أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية














المزيد.....

الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 00:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مع نهاية الحرب العالمية الثانية؛ وانتزاع عشرات الدول النامية استقلالها السياسي، أخذت هذه الدول البحث عن استقلالها الاقتصادي، فاصطدمت بسياسة الاستعمار الجديد، التي تبنتها الولايات المتحدة الأميركية، في أواسط خمسينيات القرن الماضي والتي عرفت، بمشروع ايزنهاور لملء الفراغ، الذي أحدثه انهيار الاستعمار القديم. نجحت أمريكا في استيعاب الدول المحافظة وخاصة الدول التي لم تحصل على استقلال سياسي ناجز، وتعاني من شروط الإذعان. حين انقسمت الدول النامية إلى قسمين الأول، دول محافظة بقيت تحت هيمنة الشروط الاقتصادية الليبرالية، ودول مستقلة أنشأت منظومة دولية عرفت بدول عدم الانحياز، وضعت أسس توجهاتها السياسية والاقتصادية التحررية في مؤتمر باندونج، مستفيدة من الدعم السوفييتي سياسيًا واقتصاديًا. نجحت بعض هذه الدول في إقامة القاعدة المادية لتنمية اقتصادية وطنية، قبل أن تتعرض لانتكاسات سياسية والعودة إلى السياسات الليبرالية. مثل مصر والجزائر وسوريا على سبيل المثال.
مع انتهاء الحرب الباردة وصعود العولمة الرأسمالية، أحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، اعتقدت أمريكا أن انتصارها أصبح حاسمًا لا رجعة عنه، وفق رؤية فرانسيس فوكوياما بأبدية الهيمنة الأمريكية ومقولته الرأسمالية نهاية التاريخ، التي رفضت فكريا من قبل علماء الاقتصاد الاشتراكي، وسقطت فعليا في سبتمبر 2008 مع انفجار الأزمة الرأسمالية العالمية. ومع ذلك ما زالت أمريكا تحاول الحفاظ على هيمنتها عالميًا من خلال سلوكها المبني على القوة العسكرية التي فرضتها وما زالت على بلدان العالم، وخاصة على دول الجنوب الضعيفة، فالهيمنة الأمريكية لم تتحقق لأسباب جوهرية، بل لظرف خاص ومؤقت نشأ عن اختلال موازين القوى في مرحلة تاريخية معينة، لم يستمر طويلا، سرعان ما تداعى بفعل الأزمة الاقتصادية، واحتدام الصراع الاقتصادي بين البلدان الصاعدة، والمراكز الرأسمالية.
وتحاول أمريكا وحلفاؤها استثمار نفوذهم بتوجيه شروط المساعدات الدولية وفق إعلان باريس لعام (2005) حول فعالية المساعدات، باشتراطها التقيد بمبادئ العولمة الليبرالية، مثل فتح الأسواق، وجذب الاستثمارات الأجنبية، واحترام قواعد منظمة التجارة العالمية. والبلد الذي يرفض سياسات المراكز الرأسمالية - أمريكا، أوروبا، اليابان- يفقد الحق بالمساعدة. ويقول د. سمير أمين إنّ إعلان باريس خطوة للوراء بالنسبة للممارسات القديمة أيام الستينيات والسبعينيات، حيث كان يحترم حق بلدان الجنوب في اتباع نظامها الاجتماعي والاقتصادي الخاص.
وقد جاء إعلان باريس لضمان الدول الإمبريالية استمرار هيمنتها على اقتصادات الدول الفقيرة عبر الشروط الليبرالية، التي تفرضها، أما البلدان الغنية بالنفط وخاصة الدول التي تمتلك فوائض ماليّة ضخمة، فقد استدرجت لاستنزاف فوائضها المالية بعيدًا عن الاستثمارات التنموية، بشراء وتخزين الترسانة العسكرية، ويعتبر إنفاقها العسكري من أعلى دول العالم، وقبل أيام أعلنت صحيفة نيويورك تايمز، أنّ الولايات المتحدة تواصل البحث مع دول مجلس التعاون الخليجي لإقامة درع صاروخي في منطقة الخليج العربي، علمًا أنّ هذا الإنفاق الضخم على الترسانة العسكرية لم يحقق الأمن القومي العربي، كما لم يحقق أمن الدول العربية التي تمتلك هذه الترسانة، بل جلب الدمار والهلاك للمنطقة، كما يجري في سوريا والعراق واليمن. إضافة إلى تحول معظم عائدات النفط إلى احتكارات صناعة السلاح في المراكز الرأسمالية وخاصة أمريكا.
في حين تعاني المنطقة العربية من أعلى معدلات البطالة عالميا، وفقا لما أعلنه المدير العام لمنظمة العمل العربية أحمد لقمان، إن أكثر من 30% من الشباب العرب يعانون من البطالة جراء النزاعات في بلدانهم وعدم كفاية الاستثمارات الكفيلة بإحداث المزيد من الوظائف، موضحا أنّ عدد العاطلين عن العمل في الوطن العربي قفز منذ العام 2011 بحوالي مليونين، ليناهز حاليًا العشرين مليونًا. وإن إجمالي نسبة البطالة في المنطقة العربية بلغت حوالي 17%، أي أكثر بثلاث مرات من معدل البطالة في العالم. أمّا على الصعيد العالمي فيمكن القول إنّ العولمة الرأسمالية أسهمت في تعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، بحيث أصبح أكثر من نصف سكان الأرض يعيشون تحت خط الفقر.
ويطرح الدكتور سمير أمين بديلا عن الخضوع للسياسات الإمبريالية في "نادى المانحين"، بإمكانية الحصول على مساعدات من بعض الدول الصاعدة مثل الصين وغيرها. خاصة بعد رفضها الانضمام إلى "نادى المانحين" لرفضها نمط المعونة المشروطة، بقبول دول الجنوب لمبادئ الانفتاح الليبرالي. بينما تعلن الصين احترامها لحرية اختيار الدول لنمط تنميتها الاقتصادية.
علما أنّ الصين مؤهلة سياسيًا واقتصاديًا وماليًا وتقنيًا للقيام في بناء منظومة صناعية مستقلة وفعالة في الدول النامية التي ترغب السير في هذا الطريق. حيث تتمتع الصين بإمكانيّات واسعة من الناحية التقنية التي لم تعد حكرًا على الدول الغربية كما كان سابقًا. وأصبحت متفوّقة في بعض القطاعات مثل الطاقة الشمسيّة. وتتمتع بأرصدة مالية ضخمة. لاسيما وأنّ صعود الصين ليس مجرد تحوّل دولة فقيرة تسعى لتحقيق إنجازات اقتصادية فحسب، بل مرتبط بولادة قوى عظمى جديدة، جري التعبير عنها من خلال مجموعة بريكس، وإنشاء البنك الآسيوي للاستثمار الذي يمكن أن يسهم بدور هام في تنمية اقتصادات الدول النامية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للعمال في عيدهم
- السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة
- ليس دفاعا عن أحد.. بل رفقا بالأمة
- بين دعم المركزي وتحديات الحلفاء
- اتفاقية أوسلو ولدت ميتة
- ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعيَّة
- اليونان تخوض معركة أوروبا
- الحرب على الإرهاب
- الاقتصاد العالمي في عام 2015
- الأزمة تطحن الفقراء.. وتزيد ثروة الأثرياء
- موازنات الدول النفطية.. وهبوط أسعار النفط
- الاتحاد الأوراسي الاقتصادي
- احتجاجات عمالية على سياسات الاتحاد الأوروبي
- المشهد الاقتصادي 2014
- الأثر السياسي والاجتماعي لهبوط أسعار النفط
- اتفاقية الغاز مع -العدو-.. غير مبررة اقتصاديا ومرفوضة سياسيا
- كيف نعالج مشكلة الفقر؟


المزيد.....




- مسؤول يتحدث عن مشروع ضخم للحبوب الروسية في الإمارات
- سناتور روسي: القوى الاقتصادية الجديدة ستغير الوضع الجيوسياسي ...
- -روساتوم- تسجل إيرادات قياسية في 2023
- شركات عالمية تتنافس على 30 مشروعا للطاقة في العراق.. ما أهمي ...
- تويوتا تحقق مستويات إنتاج ومبيعات قياسية
- الين بأدنى مستوى في 34 عاما وبنك اليابان المركزي يتدخل
- دراسة تحدد سلعة التصدير الرئيسية من الهند إلى روسيا
- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية