أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منير جمال الدين سالم - الأشكناز هم جوج وماجوج















المزيد.....


الأشكناز هم جوج وماجوج


منير جمال الدين سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 20:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الأشكناز هم جوج وماجوج
أول ذكر للفظة جوج وماجوج فى الكتاب المقدس جائت فى الآيه الثانيه من الإصحاح العاشر من سفر التكوين تذكر أبناء يافث إبن نوح.
"بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاس" - وَبَنُو جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ"
تعددت التفاسيربشأن التعرف على هوية شعب ماجوج وأرض جوج التى سيجيء منها هذا الشعب, فمن قائل أن الصين هى الدوله الوحيده التى يمكن أن يكون لها جيشاَ بعدد مائتى مليون جندى. ولكن أغلب المفسرين إسترشدوا بأسماء مدينة توبولسك عاصمة سيبيريا ومدينة موسكو عاصمة روسيا وتقاربهما مع إسمى توبال و ماشك, ليقرروا أن جوج وماجوج ليس إلا الدوله الروسيه, وخصوصاَ بعد ظهورها الآن كقوه مؤثره فى الأحداث العالميه ومناهضه للغرب وغير متوافقه فى أغلب المواقف مع سياسات أمريكا والغرب وإسرائيل , ولأنها أيضاَ تقع جغرافياَ شمال منطقة فلسطين, فقد أصبحت فى إعتبار المفسرين الصهيوإنجيلين مملكة الشمال والشر القادم من الشمال وفقاَ لنبؤات الكتاب المقدس. ويدعمون رأيهم بنص الآيه الأولى من الإصحاح 39 من سفر حزقيال :
" وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى جُوجٍ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَاعَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ "
فى النص العبرى يوجد حرف ياء قبل كلمة جوج, أى مماثل لتسميتها فى القرآن, والنص يقول "جوج رئيس ماشك وتوبال".وكلمة روش تعنى رئيس أو رأس أو بدايه (كما نقول "روش هاشانا" أى رأس السنه أو بداية السنه) ولكن الترجمات وضعت ترجمة الكلمه رئيس ثم أصل الكلمه روش لتعطى الإيحاء بأن كلمة روش تعنى إسم يضاف للأسمين التاليين (ماشك وتوبال) وبالتالى يستغل التقارب بين كلمة روش وإسم روسيا لإقناع العالم المسيحى الأوروبى والأمريكى أن روسيا هى مملكة الشر. ولو كان ذلك هو المقصود من النبؤه للزم إضافة واو عطف ليكون نص الآيه : روش و ماشك و توبال .
قصة جوج وماجوج بجذورها التوراتيه فى سفر التكوين وسفر حزقيال, وفروعها الإنجيليه فى رؤيا يوحنا, كان لها إمتداد أيضا فى العقيده الإسلاميه بنص قرآنى وأحاديث وتراث. وبمرور الزمن أخذت صوراَ من الخيال الأسطورى عن هوية هذين الإسمين. اليهودى يعتبر جوج وماجوج إسمين يعبران عن المسيحيين والمسلمين, والمسيحى يعتقد بأنهم اليهود والمسلمين, والمسلم يتمثل فيهما المسيحيين واليهود, فكل أصحاب العقائد الإبراهيميه يرون أنهم هم فقط شعب القديسين, وأن الآخرين هم الشر الدائم والقادم فى آخر الأيام.
فى التراث اليهودى ,كلمة جوج هى إسم للملاك الحارس لشعب يتسمى بإسمه (ما - جوج, أى من جوج), وأن هذا الشعب و الشعوب المتحالفه معه ستجتمع على مهاجمة إسرائيل فى آخر الزمان. بعض مفسرى التوراه يعتبرون أن الملك جيجس (كيكس) والمعروف أيضاَ بإسم أبوميرسس , والذى حكم على ليديا (مادى) فيما بين 687 – 652 ق.م., وينطق إسمه جيج أو جوج, هو المقصود بلفظة جوج, وفى هذه الحاله تكون أرض ماجوج فى شبه جزيرة الأناضول (تركيا) هى مصدر الشر القادم من الشمال على إسرائيل وغقاَ للنص التوراتى.
فى الكتاب الثامن من اليوبيل (كتاب التأريخ اليهودى) يذكر أن سكن يافث كان شمال نهر تينا (نهر دون الذى يجرى فى أوكرانيا وجنوب روسيا ويصب فى بحر أزوف) إلى الشمال من سكن جوج, وجوج ويوصف بها منطقه الجمهوريات السوفيتيه (سابقاَ) الجنوبيه وكل ما يقع غربها, أى أن سكن جوج وماجوج هو حيث تقع جورجيا وأوكرانيا وأذربيجان وتركيا الآن.
كتابات المؤرخين عن جوج وماشك وتوبال
جاء ذكر جوج وماجوج وماشك وتوبال فى كتابات المؤرخين الأقدمين أمثال هيسيودوس (القرن السابع قبل الميلاد) وهيرودوت اليونانى (القرن الخامس قبل الميلاد) ويوسيفوس فلافيوس اليهودى (القرن الأول الميلادى) وبلينى الأكبر (القرن الأول الميلادى) وهيبوليتوس الرومانى ( القرن الثالث الميلادى).
عرف هيرودوت ماشك بشعب المسكيين الذين عاشوا فى ذلك الوقت فى منطقة بونتوس (سيبيلوس و ليديا وفرجيا لاحقاَ) فى شمال آسيا الصغرى وجنوب شرق البحر الأسود, ووافقه فى ذلك بلينى الأكبر. حدد يوسيفوس شعوب جوج بالسيثيين الذين كانوا يعيشون فى الجانب الجنوبى من جبال القوقاز, وأضاف أن جوج هو برومثيوس متوافقاَ فى ذلك مع هيسيديوس . فى الزمن الحالى توجد مقاطعه فى أوكرانيا تسمى سيثيا , ومازالت آثار من عاصمتها القديمه "نابليا" موجوده, وتذكر الأساطير الأوكرانيه أن الملك تانتالوس ملك سيثيا الذى أعطى البشر أسرار السماء (نفس قصة بروميثيوس), ولذا عاقبته الآلهه بالحبس فى جبال تارتاروس (القوقاز).فيما حدد هيبوليتوس مكانهم فى منطقة غلاطيه فى شبه جزيرة الأناضول.
خرائط دوائر معارف لموطن جوج وماشك وتوبال:
إلى جانب الوثائق الآشوريه التى حددت أماكن إستقرار وترحال ماشك وتوبال فى فريجيا (فرغانه) وكبادوكيا فى الأناضول,فإن العديد من دوائر المعارف والأطالس الحديثه تجمع تقريباَ على منطقة آسيا الوسطى والأناضول هى موطن وسكن جوج وماشك وتوبال.
1.) IVP Atlas of Bible History
2.) The New Moody Atlas of the Bible
3.) The Holman Bible Atlas
4.) Zondervan Atlas of the Bible
5.) Harper Collins Atlas of Bible Histo
6.) ESV Bible Atlas
7.) Baker’s Bible Atlas
8.) The Macmillan Bible Atlas
9.) IVP New Bible Atlas
فروع ماشك فى التاريخ
موشكى:
من المصادر الأشوريه والإغريقيه, أن هذا الإسم كان يطلق على قبائل كانت تعيش فى مايسمى الآن بجمهورية جورجيا,ويقسم الباحثون أن هذه القبائل كانت تنقسم إلى مجموعتين زمانياَ ومكانياَ. المجموعه الأولى كانت تعيش فى الفتره مابين القرن الثانى عشر والقرن التاسع قبل الميلاد فى شرق الأناضول قريباَ من جبال أرارات ومنابع نهر الفرات ويطلق عليهم الموشكيين الشرقيين. والمجموعه الثانيه كانت تعيش فى الفتره مابين القرن الثامن والسابع قبل الميلاد فى منطقتى كبادوكيا وسيليسيا فى أواسط الأناضول, وتربطهم المصادر الأشوريه أيضاَ بمنطقة فريجيا فى منتصف شبه جزيرة الأناضول , ويطلق عليهم الموشكيين الغربيين.ويعتقد المؤرخين أن الموشكيين الشرقيين قد قاموا بغزو مملكة الحثيين فى وسط الأناضول وأقاموا مملكه لهم فى منطقة كابادوكيا. ويذكر أيضاَ أنهم شاركوا الحورانيين والكاساكيين (كازاخستان حالياَ) فى محاربة أشور فى بدايات القرن الثانى عشر قبل الميلاد. فى أوائل القرن الثامن قبل الميلاد إشتركت قبائل موشكى مع قبائل تابال وقرشميش فى تحالف ضد فى الأشوريين, وهزموا على يد سارجون الأشورى, ولكن فى عام 713 تزوج أمير تابال من أميره أشوريه وقام تحالف بين ألأشوريين والموشكيين. فى 714 ق.م. قام الخميريين بغزو منطقة أرارات وهزموا الجيش الأشورى وأجبرو الموشكيين والتوباليين على التقهقر إلى وسط الأناضول.
موسكوى:
وفقاَ للمؤرخين هيرودوت و سترابو و ستيفان البيزنطى و هيلانيكوس وبلينى و بروكوبيوس, يتحدد موقع موسكوى إلى الجنوب من مملكة كولشيس, فيما سمى بمملكة أيبريا (جورجيا حالياَ).
متسكيتوس ومتسكيتا:
يجمع المؤرخين الجورجيين على أن مدينة متسكيتا والتى تقع إلى الجنوب من العاصمه الجورجيه "تبليسى" كانت عاصمة ولاية متسكيتا القديمه, ووفقاَ لقائمة سلالات ملوك جورجيا أن المدينه قد بنيت فى زمن متسكيتوس إبن كارتلوس أبو شعب جورجيا وإبن توجار ماه ( تجرمه إبن جومر إبن يافث إبن نوح؟ ). الحفريات الأثريه فى موقع متسكيتا تثبت وجود المدينه قبل القرن العاشر قبل الميلاد, وظلت المدينه عاصمه لمملكة أيبريا (عابر) وحتى القرن الخامس الميلادى. تاريخ جورجيا القديم يذكر توحد أبناء متسكيتا وتبليس فى مواجهة نمرود حفيد يافث إبن نوح, وبانى برج بابل وفقاَ لما جاء فى سفرى التكوين وأخبار الأيام الأول. مازال سكان وسط وجنوب جورجيا يطلقون على منطقتهم وعلى أنفسهم لقب موشكيي ويتكلمون بلهجه يطلق عليها مسكورى. مدينة متسكيتا الحاليه تقع على بعد مايقرب من 100 مائة كيلومتر إلى الشمال من مقاطعة متسكيتا القديمه.
فروع توبال فى التاريخ
أما عن توبال, فوفقاَ لهيرودوت ولمصادر مسيحيه كالأب إيوستاسيوس الأنطاكى والأب ثيودوريت أن توبال أبو التوباليين والذين يعرفون بإسم الإيبيريين أيضاَ (بالرغم من أن الإصحاح العاشر من سفر التكوين يذكر أن عابر من نسل سام ولم يذكر أن الإبن الثانى لتوبال أبو الأيبيريين كان يدعى عابر أيضاّ), ويضيف جيروم وإيزيدور السيفلى والمؤرخ نينيوس, بأن توبال لم يكن فقط موطن لشعب إيبريا القوقازيه, ولكن أيضا للقبائل الإيطاليه, وقبائل شبه جزيرة إيبريا (أسبانيا), وجزيرة أيرلاندا البريطانيه (هيبرنيا), ويذكر المؤرخ هيبوليتوس الرومانى ( القرن الثالث الميلادى) نسل توبال بإسم هيتالى ( إيطاليا؟ ). المؤرخين الجورجيين يقرون أن أجدادهم هم شعب إيبريا القديمه ونسل توبال وماشك وتجرمه, ويذكر المؤرخ الجورجى "إيفان يارفاكيشفيلى" بأن أسماء تابال وتوبال وجابال وجوبال هى أسماء للقبائل الجورجيه القديمه.
الخزر والأشكناز
ينقسم اليهود فى العالم اليوم إلى مجموعتين عرقيتين أساسيتين الأشكنازيم والسفارديم ، وكل من الكلمتين تدل على منطقة جغرافية عاش فيها اليهود فى فترة ما من تاريخهم.
كلمة أشكناز هى اسم قديم للمنطقة الممتدة من جنوب روسيا وأوكرانيا فيما بين جبال القوقاز وبحر قزوين شرقا والبحر الأسود غربًا ، أما كلمة سفارديم فهى أيضًا اسم قديم لشبة جزيرة أَيبريا (الأندلس) أى: منطقة أسبانيا والبرتغال.

تعداد يهود الأشكناز فى العالم فى عام ١-;---;--٩-;---;--٦-;---;--٠-;---;--بلغ اثنى عشر مليونًا ، بينما لم يتعد عدد اليهود السفارديم النصف مليون.

يندرج تحت مجموعة السفارديم مجموعات عرقية صغيرة فى مناطق محدودة من العالم. كالمجموعات الهندية ، بناى إسرائيل وكوشين ويغلب فيها العرق الهندى ، ويهود ليبيا وهم خليط بين بربر و إسرائيل، ويهود اليمن (تيمانيم) ، وهم خليط بين عرب و إسرائيل، وكذا يهود جورجيا (حروزونيم) ويهود إيطاليا (إيتالكيم) . أما يهود إثيوبيا (الفلاشا) فلا أثر للدم اليهودى فى عروقهم.

المجموعة الأساسية فى السفارديم يندرج تحتها يهود غرب أوروبا ومجموعة مزراخيم (شمال أفريقيا والمنطقة العربية والإيرانية) ، ويغلب فيها الأصل العبرانى.
أما مجموعة الآشكناز فيندرج تحتها يهود روسيا وأوروبا الشرقية وكذلك شمال غرب آسيا الذين يطلق عليهم اسم جهوريم.
ما يؤكد الاختلاف العرقى بين الأشكناز والسفارديم ليس فقط المنشأ الجغرافى ، ولكن أيضا السمات العرقية ,ولذلك أطلق عليهم الأوروبيين إسم اليهود الحمر.

دراسة قام بها فريق من الباحثين فى مركز متخصص فى علم الوراثة فى الولايات المتحدة الأمريكية
Center for Human Genome Variation Institute for Genome Science and Policy ResearchDrive Duke University Durham NC2770 USA
وأسماء أعضاء الفريق هى :
Anna C Need
Dalia Kaasperaviciute
Elizabeth T cirulli
David B Goldstein
تثبت الدراسه بما لا يقبل الشك أن اليهود الأشكناز لهم بصمه جينيه خاصه تفصلهم عن الأجناس الأوروبيه والشرق أوسطيه, وأنهم نتاج إختلاط عرقى بين أجناس شرق أوروبا ووسط آسيا.
The Duke University Medical Center
( http://genomebiolog.com/2009/10/1/R7 )

اختيارهم لاسم أشكناز ليتسموا به، يعنى أنهم يعرفون أصولهم ، ونسبهم ويعتزون به وإن ادعوا أَنهم ساميون وأبناء لإبراهيم .والإصحاح العاشر من سفر التكوين يذكر مصدر الاسم الذى تسموا به:ـ
"وهذه مواليد بنى نوح سام وحام ويافث وولد لهم بنون بعد الطوفان بنو يافث جومر وماجوج ومادى وياوان وتوبال وماشك وتيراس بنو جومر أشكناز وريفات وتوجرمه". (تكوين10: 1ـ4)
توضح هذه الآيات أن أشكناز هو ابن جومر أخو ماجوج أبناء يافث ابن نوح .
وفى سفرى حزقيال وأخبار الأيام الأول ما يعضد الحقيقة بأن هذه المجموعة العرقية كانت تكَون شعب واحد أو عديد من الشعوب من أصل واحد ويعيشون فى منطقة واحدة.
"وكان إلى كلام الرب قائلًا. يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج أرض ماجوج رئيس ماشك وتوبال وتنبأ عليه وقل: هكذا قال السيد الرب هاأنذا عليك يا ماجوج رئيس ماشك وتوبال." (حزقيال38: 1ـ3)
هل أشكناز اليهود هم سلالة جوج وماجوج؟ الآيات السابقة تثير لدى التساؤل.

فى القرن التاسع يذكر الراهب البينيديكتى (نسبة إلى القديس بينيديكت) كريستيان الستافيلونى فى مؤلفه Exposition in Matthaeum Evanglistam أن الخزر هم قبائل "هون" وأحفاد لجوج وماجوج.
ويوافقه فى ذلك ما جاء فى كتاب " رحلات العالم" (سيبؤف هاعولام) 1180 ميلادية - لمؤلفه الرابى "بيتاخيا ". ويذكر ابن كثير فى مؤلَفه "البداية والنهاية" أن شعوب الخزر التى تعيش فى منطقة ما بين جبال القوقاز وبحر قزوين هم أحفاد مباشرين لجوج وماجوج وذكرهذا أيضاَ الرحالة ابن فضلان عباس ابن الرشيد فى الوثيقة رقم MS5224 والمحفوظة فى متحف قدس الأستانة باستانبول وكتبت فى عهد الخليفة المقتدر فى عام 310هجرية وغيرها من المراجع التى سأذكرها فى نهاية المقال.

فى دلتا نهر الفولجا ونهر الدون مساحة تزيد على مليون ميل مربع تمتد من هنغاريا والنمسا غربًا وحتى جبال الأورال شمالًا وجبال القوقاز جنوبا فيما بين البحر الأسود وبحر قزوين قامت مملكة على أنقاض مملكة سيثيا القديمة من خليط من شعوب وقبائل من الترك والتتر والهون سميت بمملكة الخزر (خازاريا) ، كانت تمثل أكبر دولة على كوكب الأرض فى ذلك الوقت وصلت إلى أوج قوتها فى وقت متزامن مع وجود قوتين عظمتين على حدودها, الخلافة العباسية و الإمبراطورية البيزنطية.

هذه المملكة لعبت أدوارًا مهمة فى تاريخ المنطقة والعالم. تحالفوا مع البيزنطيين والترك فى أوائل القرن السابع لهزيمة فارس،وتحالفو مع قراصنة الفايكنج ضد العباسيين ثم إنقلبوا عليهم ونهبوهم, وعلى امتداد القرن السابع والثامن كانوا حماة الجبهة الأوربية والبيزنطية ضد الفتح العربى. إلى درجة أن كتاب ومؤرخين يجمعون على أنه لولا وجود مملكة الخزر لأصبحت كل منطقة شرق أوروبا منطقة إسلامية .
كان معظم سكان هذه الدولة يدينون بالوثنية مع وجود مسيحيين ومسلمين ويهود . كان اليهود مقربين للخاقان (الملك) بولان ، وكان أغلبهم يعمل فى تجارة القوافل فى ما بين الصين وأوروبا ، وكان يطلق عليهم اسم "رودانى" أو "رادانى" وهى كلمة فارسية تعنى: دليل الطريق أو عارف الطريق. استطاع اليهود إقناع الخاقان بإعتناق الديانة اليهودية ؛ فقرر أن يجعلها ديأنه لشعبة (740م ) حتى أنه قام بختان كل الشعب في يوم واحد كما يذكر المؤرخون.

البروفسور جراتز H.Grates والذى يعتبر من أعظم مؤرخى اليهود فى أوروبا الشرقية يذكر في الصفحة 141 من كتابة "تاريخ اليهود" كيف تحول الخاقان "بولان" ملك الخزر إلى الديانة اليهودية ؟ وكيف فرضها على شعبه؟ وكيف تبنى استعمال الأحرف العبرية فى كتابة اللغة الخازارية والتى أصبحت تعرف فيما بعد باللغة اليديشية YIDDISH والتى أصبحت اللغة القومية لليهود فى كل أنحاء أوروبا خاصة شرق أوروبا وألمانيا والنمسا وبولندا وأضيفت إليها كلمات من اللهجات الألمانية والسلافية لاحتياجات حضارية؟
كتب اليهود التلمود بلغة الييديش، بل وأصبحت كلمة ييديش اسم علم على جنس يهود الخزر أى الاشكناز.
كانت بداية النهايه لهذه المملكه فى أواخر القرن العاشر (فى الفترة ما بين 970م ، 1016م ) حين اجتاحت جيوش الإمبراطورية الروسية الأرثوذوكسية والإمبراطورية البيزنطية مملكة الخزر واستولوا على الجزء الأكبر منها.

وفى بدايات القرن الثالث عشر( 1239م) اجتاح المغول تحث قيادة جنكيزخان وابنه بالوخان كل المنطقة وانهارت بقايا المملكة كليًا وتشرد يهودها فى الشمال والغرب إلى أوكرانيا وجنوب روسيا وأوروبا الشرقية, ليقيموا مجتمعاتهم المغلقه فى المدن التى هاجروا إليها, يحدوهم الأمل الذى إستمدوه من ديانتهم الجديده وهويتهم الدينيه الجديده, بالتجمع من جديد فى وطن بديل, وطن موعود لم تطأه أبداَ أقدام آبائهم.

فى الزمن القديم يأمر الرب شعب إسرائيل ليدعو أمم أخرى كحلفاء له فى تنفيذ قضاء الرب على بابل, ومنهم أشكناز, وواضح أن هذه الأمم أبناء عمومه وجيران فى موطنهم القريب من جبال أراراط.
"اِرْفَعُوا الرَّايَةَ فِي الأَرْضِ. اضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي الشُّعُوبِ.قَدِّسُوا عَلَيْهَا الأُمَمَ. نَادُوا عَلَيْهَا مَمَالِكَ أَرَارَاطَ وَمِنِّي وَأَشْكَنَازَ. أَقِيمُوا عَلَيْهَا قَائِدًا. أَصْعِدُوا الْخَيْلَ كَغَوْغَاءَ مُقْشَعِرَّة". (إرميا 51 – 27).
لا يستبعد وجود إسرائيليين بين هذه الأمم فى هذا الوقت وبعده, فليس فينا من يملك الإجابه القاطعه عن مصير أسباط إسرائيل العشره الذين أخذوا فى السبى الأشورى, ومن وقتها تكرر تشرد اليهود فى السبى البابلى وبعد دمار المعبد الأول والثانى, وقد يكون فى المزمور المائه والعشرين بعض الإجابه على ذلك:
"ويل لغربتى فى ماشك , لسكنى فى خيام قيدار" ( المزمور 120 : 4 )
كل مفسرى نبؤات الكتاب المقدس بلا إستثناء يتوقعون غزو جوج وماشك وتوبال للأرض المقدسه فى المستقبل, ولكن هناك مشكله تواجه هذه التفاسير, فمثلاَ عندما نقرأ ماجاء فى الإصحاح 38 من سفر حزقيال
" بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ تُفْتَقَدُ. فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ تَأْتِي إِلَى الأَرْضِ الْمُسْتَرَدَّةِ مِنَ السَّيْفِ الْمَجْمُوعَةِ مِنْ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي كَانَتْ دَائِمَةً خَرِبَةً،، لِلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنَ الشُّعُوبِ وَسَكَنُوا آمِنِينَ كُلُّهُمْ, وَتَصْعَدُ وَتَأْتِي كَزَوْبَعَةٍ، وَتَكُونُ كَسَحَابَةٍ تُغَشِّي الأَرْضَ أَنْتَ وَكُلُّ جُيُوشِكَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَك, هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أُمُورًا تَخْطُرُ بِبَالِكَ فَتُفَكِّرُ فِكْرًا رَدِيئًا،وَتَقُولُ: إِنِّي أَصْعَدُ عَلَى أَرْضٍ أَعْرَاءٍ. آتِي الْهَادِئِينَ السَّاكِنِينَ فِي أَمْنٍ، كُلُّهُمْ سَاكِنُونَ بِغَيْرِ سُورٍ وَلَيْسَ لَهُمْ عَارِضَةٌ وَلاَ مَصَارِيعُ ". (سفرحزقيال 38 : 8 – 11)
جبال إسرائيل التى كانت دائماَ خَربَه؟ ماذا تعنى كلمة خربه بالنسبه لكاتب سفر حزقيال؟ وماذا تعنى للقارىء, إلا أن تكون غير مسكونه أو غير صالحه للسكنى. لم يحدث هذا فى التاريخ الماضى منذ وقت كتابة سفر حزقيال وحتى يومنا هذا, ولن تكون دائماَ خربه حتى ولو إندلعت حرب مدمره على أرض فلسطين, فبلا شك أنها ستظل مسكونه ومعموره على مدى ألفية حكم السيد المسيح
وحالة السكن الآمن والأرض العراء بغير سور ولاعارضه ولا مصاريع, كانت تنطبق فقط على سكان فلسطين قبل الحرب العالميه الأولى وحتى دخول الجيش البريطانى والأعراب الهاشميين, ثم تدفق الهجرات اليهوديه على فلسطين, وهى حاله لن تتكرر ثانية فى التاريخ إلا فى خلال الألف سنه التى جاء ذكرها فى الإصحاح العشرين من سفر الرؤيا. وواضح من النص ان السحابه والزوبعه شبيهه بما قامت به عصابات الأشكناز وأعراب الحجاز والجيش البريطانى.(مع تحفظاتى على كل ما تنبأ به حزقيال).
" المجموعه من شعوب كثيره" و "الذين أخرجوا من الشعوب" تعنى جميع أبناء يعقوب, بما فيهم الأسياط العشره الذين أخذوا للسبى الآشورى وضاعت هويتهم, أما من يسمون أنفسهم اليوم باليهود والذين هاجروا إلى فلسطين وأقاموا دولة إسرائيل فلايوجد بينهم فى الحقيقه أكثر من عشره بالمائه يهود ( يهوذا وبنيامين ولاوى) والمسمين بالسفارديم, والبقيه الغالبه كما فصلت سابقاَ هم من قبائل الخزر الذين يتسمون بالأشكناز.
هل وقعت حرب جوج فعلاَ بإحتلال الإشكناز لأرض فلسطين وتحقيقاَ للنبؤه التى وردت فى سفر التكوين؟ " لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ". (سفرالتكوين9 : 27)
ليس أمامنا إلا أن نربط سفرى حزقيال 38 و 39 بسفر الرؤيا ونتوقع حرب جوج ثانيه بعد المجىء الثانى للسيد المسيح وأورشليم الجديده وجمع كل أسباط إسرائيل وإيمانهم بمجيئه الأول,كما جاء فى رؤيا يوحنا
" ثم متى تمت الالف السنة يحل الشيطان من سجنه , و يخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج و ماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر, فصعدوا على عرض الارض و احاطوا بمعسكر القديسين و بالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء و اكلتهم ". (سفر الرؤيا 20: 7 – 9 )
أمم جوج وماجوج ليست دوله واحده (كما يروج بعض المفسرين بأنها روسيا) بل هى تحالف شعوب أبناء عمومه مرتبطين بالدم منذ فجر التاريخ وإنتشروا من موطنهم المسمى ماجوج ( آسيا الوسطى وشبه جزيرة الأناضول) ليغزو العالم , ثم ليتجمعوا فى آخر الزمان لغزو الأرض المقدسه من أربع زوايا الأرض وليس فقط من إتجاه واحد أو مكان واحد أو دوله واحده. علاوه على الأشكناز, فشعوب جورجيا وتركيا وأوكرانيا وأرمينيا ومايجاورهم من شعوب وسط آسيا الإسلاميه هم نسل جوج, والبريطانيين والفرنسيين والأسبان والإيطاليين ينتسبون إليهم أيضاَ , كما سأوضح فى كتابى القادم " آخر الأيام " أو "א-;---;--ח-;---;--ר-;---;--י-;---;--ת-;---;-- ה-;---;--י-;---;--מ-;---;--י-;---;--ם-;---;-- " بالمراجع والخرائط والوثائق .



#منير_جمال_الدين_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة المحرقه
- الأقمار الداميه والنبؤات التلموديه لمستقبل إسرائيل
- هل تبدأ الحرب العالميه فى اليمن؟
- العلاقات السعوديه - الماسونيه
- الإرهاب المقدس
- المملكه السعوديه تحت الحصار
- الخطة الصهيونية للشرق الأوسط
- طبول الحرب
- حرب أكتوبر إعادة كتابة التاريخ
- إعلان إستقلال مصر الإقتصادى
- حلول مشاكل المياه والطاقه فى مصر


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منير جمال الدين سالم - الأشكناز هم جوج وماجوج