أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - جمهورية عنصرية ولدت في غفلة من الزمن على كتف البوسفور بدأت الآن تحتضر















المزيد.....

جمهورية عنصرية ولدت في غفلة من الزمن على كتف البوسفور بدأت الآن تحتضر


محمد مندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






محمد مندلاوي



مما لا شك فيه, إن حال الشعوب, كحال الأفراد, تتحكم في سلوكها ونواياها سلباً أو إيجاباً مجموعة عوامل متباينة, منها خلقية وراثية, ومنها مكتسبة من البيئة التي ترعرعت ونشأت فيها أول مرة, وهي بلا شك ستلازمها كظلها الظليل في كل مسيرة حياة أجيالها القادمة, وتمسى جزءاً أصيلاً وهاماً من ثقافتها ومميزاتها القومية وهويتها الوطنية, حتى وأن رحلت من وطنها الأم إلى ربوع أخرى, أكثر رخاءاً وازدهاراً ورفاهية, ألا أن جذور تلك الثقافة التي تشربها في وطنها الأصلي بحلوها ومرها ستغرسها بكل تفاصيلها ودقة وقائعها في نفوس أجيالها القادمة التي تولد فيما بعد. وما الهمجية المفرطة والقسوة والعنف الدموي التي يرى العالم ممارستها اليومية ضد الشعب الكوردي الأعزل من قبل الجمهورية التركية, إلا ترسبات تلك الثقافة التي اكتسبها أجدادهم عندما كانوا في وطنهم الأم طوران وصحراء جوبي قرب منغوليا في كنف ذلك الحاكم السفاح أتيلا الهوني (395 - 453 م). وفيما بعد استلهموا الدروس والعبر من قدوتهم وقائدهم المبجل السفاح جنكيز خان (1165 - 1227 م) الذي علمهم كيفية دق الخازوق في أسفل الضحية حتى يخرج من فمه. وقد استعمل الأتراك العثمانيون الخازوق ضد العرب بشكل مفرط, حتى قال شاعرهم (نزار قباني) على أثر هزيمة حزيران: "عفواً فيروز أقاطعك ... أجراس العودة لن تقرع - خازوق دق بأسفلنا ... من شرم الشيخ إلى سعسع".إن جنكيز خان هذا, كان رهيف الإحساس, وطيب القلب, لم يجرم كثيراً في حياته, أنه قتل فقط بضعة ملايين إنسان من البلاد التي احتلها لا غير. أما هولاكو خان, لم يجهد نفسه كثيراً, مجرد علم الأتراك على ذبح الإنسان وشرب دمه وهو حي يرفس بين أيديهم. وتيمور لنگ, أنه كان رجلاً مسالماً لم يجرم كثيراً في غزواته, فقط احمرت مياه دجلة بدم ضحاياه. و في مدينة أصفهان الإيرانية بعد أن احتلها قتل منهم سبعين ألفاً وأقام من جماجمهم عدة مآذن!. وفي العصر الحديث, بعد أن استوطنوا في بلاد الأناضول واحتلوا جزءاً من كوردستان, وأقاموا فيها عام (1923) بدعم ومؤازرة الدول الاستعماري الخبيثة جمهورية كمالية سميت باسم عنصري مقيت, جمهورية تركيا, وقام فيما بعد رئيسها المدعو مصطفى كمال (1881 - 1938) بجرائم وحشية ضد الشعب الكوردي المسالم يندى لها جبين الإنسان, تماماً شبيهة بتلك الجرائم الفظيعة, التي ارتكبها أجداده الأوغاد الذين أشرنا لهم أعلاه. اليوم وفي عصر حق تقرير مصير الشعوب, ونشر ثقافة حقوق الإنسان, يعاود الكرة الإجرامية على الطريقة التركية, أحد أحفاد أولئك السفاحين القتلة , ألا وهو رجب طيب أردوغان, بأسلوب متطور جداً, لا يلطخ يديه بدماء ضحاياهم مثل أولئك الذين سبقوه, بل يستعمل التكنولوجيا الحديثة, التي أنتجتها المصانع الأمريكية؟, والتي تسمى بالـ" F16" حيث تنهي حياة ضحاياها بلمح البصر, وتعود سالماً غانماً إلى ديار آل عثمان. تماماً كما فعلت بالأمس مع أهالي قرية (زركلة) الواقعة على سفح جبال قنديل, عندما قتلت بعد منتصف الليل و خلال ثواني معدودة عشرة أشخاص من القرويين الكورد, بين امرأة وشيخ مسن, وهم في عز نومهم, راقدون تحت سقوف منازلهم البسيطة. وبسبب تعطش المخلوق التركي للدماء,عاود الطيارون الأتراك الكرة ثلاث مرات متتالية على نفس القرية المنكوبة. أين هو تشدق العم سام بحقوق الإنسان! وطائرته التي زود بها الأوباش الطورانيين تتصيد الكورد الأبرياء في مزارعهم وفي منازلهم وهم نيام!. أين هي بلدان الغرب وأمريكا, عندما أنهى رأس النظام التركي عملية السلام بين الجمهورية التركية والحركة التحررية الكوردستانية بلمح البصر؟ عندما صرح لوكالات الأنباء: "أن عملية السلام بيننا وبين الكورد لم يعد له وجود". لو يقرأ الإنسان ما بين السطور وما خلفها, يدرك جيداً أن أردوغان بتصريحه الهستيري هذا يعلن الحرب على الشعب الكوردي, وليس على حزب العمال الكوردستاني فقط, وما حزب العمال الكوردستاني إلا فصيلاً هاماً و حيوياً وأساسياً من فصائل الشعب الكوردي المناضل. بما أننا تكلمنا عن عملية السلام, التي أطلق عليها أردوغان رصاصة الرحمة. دعونا الآن نناقش مطالب الكورد غير المعلنة من هذا السلام, التي وجب على ممثلي الشعب الكوردي أن طرحوها منذ اليوم الأول لبدء عملية السلام, ألا وهي, أن تكون لهذه العملية عنواناً واضحاً وجلياً يُعرف المطالب الكوردية المشروعة. لكن للأسف الشديد, أن المطالب الكوردية خلال سنوات التي جرى فيها عملية السلام, لم تكن معروفة ولم تكن معلنة. ثم خلال سنوات عملية السلام, قال المسئولون الأتراك كلاماً سيئاً عن الجهة التي تفاوضهم لم يقل مثله مالك في الخمر. ثم أي سلام هذا الذي تشدق به أردوغان ورئيس وزرائه أحمد كلب أوغلو, حتى لم يسمحوا خلال سير عملية السلام للجنة السلام أن تجتمع منذ وقت طويل؟. وكذلك محاموا القائد (عبد الله أوجلان) لم يسمح لهم اللقاء به منذ كذا شهر. أي سلام هذا, والعنصري أردوغان خلال الأعوام المنصرمة من عملية السلام يصرح باستمرار: لا توجد قضية كوردية في تركيا؟. أي سلام هذا, والأهوج أردوغان لا يعد الكورد شعباً قائماً بذاته؟. أي سلام هذا, تحت ظل دستور قرقوشي لا يوجد مثيل له في دول العالم؟. لو كانت بحق وحقيقة عملية سلام, وجب على الجانب الكوردي, يقول بوضوح تام وبصوت عالي, بما أن في هذه الجمهورية شعبان كبيران, هما الأتراك والكورد, يجب أن يتفقا على تغيير اسمها من الجمهورية التركية, إلى اسم آخر يرمز إلى وجود شعبين فيها, بالإضافة إلى كل إقليم من الإقليمين يسمى باسمه القومي. الشيء الآخر, وجب أن يبلغوا الجانب التركي, أن العلم التركي يجب أن يتغيير من رسمه الحالي إلى رسم آخر, يرمز إلى الشعبين الكوردي والتركي. ثم يجب أن تحدد حدود شمال كوردستان داخل حدود الدولة الجديدة. وكذلك تكون اللغة الرسمية في الدولة الحديثة هي التركية والكوردية. وكذلك إصدار العملة وجواز السفر والتكلم في البرلمان والمحاكم ومؤسسات الدولة الأخرى, يجب أن يكون باللغتين الكوردية والتركية الخ الخ. أية عملية سلام لا تطرح هذه النقاط الهامة على طاولة المفاوضات, لا تعد تلك عملية سلام, بل هي عملية مراوغة وخداع وتضليل لقتل الوقت وتحين الفرص للجانب التركي, لكي يهاجم فيما بعد على الجانب الآخر لكي يكسر إرادته. وهذا ما بدأ به النظام التركي فعلاً, حيث قام بإنهاء عملية السلام الهشة, وشن بعده هجوماً بربرياً سافراً بالطائرات والمدافع بعيدة المدى على المواطنين الكورد في ما يسمى بالداخل التركي, أو في الجانب الآخر من الحدود التي رسمت وفق مقررات "لوزان" الظالمة التي مزقت الوطن الكوردي كوردستان. كما كان إعلان الحرب بيد أردوغان وحزبه الإسلامي, ألا أن قرار وقفها الآن, أصبح بيد الحركة التحررية الكوردستانية, المتمثلة بحزب العمال الكوردستاني المعروف اختصاراً بـ "P K K". ليعلم أردوغان, مهما فعل من جرائم بحق الأبرياء, لن تهدأ الجبهات الداخلية والخارجية, إلا بعد القبول التام بالمطالب الكوردية المشروعة.



#محمد_مندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا في مهب الريح
- الدماء الزكية التي سالت على أرض پرسوس لطخة عار أخرى تضاف إلى ...
- أفواج الحشد الشعبي الكوردي ما هي إلا عودة لتشكيل الأفواج الخ ...
- راية هولاكو العصر بانت تلوح من أنقرة؟
- قليلاً من المصداقية يا الإعلام ال...؟
- اليزدانية ليس ديناً والعدد (21) ليس رقماً مقدساً كما يتوهم ا ...
- هل العراق دولة اتحادية أم موحدة؟
- ما هكذا تورد الإبل يا قناة الحياة 2-2
- ما هكذا تورد الإبل يا قناة الحياة 1-2
- هل يجوز لرجل الدين أن يضع الدين في خدمة السياسة؟
- ذهب العنصريون إلى مزبلة التاريخ وبقيت حلبجة صامدة شامخة كجبا ...
- تهنئة من القلب للمرأة الكوردية في عيدها الأغر
- تهنئة قلبية إلى كۆ-;-بانێ-;- الكرامة التي كانت و ...
- لم يبقى لبشار الأسد غير الكلام؟
- لماذا غالبيتكم تناصر الباطل دائماً؟!
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور3-4
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور2-4
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور 1-4
- الإزديون صانوا اللغة والدين والأرض الكوردية من التعريب والمس ...
- إنها كوباني وليست عين عرب يا بجم


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - جمهورية عنصرية ولدت في غفلة من الزمن على كتف البوسفور بدأت الآن تحتضر