أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - البطالة وأثرها على المصالحة الوطنية














المزيد.....

البطالة وأثرها على المصالحة الوطنية


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 08:23
المحور: المجتمع المدني
    


يعد العراق حاليا من الدول التي وصلت البطالة فيها إلى حدود مقلقة ومخيفة من ناحية الآثار السلبية للبطالة على الواقع الاجتماعي للبلد، فطوابير العاطلين عن العمل بلغت مداها الأقصى من حيث الكم والنوع ، فليست البطالة في العراق بسبب قلة الخبرة أو المؤهلات أو الكفاءة ، فتلك الطوابير تضم في مجملها كفاءات ومؤهلات علمية وأكاديمية وفنية على درجة كبيرة و مميزة من القدرة والأهلية . لكن الخلل الفعلي والعملي في المشكلة هو محدودية وانكماش سوق العمل العراقي الذي تحدد بفعل السياسات الاقتصادية والمالية والتخطيطية القاصرة ، فالنظام الاقتصادي الريعي الذي انتهجته الحكومة العراقي على مدى سنين طوال ، هو من جملة أسباب عملت على خنق سوق العمل، وتحديد فرص العمل في سوق العمل وحصرها في ميادين حكومية محدودة مثل المؤسسة العسكرية والأمنية والقطاعات الخدمية وقطاع الإنتاج النفطي و بعض المؤسسات الحكومية الأخرى البائسة مثل قطاع التعليم و الصناعة المريضة التي تشهد إن لم تتدارك الحكومة الأمر ، أيامها الأخيرة قبل أن تنتهي إلى خصخصة القطاع الصناعي الحكومي الفاشل بكل المقاييس بفعل سياسة الحكومة الخاطئة لا بفعل تقصير القطاع الصناعي العام ، ولا أظنه خافيا على متتبع ، عدد الخريجين من المؤسسات العلمية الحكومية والأهلية في هيكل الحكومة العراقية ، فالجامعات الحكومية العراقية مستمرة في رفد سوق العمل العراقي بأعداد هائلة من العاطلين عن العمل الإضافيين سنويا تساعدها وتعاونها في ذلك عشرات الجامعات والكليات الأهلية المنتشرة في أنحاء العراق الواسعة ، فجامعات العاصمة وحدها تخرج سنويا ما لا يقل عن عشرين ألف خريج جديد يسجل حضوره وعضويته في نقابات العاطلين عن العمل ، وفي عملية حسابية بسيطة نستطيع تخمين عدد الخريجين خلال الأعوام التالية للتغيير ، بأكثر من مليون خريج لم يحصل ربعهم على فرصة عمل مضمونة مشرفة ، وما ذاك إلا بسبب إهمال الحكومة لقطاعي الزراعة والصناعة اللذين كان يمكن لهما لو حصلا على العناية اللائقة المناسبة أن تحتوي كل هذه الأعداد المخيفة من جيوش العاطلين عن العمل التي اضطرت الظروف الشاذة بعضها إلى الانجراف و الانضمام إلى الميليشيات المسلحة المتطرفة أو العصابات الإجرامية المنتشرة بكثرة في الشارع العراقي لعدم تحصين تلك الشرائح فكريا و تربويا وأخلاقيا ، ولعوزها المادي بسبب الجهل من ناحية والبطالة من ناحية ثانية . وإن الحكومات العراقي لا تريد حل هذه المعضلة بسبب حرص المشتركين في الحكومة على المصالح والمكاسب الشخصية والحزبية الضيقة ، فقانون مجلس الخدمة الاتحادية الذي أقر ولم يشرع العمل به منذ ما يزيد عن سبع سنوات بسبب الخلافات الحزبية على عضوية المجلس التي يطالب بها كل من يبحث عن مصالحه الخاصة متناسين مصلحة هذا الجيل الذي توقف عن العطاء والأمل والحلم بمستقبل أفضل بسبب أنانية أصحاب القرار ونرجسيتهم ، فلو كان قانون الخدمة ساريا ومعمولا به الآن لكان كل خريج قد حصل على فرصته اللائقة في العمل بحسب مؤهلاته وخبراته وتحصيله ولما كان هناك عاطل عن العمل ، بل ولما كان هناك إرهابي يحارب المجتمع والدولة ولانشغل الشباب بالعمل الدؤوب لبناء مستقبله ومستقبل بلده ، ولتصالح الإنسان مع نفسه أولا ومع الحكومة ثانيا ، ولانحسرت التصرفات والأعمال الإرهابية والمتطرفة من الشارع العراقي ولصفت النفوس وراقت نتيجة اختلاط المكونات الجميلة للشعب ببعضها في ميادين العمل إضافة إلى ميادين الدراسة والحرب ، فتجاوز الأزمات المادية التي تصنع الأزمات النفسية في المجتمع أساسها حركة العمل السليمة وتجاوز البطالة ، لتصنع مجتمعا سليما نفسيا وماديا وفكريا متصالحا مع نفسه أولا ومع الآخر ثانيا .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسة الحكومية ودورها في المصالحة الوطنية
- زكاة الفطر والنازحين والمصالحة الوطنية
- الخطاب الطائفي .. وأثره السلبي في المصالحة
- العشائر متعددة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية
- لعبة المحيبس .. وسيلة لتحقيق المصالحة
- ثورة العشرين والعبر المستقاة منها في مجال الوحدة الوطنية
- الإعلام سلاح ذو حدين
- الأسرة العراقية 00 التحديات الراهنة
- المرجعيات الدينية والمصالحة الوطنية
- دور الفن في المصالحة الوطنية
- المجتمع الدولي والمصالحة الوطنية
- رمضان المحبة والتصالح والسلام
- سبني 00 فأسبك 00 وفي المساء نلتقي
- تحرير الأنبار وفرصة المصالحة
- الطيبة والمحبة في المجتمع العراقي
- الثقة المتبادلة أساس المصالحة الحقيقية
- الجامعة العربية والمصالحة الوطنية
- إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
- المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين
- التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - البطالة وأثرها على المصالحة الوطنية