أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - “ لحظة قَسَم لدخول جنّة تدعى هولندا “ 1














المزيد.....

“ لحظة قَسَم لدخول جنّة تدعى هولندا “ 1


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



“ لحظة قَسَم لدخول جنّة تدعى هولندا “ ـ1 ـ

كانت بقدر ما، لحظة عراقية بامتياز.. لحظة حاسمة من عُمرك، مضت فيها السنوات ثقيلة، وأنت تنتظرها بلهفة وحسرة..
لحظة أملْتَ بها أن تنعش روحك المكروبة، وأن تعيد بها ثقتك بنفسك من جديد. لكن سهواً، من عدم إكتراث وخوف، هو أكثر عَراقة فيك، سيمارس شروطه، وسيخلط عليك لحظة متعتك الغامرة تلك، مع جبل أساك الثقيل، المصر على حملِه معكَ أينما حَللتْ.

في حريةِ غربتِك، ليس غريباً وأنت تتخطى فيها بملل وكسل، حاجز السبعين، ان تحفَلَ بعد فوات الآوان، بلحظة سعادة حاسمة كنت تنتظرها بشغف . هكذا تمر كل لحظاتنا السعيدة، تأتي غفلةً كالبرق، كالأقدار بدون موعد.. ومضةً آسرة مثل لحظة شعور بالحبِّ، تمنحك القوةَ في تفتيت جبل اوهامك، وأساك المرّ، وتحطم بها مهابة يأسك.. جبلٌ مهيب شيّدتَه أنتَ بصمت في وحشة غربتك، دون اكتراث..

حينذاك، وفي قمة نشوتك الآسرة، ستجد نفسك حراً، نشيطاً، ، فتى في السبعين “رشيقا كسمكة الدولفين” . عندها، ستتخطّى يأسك المرّ، رتابة أيامك، سأمك. وستزول عنك مخاوف شيخوختك.. وستنسى ضنا وهزال بصرك المرير، ضغط دمك، صرصر أذنيك الذي لا ينقطع، اوجاع ركبتيك ،ظهرك..وستواضب على العيش بهدوء، وتعتادَ على ان تلهو ببلادة، تقلب ذكرياتك الحلوة فقط، دون ضجر.. آه،، يا لحُلمك السعيد..!!

في تلك اللحظة الأبدية من حياتي، وانا اجتاز فيها بضجرٍ وقرف، عتبة السبعين.. كنت مثلك تماماً، غارقاً بالأمل وتأمل تفاصيل ذات الحُلم، مُمسكاً بكل لحظاته الحاسمة تلك، سارحاً بذات بساطة آماله الهانئة.. لكني في غفلة منه، لا أتذكر منها سوى إني سرحْتُ في لامبالاتي، وسَهوت عند ترديدي يمين الولاء لجنتي الساحرة..هولندا..
في لعنة نسياني السخيفة تلك، لعل أيّ حديث عن نقص في حماستي، افسره بمثابة تهمة خيانة ساذجة مللت من كثرة سماعها في مؤسسة الحزن والتخوين هناك . فقد كنت شغوفاً جداً، باستقبال لحظتي السعيدة تلك.. بِئسَ نعمة النسيان..!!

تلك هي المشكلة.! شطحة نسيان عابرة فرضت “نعمتها” لبرهة، قلبت شكل المشهد في ذهني.. لحظة لا علاقه لها بخرف ما، ولا بلخمة آزهايمر بليدة..
في السبعين، علينا ان ندرك ونتذكر دوماً، معنى : للعمر أحكام و”حوبة”. وهذه أبسط احكامه والاكثر نذالة، وهي تمارس بأبشع صورة، خيانتها لذاكرة شطرنجي بارع مثلي..
كيف امكن للخمة أسى آسرة، ان تخنق روحي، وتبدد نشوة فرحة انتظرتها بنكد وشغف، سبع سنين،؟؟
حقاً، هي لحظة نحس وخرس غريبة، لا أدري كيف ومَن شدّ عنق لسان حرّ لا تنقصة بسالة ما، ولا الحمسة في ترديد أربع مفردات لا غير، هي يمين الولاء لجنتي الخضراء المزهرة… هولندا..!!
ألست من آل ياسر ..!؟
ألمْ يكن موعدكم هنا..؟؟!!
فكّ وثاق لسانك يا رجل، وردّدها واقتحم..!!
“إن وعد الله حق..!!
“أيها الربّ آزر أولاد الحلال”
…………………………
هذه هي ملابسات لحظة عثرتي وخجلي.. وهذا هو اعترافي، لا أحتاج كي يصدقه أحد، ولا أن أحلف بمقدساتٍ كانت قد شاركت بشكل ما، في تهجير عائلتي وملايين الأذكياء الشرفاء في الشتات..
لكني كرجل حرّ، سأقسم لكم بما هو أغلى وأثمن، بوطني الحُلم ، وبكل ما تركته ورائي من ذكريات حلوة هناك، وبأسماء آلاف الأحياء والأموات ممن شاركوني حلوها ومرّها، وبأماكنها السعيدة التي ما زلت أحن لها، وألتفت بأسى وأسف إليها ..
بإسمهم جميعا، أُقسم باني لآخر لحظة من سعادتي تلك ،كنت قد حفظت وعن ظهر قلب، جملة قَسَم الولاء البسيطة تلك ..لكنني لا استطيع ان أفسر لكم ، لماذا اختنقتْ..!!
لا تعجبوا حين أُخبركم، بأني وحتى في أوج لحظتي الكونية الحاسمة من أساي وأسفي وخجلي، انقذني في ترديد كلمات يميني، هولندي نبيل، دائم الإبتسامة، هو الملاك الذي تشاهدونه وهو يحتضن شيخوختي في الصورة.. لقد همسَها لي بكبرياء الواثق المترفع المقتدر . من دون غضب، وبلا أيّ علامة استهجان قد أحس بها بالضعف والإهانة. والأهم، كان هولندياً بلا حساسية “ أورانجـ..ية” مفرطة بالوطنية ..
يقيناً حينها، كنت أحمل معي وباصرار بليد، جبلاً من الأسى، أنساني تلك المفردات الأربع البسيطة، التي لا تطلب منك أكثر من أن تردد : أنا أُقرْ..!!: لتدخل الجنة
"Dat Verklaar En Beloof Ik.
في رحاب جنّات مملكة “ويليم أورانج” الديمقراطية الساحرة،، لا يُطلب منك أو من أبنائك ان تردّدوا كل صباح ..”مليكنا ..قائدنا ..سيدنا نفديك بالأرواح”..
لكن دون شكّ، ستعِشْ أنت وأبناءك واحفادك في جنانها حراً، سعيداً، آمنا،، غانماً، كريماً، مكرماً.. شعور غامر كهذا، كفيل ان ينسيك أساك، ويعلمك اهم درس في الوطنية :
ان الوطن سلطة سياسية ،،حقوق مواطنة غير منقوصة.. مقابل واجبات مواطن حد الفداء بالروح..

يتبع : “ لحظة قَسَم لدخول جنّة تدعى هولندا “ ـ2ـ



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء اجتماع -هيئة أركان الطوائف- العراقية !؟
- حمير ومتوحشة ايضاً !
- ومكروا -الأخوان - ومكر الله، والله خير الماكرين.!
- - غلين بيك- بين أخلاقيات وسفالات المأزق السوري !
- -العود- من زرياب غرناطة الى سفاهات السلفيين!!
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون:هل كنا مكون يهودي أم جالية ...
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون -هل كنا مكون يهودي أم جالية ...
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون مع أبيه -2 –
- قراءة في حوارات دكتور خضر مع أبيه سليم البصون.. -1
- الحرية للمفكر-الجاسوس- أحمد القبانجي !؟
- هل تستحق الاعتقال، تساؤلات السيد أحمد القبانجي..!؟
- تظاهرات السلطة، نهج طائفي!!
- حزب الدعوة .. تحولات فكرية لقيادة المرحلة!!
- الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة
- بدل كتم أفواه المفسدين، كُتم صوت -البغدادية- !!
- - شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!
- تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟
- على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟
- للفضائح أجنحة وسلة واحدة !!
- مع إلغاء -فساد- البطاقة التموينية، لكن بلا مجاعة!!


المزيد.....




- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية
- خبير عسكري: المقاومة أجبرت الاحتلال على التحول من الهجوم للد ...
- بين -المهمة المستحيلة- و-فورمولا 1?.. توم كروز وبراد بيت في ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - “ لحظة قَسَم لدخول جنّة تدعى هولندا “ 1