً للقبول بما كان يعتبر خيانة وطنية !.

الإنتفاضة الشعبية سواء كانت طارئة أو دائمة فهي تقرع "جدران الخزان" وتذكر الجميع أن الشعب الفلسطيني هنا، حيّ ينشد الحياة والمستقبل والحرية، وقضية الوطنية حاضرة بقوة مهما بلغت درجة اليأس والإحباط الذي حاول البعض فرضهما لتمرير سياسات أكل عليها الدهر وشرب، وتذكرهم أن "حتمية التاريخ إنتصار الشعوب المضطهدة" وأن التعايش مع الإحتلال ومستوطنية أمر لا يمكن القبول في ظل رشوة السلطة التي أرادها المجتمع الدولي والمانحون، وأن الطارئ سيصبح دائم، والهبًة ستشرق هبّات وفعل يومي يطيح بالجلادين وهياكلهم وشركات الحراسة والتوظيف التي أريد منها تزييف الواقع الفلسطيني ومنح الإحتلال فرصة إستمرار فرض سيطرته على الشعب والأرض والمقدسات الفلسطينية.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توافق اللص والحاكم
- مصيبة السياسة الفلسطينية في محاضر إجتماعات قطر
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة
- أسئلة المعركة وما بعدها
- خمس حقائق تكشفها الحرب على غزة
- السلطة الفلسطينية من رافعة وطنية إلى غطاء على جرائم الإحتلال
- إلى جماعات ال NGO,s وبعض المثقفين الفلسطينيين
- حلقة جديدة من إشغالات عباس للشعب الفلسطيني
- من القاهرة أشرقت شمس العرب
- عباس يستبق نتائج إنتخابات الرئاسة المصرية
- نحو مبادرة عاجلة للإنقاذ الوطني الفلسطيني
- خطيب الفتنة سيرحل موقظها
- رئيس الفرصة الأخيرة
- بلاغ إلى جماهير الشعب الفلسطيني
- الأردن يضع القيادة الفلسطينية أمام مسؤولياتها
- وثيقة إستسلام وليست إتفاق إطار
- الرجوب يستكمل مهام فريق الصاعقة الرئاسي
- قيادة عاجزة وإشغالات مقصودة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية