أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 1















المزيد.....

حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 1


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


تحياتى استاذ رياض ، نرحب بك و نرجوا منك ان تحدثنا عن شخصك الكريم


حياتي بسيطة لم أتخطى بعد الرابعة و العشرين من العمر فإذا فصلنا عنها سنوات الطفولة حيث العيش بلا إدراك لمعنى الذات و التحكم أو على الأقل التدخل بوعي في مسار حياتي سنجد أن عمري الواعي حوالي ثمان أو تسع سنوات لن أقول لنفصل عنهم النوم و غيره لأني حقيقة أستمتع بساعات نومي ، لكن لنقل أني قرأت في هذه الفترة الكثير و السبب بسيط أنني لا أجيد شيئا آخر ، منذ الطفولة و أنا أعشق القصص و الأفلام الأجنبية أتذكر حين كنت أجبر والدتي و أنا بعد في الصف الاول أو الثاني الابتدائي لتقرأ لي ترجمة حلقات مسلسل هرقليز و السندباد لم أكن أستطيع القراءة بالسرعة الكافية و متابعة الأحداث في نفس الوقت لكن والدتي كانت تفعلها بجدارة و كنت مبهورا بتلك المهارة متى سيأتي الوقت الذي أستطيع فيه قراءة الترجمة و متابعة أحداث الحلقة معا . ما تنبهت له عندما كبرت أن والدتي لم تكن تحب الأفلام الأجنبية بل و لم تكن تجيد سرعة قراءة الترجمة و أن ما كانت تحكيه لي هو 70 % من بنات خيالها كيفما اتفق مع ما يظهر على الشاشة . تنبهت لذلك و أنا أعيد مشاهدة تلك المتع الصغيرة التي اتضح لي أنها تختلف تماما عما كانت تروى لي و في الحقيقة اعتقد أن ترجمة والدتي او قل تلفيقها للحوار و مجرى الأحداث مع ما كان يظهر على الشاشة كان أفضل بكثير مما تفتق عنه ذهن كاتبي الحلقات .
كانت والدتي تحضر لي و لأخي القصص المصورة و التي لا يوجد سوى سطر أو سطرين في كل صفحة تصف ما هو مرسوم كنت أغوص بفكري مع مغامرات الفئران كيف ستتمكن من تعليق الجرس في رقبة القط . و حين تأتي أمسيات الصيف حيث والدي يجلس مع أصدقائه بالخارج كنا نجلس أنا و أخي حول أمي ملتفين بها في الداخل نصغي بأدب لأحداث حواديتها العنزة حاذى و العنزة باذى و الأخرى التي تضرب بالعكازة و لا تسألني عن معانيها لأننا لم نسأل يوما ، فلا عجب أني أجد في نفسي عشق تام للحواديت و الحكايا الشعبية و الأساطير فقد تربيت عليها . الثعلب الذي تحذر منه أم العنزات بناتها ، الفتاة التي تتحول الى دجاجة و التي تتسلل الى المرج للاستحمام في البحيرة و مقولتها السحرية للحارس لمنعه من التجسس عليها " كوكو كوكو انشالله ال فوقك يبقا تحتك و ال تحتك يبقا فوق " ، الفتاة التي تساعد أبيها في حل ألغاز الملك الباطش ، الأمير الذي يسافر بلاد الواق الواق و زوجة الأب التي تقتل الابن و تجعل زوجها يلتهم ابنه دون علم و تجمع أخته عظامه و تدفنها تحت شجرة لتصبح عصفورا مغردا يقف كل صباح ينوح و يندب حظه بينما يمر والده من أمامه و الغريب أني حين كبرت وجدت أن تلك الحكايا هي حكايا الجميلة و الوحش و ذات الرداء الأحمر و ذو اللحية الزرقاء لكنها محورة و أتساءل من الذي أوصل لأمي هذه الحكايات هل كانت تشاهد أفلام ديزني ؟ و اكتشفت أن منبع والدتي كانت جدتها و أكاد أقسم أن الجدة لم تشاهد في حياتها فيلما واحدا لديزني ! لقد عشقت هذه الحكايا و يوما ما سأجمعها في كتاب لأتمتع بقراءته دوما .
بدأت بقراءة المجلات علاء الدين بلبل لم أقرأ سمير و لا ميكي و لا أدري لماذا ربما لأني لم أكن اختار بنفسي بل والدتي من كانت تشتري لي ، كنا في نهاية كل شهر ننزل الى شارع العباسي بالمحلة حيث مكتبتي طلعت قنديل و الثقافة كانت والدتي تحضر مجلات كصباح الخير و سيدتي و تلك الأشياء التي تحدثك عن المطبخ و الديكور و فن التطريز و كنت أعود أنا بمجلتي و هديتها كتيب صغير للتلوين و اكتشاف الاختلافات و مساعدة الكتكوت للوصول لامه من خلال المتاهة ، كنت أتتبع القصص المقررة في المناهج الدراسية لمختلف المراحل و استعيرها لأقرأها مغامرات عقلة الاصبع و قصص باكثير و القصص الدينية و كتاب ضخم لا أدري كيف وصل الينا لكننا تسلمناه من المعهد فقد كنت أزهريا ، مغامرات علاء الدين و المصباح العجيب لكامل كيلاني . في الصف الأول الاعدادي انضم لمعهدنا تلاميذ جدد من القرى المجاورة التي لا يوجد بها صف اعدادي و منهم تعرفت على أصدقاء جدد و بينما نحن في الحصة الرابعة أو الخامسة كنت أهرب من المكتب الأول الذي يواجه السبورة و أهرع الى اخر الصف حيث صديق جديد أخيه قادم من القاهرة من معرض الكتاب محمل بقصص مكتبة الأسرة و عن طريقه قرأت روبنسون كروزو و القطة المقدسة و مغامرات هاكلبري فين و أول رجال على سطح القمر و كنوز الملك سليمان و ... و غيرها الكثير الممتع .
كانت متعتي كتاب المطالعة و النصوص المقرر علينا في صفوف الاعداديه الأزهرية كنت احتفظ بتلك الكتب الدسمة مقارنة بكتب وزارة التربية و التعليم و أعود لقراءتها مرة بعد أخرى و أشدو بأبيات لأبي العلاء المعري و البحتري و المتنبي و امرؤ القيس و عنترة و أبي نواس و يدق أبي علي باب الحجرة هاتفا " ذاكر بصوت منخفض يا بني " ، كنت أقرأ كل شيء في الكتب سوى المقرر دراسيا علينا .
حين أجد مزاجي مضطربا كانت أشياء محددة تحافظ على توازن ذهني في هذا الوقت كانت قراءة قصص الكتب الدراسية و مشاهدة أفلام الفن السابع و نادي السينما و بانوراما فرنسية و المسلسل الأجنبي عصر الجمعة كافية لهذا الغرض . ظل الحال كذلك الى أن جاءت اللحظة الفارقة و كانت في اجازة صيف الصف الثالث الإعدادي حيث رفضت شراء مجلة و مددت يدي نحو مجموعة من قصص الجيب الموضوعة في صف على رف مكتبة طلعت قنديل انتقيت ثلاث من القصص سفير الخطر و ليلة الرعب و أرض المغول و تصادف أنهم كانو من أشهر ثلاث سلاسل في ذاك الوقت رجل المستحيل و ملف المستقبل و ماوراء الطبيعة على الترتيب . في الثانوية تم ضرب حصار عنيف علي فلم أكن استطيع مشاهدة التلفاز بحرية فقط تلك الدقائق وقت الطعام أو ما استطيع اختلاسه بينما الجميع نيام حيث في صمت افتح باب حجرتي اشغل التلفاز و أظل واقفا متنبها أتابع أحداث الفيلم الأجنبي الصامت فلم أكن استمتع بأدنى صوت صادر من الفيلم حتى لا يستيقظ أحد و تضيع الأمسية ، كانت المنغصات متوفرة فجميع من في المنزل ماشاء الله مصاب بارتفاع ضغط الدم الذي يتناولون له مدرات للبول و كانت كل عشر دقائق يتناوبون الخروج الى الحمام و كنت احفظ مواعيدهم فعند بادرة حركة كنت أهرع اغلق التلفاز و اختبأ خلف الستار أو في المطبخ أحيانا اتشجع و أتظاهر بأني اشرب ماء أو أعد شطيرة سريعة أتقوى بها على المذاكرة و أحيانا تطول وقفتي في ظلام المطبخ صامتا منتبها الى أن تمر العاصفة بسلام .



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل الدين و دوره فى قمع الحريات ج 1
- الإنسان و التطور ج 1
- خواطر عن اسباب القمع و التخلف ج 1
- مقتطفات من اعمال عبد الله القصيمى ج 1
- مقتطفات من اعمال فيودور دوستويفسكي ج 1
- اقتباسات عن الطفل و المؤسسات الدينيه و الصحافه ج 1
- ميلان كونديرا ( كائن لا تحتمل خفته ) ج 1
- حلقة التبشير و البلح من برنامج البط الأسود ج 3
- حوارات عن الثقافه و الأستبداد ج 2
- حوارات عن الثقافه العربيه ج 1
- حلقة التبشير و البلح من برنامج البط الأسود ج 2
- حلقة التبشير و البلح من برنامج البط الأسود ج 1
- حوارات عن الدين و المرأه ج 1
- حوارات عن الثقافه و أنواع الأستبداد ج 2
- حوارات عن المرأه و المثقف و الثوره ج 1
- اقتباسات ضد الجهل و الخرافه ج 1
- اقتباسات للدكتور خالد منتصر ج 1
- اقتباسات عن المرأه ج 9
- اقتباسات ضد الدوله الدينيه ج 2
- اقتباسات ضد الدوله الدينيه ج 1


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 1