أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حليم - رسالة مفتوحة الى رئيس البيت الابيض














المزيد.....

رسالة مفتوحة الى رئيس البيت الابيض


خالد حليم

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيدي الرئيس طاب وقتكم .
كانت لإحداث الحادي عشر من سبتمر الفضل الكبير في خلاصنا من نظام الحكم السابق وكنا نتطلع الى دور أمريكي في بناء نظام سياسي في العراق يخدم الشعب العراقي ومصالحكم أيضا. لكن ما جرى بعد عام 2003 كان كل العكس حيث كل الفائدة أصبحت لإيران، اذ تبخرت كل آمالنا، وسلمتم العراق بيد عقلية تستمد كل تفاصيل تحركاتها من دهاليز الشيطان في طهران، وبالطبع هم أناس اشد فتكا وتخلفا من نظام صدام حسين .
سيدي الكريم. إن غبطة الانتصار الأمريكي في العام 2003 أحجبت عنكم الرؤيا لما تعده إيران واخواتها من عدة كانت كفيلة بهزيمتكم في العراق ونحن كمواطنين عراقيين لم نتلمس دورا أمريكيا حقيقيا في تشكيلة الحكم الذي من المفترض ان يغير من واقع حياتنا وتفاصيلها بل إن رجال إيران هم الذين حكمونا بفعل ألاف الأخطاء التي ارتكبتموها، بقصد او بغير قصد، بدأ من جعل العراق ارض بديلة للحرب - كقطب مغناطيس يلتقط الارهابيين كما تُلتقط برادة الحديد - ومرورا بقلة عديد قواتكم العسكرية حين دخلتم العراق والتي كانت قلتها هي السبب الرئيس الذي وفر لإيران الفرصة في غرس كل مخالبها المسمومة في جسد العراق، وانتهاء بضعف تحالفكم الدولي الذي أدار وجهه عنكم في وقت مبكر، وها انتم اليوم تعطونا كامل ظهركم وتتركوا عراقا اسوء مما كان واحتل المراتب المتقدمة في التخلف والفساد وشعبا ينزف دما وحكومة ضعيفة تترنح ومؤسسات سياسية واهنة تعصف بها الصراعات السياسية ودستور مليء بالألغام التي بدأت تتفجر واكتفيتم بنصر هزيل ومخزي من خلال رسم صورة سياسية للعراق ذات ركائز هشة سرعان ما تداعت وترنحت بعد خروج اخر جندي امريكي ولم تصمد العملية السياسية حتى ساعات قليلة امام غيابكم الكامل.
كان يفترض على اليد الأمريكية ان تبني العراق لا ان تتركه وتنهزم، انكم انهزمتم وجعلتم من العراق تجربة فاشلة لسياستكم ولم تكترثوا لما ستؤول إليه الامور هناك في العراق. واذا كنتم تعولون على سياسة تجاه ايران بصبر طويل وتكتيك ينسجم مع سياستكم الخارجية، من قبيل جعل العراق ان يخوض حروبا بالنيابة عنكم وعن ايران وانتم تدركون ان تلك السياسة تؤدي الى اقتتال طائفي يهدف الى زعزعة النفوذ الايراني الذي ارتكز بقوة.
سيدي الرئيس في حال حققتم نصرا ضد ايران في المستقبل فتأكدوا اننا كعراقيين سوف تقع علينا ويلات كل ارهاصات سياستكم ولم نجن اي مكاسب لانكم شاركتم واشرفتم على عملية ذبح المجتمع العراقي بنصل الطائفية بعد ان تمت "ايرنته سياسيا" بالكامل.
سيدي الرئيس ادعوك لسماع اسئلة كثيرة حول هزيمتكم وتداعياتها علينا وعليكم وعلى المنطقة. ان شكل العراق الحالي " قد " كان حصيلة جولات الحوار الثلاث الامريكي الايراني التي عقدت في بغداد في العام 2007 والتي أفضت – ربما – الى "امركة" النظام السياسي بـ "الشكل" فقط واعتقد ان ايران منحتكم اياه واكتفيتم بهذا الانتصار. اذ ان ايران تدرك خطورة الغضب الامريكي حين تحصركم في زاوية الهزيمة في العراق وبدورها – ايران – فأنها تعتمد كل الاعتماد على تفخيخ المجتمع العراقي بالضد من سياسة امريكا حتى اصبح العراق يدا ايرانية تخدم سياسة ايران التوسعيى قي المنطقة وورقة قد تحرقها في اي وقت اذ ما اشتد صراعكم معها ومن المؤكد ان هزيمتكم تمت عبر اياديها المتمثلة بجيش المهدي – الجناح العسكري لشيعة العراق – وكذلك تنظيم القاعدة ومسمياته المتعددة والتي – جميعها – ترضع من ثدي الشيطان في طهران، لكن ايران نجحت في إعطائكم ما تريدون لانكم اكتفيتم بنصر رمزي لا يليق بحجم الولايات المتحدة الأمريكية ونسيتم بخروجكم هذا، من ان ايران سوف تسكب الماء تحت السجادة الحمراء الواقفة عليها اغلب نظم منطقة الخليج. اما اذا كنتم تتعاملون مع ايران بأدوات التحريك الداخلي عبر ثورات الفيس بوك او الضربات الجوية التأديبية فأن النظام القائم في ايران لا يبالي ولم تهزه الضربات الجوية اما الاجتياح العسكري فأنه وبعد مرارة العراق التي أذقتموها فأنكم لم تجرئوا على مثلها. اذن فيبدو اننا كعراقيين سوف ندخل في رحلة نفق مظلم ونحن نعيش تحت المظلة الايرانية ومن المؤكد اننا واجيالنا القادمة سوف ندفع الثمن.
سيدي الرئيس ان هزيمتكم من العراق بهذا الطريقة سوف تجعل من ايران مارد المنطقة ولم تستطع سياستكم ولا تركيا ولا الكيان العربي المتشظي في الوقوف ضدها وموازاتها واذا كنتم تعولون على محاصرة إيران عبر قرارات دولية كالحصار مثلا، فأقول لكم من ان حدودا طولها 1200 كم مع العراق كلها مفتوحة وان ثروات العراق التي اصبحت في خدمة ايران في السنوات الماضية فكيف ستوظف اذا ما فرضتم عليها الحصار؟ .
سيدي السفير كان جزء من الشعب العراقي شكركم على ازاحة النظام النظام لكن كثير منه شكركم بصمت الا انكم وبعد هزيمتكم بهذه الطريقة فأنكم لم تتركوا شيء في العراق يستحق الشكر .




#خالد_حليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة بين العمالة والحماقة
- ثلاث سيناريوهات مفترضة لاحداث البصرة
- الحوار الإيراني الأمريكي والأمن المصنوع في العراق
- عنتريات السيد الرئيس - احمدي نجاد-
- صراع كاذب يدور بين إيرانيين
- استراتيجية بوش ، خلط الزيت بالماء


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حليم - رسالة مفتوحة الى رئيس البيت الابيض