|
لم يتعين على الماركسيين الثوريين الا يدعموا الاصوليين الاسلاميين ؟ بقلم مازيار رازى - القسم الثالث والاخير
سعيد العليمى
الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 15:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتعين على الماركسيين الثوريين الا يدعموا الاصوليين الاسلاميين ؟ بقلم مازيار رازى نقد لمفهوم حزب العمال الاشتراكى عن الثورة الدائمة كريس هارمان يصطف مع الاصولية الاسلامية الرجعية اذا كان تونى كليف ينفصل عن الافكار الاساسية للماركسية الثورية ويراجع ثورة تروتسكى الدائمة ، فإن كريس هارمان بتوسيعه انحراف تونى كليف ، يصطف جانب الاصوليين الاسلاميين المناهضين للثورة . ويضع هذا الموقف بشكل ضمنى قادة حزب العمال الاشتراكى فى كتلة متحدة مع الرجعيين . يناقش كريس هارمان الجذور النظرية لدعمه لجمهورية ايران الاسلامية والاصولية : " كما بينها تونى كليف فى نص هام من التحليل الماركسي ، اذا كانت الطبقة الحاكمة غاية فى الضعف لتظل فى السلطة فى وجه الازمة الاقتصادية والانتفاض من اسفل ، بينما لاتملك الطبقة العاملة تنظيما مستقلا يسمح لها بأن تكون على رأس الحركة ، عندئذ تكون اقسام من الانتليجنسيا قادرة على ان تسعى للسلطة شاعرة بأن لها مهمة حل مشاكل المجتمع ككل . " " " الانتليجنسيا حساسة ازاء تخلف بلدانها التكنولوجى . ... داخل نظام يتآكل وحيث يتحلل النموذج التقليدى ،فانهم يشعرون بعدم الامان ، وانهم منبتى الجذور ، يفتقرون للقيم الراسخة . ويدفع تحلل الثقافات الى ظهور حافز قوى لتكامل جديد لابد ان يكون كليا وديناميكيا اذا ماكان عليه ان يملأ الفراغ الاجتماعى والروحى الذى يجب ان يقرن بين النزوع الدينى بالنزعة القومية المناضلة .انهم يبحثون عن حركة ديناميكية توحد الامة وتفتح مجالات واسعة امامها ، لكنها تمنحهم فى نفس الوقت السلطة ... " وينتهى كريس هارمان الى ان : " رغم ان هذه الكلمات (التى كتبها تونى كليف ) قد كتبت عن مدى جاذبية الستالينية ، والماوية ، والكاستروية فى بلدان العالم الثالث ، فإنها تلائم تماما الانتليجنسيا الاسلامية الملتفة حول الخمينى فى ايران . وهم لم يكونوا كما اعتقد خطأ كثير من المعلقين اليساريين ، مجرد تعبير فحسب عن رأس المال التجارى " المتخلف " " الطفيلى " البازارى التقليدى . كما انهم لم يكونوا ببساطة تعبيرا عن ثورة مضادة كلاسيكية . فقد قاموا باعادة تنظيم ثورى للملكية وفى السيطرة على رأس المال داخل ايران رغم انهم يتركون علاقات الانتاج الرأسمالية كما هى ، غير انهم وضعوا رأس المال الكبير الذى امتلكه محاسيب الشاه فى يد مؤسسات الدولة ومؤسسات تابعة لها تحت سيطرتهم – لصالح " المضطهدين " بالطبع مع تسمية الشركة التى استولت على الامبراطورية الخاصة بالشاه مؤسسة المستضعفين ( المضطهدين ) ." " المثير للاهتمام بشأن الطريقة التى استخدمتها العصبة الملتفة حول الخمينى لابعاد خصومها وتأسيسها نظام الحزب الواحد هو انه لم يكن فيها اى شئ اسلامى بشكل خاص . ولم تكن مثلما اعتقد كثير ممن ارتعبوا من عدم تسامح النظام نتيجة لبعض السمات " اللاعقلانية " او القروسطية التى تسم " الاصولية الاسلامية " . فى الواقع ، كانت تشبه الطريقة التى تبعتها فى مناطق مختلفة من العالم احزاب تستند الى اقسام من البورجوازية الصغيرة ، وعلى سبيل المثال هى ذاتها الطريقة الى اتبعت فى قسم كبير من اوروبا الشرقية لتعزيز حكمها بع 1945 . والنموذج البدئى للبورجوازى الصغير الذى يقرن فى شخصه بين المنزع الايديولوجى والصعود الشخصى يمكن ان نجده فى رواية بلزاك الاب جوريو – وهو نموذج اليعقوبى العصامى الذى يصنع ثروته من خلال استغلال نقص المواد التى خلقتها الهبة الثورية " " لم يكن انتصار الخمينى آنذاك حتميا ، كما انه لايدلل ايضا على ان الاسلاموية هى قوة رجعية متفردة يتعين على اليسار بسببها ان يكون مستعدا للتحالف مع شيطان ( او بالاحرى الشيطان الاعظم ) الامبريالية وحلفائها المحليين . انها تثبت فحسب ،انه فى غياب قيادة مستقلة للطبقة العاملة ، فإن الهبة الثورية يمكن ان تفتح الطريق امام اكثر من شكل لاعادة استقرار الحكم البورجوازى تحت حكم قمعى بورجوازى ، سلطوى ، ذى حزب دولة واحد . لم تكن الخلطة السحرية فى هذه العملية الطابع " القروسطى" المزعوم ولكن الفراغ الذى خلقه اخفاق التنظيمات الاشتراكية فى تقديم قيادة لطبقة عاملة مكافحة لكنها بغير خبرة " ( النبى والبروليتاريا ، كريس هارمان ، جريدة الاشتراكية الدولية ، العدد 64 ، خريف 1994 ) واذ يتبع مراجعة تونى كليف للثورة الدائمة يقارن كريس هارمان عبثا نظام الخمينى ب " الاحزاب الشيوعية الضعيفة فى اوروبا الشرقية " او باليعاقبة ! واذا يفعل ذلك فإن كريس هارمان يبين انه ليس منغلقا فقط على التاريخ والطبيعة الطبقية للاصولية الاسلامية فى ايران ، وانما يسئ ايضا عرض موقف تونى كليف المنحرف . ليس فى كل هذا مايثير الدهشة اذا مانظرنا بايجاز الى خطأ كبير آخر طوره اولا تونى كليف ثم بنى عليه وواصله اتباعه فيما بعد . لقد خلص كليف الى نتيجة ان تحلل الاتحاد السوفيتى قد ادى لتأسيس "رأسمالية الدولة " وطبق ذلك فيما بعد على اوروبا الشرقية ونظم اخرى حيث قضى على الراسمالية واقيم مكانها اقتصاد مخطط . بعد ان صرحوا بأن هذه النظم لم تكن اكثر من شكل آخر للرأسمالية ، يبدو من الواضح لماذا لم يروا اختلافا بين ذلك النظام القائم فى كوبا والنظام الاسلامى فى ايران . وهنا يمكن لنا ان نبدأ فى ان نرى لم طوروا اوهاما حول النظم الاسلامية . وهكذا فقد نظروا للجوانب الزائفة التى يمكن ان تؤدى بهم لرؤية كوبا كاسترو وايران الخمينى فى نفس الضوء . مادام كلاهما قد تنازعا مع امبريالية الولايات المتحدة فى اوقات مختلفة اذن لابد من ان يكون هناك تشابه بينهما . بدلا من ان الجانب الاساسي فى الطريقة التى يعمل بها الاقتصاد ، فانهم ينظرون الى الزخارف الخارجية . لقد دافع الترو تسكيون الحقيقيون دائما عن الاقتصاد المخطط فى الاتحاد السوفيتى فى الماضى ومابقى قائما منه فى كوبا اليوم . لقد حاربوا التحلل الستالينى ، البيروقراطية بكل ملامحها الوحشية ، بينما دافعوا عن اقتصاد الدولة المركزى المخطط . لايمكن مقارنة النظام فى ايران بنظام الاتحاد السوفيتى السابق . ولكن اذا كان التحاد السوفيتى – كما يظن حزب العمال الاشتراكى – تنويعة فحسب على الراسمالية يمكن لنا ان نفهم كم من السهل ان يسقط فى اضطراب رؤية استقرار العلاقات الراسمالية فى ظل الخمينى عملية مشابهة لما جرى فى عهد ستالين . هذا كخلط الزيت بالماء . فالاثنان غاية فى الاختلاف . ويمكن ان نرى فى هذا الطريق كيف يمكن ان تبدأ عملية تجميل الاصولية الاسلامية . تجاهل كريس هارمان للدور الرجعى لرجال الدين بعكس اعتقاد كريس هارمان ، كانت عصبة الخمينى جزءا لايتجزأ من الطبقة الحاكمة فى ايران لعقود . فلا قادة جمهورية ايران الاسلامية ، ولاقاعدتها الاجتماعية قد تشكلت من "الانتليجنسيا " ! فقد كانت الكتلة الاساسية من القيادة من كبار ملاك الارض . ( مثل على اكبر رافسنجانى – رئيس جمهورية ايران الاسلامية لمدتين ، وواحد من الشخصيات البارزة والاكثر نفوذا اليوم ) وقد تشكلت القاعدة الاجتماعية للنظام بشكل اساسي من سكان العشش الساخطين فى المدن ، البورجوازية الصغيرة المدينية والفلاحون المهاجرون ، الخ . اذا ماوضعنا فى اعتبارنا غلبة البورجوازية الصغيرة المدينية والفلاحون المهاجرون فى المراحل الباكرة من الحركة الجماهيرية ، فإن دعوة رجال الدين ل " العدالة الاسلامية " و " الاقتصاد الاسلامى "و " الدولة الاسلامية " امكن لها ان تجد على الفور قاعدة جماهيرية مصغية . ان المسألة التى يتعين على كريس هارمان ان يدركها هى انه اذا كانت البورجوازية فى السلطة والدولة دولة بورجوازية ، فمن الواضح اذن ان المسألة الجوهرية وفقا لماركس ، ولينين وتروتسكى هى تدمير هذه الدولة واستبدالها بدولة عمالية يمكن ان تحقق المهام الديموقراطية البورجوازية . وفق هذا المنطق ، فإن اى دولة بورجوازية هى رجعية كليا ويجب ان يطاح بها فى ثورة . ولكن حزب العمال الاشتراكى يجادل فى وجهة مناقضة ويعتقد ان اى " عدو " للامبريالية فى اى بلد متخلف ، فى غياب بروليتاريا ثورية ، هو " تقدمى" من الناحية الموضوعية وهى خطوة ايجابية ضمنيا فى سيرورة التوجه نحو المرحلة الاشتراكية . من الواضح انه اذا كانت الطبيعة الطبقية للدولة قد اصبحت بورجوازية بالفعل ( بخلاف طابع البورجوازية القومية اكثر من 100 عام مضت ) ، يترتب على ذلك بحكم التعريف ان لها قاعدة داخل البورجوازية وهى من ثم مدعمة بشدة على الاقل من الشرائح العليا للبورجوازية الصغيرة .اليوم فى اى من البلدان الراسمالية المتخلفة ، وعند حدوث ازمة ثورية يمكن ان تهدد حكم البورجوازية الطبقى ، علينا ان نتوقع ان نجد فى معسكر الثورة المضادة ليس فقط البورجوازية بكاملها ، وانما ايضا بعض ممن يسمى " الانتليجنسيا " وهم ليسوا استثناء فى هذه القاعدة . وفى الثورة الايرانية لعام 1979 جرى هذا المشهد تحديدا . كامل موارد البورجوازية الدولية والاممية ، تناسقت بقيادة المخابرات المركزية الامريكية وتحركت لنقل السلطة الى الخمينى بوصفه ممثل رجال الدين الراسماليين من اجل حماية وانقاذ الدولة البورجوازية . وقد تشكلت كتائب الصدام من هذه الشريحة ، اى ، من البورجوازية الصغيرة . ان مايفلت من كريس هارمان فى تحليله بشكل كامل عند تناول جمهورية ايران الاسلامية هو حقيقة جرى توثيقها جيدا قبل وقت طويل من حدوث انتفاضة فبراير 1979 ، وهى ان اقساما هامة من الجيش ، والبوليس السرى والبيروقراطية قد اصطفت خلف الخمينى . وتدخلت الولايات المتحدة ايضا مباشرة لتحقق تسوية تفاوضية بين رؤساء القوات المسلحة والقيادة الدينية البورجوازية ، ناهيك عن كثير من رجال الاعمال الذين اعطوا الخمينى مبالغ هائلة من النقود حتى ينظم " قيادته " . نظرا لاتساع الحركة الجماهيرية وراديكاليتها كانت الطريقة الوحيدة التى يمكن بها للثورة المضادة البورجوازية ان تهزم بها الثورة هو ان " تنضم " اليها . وقد كان لهذا ان يكون ممكنا فقط بدعم فريق فى المعارضة ضد الشاه يمكن ان يؤمن درجة من السيطرة على الجماهير . كان هذا واحد من اهم العوامل (ان لم يكن الاهم ) فى وضع الخمينى على رأس الحركة الجماهيرية . ان الاسباب التى جعلت رجال الدين الشيعة ، وخاصة عصبة الخمينى ملائمة لهذه المهمة يجب ان يكون واضحا . لقد كان رجال الدين دائما مؤسسة هامة من الدولة ، مدربون جيدا فى الدفاع عن المجتمع الطبقى والملكية الخاصة . وبعد كل شئ ، فإن المراتبية الشيعية قد كانت الدعامة الايديولوجية الاساسية للدولة . لقد اتى الخمينى نفسه من عصبة كانت قد اثبتت ولاءها للطبقة الحاكمة بمساعدتها فى انقلاب 1953 . وقد كانت ايضا اقل الادوات المكروهة فى الدولة ، لانها لم تكن جزءا بنيويا فيما كانت تدعمه .بخلاف الكنيسة الكاثوليكية ، فقد احتفظت دائما بمسافة عن الدولة . خاصة بسبب فترة مابعد الثورة البيضاء للتطور الراسمالى ، فقد انزل رجال الدين لمرتبة ثانوية . وبالفعل بسبب هذا ، فإن قسما متناميا داخل المراتبية اضطر الى ان يكون فى وضع المعارضة ازاء نظام الشاه .وامكن لهذا ان يوظف كجواز مرور الآن فى الحركة الجماهيرية . نظرا لضعف المعارضة السياسية البورجوازية ، التى لم يكن مسموحا لها بالعمل فى ظل الشاه ، فإن رجال الدين ،بشبكتهم الممتدة على نطاق الامة المكونة من الملالى والمساجد ، قدمت الاداة التى تماثل الحزب الضرورية من اجل " تنظيم " وتأطير الحركة الجماهيرية العفوية . وهى يمكن ان تقدم نمطا من الايديولوجية الشعبية الغامضة التى تمس الحاجة اليها فى التعمية على مطالب الجماهير الراديكالية ولتوحيدهم حول برنامج بورجوازى مقنع . ان ننكر ، من ثم ، حتى اليوم ، كما يفعل حزب العمال الاشتراكى ، ان الحافز الرجعى للخمينى توافق مع جهوده فى وضع نفسه فى قيادة الثورة ، معناه ان نقف ضد كل الحقائق التى باتت معروفة الآن للملايين من الايرانيين انفسهم . ان ننكر ايضا انه ومنذ البداية قدمت له المساعدات دعما لجهوده من الطبقة الحاكمة وكذلك من داعميهم الامبرياليين معناه ان نسئ فهم المسار الرئيسى للاحداث فى الثورة الايرانية . انه ، من ثم ، لتعمية تامة ان نشخص الثورة الايرانية بوصفها ثورة شعبية معادية للامبريالية قادتها " انتليجنسيا " البورجوازية الصغيرة او ان نصرح بأن " النظام قد قام باعادة تنظيم ثورية للملكية والسيطرة على رأس المال داخل ايران " . حيث يتجاهل هذا التفسير كليا الدور النوعى المضاد للثورة للبورجوازية واداتها داخل الثورة . ان الازمة الاقتصادية والسياسية فى فترة 1976 – 78 ، التى اعدت المشهد للاضطرابات الجماهيرية ، قد تشكلت من عوامل متناقضة مختلفة . بموازاة حركة الاحتجاجات الجماهيرية ضد ديكتاتورية الشاه الراسمالية التابعة كانت هناك ايضا صدوع هامة داخل البورجوازية ككل ، فى الاقسام المؤيدة للشاه وبين الاقسام المؤيدة والمعارضة للشاه . هذه المعارضات البورجوازية لحكم الشاه تحولت مع تفاقم الازمة الثورية وتعمقها : كانت هناك اولا ، حركة اصلاح دولة الشاه من داخل قمة البورجوازية " الحداثية " ، التى فضلت تحديد السلطات المطلقة للاسرة الملكية ووقفت مع درجة معينة من عقلنة الدولة الراسمالية . استلزمت متطلبات التطور الراسمالى اللاحق هذه الاصلاحات . وقد كان هذا القسم قد تشكل ضمن حزب الشاه الواحد ( راستاخيز – النهضة ) قبل الازمة الثورية . وقد نال دعم قسم هام من التكنوقراطيين والبيروقراطيين داخل ايران ، ومن مجموعات ذات نفوذ فى مؤسسة الولايات المتحدة . حيثما تعمقت الازمة ، اصبح هذا القسم على نحو متزايد صاخبا فى معارضته للشاه . لقد بدأ فى استخدام الحركة الجماهيرية كرافعة فى تعاملاته مع الشاه . ان اقالة حكومة هويدا وتشكيل وزارة اموزيجار كان تنازلا لهذا القسم . كان تطور الحركة الجماهيرية ، على اية حال ، يدفع بالمعارضات البورجوازية الاخرى الى المقدمة . لقد عرف هذا القسم انه ، حتى يسيطر على هذه الازمة ، كان عليه ان يختفى وراء السياسيين البورجوازيين الاقل ارتباطا بديكتاتورية الشاه . لم يكن هناك طريق آخر ليأمل فى ان يتمتع بدرجة معينة من التأييد داخل الحركة الجماهيرية . ان عودة ظهور الجثة المسماة الجبهة القومية ونشوء التجمعات البورجوازية المؤسسة حديثا ( على سبيل المثال الحركة الراديكالية ) كانت مرتبطة بهذا الاتجاه . كانت هناك ايضا معارضة ضد الشاه من داخل الاقسام الاكثر تقليدية للبورجوازية ( تجار البازار الكبار وصغار ومتوسطى الحجم من الراسماليين من القطاعات الاشد تقليدية فى الصناعة ) . لقد اغنت الثورة البيضاء وهذا النمط من النمو الراسمالى هذه الشرائح . مع ذلك ، فقد ازيحوا بهذه الدرجة او تلك خارج القنوات الاساسية للتراكم الرأسمالى المدعوم من الدولة ومن ثم خارج الطبقة الحاكمة . ان الازمة البنيوية للرأسمالية الايرانية فى منتصف السبعينات قد ترتب عليها شحذ هجمات دولة الشاه على هذه الشرائح التى مازالت لها السيطرة على قسم من السوق الداخلى . كان ينبغى اضعاف هذه القبضة ، حتى تتاح للاحتكارات فرصة حل ازمة فائض الانتاج . عنى الاستهلاك السلعى الموجه والتصنيع التابع تكنولوجيا اتجاها قويا للسيطرة البيروقراطية على السوق الداخلى من خلال الدولة . بالنسبة لهذه الشرائح ، كانت معارضة الشاه مسألة صراع حياة او موت . لم يكن ممكنا ان يرضوا بأى حال بنمط الاصلاحات الذى اقترحته اقسام اخرى . لقد طالبوا بتغيير اكثر راديكالية داخل هياكل السلطة . بينما عارضت الاقسام الاصلاحية بشراسة اى تغيير راديكالى يمكن ان يزعزع سلطة الطبقة الحاكمة ككل ، فإن مصالح هذا القسم لم تكن لتضرر بأى طريقة بطلب لايقل عن ازالة نظام الشاه . بمقدار مانمت الحركة الجماهيرية ، بات من الواضح ان هذا القسم يمكن ان يزايد بشكل واضح على الاخرين . من خلال القنوات التقليدية لاقتصاد البازار ، كان بإمكانه ان يستجلب دعم البورجوازية الصغيرة المدينية والجمهور الاعظم من الفقراء المدينيين المرتبطين به . كان لهذا القسم اضافة الى ذلك ، روابط كثيرة مع المراتبية الشيعية القوية . ومنذ الثورة البيضاء تقاربت البورجوازية التقليدية ورجال الدين الشيعة مزيدا من التقارب معا . استخلص هذا القسم من البورجوازية درسا هاما بعد هزيمته فى 1953 وتحديدا انه ، بدون ايديولوجية اسلامية وبدون دعم الملالى ، لايمكن تأمين دعم جماهيرى كاف ابدا لتمكينه من ان يضع بديلا واقعيا للشاه واليسار . مثلت حركة الحرية لبازرجان وطالقانى هذا الاتجاه . لقد قدمت ( بالبناء للمجهول ) لهذا الحزب الآن فرصة لانقاذ البورجوازية فى لحظة ازمتها . مثل تشكيل وزارة شريف امامى حركة من نظام الشاه لأن يضم هذا القسم ايضا فى اية تنازلات كان عليه ان يقدمها . لم تتمكن حكومة الوفاق الوطنى كما اسمت نفسها ، على اى حال ، من ان ترضى القسمين البورجوازيين ، ولا ان تخمد الحركة الجماهيرية التى استجمعت الآن حيوية جديدة بسبب الاضراب العام الذى يتطور تدريجيا . خلال هذه الفترة ، كانت للخمينى شعبية لانه بدا متسقا فى نداءه للاطاحة بالشاه . ولكنه فى ذات الوقت كان يستعد لعقد اتفاق مع النظام . وفى الواقع فقد كانت هذه الفترة هى التى ، تأسست فيها " قيادة " الخمينى على الحركة الجماهيرية ، بمساعدة القوى القوية داخل النظام نفسه . حوالى سبتمبر –ايلول 1978 ، مورست درجة معينة من السيطرة كان يمكن لها ان تسمح بالمساومة فى القمة . وكان الاضراب العام هو الذى وضع نهاية لذلك . وهكذا تهيأ المسرح لافتتاح الفترة الثورية من سبتمبر 1978 حتى فبراير 1979 ، وقد ميزها العزلة الاشد لنظام الشاه ، تدهور معنويات الجيش والشرطة ، تجذر الجماهير والشلل الكامل للمجتمع البورجوازى بسبب الاضراب العام شديد الفعالية . اضطرت الان امبريالية الولايات المتحدة والبورجوازية المناصرة للشاه الى الذهاب بعيدا بعيدا فى تقديم التنازلات للحركة الجماهيرية . الاطاحة بالشاه من المشهد ومؤسسة حكومة بختيار كان فى هذا الوقت وفى حد ذاته تنازلا غاية فى الراديكالية من جانب الديكتاتورية . كان هناك امل انه بهذه الطريقة فان القسم الاصلاحى ، الذى جعل ليبدو مقبولا اكثر ، سوف يتقوى وهكذا يجبر الاكثر راديكالية على المساومة . وقد كان الوقت متأخرا ، على اى حال ، على مثل هذه المساومات . كانت الحركة الجماهيرية تصبح واثقة من قوتها لحد بعيد للغاية ، وكان المزاج السائد هو عدم قبول اى شئ اقل من عزل الشاه . اضف الى ذلك ، فإن اى سياسي حاول الوصول الى تسوية مع الشاه ، فقد فورا كل الدعم . وفى الواقع فقد اضطرت الجبهة القومية لادانة بختيار . وهذا يفسر مايسمى " تصلب " موقف الخمينى . بشجب بختيار ( الذى كان ممثليه فى ايران يقومون ، مع ذلك ، بمفاوضات سرية ) ودعم الحركة الجماهيرية ، كان يقوى يده فى مواجهة كل من قسمى المعارضة البورجوازية . لقد كان يضطر الشخصيات الاكثر شعبية لقبول " قيادته " ومنعهم من الوصول لاى تسوية بدون تدخله . كانت الدوائر العسكرية والامبرياليين ايضا مستعدون فى هذا الوقت ان يتنازلوا عما هو اكثر بكثير . فقد كان هناك قلق متنام داخل الجيش . كان انصار الشاه المتشددون يجهزون لانقلاب على بختيار . وكان يمكن لهذا ان يقضى على الجيش ومعه آخر امل للبورجوازية للحفاظ على حكمها الطبقى . واصبح من الواضح ان المساومة كان يتعين اجراؤها مع الخمينى . وهو الامر الذى جرى بالضبط . جرت مفاوضات سرية بين بهشتى وبازراجان من جانب وقادة الجيش والشرطة السرية من جانب آخر فى طهران . كان المحكم هو ممثل الولايات المتحدة الجنرال هويسر ، الذى كانت وظيفته ان يضمن ان الجيش سوف يلتزم جانبه فى الصفقة . انجرفت الاقسام الكبرى من الطبقة الحاكمة فى مجرى الاحداث ، وشجعت ادارة كارتر على قبول مشاركة السلطة مع المعارضة . كان المأمول ان يجرى انتقال سلس من القمة الى حكومة بازارجان . ظهر بازارجان كبديل مقبول لانه كان الوحيد الذى تمكن من ان يحقق ائتلافا يضم القسمين البورجوازيين الكبيرين ، بينما هو فى نفس الوقت اكثر ارتباطا ، بقيادة الخمينى التى باتت الان هى الاقوى . كان الخمينى مضطرا ايضا لقبول صفقة كهذه لأن هذا قدم افضل غطاء لخطط رجال الدين بصدد السلطة . لم يكن من الممكن فى هذا الوقت ان يكون لرجال الدين اية ادعاءات ظاهرة بشأن استحقاقهم للسلطة . كان الخمينى ، حتى يبدد مخاوف البورجوازية ، وحتى يترك خياراته مفتوحة داخل الحركة الجماهيرية ، يؤكد دائما للجميع انه حالما يرحل الشاه فانه سوف يعود الى قم ويواصل " واجباته الدينية " . وهكذا سمح للخمينى بأن يعود الى ايران من المنفى وحكومته المعينة المؤقتة كانت تستعد للاستلام من بختيار . لم تكن انتفاضة فبراير – شباط جزءا من الصفقة . حاول بعض المؤيدين المخلصين للشاه من قادة القوات المسلحة الذين عارضوا الصفقة التى ساندتها الولايات المتحدة الامريكية ، ان يغيروا مسار الاحداث بتنظيم انقلاب عسكرى . وقد ترتب على هذا رد جماهيرى فورى وانتفاضى عارضه الخمينى مبدئيا . ولكن كان على قواته ان تنضم اليه فيما بعد ، والا فقدوا كل سيطرة على الحركة الجماهيرية ومعها اى امل فى انقاذ جهاز الدولة . وكانت الطريقة الوحيدة لحرف الانتفاضة من ثم هى " قيادتها " . وكان قادة الجيش والبيروقراطية مستعدون لنقل ولائهم للخمينى ولمجلسه الاسلامى الثورى ، مادام هذا وحده هو مايمكن ان ينقذهم من الجماهير المنتفضة . لقد كانت هذه هى الطريقة التى حلت بها حكومة بازرجان الثورية المؤقتة ، كما اسميت وقتها ، محل حكومة بختيار . ضمنت بركات الخمينى ، من ثم ، تأسيس حكومة رأسمالية على رأس الجماهير . بهذه الطريقة ، من الواضح ان ماظهر بوصفه " قيادة الثورة الايرانية " لعبت بشكل اساسي ، ومن البداية ، دور الثورة المضادة البورجوازية السياسية ، فرضت من اعلى حتى تسحب كل مكاسب الجماهير وتنقذ اكبر مايمكن من اجهزة الدولة فى ظل موازين القوى الاجتماعية القائمة . لم تكن الطبقة الحاكمة فى وضع يسمح لها بعد بأن تلجأ لمزيد من القمع . لم يكن الخمينى على اى حال ، ليقدم كل هذه الخدمات ليلعب دورا ثانويا .لقد كان يعد ببساطة للاستيلاء على السلطة كلها فى لحظة اكثر مواتاه . لقد مثل قسما من رجال الدين الذى كان عاقد العزم على القيام بدور اكثر مباشرة للمراتبية الشيعية منذ فترة مصدق . قام هذا القسم ، بالتعاون مع من كان رئيسا للشرطة السرية آنذاك ، بالتحرك من اجل السلطة فى عام 1960 ، غير انه اخفق فى ذلك . لقد زوده التاريخ الآن بفرصة لايمكن ان يسمح لها ان تفلت ، خاصة اذا ماوضعت فى الاعتبار حقيقة ان الطبقة البورجوازية اضعفت للغاية ولايمكن لها ان تبدى اى مقاومة الا بصعوبة . الاخيرة ، بموافقة السيد الامبريالى ، قد دعت رجال الدين لانقاذها فى لحظة الحاجة الملحة بالمشاركة فى السلطة . يمكن ان يفهم فقط ماتلى ذلك فى الفترة مابعد الثورية اذا ماوضعنا فى اعتبارنا خطط رجال الدين من اجل السلطة . لم تتوفر لرجال الدين فى البداية ، الادوات الضرورية لممارسة السلطة . كما لم يكن للقسم التابع للخمينى هيمنة حتى داخل المراتبية الشيعية . عارضت كثير من القيادات الدينية اشتراك رجال الدين فى السياسة . كما لم يكن بمقدوره ان يعتمد على المؤسسات القائمة على الدولة ايضا ، مادامت لاتلائم كلية سيطرة رجال الدين . كانت البيروقراطية نفسها ، وضمن اسباب اخرى ، معارضة تماما لحكم رجال الدين على اى حال . حتى المرشح لمنصب رئيس الوزراء الذى كان اشد " الاسلاميين " فى كل السياسيين البورجوازيين ، قاوم اية محاولات قام بها الملالى للسيطرة على وظائف الدولة . بدت ضرورة ان تكون هناك فترة للاعداد . قام هذا القسم اولا ، وبدعم مباشر من الخمينى ، بتنظيم حزب سياسي ، الحزب الجمهورى الاسلامى . لقد قدم هذا ببساطة بوصفه حزبا جديدا تشكل من ضمن احزاب اخرى . فيما بعد اعتصر هذا الحزب كل الاحزاب الاخرى وحل فيما بعد محل حزب الشاه الواحد . ومن خلال شبكات الملالى المناصرة للخمينى ، اسست تنظيما كاملا للجان الاحياء ووحدات الباسدران التى يفترض ان تساعد الحكومة فى حفظ القانون والنظام وتقاوم الثورة المضادة الملكية . اقيمت المحاكم الاسلامية الثورية لتعاقب محاسيب الشاه . اعدمت هذه المحاكم سريعا بعضا من العناصر المكروهة من النظام القديم ، لكن لكى تنقذ الاغلبية من غضب الجماهير . سرعان ماحلت لجان الامام ، جيش الباسدران والمحاكم الاسلامية محل ادوات الشاه القمعية . دعمت البورجوازية كل هذه التحركات ابتداء ، فقد ادركت انه من خلال هذه الاجراءات فقط يمكن لها ان تأمل فى الاجهاز على الثورة وتبدأ فترة " اعادة البناء " . كانت " المؤسسات الثورية " المقامة حديثا تخدم حكومة بازارجان جيدا ، مؤكدة بثبات على ولائها لها . فيما بعد ، على اية حال ، فقد اصبحت ادوات رجال الدين لازاحة السياسيين البورجوازيين من مراكز السلطة والسيطرة بشكل غير مباشر على جهاز الدولة . وفرض الخمينى ايضا استفتاء مبكرا حول طبيعة النظام الذى يحل محل نظام الشاه : ملكية ام جمهورية اسلامية ؟ ورغم تذمر السياسيين البورجوازيين كان عليهم ان يقبلوا هذه الطريقة غير الديموقراطية فى تحديد مصير الدولة ، لأن البديل الآخر كان تشكيل الجمعية التأسيسية الموعودة . كان انتخاب جمعية كهذه خلال فترة ثورية سوف يطرح بالطبع عدة تهديدات للبورجوازية . وهكذا عقد الاستفتاء وصوتت الاغلبية بالطبع للجمهورية الاسلامية . لقد عرف الملالى جيدا ان الجماهير لن تصوت للملكية ! وقد زعموا فيما بعد ، انه مادام 98 %من الشعب قد صوت للجمهورية الاسلامية ، فلابد ان تستبدل الجمعية التأسيسية بجمعية من "الخبراء " (خوبرجان ) تستند الى الشرع الاسلامى . كان للجمعية الصغيرة التى عبئت من ثم بالملالى ، كان لها اغلبية بالطبع اعدت دستورا فجأة منح سلطات دكتاتورية للخمينى بوصفه رئيس الخبراء . لقد قاوم السياسيون البورجوازيون المادة التى تتعلق بولاية الفقية ، ولكن رجال الدين دفعوها بمناشدة ديماجوجية لمشاعر الجماهير المناهضة للامبريالية ومن خلال التحرك الجماهيرى المسيطر عليه حول السفارة الامريكية .لقد قيل للجماهير الآن حيث اننا نواجه " هذا التهديد الضخم من الشيطان الاكبر "فيجب علينا جميعا ان نصوت للدستور الاسلامى . اصبح هذا هو الدستور الجديد رغم انه لم يحز نسبة اكثر من 40 % من الاصوات . وعلى ذلك فإن القسم التابع للخمينى من رجال الدين تعاون مع مجموعات بورجوازية متنوعة فى جهود مشتركة من الطبقة الحاكمة لمنع التدمير الكلى للدولة البورجوازية وفى حرف وقمع الثورة الايرانية ، بينما تقوم دائما وفى ذات الوقت بتقوية يدها محاولة اخضاع الاقسام الاخرى لحكمها . لقد استغلت وضعها المميز داخل الحركة الجماهيرية لتتجاوز الدولة البورجوازية كلما اقتضت ذلك مصالحها الفئوية . ولكنها كانت ايضا تصنع جهازا للقمع تكامل تدريجيا مع الدولة حيث انحلت المنافسة مع الاقسام الاخرى لصالحه . وعلى النقيض من التحليل المنحرف لقيادة حزب العمال الاشتراكى ، امتلك تيد جرانت فهما واضحا لطبيعة قيادة الخمينى والدور الذى لعبته ووقوفه جانب جماهير الشعب . وهذا هو ماكتبه فى ذاك الوقت : " من المحتمل ان يصل الخمينى الى السلطة . وكل ادعاءات بختيار بأن الدولة لايمكن ان تسمح للكنيسة بأن تلعب دورا مباشرا وقياديا فى السياسة سوف تذهب سدى . " " ولكن ماأن يصل الى السلطة فإن عبث الافكار الرجعية والقروسطية عن الغاء الفائدة بدون تغيير قاعدة المجتمع الاقتصادية سوف تظهر الفوضى التى ستتمخض عنها .عدم المساس برأس المال التجارى والصناعى وابقاءه كما هو مع الغاء الفائدة او الربا هو امر طوباوى تماما . وحتى فى القرون الوسطى، حين كانت عقيدة المؤسسة الدينية المسيحية والاسلامية ضد الربا ، مع ذلك ظل موجودا فى عدة اشكال . كانت ستكون له نتائج كارثية ، على اقتصاد ايران ، وكان من الحتمى ان يترك . " لقد اعلن الخمينى انه لايرغب فى تأسيس ديكتاتورية عسكرية رجعية او ان يؤسس ديكتاتورية شبه اقطاعية . لقد كان هذا العنصر فى برنامجهم هو مادعا الملالى لزعم انهم مع الحرية والديموقراطية ، التى كانت مصدرا قويا لانجذاب جماهير الطبقة الوسطى ، وبالطبع لاقسام من العمال ايضا . " ولكن لايمكن لبرنامج الخمينى بأى حال ان يحل المشاكل التى يواجهها الشعب الايرانى فى الوقت الراهن . " لقد اوضح الخمينى انه لن يقبل شيئا اقل من الغاء الملكية . ان مجلس الوصاية الذى شكلته حكومة بختيار لن يكون قادرا على الاحتفاظ بسيطرته ، او ان يحتفظ بالمقعد دافئا من اجل الشاه . وحتى تنازل الشاه عن العرش لن يعد كافيا . الآن باتت المسألة هى ازالة الملكية " . ومرة اخرى : سوف يتبخر دعم الخمينى بعد ان يشكل الحكومة . ان اخفاق برنامجه لتأسيس جمهورية تيوقراطية اسلامية فى حل مشاكل الشعب الايرانى سوف يصبح جليا . " ان لجماهير الشعب تطلعاتها ليس فقط للحقوق الديموقراطية وانما ايضا لمستوى معيشة اعلى . سوف تشهد النقابات نموا غير مسبوق . وهى تتمدد وتنتشر بالفعل حيث يشعر العمال بالحاجة الى التنظيم . وسوف تحقق اطرا غاية فى القوة فى الفترة القادمة . تماما كما فى البرتغال ، حيث 82 %من الطبقة العاملة بات منظما فى نقابات ، وعليه سوف تتحقق نتائج مشابهة فى ايران فى الشهور والاعوام القادمة . فمن المحتمل ان اغلب وحتى كتلة الطبقة العاملة فى ايران سوف تصبح منظمة . " لايمكن للديموقراطية الرأسمالية فى ظل الاوضاع الحديثة مع ازمة الراسمالية على النطاق العالمى ان تؤسس نفسها لأى زمن طويل فى ايران . لقد تعلم العمال بالفعل وسوف يتعلمون اكثر فى مجرى النضال المتطور . اذا هزمت الجماهير واقيمت ديكتاتورية عسكرية بونابرتية فلن تتمتع باستقرار ، كما رأينا مع الديكتاتوريات العسكرية – البوليسية الراسمالية فى امريكا اللاتينية ، والديكتاتورية فى باكستان . وحتى فى أسوأ الاحوال ، سوف تمهد الرجعية الطريق للانتقام من جانب الجماهير ، وليس فى تاريخ غاية فى البعد . سوف يتكرر ماحدث فى روسيا 1905 مرة اخرى . ولكن مثل هذه النتيجة ليست ضرورية على الاطلاق . اذا نجحت قوى الماركسية فى تحقيق التفاف حولها فى ايران ، عندئذ يمكن ان يسفر ذلك عن انتصار لامع على خطى ثورة 1917 فى روسيا " . ( الثورة الايرانية ، تيد جرانت ، 9 فبراير – شباط ، 1979 http://www.marxist.com/middleeast/iran79.html) لسوء الحظ كان الماركسيون غاية فى الضعف ولم يستطيعوا ان يلعبوا الدور الذى تصوره تيد جرانت . تذيل الستالينيون نظام الخمينى ، وخلقوا اوهاما عن مؤهلاته الديموقراطية والتقدمية بدلا من ان يكشفوه بما كانه .لو كان هناك بديل ماركسي قوى لجرت الامور بشكل غاية فى الاختلاف . كان بمقدور العمال الايرانيين فى 1979 ان يصلوا الى السلطة ، مطلقين شرارة الثورة فى الشرق عبر كامل الشرق الاوسط وغربا نحو باكستان والهند وماورائهما . من ناحية اخرى فإن كريس هارمان فى كراسه النبى والبروليتاريا وبقية قادة حزب العمال الاشتراكى على التوالى اساءوا تقديم ثورة 1979 فى ايران والطبيعة الطبقية لنظام الخمينى . بقيامهم بذلك فقد ذهبوا ابعد مما ذهب تونى كليف فى مراجعة افكار تروتسكى عن الثورة الدائمة . وقد اضافوا تشوشا على تشوش لانهم لم يفهموا كلية اولا طبيعة الاتحاد السوفييتى ومن ثم طبيعة هذه الانظمة مثل تلك التى انشأها الخمينى ومازالت قائمة اليوم . وهكذا فقد ضللوا انصارهم واى احد يتأثر بنظرياتهم يخون من ثم مصالح الطبقة العاملة الايرانية والاممية . الخلاصة تتمثل المخاطر الاساسية فى موقف حزب العمال الاشتراكى فيما يلى : اولا ، يشوه حزب العمال الاشتراكى الافكار الجوهرية للتروتسكية ، واللينينية والماركسية بمراجعته لنظرية الثورة الدائمة . ثانيا ، سوف يضطر حزب العمال الاشتراكى لتصوير قمع هذا النظام بوصفه امرا ثانويا . وهكذا فى الممارسة ، سوف يصطف جانب نظام رجعى صفى بوحشية قادة الحركات الديموقراطية للعمال ، والطلاب والنساء . استنادا لموقف كهذا فإن ايا من مناصرى ح ع إ سوف ينتهى به الامر ( لحسن الحظ ليس هناك مناصرين فى الوقت الحالى ) للاشتراك مع نظام شبه فاشستى ضد القوى الثورية الحقيقية . ثالثا ، سوف ينتهى الامر بانصار ح ع إ فى اوروبا بتشكيل جبهات متحدة مع مناصرى المجموعات الاسلامية مثل حزب الله وسوف يجعل هذا من المستحيل عمليا للقوى التقدمية فى معارضة النظام الايرانى الراهن ان تشترك فى اية فعاليات معهم . لذلك فإن ح ع إ يتعرض لهجوم دائم من الاتجاهات الحقيقية المعارضة للنظام فى ايران ولايستطيع ان يجند حتى شخصا تقدميا واحدا لتنظيمه او لأفكاره . رابعا ، سوف يستغل ح ع إ من قبل نشطاء حزب الله فى اوروبا وداخل الجمهورية الاسلامية فى ايران لصالحهم من اجل تقويض النضالات العادلة للطبقة العاملة الايرانية والاشتراكيين فى ايران . وهكذا فإن ح ع إ يسبب ضررا لكل الاشتراكيين الحقيقيين الذين يناضلون ضد الاصولية الاسلامية . سوف تجرى محاولات للمطابقة بين الاشتراكيين الحقيقيين داخل المعارضة مع هذا النظام الديكتاتورى بسبب المواقف الخاطئة لحزب العمال الاشتراكى وهكذا تتعرض مصداقية كل الاشتراكيين للخطر . لهذه الاسباب ، فإن قيادة ح ع إ ( او تنظيمات اخرى ذات خط مشابه للتدخل فى اوروبا وشمال امريكا ) يجب ان تعرى وتعزل . وماداموا يتخذون جانب او يدعمون اشد النظم رجعية فى تاريخنا الحديث ( تحت اى مظهر ) لاينبغى للماركسيين الحقيقيين ان يمارسوا اى نشط مشترك معهم . ديسمبر 2008
انتهى
#سعيد_العليمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لم يتعين على الماركسيين الا يدعموا الاصوليين الاسلاميين ؟ بق
...
-
لم يتعين على الماركسيين الا يدعموا الاصوليين الاسلاميين ؟ بق
...
-
حزب العمال الاشتراكى ، مصر ودروس الثورة الإيرانية - بقلم ساش
...
-
رسائل بلا عنوان - من الرسالة الاولى - تشيرنيشيفسكى - ترجمة ف
...
-
فى نقد فانتازيا الممارسة الثورية
-
حول مقال خطان فى الثورة ف . إ . لينين
-
انتفاضات القرامطة وتنظيماتهم الاجتماعية فى القرنين الثالث وا
...
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - بقلم ويلهلم ليبكنخت - الكراس كا
...
-
تشكيل لجنة القتال وفق اتفاقية الاحزاب المناضلة من اجل الانتف
...
-
اتفاقية مناضلين من اجل الانتفاض ف . إ . لينين
-
هل ينبغى علينا ان ننظم الثورة ؟ ف . إ . لينين
-
ثورة من نمط 1789 او من نمط 1848 ؟ ف .إ . لينين
-
اشتراكية المحامين ف . انجلز ( مقتطف )
-
الماركسية والتجربة التاريخية للثورات – ملاحظات عارضة -- 1
-
حول المحاكمات السياسية وتاكتيكات الدفاع ف . إ . لينين
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 8 ، 9 ( الاخير )
...
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 7 - ويلهيلم ليبك
...
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 6 - ويليلم ليبكن
...
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 5 - ويلهيلم ليبك
...
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 4 - ويلهيلم ليبك
...
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|