أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - ماذا بعد الاتفاق النووي؟














المزيد.....

ماذا بعد الاتفاق النووي؟


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يأتي الاتفاق النووي الإيراني بعد اثني عشر عاما من المفاوضات الشاقة، والاكتشاف المتأخر لأهمية إغلاق هذا الملف، ضمن رُؤية جديدة للمصالح السياسية والاقتصادية لأمريكا وحلفائها الغربيين؛ ليس مع إيران وحدها، بل مع دول المنطقة عامة.. مُدركين أنَّ إيران تملك أوراقا مهمة في الشرق الأوسط، وتتمتع بحضور لا يمكن تجاهله. لذا؛ ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن هذا الاتفاق مع اتساع دائرة الإرهاب التي وصلت الأراضي السعودية والكويتية والتركية، وحتى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية، إضافة إلى استهداف أوروبيين كما جرى على الشواطئ التونسية في مدينة سوسة التي قتل فيها 38 شخصا الشهر الماضي.
أصْبَح الإرهاب يُشكل خطرا حقيقيا ليس على سوريا والعراق والدول المستهدفة فحسب، بل على دول درّبت أو موَّلت أو شكلت حاضنة لحركات سياسية متطرفة. ومن هنا، جاءت المبادرة الروسية التي أعلن عنها بوتين في نهاية الشهر الماضي، بإقامة تحالف سوري، سعودي، تركي، أردني؛ لمواجهة الإرهاب في المنطقة باعتبار الدول الثلاث أصبحت تعاني من عدو مشترك، إضافة إلى الدولة السورية. الردود الأولية المتحفظة؛ مثل إعلان وليد المعلم أنَّ التحالف مع السعودية ومن يموِّل الإرهاب يحتاج إلى معجزة، لم يحبط مساعي الدبلوماسية الروسية، التي واصلت اتصالاتها مع الأطراف المعنية. ومع ذلك، تلقوا أجوبة مشجعة من هذه الأطراف لمواصلة الحوار وصولا لصيغة ما، تنهي الحالة الاستثنائية.
لا شكَّ أنَّ المنطقة أمام محطة جديدة من إدارة الصراع، بعد فشل الأطراف المعنية تحقيق انتصارات حاسمة بالوسائل غير السلمية؛ فالصراع الطويل بين إيران والدول الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لم يمكنهم من مصادرة حق إيران في إقامة مشروعها النووي، على الرغم من العقوبات الاقتصادية التي أرهقت الاقتصاد الإيراني، وأفقدته جزءًا مهمًّا من قدراته، لكن صمود إيران أرغم خصومها على الاعتراف بحقوقها ودورها في المنطقة، سيما وأنَّ هذه الاتفاقية فتحت شهية الاحتكارات الرأسمالية، خاصة النفطية لعقد الصفقات والاستفادة من الأموال التي سيفرج عنها وتقدر بنحو 150 مليار دولار؛ حيث يحتل قطاع النفط الأولوية في الاستثمار، لتطوير البنية الأساسية ورفع القدرة الإنتاجية، أسوة بالدول النفطية الأخرى لرفع القدرة الإنتاجية من 1.5 مليون برميل في اليوم الى 5 ملايين.
لا أستطيعُ الفصل بين الاتفاق النووي وملامح المرحلة المقبلة، التي أخذت بالتشكل في البحث عن حلول سياسية للأزمة السورية، بعدما أصبح تنظيم "داعش" يشكل خطرا على من وفر له مناخا سياسيا، وأمن له دعما ماديا ولوجيستيا.
... ما ينطبقُ على الملف النووي، ينطبق على الأزمة السورية إلى حدٍّ ما، لم تألُ أمريكا جهدًا إلا وبذلته لدعم خصوم النظام السوري، من تجنيد حلفائها أولا؛ وتمويل وتدريب وإعداد العناصر، لحسم الصراع لصالح ما يُسمَّى بـ"المعارضة المعتدلة". كلفت الدولة السورية الكثير من الضحايا والخسائر البشرية والمادية والتدمير والتهجير، كما احتلت أجزاء واسعة من الأراضي السورية، لكنها لم تتمكن من حسم الصراع لصالحها؛ الأمر الذي دفع الدوائر الاستعمارية في التفكير بعقلية براجماتية، عبَّر عنها وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند -حين قال أمام برلمان بلاده بالحرف الواحد: "لا نرغب في سقوط نظام بشار الأسد"، مؤكدا أننا لن نحصل على النتائج المرجوة إذا انهارت مؤسسات النظام؛ فالمطلوب عدم تكرار الأخطاء التي جرت في ليبيا والعراق.
الموقف البريطاني لا يُعبِّر عن حُسن نوايا تجاه سوريا، بل لإدراكها بعدم تحقيق أكثر مما تحقق، فقد تحقق جزء مهم من المؤامرة؛ تحويل الوطن العربي إلى "كيانات طائفية ومذهبية"، وأصبح يطلق على بعض البلدان العربية بعرب السنة، مقابل الشيعة والكرد والدروز...إلخ، كما دُمرت معظم المدن التي شهدت قتالا، إضافة إلى تدمير البنية الأساسية، ومحاولات النيل من الجيش الذي يعتبر العمود الفقري للدولة. ويأتي التصريح البريطاني بعد فشل غرفة الموك في تحقيق اهدافها، باحتلال جنوب سوريا وإقامة منطقة عازلة، وفشل المحاولات التركية بإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا أيضا. وهي خطوات كان الهدف منها تقسيم الدولة السورية.
عملاً بمقولة ثعلب الدبلوماسية الأمريكية هنري كسنجر "لا حرب بدون مصر، ولا سلام بدون سوريا".. فهي تشكل عقبة امام المشروع الإمبريالي الصهيوني، خاصة بعد إخراج مصر من الصراع، وتدمير العراق، وإلغاء التناقض الرئيسي بين عدد من الدول العربية والعدو الصهيوني، وتحويل التناقضات الثانوية إلى تناقض رئيسي، فأصبح العدو حليفا. أما الآن -وبعد فشل أمريكا وحلفائها في إسقاط النظام السوري- فلا مانع لديهم من الاعتراف به، إذا كان هذا يسمح بتقاسم الكعكة بدلا من تقسيم الدولة، بذريعة منع تمدد "داعش".
... إنَّ اصطفاف بعض الدول العربية المخجل مع الكيان الصهيوني بقضية الملف النووي الإيراني، يطرح عليهم سؤالا كبيرا؛ لماذا لم نسمع يوما احتجاجا على امتلاك العدو الصهيوني سلاحا نوويا وهو الذي احتل فلسطين ولا يزال، وشرد الشعب الفلسطيني، وتنكر لقرارات الشرعية الدولية، ودنس المقدسات الإسلامية والمسيحية؛ من المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، الى مهد المسيح، وكنيسة القيامة؟



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة اليونان ام ازمة الرأسمالية؟
- أوروبا تسعى لإفشال النموذج اليوناني
- الأزمة اليونانيَّة ثمرة السياسات الليبراليَّة
- لهذه الأسباب تراجع حزب العدالة والتنمية
- الانكماش الاقتصادي يرجئ رفع سعر الفائدة
- نكبات جديدة في ذكرى النكبة
- الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية
- تحية للعمال في عيدهم
- السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة
- ليس دفاعا عن أحد.. بل رفقا بالأمة
- بين دعم المركزي وتحديات الحلفاء
- اتفاقية أوسلو ولدت ميتة
- ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعيَّة
- اليونان تخوض معركة أوروبا
- الحرب على الإرهاب
- الاقتصاد العالمي في عام 2015
- الأزمة تطحن الفقراء.. وتزيد ثروة الأثرياء


المزيد.....




- تخرج يوميًا للبحث عن طعام لوالديها المريضين وإخوتها وسط الجو ...
- السيسي: ما يحدث في غزة -حرب إبادة جماعية مُمنهجة-.. وانتقاد ...
- بعد سؤالها عن -أسباب الثقة في المصادر-.. أمن الدولة العليا ت ...
- هل أوفى ستيف ويتكوف بوعده للسيدة التي قابلها في غزة؟
- صحوةٌ بعد 6 قرون.. بركان روسي يثور لأول مرة منذ 600 عام
- قبل 20 عاماً انسحبت إسرائيل من غزة.. هل تعود إلى القطاع بقرا ...
- تقارير: إسرائيل تستعد لمرحلة جديدة من الحرب والسيطرة الكاملة ...
- شركة أرامكو السعودية تعلن تراجع أرباحها جراء انخفاض أسعار ال ...
- من مصدات السيارات إلى صناعة الأثاث.. ورش تركية تعيد تدوير ال ...
- 5 خطوات لحمايتك من الإجهاد مع تزايد الحرارة وتغير المناخ


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - ماذا بعد الاتفاق النووي؟