أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - الحرب على الإرهاب














المزيد.....

الحرب على الإرهاب


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما اشتدَّ الصِّراع بين الشعوب العربية والنظم الديكتاتورية المدعومة من الإمبريالية والصهيونية، كلما لجأت الإمبريالية وحلفاؤها إلى ارتكاب أبشع الجرائم في مُواجهة المطالب الشعبية بالحرية والديمقراطية والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.. فقد نجحتْ الامبريالية بحَرْف الثورات الشعبية عن مسارها، وفجَّرت صراعات مذهبية طائفية عنصرية، وعرَّضتْ مئات الآلاف من السوريين والعراقيين والفلسطينيين واللبنانيين للقتل والتهجير. وجاءت حادثة اغتيال الشهيد معاذ الكساسبة لتضيف إلى قائمة الجرائم التي ارتكبتها الحركات الإرهابية جريمة جديدة، خاصة الطريقة البشعة التي نفذت بها الاغتيال؛ بهدف إشاعة الذعر والخوف بين الأوساط الشعبية التي تتصدَّى للإرهاب؛ فقد أصبحت الشعوب العربية تشعر بالتهديد في أوطانها؛ الأمر الذي يتطلَّب تصديًا حقيقيًّا للإرهاب ليس من خلال الأجندة الخاصة للولايات المتحدة الأمريكية، بل عَبْر مشروع عربي مشترك للدول التي تواجه خطر الإرهاب.
إنَّ مُواجهة الإرهاب لا يُمكن حصرها بالجانب العسكري؛ فهي معركة سياسية اقتصادية اجتماعية تنويرية تحتاج الى ثورة عامة ضد السياسات والمفاهيم الحاضنة للتطرف. لقد ازدادتْ الحاجة الموضوعية للدولة المدنية الديمقراطية للخروج من عباءة الأنظمة الديكتاتورية التي تستعين بالأفكار الظلامية لمواجهة التيارات التنويرية التحررية. ومن غير الممكن تجفيف منابع الإرهاب بمعزل عن محاربة الفقر والبطالة والظلم والاستبداد وتحقيق العدل الاجتماعي. إنَّ الثقافة السائدة في الأوساط الشعبية التي ضخَّتها النظم الديكتاتورية والحركات الظلامية عبر المؤسسات العامة والخاصة (العائلة، المدرسة، المسجد، وسائل الإعلام..) والتي أصبحت سائدة في المجتمعات العربية، ما زالت تتناغم مع الدوائر السلطوية المتناسقة أفقيا وهرميا، والتي تتنافى مع المبادئ الإنسانية ومفاهيم الدولة المدنية، وغالبا ما تقوم النظم السلطوية باستثمار حالات إثنية ومذهبية أو طائفية أو قومية لاستدراج الولاءات دفاعا عن مصالحها، غير آبهة بنتائج سياساتها والاحتقانات التي تفرزها حالات التمييز التي تمارسها، والتي اسهمت بتفتيت النسيج الاجتماعي في الدولة القطرية، وقد استثمرت الامبريالية هذه الثغرات والفجوات التي احدثتها النظم العربية المعادية للديمقراطية، لإشعال حروب طائفية في عدد من الأقطار العربية.
لقد مرَّ الوطنُ العربيُّ بتجارب متعددة خلال الحقبة الماضية، إلا أنَّ أيًّا منها لم يصل إلى مُبتغاه؛ سواء كانت أنظمة تقليدية أو حديثة؛ فالتجربة الليبرالية التي شهدتها بعض الأقطار العربية بعد الاستقلال السياسي تجربة مُتواضعة لم ترق لمستوى الدولة الديمقراطية. أما أنظمة الحزب الواحد، التي جاءت على خلفية حركات التحرر العربي وغالبا ما وصلت للسلطة عن طريق الانقلابات العسكرية كالتجربة الناصرية في مصر واليمن، وتجربة حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا والعراق، والتي حملت مشروعا قوميا وحدويا، إلا أنَّها لم تول قضية الدولة الديمقراطية المدنية اهتماما، ولم تكن هذه القضية في صلب برنامجها. وحتى تجربة الجزائر وجنوب اليمن التي جاءت بعد ثورات وطنية مسلحة ضد الاستعمار، انتهى بها المطاف إلى أنظمة سلطوية لا تستند إلى صناديق الاقتراع. وبقي الوطن العربي يتغنَّى بالتجربة اللبنانية؛ باعتبارها واحة للحرية والديمقراطية في عصر الأنظمة الاستبدادية، تعيش الآن في ذروة أزماتها، عاجزة مؤسساتها الدستورية وأدواتها الحزبية الطائفية حتى عن انتخاب رئيس للجمهورية بفضل التدخل الخارجي وعقم النظام "الديمقراطي" الذي يستند إلى تعددية سياسية وفق التقسيمات الطائفية.
إنَّ الخروج من الأزمات المركَّبة التي يعيشها الوطن العربي بالدولة الديمقراطية المدنية التي أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقتٍ مضى؛ لإعادة اللُّحمة للنسيج الاجتماعي بين مختلف مكونات الدولة، مع مراعاة خصائص واحتياجات المجتمعات المحلية، بعدم استنساخ التجربة الرأسمالية التي أفرزتها الثورة البرجوازية على أنقاض الإقطاع، والتمسك دُستوريا بمبدأ الأمة مصدر السلطات وإلغاء الحكم المطلق عبر العقد ألاجتماعي؛ لتشكيل نواة الدولة المدنية، على ألا تتوقَّف الدولة الديمقراطية عند الحقوق السياسية والدستورية، بحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان وإن كانت أساسية، لا غنى عنها، بل هي المدخل الحقيقي للوصول إلى الديمقراطية الاجتماعية. وتجربة دول أمريكا اللاتينية ماثلة أمامنا؛ حيث شكَّلت صناديق الاقتراع مدخلا للديمقراطية الاجتماعية وللدولة المدنية، دولة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، في مواجهة السلطة الديكتاتورية العسكرية، والطبقة الطفيلية التي ارتبط وجودها بمصالح الاحتكارات الرأسمالية المتعددة الجنسيات، وأخضعت شعوب بلدانها الى املاءات صندوق النقد والبنك الدوليين.
فالدولة الرأسمالية وسيلة سياسية لمصالح الطبقة المسيطرة اقتصاديًّا. وكما نرى في البلدان الرأسمالية، فإن الأحزاب البرجوازية تمارس تداول السلطة، لكنْ بين أحزاب البرجوازية، علما بأن الغالبية العظمى من المواطنين الذين يدلون بأصواتهم في الانتخابات من الفئات المتضررة من الاحزاب المتناوبة على الحكم. إلا أنها لا تستطيع إيصال ممثليها الحقيقيين. وذلك لدور رأس المال في استثمار نفوذه المالي والسياسي التي تتيح له الإبقاء في السلطة، وتمكنه من احتواء بعض الحركات النقابية والسياسية. وأخيرا.. كسر حزب سيريزا القاعدة في اليونان بعد إفقار اليونانيين، مُتسلحا ببرنامج اقتصادي اجتماعي يعبر عن مصالح الفقراء والكادحين.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد العالمي في عام 2015
- الأزمة تطحن الفقراء.. وتزيد ثروة الأثرياء
- موازنات الدول النفطية.. وهبوط أسعار النفط
- الاتحاد الأوراسي الاقتصادي
- احتجاجات عمالية على سياسات الاتحاد الأوروبي
- المشهد الاقتصادي 2014
- الأثر السياسي والاجتماعي لهبوط أسعار النفط
- اتفاقية الغاز مع -العدو-.. غير مبررة اقتصاديا ومرفوضة سياسيا
- كيف نعالج مشكلة الفقر؟
- نحو نظام عالمي جديد
- ازمة الرأسمالية العالمية
- الصديق الوفي المناضل سمير حداد
- رؤية اقتصادية اجتماعية
- هل يمكن بناء رأسمالية -أخلاقية- بالعالم العربي؟
- ازمات في الثورات ...؟
- فشل سياسات التقشف في معالجة الأزمات
- تحية لصمود غزة وسلامات للرفيق غازي الصوراني
- من المسؤول عن تفاقم الأزمة…؟
- خيارار الشعب المصري نحو المستقبل
- البرامج الاقتصادية لمرشحي الرئاسة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - الحرب على الإرهاب