منير جمال الدين سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 19:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تبدأ الحرب العالميه من اليمن ؟
بعد توقيع إتفاقية كامب ديقيد وقيام الجمهوريه الإيرانيه إنقسمت المدطقه العربيه إلى معسكرين, معسكر مل من تسلط الولايات المتحده على مقدرات شعوب المنطقه, وحماية ودعم تسلط الكيان الإسرائيلى المحتل وحماية الأنظمه الدكتاتوريه, ملكية كانت أو جمهوريه, وعبر هذا المعسكرعن ذلك برفضه للتبعيه ولشرعية الكيان الإسرائيلى وبتبنيه للفكر المقاوم لوجود هذا الكيان. وعلى الصعيد الآخر معسكر يصف نفسه بالإعتدال ويحتمى بالولايات المتحده ويحمى مصالحها ويتبنى مبدأ التعايش والحوار والمبادره لحل المشكله الفلسطينيه, ويقيم علاقات مع الكيان الإسرائيلى,وإن كانت سريه وقتها إلا أن الزمن أسقط عنها القناع. كانت سوريا وإيران تشكلان العنصر القوى فى المعسكر الأول, وترجم ذلك تشبثهم بخياراتهم فى دعم المقاومه فى لبنان وفلسطين وذلك بالرغم من محاولات الإستقطاب وبالرغم من الإغراءات لثنيهم عن خيارهم. هذا الموقف المتحدى للإراده الأمريكيه ولمصالحها ومصالح وأمن حلفاءها كان من الضرورى النصدى له وردعه بكل الوسائل الممكنه, ولذا كان دعم المملكه الأردنيه للإخوان المسلمين لمحاولة إسقاط حكم الأسد فى عام 1979-1981, ولذا كان تجنيد دولة العراق فى حرب الخليج الأولى لدرأ خطر تمدد الفكر الثورى الإيرانى. ولذا إستمرت محاولات المخابرات الأمريكيه الفاشله وحتى وقتنا هذا للإطاحه بنظام الحكم الإيرانى بدعم وتسليح الحركات الإنفصاليه الكرديه و العربيه السنيه (البلوش) كتنظيم جند الله وجيش العدل البلوشيين, وأيضاَ المجلس القومى للمقاومه الإيرانيه المتمركز فى العراق وذراعه العسكرى المعروف بإسم مجاهدى خلق, ومحاولات دعم إنقلاب عسكرى, بل و حتى محاولة إعاد نظام الشاه. ولكن الظروف الإقليميه كانت دائما إلى جانب الجمهوريه الإيرانيه, فالإطاحه بنظام صدام ونظام طالبان يعنى لإيران التخلص من جارين يهددان أمنها القومى, وخروج الولايات المتحده من حربها ضد هاذين النظامين بحاله من الضعف الإقتصادى والعسكرى والسياسى أعاقت لفتره قدرتها على التعامل مع قضايا المنطقه, ولكن إلى حين. قررت الحكومه العالميه البدء فى تنفيذ مشروعها الذى تواترت مسمياته بين الشرق الأوسط الجديد أو الكبير, والنظام العالمى الجديد والرامى للهيمنه على كل العالم, وفقاَ لدراسات المعاهد المتخصصه التابعه للنظام العالمي كان لازماَ التخلص من كل القوى المنافسه والرافضه للإنضمام لهذه المنظومه, وعلى رأسها الصين التى ظهرت على الساحه العالميه بشكل جديد ومتطور ومتقدم فى القوه الصناعيه ومتنامى فى القدره العسكريه ومتشعب فى العلاقات الإقتصاديه والسياسيه الخارجيه الناعمه مع الجميع, وخصوصاَ تغلغلها فى مناطق آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا والتى تشكل أهميه خاصه للننظام العالمى, لكونها المناطق الواعده لمستقبل الطاقه والمواد الأوليه.وتأتى روسيا الإتحاديه كمنافس آخر وتحدى سياسى وعسكرى يعوق التمدد المرغوب للهيمنه الإمبرياليه فى وسط آسيا وشرق أوروبا. تطور التقارب بين الصين وروسيا الإتحاديه بقيام منظمة تعاون شنغهاى التى إنضم إليها العديد من دول آسيا الوسطى والهند وباكستان وآيران,ثم تبلور هذا التقارب بتفعيل منظمة البريكس والتى تضم إليهما كل من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا مع ترشح دول فى آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبيه للإنضمام, ووصف رئيس الصين للدول المشاركه فى المنظمه بالمدافعين والمحفزين لدول العالم النامى وقوه لتحقيق السلام العالمى يظهر المنظمه كحجر أساس لبناء نظام عالمى جديد ومتعدد الأقطاب ينزع عن الولايات المتحده إنفرادها بالزعامه والوصايه على العالم, بما يعوق المخطط العالمى الذى تتبنى الولايات المتحده تنفيذه. تعى كل من الدولتين أنها مستهدفه من قبل النظام الإمبريالى الجديد, ولذلك نرى مدى توحد موقفهما إزاء القضايا الدوليه. وإستهداف معسكر المقاومه والممانعه فى منطقة الشرق الأوسط يضع كل من روسيا والصين وإيران وسوريا فى خندق واحد فى مواجهة القوى الإمبرياليه, خاصة إعتبار سوريا وإيران كخطوط دفاع متقدمه لكل من روسيا والصين.ومن هذا المنطلق إعتبرت القوه الإمبرياليه النظامين السورى والإيرانى عقبه تعيق تنفيذ المخطط العالمى علاوة على مايمثله هذين النظامين من تهديد للملكيات والدكتاتوريات الحاكمه ولأمن إسرائيل. بدأ التمهيد للحرب بصناعة ثورات الربيع العربى لإشاعة الفوضى وحصار المقاومه وتصفية الثورات وإثارة النعرات, وخلق وتمويل وتدريب وتسليح الإرهاب المتسمى بالإسلام وبتكثيف الحملات السعوديه على تشويه الوعى العربى وتحويل البوصلة عن خطر إسرائيل, العدو الحقيقى للعرب, وعن خطر الجماعات الإرهابيه التى تمولها وتدعمها بالمشاركه مع كل من الأردن وقطر وتركيا وإسرائيل فى سوريا والعراق وليبيا ومصر, وتخلق عدو جديد وتعطى الأولويه فى مجابهته و تسميه بخطر التمدد الشيعى والخطر النووى الإيرانى. الإتفاق النووى بين إيران والغرب يواجه تحديات تتمثل فى وجهات نظر أمريكيه – أمريكيه, فالبنتاجون والمحافظين الجدد فى مجلس الشيوخ واللوبيات الصهيونيه والسعوديه تعمل مابوسعها لمنع تمريره والتوقيع عليه, وتفضل تكثيف الحصار الإقتصادى وضرب المنشئات النوويه الإيرانيه. مع إحتمال التوقيع عليه فى حسبان التحالف السعودي الإسرائيلى, يجرى الإستعداد على قدم وساق بالتنسيق العسكرى وتوزيع الأدوار فى حرب قادمه على إيران, ومن أهم هذه الإستعدادات ما لاحظناه من زياده فى حجم ماإشترته المملكه من سلاح خلال العامين الماضيين, وتعدد زيارات عسكريين إسرائيليين لمطارات ومواقع عسكريه سعوديه. بلا شك سيؤدى ضرب إيران إلى غلق مضيق هرمز, ولذا يتوجب قبل بدأ الحرب توفير بدائل أخرى لتصدير البترول والغاز لأوروبا والعالم, وبالفعل تم تجديد خط التابلين القديم وحتى الحدود السعوديه مع الوصله التى تمر عبر الجولان المحتل والوصله التى تتجه إلى ميناء حيفا فى فلسطين المحتله,مع أخبار متواتره عن صفقات إستيراد قامت بها إسرائيل لأنابيب خفيفة الوزن وسهلة التوصيل لهذا الخط. والخط الواصل من العراق إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر والذى كان يستعمل فى وقت حرب الخليج الأولى تم تجديده وزيادة سعته وتم إقامة خط آخر يصل إلى الحدود اليمنيه على أمل إستكماله إلى ميناء المكلا اليمنى على بحر العرب ( وهذا واحد من أسباب الحرب على اليمن) ,هذا علاوه على تدعيم الخط الواصل من الكويت عبر الإمارات وعمان إلى بحر العرب أيضاَ. وهنا تأتينا الإجابه على تساؤلنا, لماذا اليمن؟
تتضارب التصريحات السعوديه عن سبب عدوانها على اليمن مابين إعادة شرعية الرئيس هادى, إلى درء خطر الحوثيين الذين تعتبرهم أيدى إيران فى المنطقه, إلى الخطب الدينيه التى يتولاها رجال الدين الوهابى بتصويرها حرب بين الإسلام والرافضه المجوس على حد تعبيرهم. ولكن الهدف الحقيقى هو القضاء على قوة وسلاح الحوثيين لتوقع ردود فعل منهم قد تهدد سلامة الملاحه عبر باب المندب أو ميناء ينبع القريب من الحدود اليمنيه السعوديه وخطوط أنابيب الغاز والبترول الواصله إليه فى حال مشاركة المملكه فى العدوان على إيران. وهذا الهدف يعبر عنه المتحدث العسكرى لقوات التحالف بأن الحرب لن تتوقف حتى يسلم الحوثيين أسلحتهم.
مابعد القضاء على الثوره اليمنيه وإحتلال اليمن تمتد أحلام يقظة آل سعود إلى الشام بإستخدام القوه العربيه المشتركه وبحجة محاربة الإرهاب لنزع سلاح حزب الله وإسقاط نظام الإسد, وفى نفس الوقت تتولى جماعاتهم الإرهابيه تأجيج حرب أهليه سنيه شيعيه فى العراق, وبذا يصبح الطريق ممهداَ لإسرائيل لضرب إيران.
لم يضع صقور الحرب السعوديين فى حسبانهم كيف كان اليمن منيعاَ على كل محاولات غزوه على مدى التاريخ, وكيف تتصاعد مشاعر الكراهيه والإصرار على التصدى لعدوانهم, وبإفتراض نجاج السعوديين فى تركيع الثوار فى اليمن وتحولهم لحزب الله وسوريا, كيف سيكون موقف الدول الحليفه لهم, وماذا سيكون موقف المنظمات الشيعيه المسلحه فى المملكه وإمارات الخليج والتى تحشد قواها إستعداداَللحظة الإنطلاق. وحتى مع التفوق الواضح للسلاح الإسرائيلى السعودى, فإن توقعات المحللين العسكريين بردات الفعل الإيرانيه على العدوان عليها ستكون كافيه لغلق مضيق هرمز ولتدمير غالبية حقول البترول والغاز, بل والعديد من المدن الخليجيه والسعوديه. وأيضاَ يأتى السؤال عن ما سيكون موقف روسيا والصين.
أقول للشباب الطائش الذىن يحكمون الجزيره العربيه ولمن سار على دربهم وتحالف معهم, أن الفخ الذى تشاركون فى نصبه هو للقضاء على الإسلام والعرب, وستكونون أنتم أول ضحاياه, ومصيركم إلى مزبلة التاريخ.
mounirsalem1@ yahoo.com
المراجع:-
- رسالة ود من الحوثيين لمصر http://www.yemenstreet.net/news-11223.htm#sthash.nM100NsC.dpuf
- Terrorist Organizations Trained on US Soil by US Military http://landdestroyer.blogspot.com/2012/04/confirmed-terrorist-organization.html
http://landdestroyer.blogspot.com/2012/04/us-attempting-to-trigger-color.html
- كتاب: الحرب على سوريا, بوابه للحرب العالميه الثالثه https://docs.google.com/file/d/0Bzf5hXPESLSdbTd0V2dIY3hvVGM/edit?pli=1
- Assessing Options for Regime Change تقييم الإحتمالات لتغيير النظام فى سوريا http://www.brookings.edu/~/media/research/files/papers/2012/3/15%20syria%20saban/0315_syria_saban.pdf
جبهه متحده ضد إيران- United Front Against Iran http://landdestroyer.blogspot.com/2011/03/united-front-against-iran.html
- Which Path to Persia أى طريق إلى إيران ؟http://www.brookings.edu/~/media/research/files/papers/2009/6/iran%20strategy/06_iran_strategy
U.S. funded Arab Spring الولايات المتحده تمول الربيع العربى http://landdestroyer.blogspot.com/2011/04/official-arab-spring-subversion-us.html
- Israel is working on coordinating plans for a possible military strike with Saudi Arabia http://www.timesofisrael.com/israel-said-to-be-working-with-saudi-arabia-on-iran-strike-plan/
- خط أنابيب التابلاين وعملية شاكيناه http://www.bibliotecapleyades.net/sociopolitica/esp_sociopol_zion42.htm
- Could the U.S. Navy be defeated by Iran in the Persian Gulf? The Geo-Political Nature of the Strait of Hormuz http://www.fourwinds10.net/siterun_data/government/war/iran_war/news.php?q=1326204396
- Saudi readies oil line to counter Iran Hormuz threat https://search.yahoo.com/search-;-_ylt=AoY0tPtm0zZFAva7dLFyyhGbvZx4?p=Saudi+Arabia+ropens+Iraqi+pipeline+to+export+oil+through+Red+Sea&toggle=1&cop=mss&ei=UTF-8&fr=yfp-t-308&fp=1 - Saudi Arabia reopens Iraqi pipeline to export oil through Red Sea http://nvonews.com/?s=Saudi+Arabia+reopens+Iraqi+pipeline+to+export+oil+through+Red+Sea&x=15&y=5
- Senators Push Promise to Support Israeli Strikes on Iran http://www.huffingtonpost.com/jamal-abdi/senators-push-promise-to-_b_2792595.html?ir=India&adsSiteOverride=in http://reason.com/archives/2015/03/12/senate-republicans-push-war-with-iran - Obama defends Iran nuclear pact as Pentagon prepares for war http://www.wsws.org/en/articles/2015/04/07/iran-a07.html
- A Neocon Admits the Plan to Bomb Iran https://consortiumnews.com/2015/03/16/a-neocon-admits-the-plan-to-bomb-iran/ http://www.washingtonpost.com/opinions/war-with-iran-is-probably-our-best-option/2015/03/13/fb112eb0-c725-11e4-a199-6cb5e63819d2_story.html
- امام الحرم المكي عبد الرحمن السديس يعلنها حربا طائفية بين السنة والشيعة
https://youtu.be/vbLps2Iy7D4
- ئيلى لضرب إيران عن التحالف السعودى الإسرا
http://www.haaretz.com/misc/article--print--page/1.558512?trailingPath=2.169%2C2.216%2C2.217%2C
http://news.antiwar.com/2013/10/02/israel-forming-new-gulf-alliance-to-attack-iran/
http://www.thesundaytimes.co.uk/sto/news/world_news/Middle_East/article1341561.ece
Netanyahu Admits his Country s Alliance with Saudi Arabia https://youtu.be/kvJMJcVb3ZA
#منير_جمال_الدين_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
