أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - منطق القرآن (3)














المزيد.....

منطق القرآن (3)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 12:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المبحث الثالث :
نزول القرآن في قرطاس
قوله : { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِى قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} الأنعام : ( 7)
وهو سؤال افتراضي ، وهو خطاب للنبي ، ويعني الكفار الذين لم يؤمنوا بالرسول ، وهم اهل الجزيرة العربية ولا سيما قريش وكبراء قريش ، ولم يقله هؤلاء ، بل كما قلنا ، هو سؤال افتراضي ، ليس له حقيقة . بمعنى آخر ان الله لو فعل ذلك وانزل القرآن في قرطاس ، يعني على ورق ، لشكوا في ذلك ، واعدوا ذلك سحرا .
ولنرى ما قاله المفسرون من معنى حتى نعود الى تبيان ما نريد ان نقوله بهذا الصدد .
قال البيضاوي في تفسيره : " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس ، مكتوبا في ورق ، فلمسوه بأيديهم ؛ فمسوه وتخصيص اللمس لأن التزوير لا يقع فيه فلا يمكنهم أن يقولوا إنما سكرت أبصارنا ولأنه يتقدمه الإبصار حيث لا مانع وتقييده بالأيدي لدفع التجوز فإنه قد يتجوز به للفحص كقوله ؛ وأنا لمسنا السماء ؛ { لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين } تعنتا وعنادا ". وهو عين ما قاله الزمخشري في كشافه .
واذن ، القرآن لم ينزل على النبي في قرطاس ، ويفترض ان الله غير عاجز عن ذلك ، وبمقدوره ان يفعل ذلك ، ومع ذلك لم ينزله خوفا من الكفار محتمل ان يقولوا للنبي هذه ليس بحقيقة ، وانما هو من باب السحر الذي سحرتنا به يا محمد ! . اذن ما هي حقيقة السحر؟

*معنى السحر
قال الراغب الاصفهاني في المفردات : " والسحر يقال على معان:
الأول: الخداع وتخييلات لا حقيقة لها ، نحو ما يفعله المشعبذ بصرف الأبصار عما يفعله لخفة يد ، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأسماع ، وعلى ذلك قوله تعالى: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم} [الأعراف/116] ، وقال: {يخيل إليه من سحرهم} [طه/66] ، وبهذا النظر سموا موسى عليه السلام ساحرا فقالوا: {يا أيها الساحر ادع لنا ربك} : الزخرف/49 " .
واذا كان السحر بهذا المعنى ، فكيف انهم سوف يقولون عن القرآن ، اذا نزل في قرطاس انه سحر ، والسحر تخييلات تتلاشى عن قريب ويبان حقيقتها ، ويظهر زيفها ؟! .
ويمكن لنا ان نفترض نحن ايضا افتراضات ، كما افترضت الآية :
الافتراض الاول : يا ليته انزل ذلك في قرطاس حتى لا نحتاج الى ابي بكر ليقوم بجمع القرآن ، ومن بعده عمر بن الخطاب يقوم هو ايضا بجمه ، واخيرا يقوم عثمان هو الثالث بجمعه ، ومن جهته يأتي علي بن ابي طالب بجمه قبل ان يبايع للخليفة ابي بكر ، ويقول له انه اخذ عهدا على نفسه ان لا يعمل اي عمل الا بعد ان يجمع القرآن ، من بين الشتات . ثم ان لكل صحابي مصحف خاص به يختلف عن مصحف صحابي آخر ، حتى ان عبد الله بن مسعود ذات اللون الاسود وهو احد كتاب القرآن لديه مصحف ليس فيه المعوذتين ولا سورة الحمد . ليغنينا ذلك من المشاكل التي استعرضها كل من كتب في تاريخ القرآن منهم : السيوطي الاتقان في علوم القرآن ، والزركشي في البرهان ، والزرقاني في مناهل العرفان ، وغير هؤلاء كثير .
الافتراض الثاني : قول الآية (فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ) واللمس يدل على حقيقة الملموس ، كما يعبر الفلاسفة ، وقولهم ان هذا شيء ملموس ، يعني له حقيقة ساطعة وبرهان اكيد ، فأنك ايها القاري الكريم ، اذا لمست هذا الحاسوب الذي تقرأ به ألان هذا البحث الذي هو بين يديك ، فهو حقيقة حتى لو جاءت الف نبي والف فيلسوف وقالوا لك : ان هذا ليس بحاسوب ، انما هو قدح ماء مثلا ؛ وانما هو من باب السحر الذي سحرنا به الغرب ، لا اعتقد انك تصدقهم وتكذب نفسك وبصرك ولمسك ثم ان ملايين الناس يعلمون انه حاسوب .
الافتراض الثالث : إن الذي جعل (الكفار) يأخذهم الشك والريبة في القرآن امور كثيرة جدا ، منها عدم وحدة الموضوع في كثير من الآيات ، حيث ان بعض الآيات تتنقل من موضوع الى آخر فجأة ، ومن دون سابق انذار ، بحيث تفاجأ القاري من الانتقال ، وهو ايضا كثير ولا يخفى على قارئ القرآن ودارسه ، مثلا : { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِى لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ } وهذا الانتقال عجيب لا اعتقد تعرفه العرب . وسنسلط الضوء على هذا الموضوع في مبحث قادم من هذه الدراسة .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خرافات واساطير التاريخ (3)
- من خرافات واساطير التاريخ (2)
- من خرافات واساطير التاريخ
- ابن باجة الفيلسوف المفترى عليه
- انصر اخاك ظالما او مظلوما شعار جاهلي
- داعش ... والحشد الشعبي
- ما هو علم النجوم ؟
- الفلسفية الفارابية (2)
- اكتب يا حسين
- الفلسفية الفارابية (1)
- طه حسين .. ووعاظ السلاطين
- الصوم شعيرة جاهلية
- الارستقراطية في الاسلام
- اطالة اللحية – الذقن شعار بدوي
- في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها
- العراق في ظل حكم الشيعة
- ختان النساء عادة جاهلية
- الذبح في الدين والشريعة
- ناظم الثرثار وناظم الغزالي
- المجون في الاسلام(1)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - منطق القرآن (3)