أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الديمقراطية الجديدة( النشرة الشهرية) - الارهاب يضرب في سوسة-تونس-















المزيد.....

الارهاب يضرب في سوسة-تونس-


الديمقراطية الجديدة( النشرة الشهرية)

الحوار المتمدن-العدد: 4865 - 2015 / 7 / 13 - 12:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الإرهاب يضرب في سوسة – تونس .
بعد مجزرة باردو ، يضرب الإرهاب مدينة سوسة السياحية . و خلفت المذبحة 38 قتيلا و أكثر من ذلك جرحى كانوا في أغلبهم من السياح البريطانيين . و أحدثت هذه المجزرة صدمة في نفوس الأبرياء الذين عاشوا هذا الحدث الهمجي و وجه أغلبهم إصبع الاتهام للسلطة الحاكمة و أدانوا غياب الأمن و لا مبالاة النجدة . فقد استنفذ الانتحاري كامل وقته – أكثر من نصف ساعة – قبل أن تأتي فرق التدخّل . و حسب تصريحاته للصحافة ، لم يكن وزير الداخلية على علم بما حدث و ان مديرة النزل (زهرة ادريس النائبة البرلمانية على الحزب الحاكم نداء تونس ) هي التي أعلمته بذلك . و زيادة عن الغياب الأمني فقد اتهم الحاضرون الذين أحاطوا بتفاصيل الحدث البوليس الموازي و التواطؤ الخفي للإخوان المسلمين بكل مجموعاتهم ( نهضة – حزب التحرير – أنصار الشريعة الداعون لتطبيق قوانين الشرع الاسلامي و غيرهم ...) . و لم يصدق الرأي العام الرواية الرسمية للأحداث خاصة و أن شهود العيان و بعض الفيديوهات المسجلة تناقض تماما المعلومات المقدمة من طرف وزارة الداخلية . و بغضّ النظر عن صدق هذه الرواية أو تلك فإن الإرهاب قد حطّ رحاله و استوطن في البلاد وهو يحمل في طيّاته الوحشية و الهمجية مثل ما يحمل الاعصار بداخله السحب المكفهرّة .
الإخوان المسلمون هم مصدر الإرهاب
لقد حكمت النهضة التي تمثل الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين البلاد لأكثر من ثلاث سنوات و سبق أن حازت على الأغلبية في المجلس التأسيسي فنصّبت بيادقها – عملاء الامبريالية - في كل المواقع الهامة في الدولة ، في الإدارة المحلية و الجهوية وهي ما تزال إلى حد الآن ممثلة في الحكومة و البرلمان و قد عادت إلى السلطة رغم فوز حزب نداء تونس في الانتخابات التشريعية و الرئاسية و ذلك تطبيقا لأوامر امبريالية تدعو إلى التعايش بين النهضة و النداء وهو مشروع تمّ رسمه باتفاق بين الدوائر الامبريالية خلال اجتماع باريس ثم لقاء الجزائر قبل حتى الانتخابات التي قاطعها أكثر من نصف الناخبين ( على 7.5 مليون ناخبا 3.1 مليون شاركوا في الانتخاب : حصل نداء تونس على 1.3 مليون صوتا و حصدت النهضة 992 ألف صوتا و حصلت الجبهة الاصلاحية المسماة "شعبية " على 123.4 ألف صوتا ) . و رغم غضب ناخبي نداء تونس الذين رفضوا مشاركة النهضة في الحكومة فإن الباجي قائد السبسي أبى إلاّ أن يطبّق أوامر أسياده في الولايات المتحدة و أوروبا و بلدان الخليج . و هكذا تمّ اختراق كل مؤسسات الدولة من طرف الإخوان المسلمين الذين يقدمون الدعم القوي للإرهابيين بطرق ملتوية بينما تأتي تصريحات زعمائهم واضحة لا لبس فيها : "النداء في العديد من المساجد إلى الجهاد ، الدعوة لتطبيق الشريعة و إقامة الخلافة السادسة ، الدفاع عن السلفيين و اعتبارهم غير غرباء عن الوطن ، تمويل الجمعيات الخيرية التي تكاثرت بصفة مذهلة في طول البلاد و عرضها و تستعمل هذه الجمعيات كتغطية لتبييض الأموال و التهريب بمختلف أنواعه و ارسال الشباب إلى ليبيا و سوريا " .
الإرهاب ورقة لحرف الصراع الاجتماعي عن أهدافه .
لقد بلغت ازمة النظام ذروتها : فالخزينة فارغة و البلاد على حافة الافلاس و بفعل تورطه في ديون صندوق النقد الولي أُجبِرَ النظام على الإذعان لضغوط دائنيه و لم يعد لديه إلاّ بديل واحد هو الانضباط للأوامر الامبريالية و تحميل الجماهير الشعبية المنهكة ماديا بطبيعتها منذ سنوات عبء فاتورة الديون . و أمام تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية في كل القطاعات و تضاعف عدد الاضرابات التي كانت قيادة اتحاد الشغل تعتبرها وحشية و تتنصل من تحمّل مسؤوليتها – بحكم طبيعتها البيروقراطية و تورطها في ما يسمى الحوار الوطني و تحقيق السلم الاجتماعي – تلوّح السلطة القائمة ( نداء - نهضة) بخطر الإرهاب و تهدد بإعلان حالة الطوارئ التي تعني منع أيّ شكل من أشكال الاحتجاج و ما تنفكّ تنادي ب"الوحدة الوطنية " المزعومة لتنجوَ بجلدها و لتتمكن من مواصلة بيع البلاد و استغلال المسحوقين . إن الطبقات الحاكمة و المنتخبة من طرف أقلية عن طريق المال الفاسد ليست قادرة – نظرا لطبيعتها (الكمبرادورية – الاقطاعية و البيروقراطية المتعفنة حتى النخاع ) على إفشال مخططات الإرهابيين الأصوليين و إن الطبقات الشعبية وحدها هي القادرة على مواجهة هذه الآفة التي تغذّيها الامبريالية عبر عملائها بهدف تحقيق مشروعها : الشرق الأوسط الكبير . و قد رأينا كيف قامت الجماهير بتكوين درع بشري حول انتحاري سوسة . لكن الجماهير بقدر ما هي قادرة على إشعال ألف انتفاضة و انتفاضة على شاكلة انتفاضة 17/12/2010 فإنها تكون عاجزة عن انجاز ثورة طالما هي غير منظمة و ليست لها قيادة حزبية ثورية ترفع راية الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي . ان الظروف الموضوعية مهيّأة لقيام الثورة لكن الحلقة القوية في السلسلة ما تزال مفقودة لأن اليسار الانتهازي ، يسار الصالونات و المعروف في فرنسا بيسار الكافيار و المتجسّد هنا في الجبهة الشعبية و مشتقاتها ( عُرفَتْ أيضا في الوسط الشبابي المناضل باسم جبهة الروز بالفاكية ) ينسّق مع الطبقات الحاكمة و مع البيروقراطية النقابية و المجتمع المدني المموّل من فريدام هاوس ، فريدريك إيبارت و جورج سوروس و غيرهم . أما اليسار المسمى بالثوري فهو ما يزال في سبات عميق يتأرجح بين الخطاب اليسراوي و الممارسة اليمينية و ما يزال عاجزا عن طرح نفسه كبديل إلى حدّ الآن . و في ظلّ هذه الوضعية يواصل الزحف الأسود تقدمه مدعوما من طرف الامبرياليين و عملائهم المحليين في العراق و سوريا و ليبيا و اليمن و تونس و بعد ذلك في الجزائر . و نظرا لدقّة الظرف و خطورته يتحتّم على القوى الثورية أن تضع نفسها في مستوى مسؤولياتها التاريخية فتتخلّص من أغلال الحلقية و الولاءات الشخصية و تتحلّى بالروح البنّاءة فتُنظّم معا لجان الدفاع الشعبي القادرة على مواصلة النضال و إفشال المخططات الرجعية في المنطقة .
ه.ب – مناضل تونسي . (مقال صادر في البروليتاري الشيوعي بالغة الايطالية)
تونس : 30 جوان 2015



#الديمقراطية_الجديدة(_النشرة_الشهرية) (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزحف الاسود : مخطط امبريالي تنفذه الرجعية العميلة لا يمكن ص ...
- حملة -وينو البترول- أو توظيف عفوية الجماهير في الصراع الرجعي ...
- ضد البرلمانية-العلم الاحمر-
- 1ماي: بين خطر الاحتواء و الاصرار على الصمود و النضال .
- 24 افريل- نيسان-2015 اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية
- الاضطهاد المزدوج للمرأة
- تونس :الحكومة السادسة - حكومة التوافق المؤقت والاتفاق على نه ...
- 26 جانفي 1978 ، يوم الخميس الأسود : الذكرى و العبرة .
- تونس:انتهت الانتخابات فلننبذ الاوهام
- حول الانتخابات في تونس
- إن النظام يسترجع أنفاسه ، فيا أيها الثوريون اتحدوا !
- انتخابات المال السياسي لن تخدم مصالح الشعب
- داعش,اداة بيد الامبريالية والرجعية
- الانتخابات التشريعية والرئاسية في تونس


المزيد.....




- ترامب يعلق بعد استخدامه مصطلحا معاديا للسامية: لم أكن أعلم
- دفاعًا عن الحق في الوصول للعدالة: نتضامن مع مطالب المحامين ا ...
- سوريا تعلن عن هويتها البصرية الجديدة … ما هي دلالات شعار الد ...
- إثيوبيا تدعو مصر والسودان لحفل افتتاح سد النهضة… والقاهرة تر ...
- قانون ترامب للإنفاق يمرر بالكونغرس بعد جدل طويل، ما هي بنوده ...
- جزيرة كريت اليونانية تشتعل: إجلاء أكثر من 1500 شخص واستنفار ...
- بعيد اتصال بوتين وترامب .. روسيا تشن أكبر هجوم مسيرات على أو ...
- جهود لتحويل آثار بابل العراقية إلى وجهة سياحية
- حتى الدفن صار امتيازا.. أزمة مقابر خانقة في غزة
- جنرال هندي: الصين زودت باكستان بمعلومات لحظية خلال الحرب الأ ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الديمقراطية الجديدة( النشرة الشهرية) - الارهاب يضرب في سوسة-تونس-