أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - أي إلزام ديني في الدستور يفقده الديمقراطية














المزيد.....

أي إلزام ديني في الدستور يفقده الديمقراطية


سوزان ئاميدي

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدستور هو الذي يبين شكل الدولة ,ونظام الحكم فيها ,ويقوم بتنظيم السلطات المختلفة ,ويوضح حقوق الافراد وحرياتهم ,مع وسائل لضمان وحماية هذه الحقوق . ولكتابة الدستور فان هنالك أساليب يجب إتباعها ,ولسنا هنا بصدد الحديث عن تلك الوسائل والأساليب بقدر ما نريد أن نوضح بعض الأساليب التي نعاني منها بسبب المعتقدات الدينية في مجتمعاتنا , فنحن نعيش في إشكالية كبيرة بين المحافظة على حقوق ألافراد والجماعات وحرياتهم (المادة 6 ثانياً و ثالثاً – مشروع دستور كوردستان ) , وبين العقيدة الدينية وفرضها على عموم الشعب من خلال اعتبار مبادئ الشريعة الاسلامية مصدراً أساسا للتشريع (المادة 6 اولاً – مشروع دستور كوردستان) .
فأما أن يتم فرض دستور من المصادر الاسلامية (القرآن والسنة النبوية و الشريعة الاسلامية ) على عموم الشعب ومن ثم فان على الجميع قبولها وتنفيذها دون اي تغيير . أو وضع دستور من دون أي التزامات دينية إسلامية تقيد باقي المكونات حتى وان أقر الدستور باحترام باقي العقائد والأقليات الدينية الاخرى فبخلاف ذلك سيفقد الدستور ديمقراطيته .
وطالما كانت هنالك أطراف اسلامية تفرض اعتقاداتها الدينية في الدستور فمن المؤكد ان ذلك الدستور سيفقد جانبا مهما من الديمقراطية في نصوصه وحتى إذا تم كتابة الدستور بانتخاب مجموعة من ممثلي الشعب لوضع مواده او كتابة دستور ومن ثم التصويت عليه من قبل الشعب على اعتبار انها الوسيلة المتبعة لوضع الدستور في الانظمة الديمقراطية في العالم , ولان اصحاب العقيدة الاسلامية يرفضون اي انتقاد لها فان الآخرين الذين يتبنون عقيدة اخرى او الذين لا يتبنون اي عقيدة سيفقدون حريتهم وحقوقهم في التعبير عن آرائهم , كون الدستور ينص على عدم انتقاد العقيدة الاسلامية وباي شكل من الأشكال . هنا اصبح الأمر مفروضاً وملزماً على عموم الشعب , كون الدستور وثيقة نافذة وملزمة وتتمتع بالسمو والعلو على جميع القوانين السائدة في المجتمع .
وبما ان الدستور يوضع وفق آلية معينة ويصبح هو المرجع القانوني الوحيد للدولة فان التراجع عن بعض احكامه غير ممكن إلا وفق آلية معينة , هذا في حال اذا كان الدستور وضعياً , فما بالك اذا كان الدستور "وضعي" مضبوطاً بأحكام اسلامية غير قابلة للتغيير ؟ والغريب في الامر كيف للاسلاميين ان يقبلوا ببعض الاحكام الاسلامية دون غيرها ؟ هل هذا من باب المجاملة لباقي المعتقدات والافكار ؟ إذ أن قبول كل الاحكام سوف يلغي الفقرة ثانياً من المادة 6 في الدستور ولايبقى لها اي معنى .
فمهما حاول الإسلاميون ان يعالجوا وضع الطوائف المغايرة للإسلام "الأغلبية" من حيث الحقوق والواجبات فسوف لن يتمكنوا من توفير الآليات التي تضمن لهم الحفاظ على حرياتهم في التعبير تجاه الاغلبية او الاسلام , فكيف يمكن معالجة محورية الايمان بالله وان الشريعة الاسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع بالنسبة للإسلام وما يخالفها باطل ؟ .
وسؤال آخر يطرح نفسه : الدساتير الوضعية "البعيدة عن الدين" يمكن ان يتم تطويرها وفق تطور واحتياجات المجتمع , فكيف مع آيات قرآنية او أحاديث نبوية تنظم الشريعة الإسلامية المعتمدة في الدستور الوضعي الكوردستاني والتي لايمكن ان يتم اي تلاعب فيها لا في صياغتها ولا في تفسيرها ؟ وما فائدة الدستور طالما يذكر فيها واجب الحفاظ على الاحكام الشرعية المتعلقة بالدين والسياسة في الاسلام ؟ اذ يمكن في الدساتير الوضعية تعديل او تعطيل بعض المواد والنصوص اما الأحكام الإسلامية في الدستور فهي قطعية و غير قابلة للتغيير .
وهنا نطالب حكومة كوردستان بصياغة دستور وضعي بعيد عن اي معتقد ديني للحفاظ على ديمقراطيته وضمان تمثيله لكافة الاطياف والمكونات العرقية والإثنية التي يضمها المجتمع الكوردستاني .



#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الكوردية بين السلطة والمعارضة
- ضرورة بقاء مسعود البارزاني لدورة ثالثة
- الحشد الوطني وجه جديد لأصل واحد
- الى محافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم
- مشاركة HDP في الانتخابات التركية وتداعياتها السياسية والاقتص ...
- مسعود البارزاني يضع الكرة في ملعب القوى الكوردستانية
- الايزيديون مكون من المجتمع الكوردي
- امريكا تتعهد بالتعامل مع كوردستان كدولة
- تأسيس حزب كوردي جديد !!! أيزيدي !!! عقائدي !!!
- النظام المختلط في كوردستان كواقع حال هو الأنسب من النظام الب ...
- الى عضو اللجنة الإدارية لحزب العمال الكوردستاني (PKK)، دوران ...
- الكورد اليزيدية ... لاتحزنوا العيد الاكبر قادم
- استراتيجية مقترحة لتحرير الموصل سلمياً
- الاعلام التركي بعيون صحفية كوردية
- البيشمركة هوية الكورد ومفخرة العالم
- داعش تعمل لصالح ايران
- المجتمع الدولي --------- وماذا بعد الإدانات
- زيارة الوفد الى واشنطن هي بداية تاسيس الاقليم السني
- على الرغم من الانتصارات لا احتفالات في كوردستان
- تصريحات مهدي الغراوي ومهزلة سقوط موصل


المزيد.....




- مصر.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديو لوالده عما قاله له صدام ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 مصريين وعدة أشخاص والأمن يكشف ما ...
- -الحكومة بلا استراتيجية-.. جنرال إسرائيلي سابق يحذّر: نحن عل ...
- اكتشاف حشرة عصا عملاقة في غابات أستراليا
- فيديو.. زلزال قديم يوقظ بركانا نائما منذ 600 عام في روسيا
- ترامب يعين مقدمة برامج من أصول لبنانية على -هرم القضاء-
- تحول أميركي في مفاوضات غزة.. -كل شيء أو لا شيء-
- -حلقوا شعره ورسموا على وجهه-.. اعتداء على مطرب شعبي في سوريا ...
- لماذا أثارت قائمة السفراء الجدد انقساما سياسيا في العراق؟
- الجيش السوري و-قسد- يتبادلان الاتهامات بشأن هجوم منبج


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - أي إلزام ديني في الدستور يفقده الديمقراطية