أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناصر عجمايا - في الذكرى العاشرة لوفاة أمي














المزيد.....

في الذكرى العاشرة لوفاة أمي


ناصر عجمايا

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 18:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



شاء القدر يوم 8 -آذار - 2005 ليتصل هاتفياً أخي الصغير ، يعلمني بوفاة أمي (داي) وقع الخبر حزناً أليماً كالعاصفة على رأسي لتجتمع كل معاناتي ومآسي الدرب الطويل في تلك اللحظة الفريدة من حياتي ، حيث كنت حاصلاً على بطاقة السفر قبل يوم (7-3-05) لأغادر أستراليا يوم 9-3-2005 ، بدأ الصداع يهزني والألم يعصرني ليس لفقدان أمي فحسب ، لكنني حزمت حقائقبي لأرى شعبي ووطني وأصدقائي وأهلي وأمي لعقد من السنين خلت ، بعد التغيير الحاصل قبل عامين.
أحلامي تبددت وأفكاري تشتت وفقدان والدتي وعيد المرأة العالمي غداً ، فتبخر كل شيء من ذاكرتي أحتفالاً بعيدها كما تعودنا كل عام ، نقدس ونحتفل بهذا اليوم العالمي الكبير أحتراماً وتقديراً وكبرياءأً بنصف المجتمع العالمي ، للأنسانة المضحية ، الساهرة ، العاملة ، الفلاحة ، المربية ، المقاتلة ، النصيرة ، المناضلة ، الحاضنة للجنس البشري قبل الولادة وبعدها وصولاً للبلوغ ذكراً وأنثى.
كم أنا مدين لك يا أمي ، أتعبتك في صغري وحتى في بلوغي وكبري وأنت فرحة مرحة حتى في معاناتك من أجلي ، لم تغمضي الجفن وأنا خارج البيت ، ولم تنامي وانا متواجد في منامي ، الخوف يرادفك دوماً من أجلي بسبب الأستبداد السلطوي الدكتاتوري الصدامي الأرعن ، تركتم الدار وعانيتم أنت ووالدي من أجلي ، تابعتم كل خطواتي فلم تعثروا على قدمي .. في بغداد والبصرة والموصل والناصرية وكردستان وجميع البلدات والقرى في عراق صدام.. دموعكما سارية سالية لا تنقطع وانا في ريعان العمر ، والخوف ساري في جسديكما بلا نتيجة لملاقاتي.
أصبحتما بين تيارين أحدهما همجاً متوحشاً للنيل مني لقتلي في دهاليز الظلام ، في زمن عسير أستبدادي جلادي قاتل فاتك متوحش لنهاية البشر التقدمي .. ما هذا الداء والأداء يا وطني.. وأين الدواء يا أمي .. أنهضي من قبرك كي ترين مدينتي فأستبيحت من داعشي ليكملها غراباً من ماعشي ، فتمزقت أحشائي كي أزور قبرك وقبر والدي لأضع باقات الزهور التقدمي ، والدي أنسان حي يا أمي .. لم يمت أبداً وهو في القبر .. أنه دخل تاريخ مدينتي بخلدها وجبروتها ومنطقتي فذكره كتّاب ومفكرين من بلدتي تللسقف الخالدة كخلد أبي ، وأنت يا أمي يتذكرك كل طيب وشهم ونهيم وشريف.. فتحت البيت على مصراعيه للأنسان التقدمي والبريء من وطني ، لم تفرقي يوماً بين المسلم والمسيحي والأزيدي ، ولا بين العربي والكردي والآثوري والكلداني والسرياني ، كنت مع الأنسان والأنسانية في حياتك الدائمية.
أتذكر كلماتك (لا أمان في وجود البعث) !!! وتذكر حملك للأمانة الوطنية فلا تفرط بها لثقلها ، والأنسانية كبيرة بمعناها عليك صونها ، ساعد المحتاج ، ومد يدك للأعمى وظال الطريق وعابر السبيل ، أعطي بيد دون أن تعلم الأخرى ، لا تهاب من الموت ، أنه يلاحق البشر عاجلاً أم آجلاً ، حافظ على النسل المنتج الغيور لحقوق الناس ووجودهم ومصالحهم وحياتهم ، ساوي بين البشر لوناً وديناً ومنبعاً جميعهم سواسياً ، أعطي الحق لصاحبه قبل أن يدعي بحقه.
كلمات بسيطة كتبتها لوالدتي قبل وفاتها ب 5 سنوات في 27-12-2000
أماه:
ضمدي جراحي
أغسلي دمائي
لا تنظري لعينيي
أزيلي همومي
لا تيأسي لحياتي
لغتي فهمي
أدبي مفرداتي
ثورتي جبروتي
ذكرياتي آلامي
محبتي مصائبي
أعذريني أرحميني..يا أماه!
سيحيا الجديد ليمحي القديم الأليمي
لا قرينة الغباءة والدناءة
ولا السذاجة والتعاسة
شاشة عتيمة ظالمة أتعبتني
شموعها عاتمة لا تضوي أرهقتني
**********
يتجدد الحب بفؤادي
يمتلأ العشق بقلبي
ينتعش فكري ومخيلتي
سأتحرر من براكين تعاستي
قررت تنهض ثورتي
كي نثور على ظلمتي
لأعبد طريق حياتي
وأنيره بعيداً عن ظلماتي
لتجدد كياني ونشأتي
منصور عجمايا
8 - آذار - 2015



#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يا غبطة البطريرك ، لم أكتب الخالي بل الحالي!!
- يا غبطة الباطريرك لم تكن دقيقاً في دعمك الحالي!!
- التطرف الفكري مرده سلبي ، لا يقل عن همجية داعش!!
- أيها المسيحيون والأزيديون الأصلاء المغيبون الغرباء غادروا بل ...
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(10 الأخيرة) ...
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(9)!!؟؟
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(8)!!؟؟
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(7)!!؟؟
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(6)!!؟؟
- لغبطة أبينا البطريرك روفائيل الأول ساكو مواقف لا تنسى!!
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(5)!!؟؟
- على هامش المقال:
- مغالطات الكاتب كوركيس منصور في مقاله الأخير
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(4)!!؟؟
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(3)!!؟؟
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا معله ومعالجته(2)!!؟؟
- أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته!!؟؟
- رسالة مفتوحة الى قيادات كردستان العراق
- الأتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا يحيّي الفن
- أجوبتي لأسئلة موقع عنكاوا دوت كم


المزيد.....




- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناصر عجمايا - في الذكرى العاشرة لوفاة أمي