أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله خلف - الصراع بين (بولس) و(يعقوب)














المزيد.....

الصراع بين (بولس) و(يعقوب)


عبد الله خلف

الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 07:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



• لنقرأ ما يقوله زعيم كنيسة أنطاكيّة (بولس)؛ في رسالته لرومية:
Rom 4:1-8 SVD
فماذا نقول إن أبانا إبراهيم قد وجد حسب الجسد؟ (2) لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر - ولكن ليس لدى الله. (3) لأنه ماذا يقول الكتاب؟ «فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا» (4) أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين (5) وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له برا.

ولنقرأ رد زعيم كنيسة أورشاليم عليه (يعقوب)؛ في رسالة يعقوب :
Jas 2:21-26 SVD
ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح؟ (22) فترى أن الإيمان عمل مع أعماله، وبالأعمال أكمل الإيمان، (23) وتم الكتاب القائل: «فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا» ودعي خليل الله. (24) ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده. (25) كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟ (26) لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت.

بولس يرى أن إبراهيم لن يُفيده العمل شيءاً , وأن الإيمان بلا عمل هو كل شيء, ولكن يعقوب يرى أنه لم يُفِد إبراهيم إلا عملُه وأن الإيمان بلا أعمال لا شيء.
قد تتسائل قارِئنا الكريم, وهل يُعقل أن لم يتنبّه المسيحيين لذلك ولم يُخرِجوا أحد القِصتين من كِتابِهم ؟!.
أقول لك: أنه مع تشويه التاريخ و وأد تاريخ الرُسُل, وتهميش دورِهم بل وإظهارِهم كخُطاة تابِعين لبولُس, فإنه قد صار بولُس كل شيء, لِدرجة أنه لو خُيِّر المسيحيين جميعاً على ان يرموا أحد هاتين الرسالتين لرموا رسالة يعقوب دون أدنى تفكير, وهذا هو عين ما فعلهُ (مارتِن لوثر) زعيم (البروتِستانت) حين وقف بِفِكرِه حائراً بين التناقُض الواضِح في تعاليم بولس وتعاليم يعقوب, ثم رضخ لبولس وكاد ان يُسقِط رسالة يعقوب!.
بل إن رِسالة يعقوب ظلّت في محاكِم الكنيسة تُرفع جلسات وتوضع أخرى, في صراع بين قبولها ورفضها, وظلت خارج الكِتاب المُقدّس لقرون إلى أن تم إدخالها أخيراً, بل ولا يزال هناك من بين الكنائس المسيحية من لا يؤمِن أصلاً برسالة يعقوب!.

• لِنتطرّق إلى مِثال آخر من نفس هاتين الرِّسالتين بين رئيس الكنيسة الأنطاكيّة بولس, وزعيم اليهود المسيحيين؛ يعقوب كبير كنيسة أورشاليم.
لنقرأ ما يقوله زعيم كنيسة أنطاكيّة (بولس)؛ في رسالته لرومية:
بولس يقول :
- لأن الله واحد هو الذي سيبرر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان.
- أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا! بل نثبت الناموس.[الرسالة إلى رومية , 3: 30- 31]

ويعقوب يرُد عليه فيقول :
· أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون!
· ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟[رسالة يعقوب 2: 19 – 20]

يا ليتكم تفيقوا يا مسيحيين! أكثر من ذلك ماذا تريدون؟! تفضلوا:

- بولس: "الله واحد".
- يعقوب: أنت تؤمن أن الله واحد؟! حسناً تفعل وكذلك الشياطين يؤمنون ويقشعرون!.

- بولس: "هو الذي سيبرر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا! بل نثبت الناموس".
- يعقوب: "هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟".

- بولس: إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر - ولكن ليس لدى الله. (3) لأنه ماذا يقول الكتاب؟ «فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا» (4) أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين.
- يعقوب : ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح؟ (22) فترى أن الإيمان عمل مع أعماله، وبالأعمال أكمل الإيمان؟ ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده.

- بولس: الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له برا.
- يعقوب: راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟ (26) كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت.

وهكذا هو السَجال واضح والتحدي بيِّن, وكل هذه التناقضات جُمِعت في كتابكم الحالي
رسالة بولس لرومية, والرد عليها؛ رسالة يعقوب!
إلا أن القساوسة والآباء الأنطاكيين الأمميين, أخفوا عن أتباعهم حجم الهُوة وجذور الخلاف الشاسعة, بل وقام لوقا بإعادة تزوير التاريخ, فعمد إلى بولسة بطرس والرُسُل وبطرسة بولس في أكبر كتاب مُزيِّف للتاريخ, كتاب الأعمال.
وهكذا أعاد الأرثوذكس كِتابة التاريخ وضاعت الحقائق, ولأن من يكتُب التاريخ هم الطائِفةُ المُنتصِرة؛ فها هم الطائِفة المُنتصِرة في عام 325 ميلادية في مجمع نيقية بقيادة الإمبراطور الوثني قُسطنطين, قد أعادوا كتابتها وأعاد يوسابيوس كتابته وتعميم نُسخ أناجيله الخمسين على الكنائس!.
وبذلك صارت لهم أوراق التاريخ وأقلامه ملازِم جاهِزة للتعديل والتنقيح, وهكذا يسقُط التاريخ ضحيّة لهؤلاء البولسيون, وتجِف الأحبار عن كل ما هو أورشاليمي تابع لرُسُل وتلامذة المسيح المسيحيين المُتهوِّدين وتلامِذتُهُم الأبيونيون.
وتجِف الأقلام عن كُل ما هو تابِعً للمسيحيين المُتهوّدين ويتحوّل التاريخ وكأنه أنطاكي بولسي منذ البدء؛ إلا أنه يُمكِن استِقراء التاريخ واستعادته أكثر وأكثر, فكل ما ادّعاه واتهم به الأرثوذكسيون اليهود المسيحيين, والهراطقة والغنوصيين, ظهر زيفه بظهور الكِتابات الغنوصية المكُتشفة في نجع حماد سنة 1958 ميلادية! وهكذا فهناك بصيص من نور يلمع في الأفق.



#عبد_الله_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة المسيح -عليه السلام-
- رحم الله الفادي يهوذا تلميذ المسيح
- مقارنه بين الإسلام والمسيحية حول مسألة الرق والعبودية
- معضلة تقديس النصوص في الكتاب المقدس
- الفارق بين مُصحف ذي النوريْنِ عُثمان بن عفان ومُصحف ابن مسعو ...
- الرد على شبهة عثمان حرق المصاحف
- الدورية العلمية وعجز الملحد العربي!
- الرد على مقال (خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34م ...
- قصة (كرشنا) التي ينسبها المسيحيون ل(يسوع)!
- منطق المسيحية الغريب!
- القرآن الكريم و الزمن
- قوانين منطقية ثابتة في المسيحية
- الرد على مقال : (ضبابية الإيمان أم عبثيته– منطق الله الغريب2 ...
- الرد على مقالة : (ثلاثة أسباب لإستحالة وجود إله) .
- إلى إدارة الحوار المتمدن .
- الكون مخلوق لنا نحن فقط علميًا! .
- إنجيل يسوع؟! .
- ورطة المسيحيه! .
- شريعة (يسوع الناصري) في الميزان
- (المنطق) يرفض (الثالوث) المسيحي! .


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله خلف - الصراع بين (بولس) و(يعقوب)