أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ناصر عجمايا - ذكرى العشرون لفقدان والدي 18حزيران1995















المزيد.....

ذكرى العشرون لفقدان والدي 18حزيران1995


ناصر عجمايا

الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 08:42
المحور: سيرة ذاتية
    


ذكرى العشرون لفقدان والدي 18-حزيران-1995
تمر اليوم ذكرى وفاة والدي المرحوم صادق يوسف عجمايا مواليد 1924 تللسقف ، عاش وحيداً مع خمسة أخوات يكبرونه عمراً وهو الأصغر لأفراد العائلة ، نشأ مكرماً ومدللاً من قبل والديه وأخواته ، الغالبية منهن متزوجات ومؤهلات بعوائلهن ، حيث رضع الحليب من أخته الكبيرة سرة كون والدته أضحت كبيرة السن عند ولادته فكانت تغذيته عسيرة ، والحليب الصناعي والطبيعي غير متوفر لأطفال العراق مع بداية تأسيس الدولة الملكية العراقية.
عاش في بيئة غنية ومتمكنة نوعاً ما في تلك الفترة ، حيث كان المرحوم جدي يملك أراضي زراعية وثروة حيوانية خصوصاً تربية الأغنام والماعز والأبقار والدجاج ، بالأضافة لممارسة التجارة ويتقن فن القصابة وصناعة أفرشة الجلوس والنوم من الصوف الخالص (مدادة)في القصبة والقرى الأخرى ، كانت له علاقات واسعة مع الأكراد يأتون بغلتهم من فواكه متنوعة وجوز ولوز وزبيب وبلوط وحبة خضرة والتبغ والخ لمقايضتها مقابل البرغل والحبية والحنطة والشعير لصعوبة الحصول على العملة النقدية.
وبسبب أمكانية والده المالية لم يستمر بالدراسة لقلة الوعي العائلي في حينها ، حيث أنهى الصف الثالث الأبتدائي ليقوم بالواجبات البيتية الملقات على عاتقه كونه الوحيد في البيت وجميع أخواته تزوجن وتاهلن ، فما كان من والده ووالدته أن يفكرا بزواجه المبكر وهو بعمر يافع ذو 14 ربيعاً ، ليقترن بوالدتي عام 1938 وهي بعمر 12 عاماً ، لينجبنا أبنتهم البكر راحيل بعد 4 سنوات من زواجهما ، وفيما بعد الأولاد والبنات لتكون الحصيلة النهائية 4 بنات و4 أولاد تزوجوا وأنجبوا جميعهم موزعين في بلدان العالم ، أمريكا وأستراليا ولبنان والعراق حالهم حال بقية أبناء وبنات شعبنا الكلداني والمسيحي المغترب عنوة من بلدهم الأصيل.
قراءته وكتابته كانتا ضعيفة لكنه يتقن العمليات الحسابية بشكل جيد ، وكان مستمعاً جيداً لمن هم حواليه وقليل الكلام الاّ في الحالات المطلوبة للأجابة على أسألة من هم حواليه ، مما أكسبه سمعة جيدة بين شعبنا في البلدة وغالبية البلدات والقوى المجاورة ، ليكون له رصيد جماهيري متميز حتى في حل المشاكل التي تحدث في البلدة خصوصاً والمنطقة عموماً.
ومع بداية الخمسينيات من القرن العشرين أنخرط في العمل السياسي منتمياً الى الحزب الشيوعي العراقي ضمن منظمة تللسقف ، عن طريق أبن عمه المعلم المرحوم رزوقي عجمايا حيث كانا يتلقيان المعلومات والأفكار من المرحوم يونس شوريس عند تواجده وزياراته المتعددة لتللسقف ، كون تواجده الدائم في بغداد وأحياناً في الموصل ، حتى توسعت خليتهم كعمال وفلاحين ومعلمين لتشمل المرحوم يوسف أبلحد خوري هرمز والمرحوم أنطون نعمو والمرحوم صادق عجمايا كعمال وفلاحين والمرحوم الشماس رزوقي عجمايا والمرحوم النصير ميخائيل كوركيس عتوري -معلمين والمرحوم الكاتب والصحفي جميل روفائيل - طالب في حينها. أنظر الى مقالة الأستاذ المرحوم جميل روفائيل الرابط أدناه:
http://al-nnas.com/ARTICLE/JRufaeel/30cp.htm
توسع التنظيم الحزبي الشيوعي الوحيد في تللسقف فيما بعد ، من خلال الكسب الجديد بدقة وعناية معتمدين على النوعية وليست الكمية ، لينظم اليهم المرحوم حنا ججو توحي والشهيد الطالب كوريال أوراها ، ويقال كان من ضمن المنظمة المرحوم المعلم نيسان عم بولص الذي فارق الحياة وهو شاب لأسباب أجهلها ، ولا زال هناك أشخاص أحياء متواجدون لم نذكرهم لعدم تخويلنا بذلك ، وهم حالياً في أمريكا وبقية بلدان العالم.
في مقالة موسومة تحت عنوان (تللسقف قريتي وذكرياتي ) بتاريخ 6-5-2007 للأخ والأستاذ كامل زومايا ، تطرق فيها حول تللسقف والحزب الشيوعي العراقي ، يكرر ويكرم فيها دور شيوعيي تللسقف ومنهم المرحوم أبو توما(أنطون عم مرقس) وأبو سمير (سعيد ميخا يدكو)وأبو ناصر(صادق يوسف عجمايا) وأبو صمود (صبري يونان) وأخوه الشهيد (جلال عم مرقس) والشهيد (وليم شمعون جوا) والشهيد (أثير كوركيس عم مرقس) ، ودور الجيل الثاني الذي رافق العمل الشيوعي وهم كثر لا مجال للتطرق اليهم في هذه المقالة الخاصة بذكراها المؤلمة.
هويته الأممية والوطنية والقومية والدينية:
كان يحمل هوية واحدة موحدة في داخله ومسيرته السياسية العسيرة و الشاقة ، محافظاً على أمميته الأنسانية الشيوعية في خير وتقدم وتطور الأنسانية والحياة جمعاء في كل مكان من العالم ، كما وفي نفس المقياس وطنياً صباً وقومياً كلدانياً ودينياً مسيحياً كاثوليكياً ، محترماً جميع القوميات والمكونات العراقية والعالمية وجميع التوجهات والأختلافات الدينية الأخرى ، والتدين هو بين الأنسان والخالق دون تأثير الأنسان على الأنسان في الجانب الروحي ، كون ذلك من أختصاص الله بعيداً عن الفعل الأنساني ، يحمل في فكره وتطلعاته مزيداً من الهم والأهتمام الأنساني بشكله العام ، وبالعموميات بعيداً عن المصالح الفردية والشخصية ، محباً لخير الناس ومصالحهم ليقدمهم على مصالحه الشخصية وحتى العائلية ، تلك الدروس العملية أستفدنا منها كثيراً في مسيرتنا الحياتية ، ومهما قلنا فهو قليل جداً من حيث البساطة والنزاهة وحب ومحبة الأنسان أينما تواجد في الأرض ، وبالضد من أستغلال الأنسان لأخيه الأنسان مع تحقيق العدالة وأحقاق الحقوق الكاملة للأنسان والأوطان والقوميات والأديان دون تمييز ، عاش مثقفاً متواضعاً مهموماً من أجل شعبه ووطنه طيلة حياته.
رثائي لرفيق دربي(والدي)

أنام وأستيقض أسمع أنين أبتي
أعتكف في مخدعي لمآسي وطني
حزين أنا في تربتي
أليم أنا في غربتي
لفكرك أضحي
لأرى بصيص نظري
جمعت حقائبي ورحلت عن بلدي
لأعيش في غربتي وتعاستي
وبأستقامتك أحلم سأنتهي
لعنة للمرض اللعين الذي نالك
والدواء الحقير الذي أخترق جسدك
لا طريق للحياة بغياب دربك
الفكر ينهض شامخا بقامتك
ستبقى صورتك شامخة
وصوت نبراتك واضحة
بوجدان كل من عرفك
لا تبالي.. ما دامت الأنسانية تتذكرك
وفكرك النير يقرأ ويذكر تضحياتك
يا ابا فرج وعبد وناصر وناظم عاشوا في غيابك
كنت المودة والعون والوفاق لشعبك
لدرب سرت دهراً ولا مللاً لقضية أمتك
ونصر الحق لا محال لفعلك
أسطورةُ غامرة بحبك
والجماهير ملتفة حولك
نعلة لتراب لف جسدك
نعلة للشرذمة التي داهمت طريقك
لعنة للتراب الذي غطى تابوتك
لعنة لقبر يحفظ هيكلك
ثورة الأنسان خالدة بخلدك
حدادا يا شبيبة وشيبة الوطن!!
حدادا يا معبد وكنيسة ومسجد لضحايا البلد!!
حدادا يا شعبي لضياع ا لوطن والانسا ن معاً!!
حدادا يا مؤمنين وغيرهم لعراق شرده البشر!!
حداداً لهجر وتهجير كأنهم غجر!!
فما فائدة الوطن في غياب البشر؟!
وما فائدة الوطن في تعاسة البشر؟!

منصور عجمايا
18-حزيران-2015



#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب سقوط الموصل وسبل معالجتها!!
- مناقشة واقعية مع الأستاذ أنظوان صنا حول المؤتمرات الكلدانية! ...
- حبيب تومي مناضل أممي وكلداني أصيل
- اللوحة العراقية عاتمة ومستقبل غامض!!
- مأساة شعب ووطن!
- تقرير مصير شعبنا الأصيل(الكلداني والآشوري والسرياني والأرمني ...
- المطران نيقوديموس داؤد شرف ضيفاً في ملبورن
- حسناً فعلت حكومة كردستان!!
- مصير الشعب العراقي في برلمان مزور!!
- غبطة البطريرك ساكو كفيت في مجلس الأمن الدولي
- غبطة البطريرك ساكو مهمتكم تاريخية في مجلس الأمن!!
- الأجرام الأمريكي وتعامله المزدوج
- رسالة مفتوحة لغبطة البطريرك روفائيل الأول ساكو جزيل الأحترام ...
- في الذكرى العاشرة لوفاة أمي
- لا يا غبطة البطريرك ، لم أكتب الخالي بل الحالي!!
- يا غبطة الباطريرك لم تكن دقيقاً في دعمك الحالي!!
- التطرف الفكري مرده سلبي ، لا يقل عن همجية داعش!!
- أيها المسيحيون والأزيديون الأصلاء المغيبون الغرباء غادروا بل ...
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(10 الأخيرة) ...
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(9)!!؟؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ناصر عجمايا - ذكرى العشرون لفقدان والدي 18حزيران1995