أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - ذهب العنصريون إلى مزبلة التاريخ وبقيت حلبجة صامدة شامخة كجبال كوردستان الأبية تتحدى عوادي الزمن














المزيد.....

ذهب العنصريون إلى مزبلة التاريخ وبقيت حلبجة صامدة شامخة كجبال كوردستان الأبية تتحدى عوادي الزمن


محمد مندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كثيرة هي الجروح النازفة في جسد الأمة الكوردية, إلا أن جرح حلبجة الغائر, لا زال ينزف دماً غزيراً, كأنه يشكو أولئك المجرمون الأوباش, الذين جاؤوا من خارج أسوار وطن الكورد, واستباحوا حرماته, ودنسوا أرض وسماء مدينته الحالمة, مدينة الشعر والأدب, مدينة حلبجة العزيزة على قلب كل إنسان كوردي, والتي كانت راقدة بأمن وأمان على كتف جبل (هَورَمان - هە-;-ورە-;-مان), وعاثوا فيها نهباً وسلباً وتدميراً و تقتيلاً ضد الأطفال والشيوخ والنساء الأبرياء. أتعلم عزيزي القارئ لماذا لم يتحرك الضمير العالمي حينها؟ إنه معذور, كان بعيداُ عن مسرح وقوع الجريمة, لأنه كان في إجازة مرضية يقضي فترة نقاهة واستجمام على شاطئ الريفيرا الفرنسي , فلذا لم يزكم أنفه دخان غاز الخردل الصاعد من بيوت وشوارع وأزقة حلبجة المغتصبة على أيدي أعراب القرن العشرين. أما الأمم المتحدة, تلك المنظمة... التي تجمع تحت سقفها الموشك على الانهيار الأرستقراطيات الحاكمة في العالم, لم تسمع وقتها بوقوع المذبحة الدامية, لأنها كانت في حفلة تنكرية ماجنة, أقامها لها الأعضاء الدائمون الخمسة الكبار في أروقة مجلس الأمن الدولي. وفيما يخص العالم الإسلامي, لا نلومه, لأنه منذ أن وجد هذا العالم الزائف, وهو يعاني من الإصابة في الدماغ, وعلى أثره أصيب بعمى الألوان, ولا يرى الأشياء على طبيعتها, فلذا أخذ جرعة دواء النوم وأصبح في حالة سبات دائم. وما يسمى بالعالم العربي, إنه كظاهرة صوتية, لم يناصر يوماً ما الشعب الكوردي المضطهد - بفتح الهاء- على أيدي الأتراك الطورانيون, والفرس العنصريون, في شمالي وشرقي كوردستان ولو بكلمة, فكيف يناصر الشعب الكوردي في جنوبي وغربي كوردستان ويدين الاضطهاد الممنهج والتنكيل اللاإنساني الذي قام و يقوم به العنصر العربي في هذين الجزئين من كوردستان؟, كارتكابه تلك المجازر البشعة التي نفذتها الأيادي العروبية الآثمة في مدنهما وقراهما الآمنة, دون وازع من ضمير أو رادع أخلاقي, حين اقترفت الجرائم الوحشية التي يندى لها جبين الإنسان المتحضر. إن الشعب الكوردي المناضل في عموم كوردستان, كالأعوام السابقة, سوف يحيي في السادس عشر من آذار الجاري بحزن وألم شديدين, ذكرى مرور سبعة وعشرون عاماً على جريمة العصر, تلك الجريمة النكراء التي تركت جرحاً عميقاً في جسد و وجدان الأمة الكوردية, التي قضت على أرواح خمسة آلاف إنسان كوردي أعزل, بين طفل رضيع في حضن أمه, وامرأة تكافح من أجل إعالة عائلتها بعد أن فقدت معليها على أيدي جلاوزة نظام حزب البعث المجرم, وشيخ كبير طاعن في السن, وشاب واعد كان يعمل في حقله الزراعي بنشاط وحيوية, ويحلم بغد أفضل, وبتكوين أسرة سعيدة. ناهيك عن هؤلاء الخمسة آلاف الذين قضوا لحظة ارتكاب الجريمة البشعة, هناك آلافاً مؤلفة ممن لجئوا إلى الجبال المحيطة بالمدينة و كتبت لهم النجاة, إلا أنهم شاهدوا بأم أعينهم ماذا جرى, وماذا فعل ذلك السلاح الفتاك بالناس الأبرياء, فلذا منذ تلك اللحظة التعيسة يعيشوا في كابوس دائم, وتحول حياتهم اليومية إلى جحيم لا يطاق. ومثل هؤلاء, هنالك آلافاً أخرى لم يحالفهم الحظ, ولم يستطيعوا الإفلات من القدر المشؤوم, فلذا أصيبوا بالغازات السامة, إنهم صارعوا الموت الزؤام, لكن لم يستسلموا له, وكتب لهم البقاء على قيد الحياة, إلا أن حياتهم تحول إلى الجحيم, بسبب معاناتهم اليومية من جراء التفاعلات العديدة لذلك السلاح الخبيث على بنيتهم الجسمية. وعلى مدى الأعوام السابعة والعشرون الماضية, ومع انبلاج كل يوم جديد, يودع الشعب الكوردي أحداً من هؤلاء الغيارى, الذين صانوا هويتهم القومية بدمائهم الطاهرة, ودفعوا حياتهم ثمناً لها كضريبة الانتماء لهذه الهوية الأصيلة والمميزة, التي حافظت على وجودها واستمراريتها الأمة الكوردية المجيدة رغم كل المآسي والويلات والنكبات التي حلت بها بسبب العنوان الذي تحمله هذه الهوية المقدسة, إلا وهو القومية الكوردية, التي يمتد وطنها من البحر إلى البحر, وتشترك كل أجزائه مع بعضها في لغة وتاريخ وأرض وهدف واحد. ومما لا شك فيه, إنها في آخر الأمر ستتوج بقيام دولة كوردستان الديموقراطية على كامل التراب الكوردستاني, شاء من شاء وأبى من أبى.
وقفت لذكراك الجموع حدادا ... والأرض قد لبست عليك سوادا والحزن قد شمل الخليقة كلها ... فبكت عليك تجمعاً وفرادا وتواكبت كل الرجال تحية ... لك وانحنت كل النساء حدادا.
(أبيات شعرية من قصيدة "حلبچه" للشاعر أبو ثائر)



#محمد_مندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة من القلب للمرأة الكوردية في عيدها الأغر
- تهنئة قلبية إلى كۆ-;-بانێ-;- الكرامة التي كانت و ...
- لم يبقى لبشار الأسد غير الكلام؟
- لماذا غالبيتكم تناصر الباطل دائماً؟!
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور3-4
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور2-4
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور 1-4
- الإزديون صانوا اللغة والدين والأرض الكوردية من التعريب والمس ...
- إنها كوباني وليست عين عرب يا بجم
- تركيا وداعش ومابينهما
- داعش.. إلى الوراء در
- محمد حسنين هيكل الإنسان الذي جاوزه التاريخ
- الفيليون.. كوردٌ أصلاء لا هم أنباط ولا هم آراميون 2-2
- الفيليون.. كوردٌ أصلاء لا هم أنباط ولا هم آراميون 1-2
- تحية إكبار وإجلال للمرأة في يومها العالمي
- ما الغاية من وراء تشويه اسم الشعب الكوردي قديماً وحديثاً؟!
- إنها حكاية علم
- الطائفة النسطورية.. من الهرطقة الدينية إلى الهرطقة التاريخية ...
- الطائفة النسطورية.. من الهرطقة الدينية إلى الهرطقة التاريخية ...
- الطائفة النسطورية.. من الهرطقة الدينية إلى الهرطقة التاريخية ...


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - ذهب العنصريون إلى مزبلة التاريخ وبقيت حلبجة صامدة شامخة كجبال كوردستان الأبية تتحدى عوادي الزمن