أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - الاحتفال الوطني بالعيد القومي في بلاد العالم الا فلسطين















المزيد.....

الاحتفال الوطني بالعيد القومي في بلاد العالم الا فلسطين


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصادف أني قد تواجدت في الولايات المتحدة في الرابع من تموز ((4th of July وهو عيد الاستقلال الأميركي. وهذا أتاح لي مشاهدة مظاهر الاحتفال بالعيد القومي فيها حيث رأيت الأطفال يرتدون ملابس بألوان العلم الأميركي وهي الأحمر والأزرق والأبيض ، بينما رفعت بعض المنازل العلم الأميركي على واجهات منازلهم، في وقت أخذ فيه الأطقال يشعلون على شرفات منازلهم ، بعض الأ لعاب والمفرقعات النارية.

لكن الاحتفال الأكبر كان سيجري في العاصمة واشنطن، حيث شاءت الظروف أن أكون فيها في ذاك التاريخ. ويجري الاحتفال الرئيسي في ساحة تضم المسلة الشبيهة بالمسلة الفرعونية ، وهو موقع قريب من البنتاغون حيث تطلق الصواريخ من هناك، لكنها في هذه المرة ، ليست صواريخ موجهة الى بغداد بشكل خاص كما تعودنا في الماضي، بل هي تطلق نحو الفضاء لتنير السماء بألوان قوس قزح احتفالا وابتهاجا بالعيد القومي للأميركيين ، وهو عيد الاستقلال عن بريطانيا قبل حوالي قرنين من الزمان.

و يشارك الشعب الأميركي بكثافة في هذا الاحتفال، وخصوصا المقيمين منهم في العاصمة واشنطن أو في الولايات المحاذية .. بل والملتصقة بواشنطن كفيرجينيا وماريلاند ، فيزحفون أفواجا منذ ساعات كثيرة تسبق موعد اطلاق الصواريخ وهو التاسعة ليلا، نحو المناطق المحاذية او المطلة على موقع اطلاق تلك الصواريخ النارية، ليحجزوا لأنفسهم مواقع ملائمة لمشاهدة هذا الحفل البسيط، لكنه الرمزي لاحتفال الشعب الأميركي بعيده القومي، علما أنه لا قومية واحدة تجمعهم حقا، فمنهم من ذوي الأصول الأوروبية وخصوصا الاسبانية ، ومنهم من جاء من الصين والشرق الأقصى ، وكثيرون جاءوا من المكسيك ودول أميركا اللاتينية، اضافة الى العديدين القادمين من أفريقيا السوداء ، أضف اليهم من تبقى من الهنود الحمر بعد الهولوكوست الذي أصابهم . ومع ذلك فان هذا الخليط من الشعوب الذي بات يشكل الشعب الأميركي ، يحتفل سنويا فرحا بعيده القومي، كما تفعل أمم أخرى كالبريطانيين والفرنسيين وا لألمان ، وخصوصا الشعب الألماني المتشبث بحرارة بقوميته ودولته رغم مروره عبر قرن من الزمان بحربين عالميتين الحقتا الكثير من الضرر به.. وبشعوب العالم أيضا.

وبين شعوب الأمة العربية تجد أيضا من يعتز بفخر ببلده وبقوميته كما يفعل الأميركيون . فالمصري رغم كل معاناة مصر الاقتصادية بسبب عدم القدرة على تحديد النسل، ما زال يفخر بالقول: أنا مصري.. مصر أم الدنيا... تحيا مصر. وفي سوريا رغم مأساة حرب دامت خمس سنوات، لم يزل السوري، وسيظل، يعتز بسوريته. ومثله العراقي الذي رغم عملية الغزو الأميركية التي نجحت منذ تشكيل تنظيم الدولة الاسلامية في عام 2006 ، في توجيه دفة الحركة العراقية من مقاومة للاحتلال الى مقاومة سنية لما وصف بالهيمنة الشيعية، مما وضع البلد في دوامة تكاد توصف بالحرب الأهلية. وفي لبنان، رغم التنوع الواسع في عدد طوائف الشعب اللبناني ، ومرور البلد بحرب أهلية دامت قرابة الخمسة عشر عاما ، ظل اللبناني قادرا على الافتخار ببلده ومعتزا به وبلبنانيته وبأرزه الجميل. أما في الأردن، فرغم مروره بحرب أهلية كانت لحسن الحظ قصيرة ، ورغم كل مشاكله الاقتصادية ، فان الأردني يظل قادرا على رفع رأسه قائلا أنا أردني. ومثله الخليجي الذي يعلم جيدا أهمية الدور الذي لعبه المواطنون المثقفون والجامعيون القادمون من مصر وسوريا ولبنان بل ومن فلسطين خاصة، في تطوير خليجهم حديث الاستقلال منذ الستينات أيضا مما وضعهم بجدارة على خريطة العالم ، ومكنهم من رفع صوت مواطنيهم عاليا بالقول أنا خليجي...

ولكن شعبا واحدا في العالم وخصوصا بين شعوب الدول العربية ، ظل شعبا مقهورا لا يعترف بوجوده جهارة الا حفنة من الدول أو الشعوب. فعبارة فلسطين لم تزل غير موضوعة على خريطة الكرة الأرضية وبالكاد يعترف بها أحد، وذلك نتيجة تشبث الاسرائليين القادمين من الخارج ، الى بلد ليست بلدهم ، بأراض احتلوها عنوة في ليلة غاب فيها قمر الحقيقة والعدالة والحضارة والانسانية، وحل محله ظلام دامس ظل مسيروه وقادته يتحدون العالم ، رافضين الاعتراف بحقوق هذا الشعب الذي اغتصبت أراضيه وامتهنت حقوقه وحريته ، ففرضوا بقوة السلاح والتهديد النووي ارادتهم حتى على المجتمع الدولي متحدين حتى رئيس أكبر دولة في العالم هي الولايات المتحدة.

وأكثر ما يؤلمني هذا الا نكار الصريح والوقح لوجود فلسطين والشعب الفلسطيني والمدن الفلسطينية، والذي تلمسه بوضوح لو حاولت وضع اسم فلسطين الى جانب الموقع الذي يسألك عن بلدك في صفحات الفيسبوك، فتذكر اسم فلسطين، الا أنهم يرفضون وضع هذا الاسم لكونه غير موجود على خريطتهم أو خريطة العالم. وعندما كررت ادارة الفيسبوك السؤال عن اسم البلد الذي ولدت فيه فقلت يافا، ردوا علي متسائلين: تقصد تل أبيب ، فقلت بل يافا وليس تل أبيب. فكان الرد لا.. لا يوجد يافا على القائمة. وعبثا حاولت أن أشرح لهم بأكثر من رد وتعليق بأنني خير من يعرف موطىء رأسه ، وبأنه مدينة يافا التي لن أنسى رائحة برتقالها ، وعبق ياسمينها ، وضجيج الموج في بحرها. الا أنهم كما يبدو كانوا يعلمون عن موطىء رأسي أكثر مما أعرف أنا عنه، مؤكدين على أنه تل أبيب أو لا شيء آخر.

ويبدو أنه ازاء ما واجهوه من احتجاجات ، ورفض الاعتراف بما يقررونه لك من موقع ولادة أو انتماء لبلدة ما، فقد حذفوا أخيرا هذا المطلب من المشارك في فيسبوك. الا أن اسم فلسطين ما زال غير موجود او معترف به في العديد من الدول ، وأبناء فلسطين ما زالوا غير قادرين على الاحتفال بعيدهم الوطني أسوة ببقية شعوب الأرض. كما أن الفلسطيني لم يزل غير قادر لأن يرفع رأسه ويقول بصوت جهوري وعلى مسمع من الملايين: أنا فلسطيني .. شاء من شاء وأبى من أبى.

ترى متى يرفع هذا الظلم عن هذا الشعب الذي عاني من الأحزان ما يكفيه .. متى يحتفل الفلسطيني بعيده القومي ، وتتاح له فرصة العودة الى لده الأصلية. متى تنتهي مأساة الشعب الفلسطيني.. متى؟؟؟؟


ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الأخوة المغربية التونسية.
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين...(الصفحة الرسمية)
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر
عضو في شام بوك
عضو في مجموعات أخرى عديدة.






#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل شرعت الولايات المتحدة في تصفية القاعدة في اليمن، تمهيدا ل ...
- مقارنة بين عرض فيلم: عازف البيانو الذي صور معاناة اليهود في ...
- متى يحل مشروع الاتحاد الشرق أوسطي محل مشروع الشرق أوسط الجدي ...
- من هو الخاسر الأكبر في الانتخابات التركية: أردوغان، قطر، جبه ...
- عدم التشابه في كيفية سقوط المحافظات في العراق وسوريا، وأعجوب ...
- هل الأسباب لتقدم داعش في العراق وسوريا هي: هزالة الأداء الأم ...
- التطورات العسكرية المعززة لموقف المعارضة السورية المسلحة.. أ ...
- هل انتهت غزوة الفيديوهات المسيئة التي استمرت ثلاثة أيام؟
- غموض حول الأسباب التي أدت الى انهاء عاصفة الحزم
- عاصفة الحزم الى أين.. الى متى؟ ومن هو المستفيد؟
- نداء...نداء...نداء: يا عقلاء العالم اتحدوا
- مقدمة كتابي الجديد بعنوان: المؤامرة.. حرب لتصفية داعش أم لتف ...
- مقارنة بين حرب أميركية هزلية ضد داعش ، وحرب سعودية في غاية ا ...
- هل يشكل السعي الأميركي لتفكيك القاعدة سابقة، أم هناك سوابق ت ...
- القاعدة: ولادة طبيعية أم قيصرية
- داعش .. و بندر بن سلطان
- تسعة أسئلة، بل عشرة، تنتظر الاجابة من الادارة الأميركية
- داعش تبلغ أعلى مراحل البربرية باعدامها معاذ كساسبة
- هل الحرب الأميركية ضد الارهاب الداعشي، هي حرب لاغتيال داعش، ...
- المخطط الأميركي لتفكيك -القاعدة-، بدءا بغزو أفغانستان عام 20 ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - الاحتفال الوطني بالعيد القومي في بلاد العالم الا فلسطين