أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - تناقضات وتوازنات على الارض السورية















المزيد.....

تناقضات وتوازنات على الارض السورية


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرصد للتطورات على الساحة السورية يغرق بالتفاصيل ويصطدم بسيل لا ينتهي من التناقضات  والتوازن في كثير من الاحيان بين تلك المتناقضات ويشترك فيها لاعبون من كل حدب وصوب على مستويات مختلفة من التدخل والتداخل لتصبح سورية بؤرة للصراعات الإقليمية والدولية . وفيما يلي نظرة عامة على الوضع السوري وخارطة التحالفات على الارض السورية. 
اسرائيل والأردن والسعودية وقطر يدعمون النصرة وحلفائها في الجنوب السوري في محاولة للسيطرة على الجنوب بعد ان تم دحرهم في القلمون وجرود عرسال. الجيش السوري والمقاومة أفشلا هجوم عاصفة الجنوب وعلى وشك السيطرة على الزبداني وكما يبدو فان محاولة عزل الجنوب باتت في حكم الماضي.
داعش ما زال يسيطر على تدمر ومساحات واسعة في شمال سوريا بمحاذاة الحدود التركية وصولا الى حلب وريفها. تركيا هي الداعم الاساسي لداعش في هذه المنطقة. وها هي معركة تحرير تدمر تبدا من جديد في قلب الصحراء السورية.  
أكراد سوريا اخترقوا منطقة سيطرة داعش في الشمال السوري بتحريرهم لعين العرب وتل ابيض. الداعم الرئيسي للأكراد امريكا ومعها اسرائيل . سورية تنسق أيضاً مع الأكراد لان ذلك يزعج تركيا التي تتخوف من اقامة الكيان الموازي كما تسميه والذي يشكل خطرا على الأمن القومي التركي كما جاء في البيان الختامي لمجلس الأمن القومي التركي الذي انعقد مؤخراً بمشاركة كل الأطراف الأمنية التركية ذات الصلة ، الجيش والحكومة والمخابرات ورئيس الجمهورية.
كما يبدو ان ساعة الصفر اقتربت وتركيا ستتدخل بريا في سورية لفرض منطقة عازلة تتجاوز فيها المشروع الكردي وتحاصره من جهة ، ومن الجهة الاخرى يتعزز وجود داعش بمحاذاة حلب مع البقاء على دعمها له لإفشال سيطرة الجيش السوري على عاصمته الاقتصادية .
فتركيا لا تسمح بإقامة اقليم كردي على حدودها كما هو حاصل في العراق ولن تسمح للأكراد بفرض تواصل جغرافي بين كوياني وعفرين لان ذلك يعني بالحسابات الاستراتيجية التركية الطريق الى اقامة دولة كردية بمحاذاة تركيا التي يعيش فيها ملايين الأكراد الذين ما زالوا يحلمون بتحرير بلادهم وتقرير مصيرهم على الارض الكردية.
القيادة السورية والمقاومة امام تحديات كبيرة على كل الجبهات وتحديدا في الجنوب والشمال ، ومن اجل التاسيس لتغيير استراتيجي في موازين القوى تعمل على حسم معركة الزبداني ومعركة تدمر ومعركة حلب . الوصول الى هذا يعنى اتساع دائرة الاحتمالات التي قد تشمل أيضاً، علاوة على التدخل التركي، تدخلا إسرائيليا مدعوما من الأردن وقطر والسعودية. وحينها لن يكون داعش لاعبا رئيسيا . فهل ستكون المنطقة على وشك حرب جديدة تستهدف فيها اسرائيل حزب الله وسورية من الجنوب ، وكيف سيكون رد سورية والمقاومة ؟ وهل ستشتعل المواجهة في الشمال السوري بين الكرد والأتراك والجيش السوري ؟  
اذا حصل تغير في ميزان القوى على الارض جراء حسم تدمر وحلب والزبداني من قبل سورية وتطورت الامور وفقا للسيناريو اعلاه فليس من المستبعد وقوع الحرب الإقليمية التي ستشمل سورية ولبنان وتركيا وإسرائيل والأردن وبمشاركة او دعم كل اللاعبين الدوليين بما فيهم حلفاء سوريا ( انها اشبه بالحرب العالمية الثالثة انطلاقا من الارض السورية). 
الحراك السياسي في هذه المرحلة يكتسب اهمية كبيرة، خاصة بين الدولة والمعارضة الداخلية التي ما زالت تعارض الارهاب التكفيري وترفض التدخل الاجنبي ، فهل ستاخذ القيادة السورية زمام المبادرة وتسعى لتشكيل حكومة جديدة بمشاركة واسعة لهذه المعارضة في اطار برنامج اصلاحي وطني شامل؟ الحراك السياسي بالتزامن مع حسم المعارك على الارض من شانه عرقلة المؤامرة الدولية لتقسيم الوطن السوري .

الملف الكردي
على الرغم من ان الكرد مدعومون من امريكا ومن اسرائيل أيضاً ، فان القيادة السورية كما يبدو تنوي التعامل مع القضية الكردية على اساس الاعتراف بالحق الكردي ضمن وحدة الوطن السوري، لان هذا ، اضافة الى كونه موقفا تاريخيا صائبا تجاه قضية عادلة وشعب مظلوم ، من شانه نقل ثقل المسالة الكردية الى الساحة التركية، وبالتالي تأزيم العلاقة بين تركيا وامريكا مما قد يخدم القضية السورية والكردية على السواء. الدعم الامريكي للأكراد ينسجم مع الاستراتيجية الامريكية لإعادة تقسيم المنطقة الى كانتونات ويرى في الأقاليم الكردية قواعد تخدم مصالحه في المنطقة. وإسرائيل التي توقفت في الماضي عن دعم الأكراد مراعاة للصديقة تركيا في حينه تعود اليوم بقوة لدعمهم وبشكل علني لان أولوياتها المصلحية تكمن في استمرار الفوضى الخلاقة وتحريك صراعات جديدة خاصة بعد التوتر الذي ساد العلاقة مع تركيا. يبدو ان التعامل مع هذا الملف هو نموذج صاخب في التناقض.  
  
الحديث عن تحالفات جديدة تشمل سورية والأردن والسعودية وتركيا من المحتمل ان يكون نابعا  من وجود مصلحة مشتركة في القضية الكردية( وفقا للقراءة الروسية) التي كان من المفروض على العرب والمسلمين احتضانها بدلا من التامر التاريخي عليها مع من قسم الوطن العربي وجر عليه الويلات منذ سايكس بيكو وحتى اليوم. الدعم السوري للأكراد ضمن رؤية استراتيجية او حلم استراتيجي بإلغاء سايكس بيكو ومشتقاتها هو مصلحة سورية وعربية اذا ما أحسنوا التعامل مع الكيانات الكردية واجتذابها لتكون جزءا حيويا وفاعلا في المنطقة بدل ان تبقى في حلف مع القوى الاستعمارية، دفعت اليه قسرا وهو يتناقض استراتيجيا مع مصلحة الامة الكردية التي تعتبر اكبر الامم مسلوبة الوطن في العالم . التفاهم السوري مع الأكراد قد يكون من وجهة النظر السورية مفيدا لسورية حتى من منطلق المصلحة الآنية في الحرب الدائرة على الارض السورية وهو أجدى من سلطة التكفيريين داخلها. وعلاوة على انه ممكن اعتباره سببا في التدخل التركي ، الا انه أيضاً سبب في دحر النفوذ التكفيري وهزيمة مشروع داعش.  
الوضع في سوريا يبدو قاتما ومفتوحا على جميع الاحتمالات ، الا ان الاجتهاد وخلق مبادرات جديدة قد تغير كثيرا من المعادلات باتجاه تخفيف الضرر والمخاطر لصالح سورية ومحورها، خاصة اذا تزامن ذلك مع تطورات ميدانية وازنة . فالميدان له القول الفصل في كل السيناريوهات المحتملة. 



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظة حول المبادرة الروسية
- اسرائيل والاتفاق النووي
- ملاحظات حول تطوير نظرية التطور
- الفكرة القومية على ضوء المؤتمر القومي العربي الاخير
- القمة الخليجية الامريكية باختصار شديد
- فكرة للنقاش : نحو مرجعية جامعة للشعب الفلسطيني
- ملاحظات حول العلاقة بين الدين والعلم
- ايران والمخطط السعودي الاسرائيلي لمذهبة الصراع
- اسرائيل وامريكا استراتيجيات متداخلة ادواتها عرب الاعتدال
- العدوان على اليمن حرب بالوكالة
- حول الاستراتيجية الامريكية في ضوء القطبية المتعددة
- حول تشكل حضارة كلانية
- رسالة مفتوحة الى رئيس البيت الابيض
- البصرة بين العمالة والحماقة
- ثلاث سيناريوهات مفترضة لاحداث البصرة
- الحوار الإيراني الأمريكي والأمن المصنوع في العراق
- عنتريات السيد الرئيس - احمدي نجاد-
- صراع كاذب يدور بين إيرانيين
- استراتيجية بوش ، خلط الزيت بالماء


المزيد.....




- -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو ...
- -أمر أخلاقي وعادل-.. ترينيداد وتوباغو تقرر الاعتراف رسميا بـ ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: فرسان ال ...
- السعودية.. تداول فيديو لمواطن يطلق النار من سلاحه بمكان عام. ...
- شاهد: -السحابة الخارقة- تضرب شمال فرنسا وهطول برَد بحجم حبة ...
- رصد طائرة غريبة وغير مألوفة في الولايات المتحدة
- مصر.. من هو إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية في س ...
- مشروبات كحولية لا ينصح بتناولها مع اللحوم المشوية
- أردى أحدها قتيلا.. شرطي أمريكي يخلص رجلا من أنياب كلاب شارد ...
- رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا تلعب بالنار


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - تناقضات وتوازنات على الارض السورية