الاقتصاد العالمي في عام 2015

فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 21:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

في اجتماعه الدوري المنعقد في دبي؛ طرح منتدى الاستراتيجيات العالمي مجموعة من السيناريوهات لمسار الاقتصاد الاقليمي والعالمي خلال العام 2015. وشارك في فعالياته عدد من الشخصيات العربية والعالمية بهدف استشراف مستقبل العالم والمنطقة العربية سياسيا واقتصاديا خلص المؤتمر الى ان عام 2015 سيشهد بعض المؤشرات السياسية ألإيجابية رغم التحديات الصعبة التي تواجهها المنطقة حاليا. قد نتفق مع بعض ما وصل اليه المؤتمر ونختلف مع البعض الاخر. ويتزامن تفاؤل المنتدى في مستقبل الاقتصاد العالمي، مع تقرير صندوق النقد الدولي المتشائم بشأن النمو الاقتصاد العالمي لهذا العام، حيث خفض الصندوق توقعاته بـ 0.3 % للنمو العالمي في العام 2015 ليصبح 3.5% وتسود اجواء مضطربة في منطقة اليورو بعد فوز حزب سيريزا المناهض لسياسات التقشف.
اعتقد منتدى الاستراتيجيات في تحليلاته ان مصر بدأت بالعودة بقوة إلى طريق الاستقرار الاقتصادي والسياسي! استقرار مصر السياسي والاقتصادي أمنية للمخلصين والشرفاء في الوطن العربي جميعا ، إلا ان المؤشرات السياسية والاقتصادية لم تزك هذا الرأي للأسف الشديد. كما اعتبار وجود "تحالف دولي قوي ضدّ الإرهاب".. يعمل على ضرب داعش. مسألة تحتاج للتدقيق. قصة محاربة اميركا للإرهاب لم تنطلي على أحد اميركا الدولة الراعية للإرهاب في العالم، وقد حظيت الحركات الارهابية بدعم اميركي منذ نشوئها، في افغانستان والباكستان ومن ثم انتقالها الى سوريا والعراق. والا كيف نفسر بروز داعش بهذه القوة واستيلائها على مناطق واسعة، وعناصرها يجوبون الصحراء في سوريا والعراق بشاحنات صغيرة مكشوفة للطيران الاميركي دون رادع. مقارنة بسيطة بين حرب الابادة التي نفذها الحلف الاطلسي ضد القوات الليبية الزاحفة نحو طرابلس وبين ما يجري مع داعش سوريا والعراق.
وعلى الصعيد الاقتصادي توقع التقرير أن تستفيد اقتصادات الدول المستوردة للنفط من الأسعار المنخفضة خلال السنة القادمة، الأمر الذي سيكون له آثر إيجابي على مسيرة التنمية والاستقرار وحركة الأسواق فيها. هذا صحيح لكن انخفاض الاسعار له تأثير مزدوج، فقد حصدت الصين 100 مليار دولار خلال الاشهر الستة الاخيرة بسبب انخفاض اسعار النفط، بالمقابل تراجعت عائدات الدول المصدرة، وتعاني موازناتها من عجز كبير وسوف تستنزف فوائضها المالية، وبعضها اتجه نحو الاقتراض، وما انهيار سعر صرف الروبل الا دليل على ذلك.
اما القول ان زيادة انتاج الطاقة في الولايات المتحدة يسهم بتحسن معدلات النمو الاقتصادي الاميركي ليس دقيقا، فمن المعروف ان زيادة انتاج الطاقة في الولايات المتحدة جاء من انتاج نفط الصخر الزيتي، الذي تقدر كلفة البرميل الواحد حوالي 80 دولار وفقا لما اورده مستشار البنك الدولي لشؤون الطاقة البرفسور ممدوح سلامه وبذلك اصبح زيادة انتاج الطاقة عبئا على الاقتصاد الاميركي في ظل انخفاض اسعار النفط الى حوالي 40 دولار للبرميل. وعلى اهمية تراجع معدلات البطالة في الاونة الاخيرة وتحسن النمو الاقتصادي المدعوم بشراء الاحتياطي الفيدرالي بشراء السندات وخفض الفوائد، إلا ان معدلات البطالة ما زالت تشكل عنصرا سلبيا على الرغم من تراجعها عن مستوياتها مقارنة لعام 2009. وفي اشارة لحساسية وضع الاقتصاد الاميركي عبر مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية "ان اكثر الجوانب غموضا في توقعات الاقتصاد الاميركي ان يكون عام 2015 هو العام الذي يبدأ فيه الاحتياطي الفيدرالي في رفع معدل أسعار الفائدة التي انحصرت منذ نهاية 2008 بين الصفر و 0.25% كإجراء احتياطي خلال الازمة المالية العالمية بينما لم يتبين حتى الان ان الاقتصاد قادر على الازدهار بدون تلك المعدلات المنخفضة ".
من ناحية اخرى لا احد من المراقبين المختصين يوافق على ما ذهب اليه المنتدى ان اقتصادات منطقة الاتحاد الاوروبي اصبحت في بداية التحول نحو النمو الحقيقي، وان مستويات المعيشة اخذة بالتحسن لدى المواطنين! من المعروف ان أداء الاقتصاد الاوروبي مازال ضعيفا، ومعدلات النمو متواضعة، وشعوب معظم البلدان الاوروبية تعاني من سياسة التقشف، وخاصة في اليونان والبرتغال واسبانيا وايطاليا، والتي تواجه معدلات مرتفعة للبطالة. وقد جاءت نتائج انتخابات اليونان دليل واضح على رفض الشعب اليوناني سياسة التقشف، وان فوز سيريزا يفتح الطريق امام احزاب يسارية اوروبية للوصول الى السلطة، وكسر سياسة التقشف التي فرضتها الترويكا، ومنها بوديموس الإسبانى الذى فاجأ العالم لشعبيته، الذي اعتبر الأعلى فى استطلاعات الرأى، وهو حزب يسارى راديكالى رافض لسياسة التقشف. فقد اعلن أن فوز سيريزا فى الانتخابات التشريعية "حقبة جديدة" وأعرب عن أمله فى الاستفادة من هذه التجربة لإسبانيا. من ناحيته يعلن سيرازا انه سيرفع الحد الأدنى للأجور من 580 إلى 751 يورو، محذرا انه لم يكتف بخفض نسبة الفائدة بل يريد خفضا فعليا للدين، الذى تجاوز 300 مليار يورو ويشكل 175% من الناتج المحلي الاجمالي، ولدى سيريزا برنامجا طموحا من بينه تحقيق اصلاحات ضريبية تكفل مساهمة اصحاب الدخول المرتفعة، وفرض ضريبة على السلع الكمالية، وخفض النفقات العسكرية، وزيادة اعانات العاطلين عن العمل وزيادة الحماية الاجتماعية، وتأميم البنوك والسكك الحديدية والمطارات والبريد والمياه، والغاء التعاون العسكري مع "اسرائيل" وتقديم الدعم لإنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967.

#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات