أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة














المزيد.....

عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 15:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة
لكننا متى فقدنا حق الاختيار في الحياة
يولد الانسان في بيئة لم يختر أي من مكوناتها لا الاب ولا الام ولا أي فرد من اقاربه ... ولم يختر المكان ولا الزمان .. ولم يختر لا العقيدة ولا الايمان ولا المذهب ... وكل هذه الأشياء تفرض عليه لأنه ولد هنا .. وخلال نموه في البيئة التي لم يختارها يبدأ يكتسب ويتعلم ما يفرضه عليه افراد بيئته من عادات وتقاليد ولغة .. وكل ما يتعلمه مفروض عليه أيضا .. وعندما يكبر لا يجد في عقله وكيانه الذي نشأ وتكون فيه بغير ارادته الا ما فرضته عليه تلك البيئة .. ويعيش على ما نشأ عليه ويمارس نفس الدور على ابناءه والجيل الذي بعده وهكذا هي الحياة التي نعيشها ويعيشها كل المجتمعات الإنسانية على الأرض ..
لكننا يجب ان نفكر ونسأل .. اذا كان هذا الموروث الذي ننشأ عليه هو بيئتنا وليس لنا حق تغييرها والا سنعاقب بالاستبعاد والنفي او المقاطعة واحيانا القتل والاعدام لأننا ننافي تلك المعتقدات والسيرة والسلوك وما يؤمن به المجتمع ... اذن نعود الى السؤال كيف و من وضع هذا الموروث ومن جعله أسلوبا شبه ثابت للحياة ومن فرضه على الأجيال لتتناقله جيل بعد جيل .. و آلا يحق للإنسان ان يختار لحياته نمطا جديدا يؤمن به ويحيا من اجله .. مؤكد ان الإجابة نسبيه بين المجتمعات .. فإذا استبعدنا فترة ما بعد الولادة والضعف عند النمو .. فأن الانسان في المجتمعات المتخلفة حضاريا لن يجد ولن يمنح الفرصة ليمارس حق الاختيار .. لأن المجتمع قاس في تعامله مع أبنائه من اجل الحفاظ على ما يعتبرها ثوابت .. وعقوباته صارمة وتصل الى الإعدام اذا ما توفرت الحجة والأسباب الموجبة .. ولا نتوقع ان تكون الحال افضل في المجتمعات المتحضرة .. فهي أيضا لا تسمح بخرق قوانينها الاجتماعية .. لكن مع فارق مهم يعتمد أساسا على مبدأ ... افعل ما شئت في خصوصياتك واختياراتك فأنت تملك قرار نفسك ، لكن لا تؤثر على الاخرين ولا تمنعهم من هذا الحق ..
ونعود الى اهم سؤال يمكن ان يعصف في العقول اذا ما تحررت قليلا من قيود الموروثات المفروضة على المجتمع .. ونتساءل .. كيف ومن اين نشأت وفرضت التقاليد والأعراف الاجتماعية والدينية والمذهبية الموروثة .. والتي فرضت علينا جيل بعد جيل .. وهل يحق للإنسان ان يختار ما يجده مناسبا ليحيا معه ومن اجله .
تختلف المجتمعات والملل في العادات والتقاليد والعقائد الدينية والمذهبية .. وتختلف أيضا في فهمها لقيم الإنسانية وحق البشر في الحياة ... هذا الحق الذي منحه الله جل جلاله عند ولادة الانسان .. فهل يحق لأحد ان يسلب هذا الحق .. نحن نعيش اليوم في ادنى حالات التخلف الإنساني والاجتماعي حين نسمع ونشاهد قتل الأطفال بسبب انتماء ذويهم لمذهب مخالف للأخرين !! واحيانا يقتل الأطفال لانحدارهم من جيل يبعد الاف السنين بحجة ان اجداد هؤلاء الأبناء والأطفال والرجال والنساء قاموا بجريمة قتل بحق اخرين .. او ان يقتل الناس بالمئات لا لشيء الا لأن أسمائهم كنيت بأسماء قتلة تاريخيين .. عندما نرى ونشاهد هذه الأفعال وهذه الجرائم وهذا القصور في استخدام العقل في ممارسة الوحشية وسلب حق الحياة .. لا نملك الا ان نوقع الملامة على الموروثات التي يحملها وينقلها الجهلة والمتعصبين .. لذلك كان على الانسان ان يبحث عن الأسباب ويحللها ويعالجها بالبحث عن البدائل والحلول .. وهذا ما يحصل في المجتمعات المتحضرة .. فلا يمكن للإنسان ان يهمل نعمة الحياة والخلق الإلهي وما نحمله من عقل وفهم .. علينا استخدام هذا العقل بشكل امثل ونتعبه في التفكير والتفكير ثم التفكير .. ومؤكد ان صناعة الخالق اكفأ من ما نستغله من عقولنا لنعيش به .. مؤكد ان العقل البشري له القدرة على التحليل واختيار الصواب بكفاءة اعلى بكثير من ما يعيش به الانسان اليوم ... من هذا المنطلق لهذه الصورة .. فأن المشكلة في استهانة المجتمعات التي تمارس التخلف بحق ابناءها وخصوصا المجتمعات العربية ومن هم ادنى منهم .. يمكن في محاولة للإحاطة بهذه المشكلة الكبيرة ان نضعها في جزئين .
الأول : ضعف نسبة استثمار الانسان لعقله البشري في التفكير حيث تشير الدراسات في العالم الى ان الانسان يستخدم في افضل حالاته (للعباقرة ومتفوقي الذكاء والموهوبين) نسبة لا تتجاوز 10% من قابليات الدماغ البشري .. وهذا راجع الى اعتماد الانسان على الثوابت والبديهيات والمسلمات التي اغنته عن التفكير وهذه الجزئية ترتبط جوهريا بالجزء او السبب الثاني
ثانيا : تناقل الموروثات والقيم الاجتماعية والإنسانية بكل مكوناتها وعلى رأسها الموروث الديني والمذهبي .. والتي تفعل فعلها في تحديد وغالبا ما تمنع الانسان عن التفكير في ما يمس قناعاتها وايمانها ومبررات وجودها فتعتبر التفكير فيها من المحرمات الممنوعة .. وهو رد فعل تلقائي لحماية بقاءها واستمرارها .
تبقى هذه الصورة معتمة على امل ان .... هل سيكون الانسان قادرا على فهم دوره في الحياة وان يقوم بواجباته بشكل يؤمن حقه في الاختيار واحترام حقوق الاخرين .. سيحصل ذلك اذا ما ارتفعت نسبة استخدام الانسان للعقل في الدماغ البشري بنسب اعلى من 10% ولكي يحصل ذلك على المجتمع ان يسمح للإنسان ان يفكر ويحلل ويعالج مع اعتماد مبدأ حق الحياة نعمة الاهية لا يحق لأحد سلبها .. وان يسعى الى الحفاظ على حقوق الاخرين ولا يؤثر على حقوقهم .. فهل سيتحقق ذلك؟ .. وهل سنشهد يوما حياة افضل ؟ .
رياض محمد سعيد
5تموز2015



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة حول عراق اليوم
- أحلام يقضة سياسية
- العراق ... دولة ام دول
- ذل الاستعانة بغير الله
- ليلة عازب في بغداد
- مكانك ام مكانتك
- اشتاق الى العراق
- أخطار الدكتوقراطية
- وليد النظام العالمي الجديد
- اللعب على المكشوف
- بين ما يتوجب الحدوث وما يحدث
- شذرات من الليل 0110
- رسم المشهد السياسي
- نازح ومباريات بطولة اسيا
- مقارنة في الديمقراطية
- الاختيار الكبير
- متى تصبح النميمة صنعة
- الثالوث السياسي العراقي
- الربيع العربي والحاجة للديمقراطية


المزيد.....




- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة