أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض محمد رياض - حكاية نهد 01














المزيد.....

حكاية نهد 01


رياض محمد رياض

الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 21:19
المحور: الادب والفن
    


حكاية نهد
بقلم د/ ر. م. رياض

وقفت في جنتها أمام مرآتها تنظر جسدها المرمري ذا البريق ، كانت جدائل شعرها مسدولة تغطي كتفها و أطراف ثديها حتى الحلمة النافرة ، كان ثديا مسطحا لا يختلف كثيرا عن ثدي زوجها ، ليس هناك بروزات أو ارتفاعات سوى حلمة نافرة صغيرة تدل على يقظ هذه المنطقة . مسدت بيديها على صدرها الضامر هابطة لأعلى بطنها و هي تتنهد زفرة محملة باليأس" لماذا لم يخلقني الله كليليث؟! " التي سمعت إبليس يتحدث عنها بثديين ضخمين عظيمين نافرين وضعا أمامها لتزهو بهما في فخر و اعتزاز لكنها تبطرت بهما على آدم ادعت أنهما مصدر قوة لا يستهان بها ، تتذكر حواء حين كانت تجلس قبالة آدم حول شعلة النار بينما ابليس يقص قصصه كما هي العادة كل أمسية أنها لمحت نظرة الحنين و الاشتياق في عيني زوجها حين ورد ابليس على ذكر ليليث و ثديي ليليث العامرين.
لم يكن الرب على علم بما يجري كل ليلة أو هكذا ظنا - آدم و حواء - ابليس يتخفى في جسد حية مرمرية اللون لامعة تمر كل مساء أمام رضوان تلقي السلام و تدلف الى الدغل تمر بالأشجار وارفة الورق متشابكة الغصن حتى موضع جلستهم المعتادة و قبل بلوغه بخطوات يسترد هيئته ، جسد كامل البنيان رشيق القوام لرجل مليح الطلعة حلو الكلام يجلس كل مساء حول النيران يقص عليهم أحاديث عهد ما قبل خلقهم كانا يستمتعان بالقص و الحكي و لربما فاقت متعة سماع الحواديت من فم ابليس مذاق طعم الثمر الشهي الذي يتساقط من نبات البحر على الشاطيء ملفوفا بالعسل ملوثا بالرمال سكرية الطعم شهية المذاق التي تذوب في الفم سريعا .
وعدهما الليلة بالحديث عن شجرة عظيمة توجد في الجنة أخفاها الرب عن أنظارهما لأنها ليست مثل باقي الشجر بل ثمارها شديدة الخطورة لها مفعول السحر لمن يتذوقها ، تنهدت حواء في سخط " ألن تحدثنا عن ليليث ؟!" ، " ليليث ! " زجر ابليس النار بعصاته بينما ينظر إلى آدم " لقد ظننت أن خير من يحدثك عنها هو آدم ." ، " لكنه يرفض الحديث عنها " ، هب آدم واقفا أعطاهما ظهره و قال " ألن تنتهيا من حديثكما الفارغ هذا عن ليليث ؟ ، لقد مضت و مضى عهدها " نظر ابليس لظهر آدم ثم لعيني حواء المتعلقة بآدم الغاضب " لقد كنت أتوقع أنكِ ستكرهين الحديث عنها لا أن تتعلقي بها ، أراكي تطمحين أن تكوني مثلها " و رنا ببصره الى صدرها ، زمت أطراف ما ترتديه على صدرها و قالت مغيرة مجرى الحديث " أي شجرة كنت تريد التحدث عنها اليوم " قال ابليس و قد استعاد سحر الحكي " شجرة الخلود شجرة المعرفة المُلك الذي لا يبلى " ، " أهي حقيقية أم من بنات أفكارك ؟ " ، نظر لها ابليس شاردا " أفكاري ! ، أفكاري هي الخلود " عاد آدم للجلوس ، وضع ابليس يده على كتف آدم ، نظر في عينيه " أن تعيش إلى الأبد أن تملك ملكا يعادل الأرض و السماوات أن تصبح الجميع الذي لا ينتهي " اقتربت حواء من آدم تشبثت بذراعه و قالت " كيف ؟ " نهض ابليس يدور حولهما يرفع يديه يستعرض سطوة سحره حين يداعب خيالهما بأحاديثه يرفع كفيه حول النار " سأصف لكما الطريق نحو الخلود نحو الملكوت و وحدكما من تستطيعا نواله " .
كانت شجرة عملاقة ثمارها عامرة بالنضج متفجرة بالمذاق الساحر أطلقا عليها شجرة التفاح وردا عليها كل صباح حتى كادا أن يأتيا على ثمارها و في اليوم الرابع بينما يتناولان من ثمار شجرة التفاح شجرة الخلد شجرة الملك شجرة المعرفة كما سماها لهما ابليس آتاهما رضوان يحمل رسالة الرب " لقد تجرأتما على الأكل من طعام الآلهة و عصيتما كلمة ربكما فلا مكان لكما في جنته ، الليلة آخر لياليكم في الجنة " كانت في يد حواء ثمرة لم يتبقا منها الا قضمة واحدة نظرت لآدم الذي أمسك بتفاحته التي لم ينل منها سوى قضمة نظر آدم بدوره الى رضوان ثم الى التفاحة و بغضب ألقاها الى الأرض و هو يقول " ياويلتا ظلمنا انفسنا " استدارت حواء و في لحظة كانت القضمة الباقية من ثمرتها بين أسنانها ازدرتها في عجلة و جلست أسفل الشجرة أسندت ظهرها الى جذع الشجرة و تطلعت للأعلى بينما آدم يتابع ببصره رضوان و هو ينصرف غاضبا من فعلة حواء ، نظر آدم الى حواء ثم اقترب ليجلس بجانبها " لماذا فعلتي هذا لقد جلبتي المزيد من غضب الرب علينا " ، قالت له انظر و أشارت الى أغصان الشجرة " لم يتبقَ سوى ثمرتان " نظر آدم حوله باحثا عن التفاحة التي رميها منذ قليل " أليس غريبا أن هذه الشجرة الوحيدة في الجنة التي لا تعوض ثمارها ؟ الشجر الآخر نأكل ثماره و نعود في اليوم التالي لنجده طرح الضعف "
قال لها بغضب " أقول لك الرب غاضب و أنتِ تحدثيني عن الشجرة التي دمرت مستقبلنا ألم يقل رضوان أنها طعام الآلهة " ، " أي آلهة أهناك مع الله آلهة ؟ " ، " لا أدري و إن كان فهو بالتأكيد سيدهم و الأكيد أيضا أنهم غضبى " ، " غضبى غضبى لماذا جعلوا شجرتهم في جنتنا أضاقت بهم الأكوان حتى يضعوها في طريقنا ؟! ثم إن رضوان سيلغ الرب بفعلتي لا تخشى على نفسك فأنا من سأنال العقاب " ، " من قال ؟! لقد أكل كلانا من الشجرة لكن عدم استجابتك لأمر الرب و استهانتك بغضبه سيجلب علينا الكثير من الوبال " ، " أتعرف فيما أفكر .." و نظرت للأعلى ، أسرع آدم " حواء أرجوكِ " ، " لم يتبقَ سوى ثمرتان هيا لنفعلها " ، " لا لن أفعلها كفانا ما نحن فيه " و نهض آدم و جذبها من يدها " هيا من هذا المكان " .



#رياض_محمد_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا أجلس في المحراب أصلي
- • حين يأتي المساء و في فصلِ الشتاء
- تركونا في الوادي بمفردنا
- الأغبياء
- • لا تنخدعي بقولي فقولي إفكٌ
- الآن أعلم مابي ..
- اجلسي بجواري و ابتسمي
- أتظني أن ما أكتبه لكِ شعرا ؟!!
- يسألني الحطب بأي سأبدأ ؟
- القرد 03
- لقاء ابليس 01
- القرد 02
- القرد 01
- في أول الدرب جلسنا ثملين
- دعوا الخيال للفقير !!!
- زوربا اليوناني
- نورٌ و دماءْ و قبورٌ في السماءْ
- لقد حلمتُ بكِ للتوِ
- للموتِ وجهٌ يحملُ صورتي
- التفوه بالحقيقة


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض محمد رياض - حكاية نهد 01