أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - منطق القرآن (2)















المزيد.....

منطق القرآن (2)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المبحث الثاني:
وجود الجنة !
ما هي الجنة ؟، ما حقيقتها ؟، ما وجودها ؟ ، هذه الاسئلة سنجيب عليها في هذا المبحث .
تقول الآية :
{ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ والأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }.( آل عمران 133 ).
فالآية تقول : هناك جنة عرضها ، فضلا عن طولها ، السماوات والارض ، وقد اعدت للمتقين فحسب ، اما غير المتقين فليس لهم شيء من هذه الجنة الموعودة .

* الجنة لغة
الجنة بمعنى البستان او الحديقة . وقال ابن منظور في (لسان العرب) : " الجَنَّةُ البُسْتانُ ، ومنه الجَنّات والعربُ تسمِّي النخيلَ جَنَّةً .
قال زهير :
كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ .... من النَّواضِح تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً
والجَنَّةُ الحَديقةُ ذات الشجر والنخل ، وجمعها جِنان وفيها تخصيص ويقال للنخل وغيرها " (لسان العرب مادة جمن).
يقول البيضاوي في تفسير اعدت للمتقين :" هيئت لهم وفيه دليل على أن الجنة مخلوقة وإنها خارجة عن هذا العالم " . وقال الرازي : " وعلى أن النار التي هي دار العقاب مخلوقة بهذه الآية " .
ولنا على هذه الآية تساؤلات :
التساؤل الاول : اذا كانت الجنة بعرض السماء والارض ، فأين طولها ؟ ولم تبق مساحة اخرى في الكون ؟ . بمعنى آخر ان الجنة مساحتها شغلت السماء التي فيها ملايين الافلاك والاجرام السماوية ، وبأعداد لا يعلمها الا الله والفلاسفة واهل العلم . واما الارض فهي معلومة لدينا .
التساؤل الثاني : ان هذه الجنة المزعومة اعُدت فقط للمتقين ! ؛ فكم هم المتقون ؟ مليون ؟ عشرة ملايين ؟ خمسون مليون؟ مئة مليون؟ . والسؤال : ماذا يفعلون بهذه المساحة الشاسعة ، العريضة والطويلة ؟ . وان هذه الجنة ، كما في آيات اخرى ، فيها انهار وبساتين وقصور ، وخدم وحشم ، وحور عين ، وخمر ، وعسل مصفى ، وولدان مخلدون ! ، ولا ندري ما هو عمل هؤلاء الودان المخلدون ؟ ! ؛ وقد استدل ابو نواس الشاعر على وجود اللواطة في الجنة ( راجع محاضرات الادباء للراغب الاصفهاني) . والانسان العاقل البسيط تكفيه مساحة ثلاثمائة متر مربع يبنيها بحسب ما يرغب ، ويؤثثها على مراده . فما الفائدة من وجود آلاف القصور وآلاف البساتين ، وآلاف حور العين ؟ ثم ما هو نصيب المرأة من حور العين ؟ هل هي دعوة للمساحقة مثلا ؟ . ان نصيب المرأة كاد ان يكون معدوما . فمن يتزوج المرأة التي تدخل الجنة وزوجها مثلا يدخل النار ؟ وان وجد ما هي الاسباب التي تدعوه الى الزواج منها ولديه آلاف حور العين .
التساؤل الثالث : الذين يدخلون الجنة هم :
{ثُلَّةٌ مّنَ الاْوَّلِينَ الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنفسهم وَقَلِيلٌ مّنَ الاْخِرِينَ} .
قال الزمخشري في كشافه : " وقوله عز وجل : { وَقَلِيلٌ مّنَ الاْخِرِينَ } كفى به دليلاً على الكثرة ، وهي من الثل وهو الكسر ، كما أنّ الأمّة من الأمّ وهو الشج ، كأنها جماعة كسرت من الناس وقطعت منهم . والمعنى : أنّ السابقين من الأوّلين كثير ، وهم الأمم من لدن آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم { وَقَلِيلٌ مّنَ الاْخِرِينَ } وهم أمّة محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : { مّنَ الاْوَّلِينَ } من متقدّمي هذه الأمة ، و { مّنَ الاْخِرِينَ } من متأخريها . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ( الثلثان جميعاً من أمّتي ) . فإن قلت : كيف قال : وقليل من الآخرين ، ثم قال : { وَثُلَّةٌ مّنَ الاْخِرِينَ } ؟ قلت : هذا في السابقين وذلك في أصحاب اليمين ؛ وأنهم يتكاثرون من الأولين والآخرين جميعاً . فإن قلت : فقد روى أنها لما نزلت شق ذلك على المسلمين ، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يراجع ربه حتى نزلت { ثَالِثُ * مّنَ الاْوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مّنَ الاْخِرِينَ } ( الواقعة : 39 40 ) " .
وكلام الزمخشري هذا لا يستحق ان نرد عليه ، لأنه بعيد عن العقل والمنطق وعن الواقع ايضا .
هؤلاء هم فقط الذين يدخلون الجنة ، بحسب الآية ؛ واما الباقون من الامم الاخرى من فلاسفة واطباء ومخترعون وعباقرة ومعماريين ومهندسين ، واناس خدموا البشرية ولا زالوا يخدمون ، فكلهم بالنار! . لكن ثمة حديث منسوب للنبي يقول : " خير الناس من نفع الناس" او اليس هؤلاء من نفعوا الناس بطبهم وعلومهم واعمالهم الخيرة في سبيل مصلحة الناس ؟.
*في الجنة خيول !
ذكر ابن كثير في كتاب ( الفتن) : (( أن رجلاً سأل . رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : هل في الجنة من خيل؟ فقال : " إن الله إذا أدخلك الجنة فإنك لا تشاء أن تحمل فيها على فرس، إلا حملت على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك فى الجنة حيث شئت " . قال : وسأله رجل: فقال: يا رسول الله ، إني رجل حببت إلى الخيل ، فهل في الجنة خيل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ، إن في الجنة لخيلاً وإبلاً هفافة مرهفة تسير خلال ورق الجنة ، يتزاورون عليها حيث شاءوا )) !.
لا تعليق لي ..! واربأ بنفسي التعليق على كذا ترهات .

*ما حقيقة الجنة؟
القرآن يصف لنا الجنة بأوصاف متعددة ؛ ويقول فيها ما لذ وطاب من القضايا الحسية ، من مناكح ومشارب ، وقصور ، وخمور وغير ذلك ، وقد عبر كثير من علماء التفسير بالقول وهو يوصف الجنة : ما لا عين رأت ولا خطر على بال البشر . واستدل بعض المفسرين على ان الجنة الآن هي موجودة ، اي مخلوقة . لكن العقل الحسي لا يقول بهذا ، ويرفضه . وقد انكر وجود الجنة الاديب العراقي الكبير معروف الرصافي ، وقال في كتابه (الشخصية المحمدية ) بقوله : ان الجنة من مخيلة محمد .
والحقيقة اننا عاجزون عن ادراك حقيقة ووجود وماهية الجنة ، وكل الذي نعلمه عن الجنة هو نقل ، لا عن طريق عقل . ويبقى موضوع الجنة غامض ، لكون لم يأتنا شخصا قد دخل الجنة وعاد الى الحياة الدنيا حتى يحدثنا عن الجنة وعن اوصافها وعن ما وجد فيها ، لكي ننشر كلامه بالصورة والصوت على الفضائيات وعلى الفيس بوك ، ليكون حقيقة لا يتسرب اليها الشك . والعالم وحده الله تبارك وتعالى ، فهو يعلم كل شيء ونحن لا نعلم كل شيء. ونحمده على هبته لنا العقل الذي نميز فيه الصالح من الطالح ، والخبيث من الطيب ، والصح من الخطأ .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق القرآن (3)
- من خرافات واساطير التاريخ (3)
- من خرافات واساطير التاريخ (2)
- من خرافات واساطير التاريخ
- ابن باجة الفيلسوف المفترى عليه
- انصر اخاك ظالما او مظلوما شعار جاهلي
- داعش ... والحشد الشعبي
- ما هو علم النجوم ؟
- الفلسفية الفارابية (2)
- اكتب يا حسين
- الفلسفية الفارابية (1)
- طه حسين .. ووعاظ السلاطين
- الصوم شعيرة جاهلية
- الارستقراطية في الاسلام
- اطالة اللحية – الذقن شعار بدوي
- في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها
- العراق في ظل حكم الشيعة
- ختان النساء عادة جاهلية
- الذبح في الدين والشريعة
- ناظم الثرثار وناظم الغزالي


المزيد.....




- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - منطق القرآن (2)