أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد اليعقوبي - المرجعية الدينية وحتمية التغيير في العراق !!














المزيد.....

المرجعية الدينية وحتمية التغيير في العراق !!


خالد اليعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرجعية الدينية وحتمية التغيير في العراق !!
لم يتدخل السيد السيستاني في المشهد السياسي العراقي بشكل مباشر وصريح بعد عام 2003 الا بقضيتين أساسيتين حددت كل منهما مصير مرحلة مهمة في حياة العراقيين لاسيما وان الفاصل بينهما عقد من الزمان .
الاولى عندما واجه السيد السيستاني الولايات المتحدة ممثلة بحاكمها المدني بول بريمر بكل صلابة وثبات وبدد احلامه في فرض دستور على العراقيين وكانت دعوته الشهيرة في ضرورة ان يكتب الدستور من قبل جمعية منتخبة من العراقين ، هذا الموقف المسوؤل هو الذي أعطى حافزا لبعض السياسيين في الثبات على موقفهم بالمفاوضات الصعبة مع رجل كان يعرف عنه الاستبداد بالرأي الى حد الغطرسة وهو بريمر ، وبالتالي نجح المرجع الكبير في مسعاه وكُتب الدستور بأيادي عراقية رغم ان البعض شكك ولايزال بهذا الأمر، لكن تلك هي الحقيقة للذي يعرف عن قرب كيف سارت الامور في ذلك الوقت العصيب .
التدخل الثاني هو فتواه الشهيرة بالجهاد الكفائي لكل من يستطيع حمل السلاح للدفاع عن العراق بعد ان استباحته المجاميع الإرهابية المسلحة التي احتلت مدن رئيسية ووصلت الى أسوار بغداد نتيجة انعدام الثقة بين الأطراف الحاكمة في البلاد وعدم الاتفاق السياسي بينها على الحد الأدنى من حفظ الامن الوطني العراقي فضلا عن انتشار الفساد الاداري والمالي وغياب الكفاءات نتيجة تغليب الولاء الأعمى على حساب الكفاءة والمحاصصة البغيضة وأسباب اخرى تتعلق بالسياسة العامة للبلاد فيما يتعلق بالمواقف من التطورات الإقليمية والدولية التي تداخلت في أجنداتها على الارض العراقية لسنا في معرض الحديث عنها بإسهاب رغم أهميتها .
اليوم ومن خلال نظرة للمشهد العراقي وبعد اقل بقليل من عام على تشكيل حكومة جديدة نالت من الدعم الدولي والاقليمي والمحلي مالم تنله حكومة ليس في العراق فحسب بل بالمنطقة بمجملها نرى ان الامور ازدادت تعقيدا في المسائل الاساسية للبلد ، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وأمنيا وتنظيميا وحتى تشريعيا .
جُملة تحديات خارجية وداخلية كَانت بانتظار الحكومة الجديدة لمواجهتها، تتمثل الخارجية منها في اعادة ترميم علاقات العراق الدولية والإقليمية واستثمار الدعم الهائل لها وانعكاسه على الوضع السياسي والامني والاقتصادي الداخلي ومن ثم في سياسته الخارجية وهو بكل اسف ومن خلال عام نرى ان هنالك فشل واضح في مواجهة هذا التحدي ، اما داخليا فكانت استعادة الاراضي من سيطرة الجماعات الإرهابية ومكافحة الفساد الاداري والمالي ومواجهة الانخفاض الحاد في أسعار النفط وتنويع مصادر الدخل القومي والاهم استعادة ثقة المواطن بالدولة واجهزتها ، وبالرغم من زُج الكتل السياسية بصقورها المجربة سابقا ولم تثبت نجاحها في الكابينة الحكومية الا اننا وبسرعة لاتتطلب التأني نستطيع ان نؤشر الفشل الذريع والواضح ايضا في مواجهة هذا التحدي .
من وجهة نظري الشخصية أستطيع ان اجزم ان فرصة التغيير الذهبية التي توفرت للسيد العبادي وحكومته قد ضاعت بقبوله اتباع نفس الآليات السابقة في إدارة الدولة غير مستثمر الدعم الدولي والاقليمي والمحلي والتاييد الكبير من المرجعية الدينية له في ان يضع شروطه التي تضمن الحد الأدنى من التغيير من اليوم الاول ووضع استقالته في جيبه مقابل عدم تلبيتها ، لان القرارات الصعبة تتخذ في قمة الزخم والتأييد وان عنصر التوقيت في اتخاذ القرارات المصيرية حاسم في عالم السياسة والادارة الناجحة.
لذا اعتقد ان المعادلة التي شكلت الأساس في بناء العملية السياسية في العراق بعد عام 2003 بحاجة عمليا اليوم الى مراجعة جدية شاملة وبحاجة الى تغيير بعد العجز الكبير والواضح للطبقة السياسة التي تحكمت في إدارة العملية خلال اكثر من عقد من الزمن كان كارثيا على العراقيين رغم انهم قدموا مايفوق كل التصورات من تضحيات كبيرة ، كما اعتقد جازما انه لايمكن لأي عملية تغيير في العراق تجري دون ان يكون دور محوريا للمرجعية الدينية فيها ، بل أستطيع القول ان المرحلة تتطلب تعبئة الجماهير لمطالب محدّدة تمثل جملة إصلاحات جوهرية تنتشل الوضع المتدهور ( يمكن ان اتحدث عن بعضها في مقالة لاحقا ) وتأخذ طريقها للتشريع ومن ثم تحدد ملامح المرحلة المقبلة وهي مرحلة حساسة ودقيقة من تاريخ العراق بل هي مرحلة صراع وجود لبلد كبير بحجم العراق ، واعتقد ان المواطن العراقي بات ينتظر إجراءات واقعية من المرجعية الدينية تمنع البعض ممن تسبب في خيانة الأمانة للأمة من العودة للظهور في المشهد السياسي العراقي بذات الطريقة التي أوقفت المجاميع الإرهابية عند حدودها ولم يعد الاكتفاء بتشخيص المشكلات والحديث عنها في خطب الجمعة رغم أهميتها ، قبل ان تتحول خيارات الشعب من الشرعية الدستورية الى شرعية اخرى تدخل البلاد في نفق جديد مجهول .
يقول شكيب إرسلان " يفكر الوطني بالأجيال القادمة ، اما السياسي فيفكر بالانتخابات القادمة ".

د. خالد اليعقوبي



#خالد_اليعقوبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم العراق الان ، رغبة أمريكية ام عراقية ؟
- من الاخطر على الامن القومي العربي ؟ اليمن ام السياسات العربي ...
- روسيا ومصر .. تعاون ام تحالف ؟
- العراق ومصر السيسي
- أنصاف الحلول .... تعميق للخلاف واستمرار للازمات
- رؤية في المشهد العراقي !
- وثيقة الشرف والعمل بشرف !
- الولاء الحزبي والولاء البرلماني
- نظرية الامن المناطقي


المزيد.....




- من الرياض.. ترامب يقرر رفع العقوبات عن سوريا و-يحلم- بتطبيع ...
- غارات إسرائيلية على مستشفى جنوب غزة.. ومصادر: استهدفت محمد ا ...
- من -لا رجل يضاهي محمد بن سلمان- إلى -لن تمتلك إيران سلاحًا ن ...
- رئيس حكومة الوحدة في ليبيا: لا شرعية لتشكيلات خارج الجيش.. ز ...
- شاهد.. لقطات مصورة تظهر دمارا كبيرا خلفته الغارات الإسرائيلي ...
- وصول تسعة أسرى فلسطينيين إلى قطاع غزة بعد أن قضوا 19 شهرا في ...
- اشتباكات في طرابلس الليبية ومقتل عبد الغني الككلي
- هل تسهم جولة ترامب الخليجية في عزل نتانياهو وقف حرب غزة؟
- هجوم صاروخي إسرائيلي -عنيف- استهدف مستشفى في خان يونس في قطا ...
- عشية المباحثات بين موسكو وكييف.. الاتحاد الأوروبي يلوح بمزي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد اليعقوبي - المرجعية الدينية وحتمية التغيير في العراق !!