أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - تشاوتشيسكو فلسطين














المزيد.....

تشاوتشيسكو فلسطين


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 10:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


في مشهد مقارب لما جرى في رومانيا عام 1989 ضد الطاغية " نيقولاي تشاوشيسكو" خرج الآلاف من أبناء حركة فتح في قطاع غزة معلنين رفضهم لسياسات الرئيس "محمود عباس" بحق أكثر من مليون وثماني مئة ألف فلسطيني يعيشون في قطاع غزة ظروف كارثية نتجت عن حصار وعدة حروب متتالية، حيث لا زالت آلاف الأسر الفلسطينية مشردة باحثة عن مأوى في ظل مصير مجهول لم تجب عنه تعهدات الإعمار وسلطة تدّعي كذباً إنفقاها 55% من موازنتها لصالح قطاع غزة، في وقت عاقبت فيه القطاع بمجمل سياساتها الإقتصادية وتركته فريسة الفقر والبطالة والحصار منذ ما يزيد على الثمانية أعوام، وسجلت على نفسها قرارت مخزية مررتها تحت عناوين" الإنقسام" أو عدم تسلم "حكومة الوفاق" لمهامها في قطاع غزة، وغيرها من مبررات كشفت عن هزالة النظام السياسية الفلسطيني وغياب روح المسؤولية عنه منذ أن تولى قيادته" محمود عباس" حتى الآن.

المسؤولية الوطنية والأخلاقية لهذا الرئيس وحكومته تقتضي تكثيف حجم إنفاق حكومته على قطاع غزة بعد الحرب المدمرة التي خلّفت ورائها آلاف الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة، وتتطلب هجوماً جاداّ نحو المصالحة وإنهاء الإنقسام وفرضها مهما كانت العقبات التي تعترض طريقها بدل الهروب من هذا الإستحقاق الوطني وإستبداله بجملة من الإجراءات التعسفية والعنصرية التي جرى تمريرها بحق الفلسطينيين من أبناء غزة على شكل "عقوبات جماعية" تناظر ما فعلته إسرائيل خلال حكمها العسكري المباشر لقطاع غزة حتى الآن، حيث أقدمت حكومة الرئيس عباس على وقف التحويلات الطبية وقلصت نفقاتها على المستشفيات من الأدوية والعقاقير الطبية وصادرت حقوق مكتسبة للموظفين المدنيين والعسكرين وأحالت عدد كبير منهم إلى التقاعد المبكر وصادرت مهام وصلاحيات جميع الموظفين من أبناء غزة بمختلف الدرجات الوظيفية وفصلت عدد كبير منهم للتخلص التدريجي من أي علاقة تربط السلطة ورئيسها بقطاع غزة دون النظر في مخاطر هذه الإجراءات التي تساعد في تكريس الإنقسام وتخدم المستفيدين منه.

كل ما سبق يترافق مع حالة "هوس تآمري" أصابت الرئيس عباس، الذي أصبح يشك في عدد أصابع يده، حاله كحال من سبقوه من طغاة في العالم، حيث يرى كل من يخالفه الرأي عدو ينبغي الإجهاز عليه بطريقة بوليسية أو من خلال بوابة الجهاز القضائي الذي أصبح مطواعاً لتنفيذ سياسات الإقصاء، وصولاً إلى لفضيحة الصارخة التي أثارتها الوثيقة المسربة لرئيس هيئة مكافحة الفساد بحق النائب محمد دحلان وما حملته من دلالات جديدة تؤشرعلى حجم الإنهيار الذي أصاب النظام السياسي الفلسطيني وسقوطه بالكامل في قبضة ديكتاتور مستبد تحت سلطة الإحتلال الإسرائيلي يقدس المفاوضات والتنسيق الأمني.

قلت تشاوتشيسكو فلسطين للمقاربة بين ما جمع الإثنين من صفات رغم أن ممارسات الإستبداد في كل العالم واحدة، ويتشارك المستبدون في معظم الصفات، لكن محمود عباس ونيقولاي تشاوتشيسكو تشاركا في معارضة فاعلة من أعضاء حزبيهما، إذا ما استحضرنا مشهد المحتجين في رومانيا من أعضاء "الحزب الشيوعي الروماني" الذين رفعوا بطاقات عضوية الحزب خلال عملية إسقاط الديكتاتور وقادوا الجماهير لإنهاء حقبته المظلمة، وهذا ما قام به أبناء فتح في قطاع غزة كمبادرة حزبية واسعة تعدّ من أرقى أشكال الإحتجاج العلني وعجزت عن فعلها بعض الأحزاب الخجولة الحائرة في رحلة البحث عن قائد جديد، بعد يقينها من حتمية سقوط الديكتاتور.

يبدوا أن حركة حماس أدركت أن عتبة خلاصها من خلال التقارب مع النائب محمد دحلان خصمها السياسي الأول، بعد مراوغات محمود عباس المضنية، وبعد تقييمها لمرحلة ما بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، فقد أعلن قادتها عن سلسلة مواقف وتصريحات تؤسس لحقبة سياسة ما، وهي قد تكون جادّة في هذه التصريحات والمواقف ولا تناور على وتر العلاقات الداخلية الفتحاوية، وهذا يجوز في السياسية التي لا تعرف الخصومة الدائمة ولا التحالفات الثابتة وستكشف الأيام عن جديد لوّح به النائب دحلان وتحدث به بعض قادة حماس.

المشكلة الأساسية في جزء مكونات الحركة الوطنية وبقية الواهمين من اللجنة المركزية في حركة فتح، الذين لم يقررو بعد مغادرة دائرة القلق والحيرة، واستسهلوا المراوحة في دائرة العاطفة والحنين للمعبد الذي وضعهم فيه عباس، مع إدراكهم الأكيد بإفلاس هذا الرجل سياسياً بعد سلسلة إخفاقات ومغامرات كان آخرها القبول بالمبادرة الفرنسية التي ستعرض على مجلس الأمن الدولي بما تضمنته من تراجع سياسي خطير في مواضيع جوهرية كالقدس والإستيطان واللاجئين الفلسطينيين، وفقدانه لمجمل الإسناد العربي والدولي لصالح العلاقة مع أمريكا ورهانه المستمر عليها كراعية للسلام، هؤلاء جميعاً بحاجة إلى عملية تقييم جادة والبحث في مستقبل الحركة الوطنية التي لحقها ضرر كبير من سياسات عباس، وحوّلها إلى يافطات سياسية ترفع عند الحاجة، وباتت تستهوي أنشطة تصدير المواقف والبيانات أكثر من عمليات الفعل المعارض الحقيقي على الأرض- مع تقديري لمحاولات البعض للخروج من دائرة الصمت، ولكن هذه محاولات خجولة تأتي على شكل ردات فعل آنية ولا يمكن أن تكون طريقة للخلاص من سياسات عرضت مجمل القضية الوطنية للخطر وتركت الشعب فريسة الإحتلال الإسرائيلي ورئيس فلسطيني عاجز يمارس الإشغالات الداخلية ويستبد لضمان أطول فترة حكم ممكنة.

من يقوم بتحطيم الأصنام في كل المعابد عدد قليل من البشر يشار لهم بالبنان حتى يومنا هذا، هم قادة صنعوا التاريخ وأحدثوا تحوّلات حقيقية عليه، قادوا شعوبهم في أسوأ الظروف وعبروا معهم إلى المستقبل، وشعبنا بحاجة إلى مبادرة خلاص وطني جادة يصنعها القادة وتكون بارقة أمل تعيد الإعتبار له ولقضيته، والرئيس عباس ليس أفضل من الحبيب بورقيبة، ولم يساهم في بناء إمبراطورية مثل جوزيف ستالين، ولا حتى شبيهاً بصدام حسين، هو ديكتاتور فريد من نوعه وعجيب في مسلكياته وأخلاقياته، ووصل إلى آخر فصل من فصول المهزلة.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد
- خطة فاشلة لقيادة عاجزة
- لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية
- توافق اللص والحاكم
- مصيبة السياسة الفلسطينية في محاضر إجتماعات قطر
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة
- أسئلة المعركة وما بعدها
- خمس حقائق تكشفها الحرب على غزة
- السلطة الفلسطينية من رافعة وطنية إلى غطاء على جرائم الإحتلال
- إلى جماعات ال NGO,s وبعض المثقفين الفلسطينيين
- حلقة جديدة من إشغالات عباس للشعب الفلسطيني
- من القاهرة أشرقت شمس العرب
- عباس يستبق نتائج إنتخابات الرئاسة المصرية
- نحو مبادرة عاجلة للإنقاذ الوطني الفلسطيني
- خطيب الفتنة سيرحل موقظها
- رئيس الفرصة الأخيرة
- بلاغ إلى جماهير الشعب الفلسطيني
- الأردن يضع القيادة الفلسطينية أمام مسؤولياتها


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - تشاوتشيسكو فلسطين