أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - الشاعر السويدي برونو .ك. اويير : الشعر يمكن ان يغير العالم














المزيد.....

الشاعر السويدي برونو .ك. اويير : الشعر يمكن ان يغير العالم


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 13:19
المحور: الادب والفن
    





شاعر مغاير بكل تفصيل يعود لحياته او سيرته او كتابته . شاعر خرج من جيل السبعينات العالمي الذي ورث تأثيرات الحداثة وجيل "البيت" الأمريكي وحركة الهيبيز والثورة الطلابية عام 1968 في باريس وستوكهولم وعواصم اوربا . حمل روح اليسار ولكنه ليس سياسيا ، وآثر لغة التمرد في محاولة لجعل الشعر في مواجهة الفجيعة ، عاش مع المجموعات البوهيمية في مهرجانات الموسيقى والشعر وتنقل بين المدن وهو يقرأ قصائده المكثفة جدا وكأنه ضاق باللغة واكتفى بدلالاتها :
انا متجمّد
وليس لدي ما اعيش لأجله
الشهور غدت اعواما
وحين صار لزاما ان اتوارى
اصبح جسدي اقرب اليْ
وانا اتخيل خطوطا زرقاء
نحو كل اتجاهات العتمة الكثيفة
انه الشاعر برونو .ك.اويير – Bruno .k. ö-;-ijer ، القادم من عصر التحدي ، متجاوزا فكرة ان يجمع الشاعر اعماله في كتاب " برغم مجموعاته الفردية والمشتركة المطبوعة " وصار يرتقي المسرح ليقرأ قصائده لساعات وسط حضور غريب من عشاق الشعر في زمن يبدو انه غير صالح للشعر غير ان برونو الشاعر يردد دائما مقولته ان " الشعر يمكن ان يغير العالم " ويكتب على صفحته الخاصة " شاعر السويد الأكبر " حيث يعرض نشاطاته وصوره وجداول حفلاته على المسرح ومراكز بيع التذاكر لأمسياته الشعرية على مسارح المدن على مدار العام .
واليوم تتردد كثيرا عبارة ” ان عصرنا لم يعد صالحا للشعر ” ويزيد الكثيرون في القول، ان سرعة الحياة وعمليتها تجاوزت اللمسة الرومانتيكية والمعرفية التي ينطوي عليها الشعر، وان تأثير هذا النوع من الأدب قد تراجع امام موجاتٍ من تدفق المعلومات، وتأثيرات وسائل الإتصال والتقنيات الحديثة بحيث لم تترك مجالا لتلك اللمسة الشعرية في الحياة الحديثة.
ولكن الوقائع تشير الى غير ذلك، حيث ماتزال تقام للشعر العالمي عشرات المهرجانات السنوية المعروفة في استراليا وامريكا وامستردام وستوكهولم وغيرها من العواصم، ومايزال هناك جمهور يواصل الإصغاء. وهنا في السويد ارى جمهورا يتابع تلك القراءات التي تثري الروح بنقاء خاص، وانا اتابع الشاعر السويدي برونو . ك . اويير Bruno K Ö-;-ijer وهو يواصل قراءاته الشعرية المفتوحة طوال العام امام جمهور غفير يصغي خلال سهرات شعرية عامة، لقراءات من الشعر الحديث في اقدم القاعات الضخمة واعرقها في المدن السويدية ليقدم لنا دليلا ان الإنسان اليوم بحاجة الى تلك اللحظات الشعرية التي تعيد اليه يقظة الحواس التي تعبر عن الحياة .
والشاعر الذي تعوّد ان يقدم شعره و يرتجله على المسرح مباشرة امام الجمهور يقدم في بداية برنامجه السنوي جولة الربيع الشعرية في ابريل / نيسان من هذا العام حيث بدأ ليلته في قاعة مدينة لينشوبنغ بقصيدة قصيرة جدا:
” انا اعرف
انني لا انتمي الى هنا
انني قادم ٌ من زمن آخر”
وقد امتلأت القاعة برواد الشعر وغصّت الطوابق الثلاثة للقاعة القديمة، التي سادها الصمت وقاطعتها موجات من التصفيق والتفاعل.
في شعر، برونو ك اويير، يكتشف المرء انه شاعر القصيدة القصيرة، قصيدة الومضة التي لا تستغرق قراءتها الا ثوان قصيرة، وان بعض قصائده ليس غير ذلك النوع من النصوص المكثفة جدا والقريبة من قصائد الهايكو التي عرفت في الشعر الياباني واستحضرها الكثير من الشعراء في العصر الحديث حيث الإقتصاد في المعنى وفي العبارة والقول. مثل قصيدته ” برد” :
“حتى لو استنفذ كل شيء
فلا توجد حقيقة نهائية
تلك التي تضع لك نهاية طبيعية
وانت عائد في الطريق الى المنزل “.
ويبدو هذا الشاعر القادم من عقد السبعينات، وهو يحمل روح موسيقى الروك واغاني الهيبيز وتأثيرات جيل البيت الأمريكي المعروف بتأثيراته الشعرية على اجيال ادبية مختلفة، محملا بالرفض والموسيقى والفلسفة. الرفض لأنه لا يكتب مثل الشعر السائد، والموسيقى لأنه يقدم الشعر على المسرح بإيقاعات مغني البوب والفلسفة حيث تحمل عبارته القصيرة كل معنى قابل للتأويل والتأمل.
أمسية الربيع
في امسية الربيع قرأ الشاعر قصائده لمدة 90 دقيقة امام جمهور ملأ القاعة، حيث احتلت الشموع محل انوار المسرح التقليدية، وقدم خلالها خمسة وعشرين نصا قصيرا هي اختيارات من مجموعاته الشعرية الفردية والمشتركة التي صدرت له منذ عام 1973 ، والتي بلغت 17 مجموعة شعرية فردية ومشتركة وآخرها ” وليلة همست انابيل ليي” Och natten viskade Annabel Lee الذي اصدره نهاية عام 2014 بعد غيبة استمرت خمس سنوات من الغياب والسفر بين نيويورك وستوكهولم ودورات العلاج والتفرغ في المدن المختلفة التي زارها.
في امسية الربيع تلك، منحنا الشاعر فرصة لنتأمل نوعا من الجمهور النوعي وربما النخبوي ذلك الذي مايزال يؤمن بأن الأدب والشعر يشكلان ثنائية من مصادر شحن الخيال واثراء الروح ومنح المزاج الوجداني استراحات للتأمل والصمت وبلوغ المعاني النادرة التي سحقتها الحياة الصاخبة بهدير القطارات وهي تهرول نحو الجهات.
اختتم الشاعر برونو .ك.اويير ليلته الربيعية تلك بقصيدة ” خيال” حيث يستعيد طفولته :
حين عدوت إلى المنزل عبر فناء المدرسة
لم يكن هناك حصى لكي ينحّيه حذائي
سوى الأسفلت يغطي ساحة الألعاب الرياضية
وفي الأفق أشجار النخيل المتمايلة في مهب الريح
و زبد الموجات الزرق لشاطيء البحر الأبيض المتوسط
بينما القمر يظهر ويختفي بين الغيوم
مثل لعبة اليويو في يد شخص ما
مخبأة وسط الغيوم
هامش: ولد الشاعر عام 1951 في لينشوبنغ وعرف شاعرا مميزا لجيل السبعينات، واشتهر بقصيدته ” اغنية للفوضى – Så-;-ng fö-;-r anarkismen عام 1973 ثم واصل حضوره الأدبي المتمرد طوال العقود الماضيه واصدر 13 مجموعة شعرية . عاش فترة في مدينة نيويورك واشترك في مهرجانات الهيبيز الموسيقية والشعرية وكتب قصائد غنائية متميزة للمغني بوب ديلون وغيره.كما اشترك في معظم المهرجانات الشعرية العالمية. ويعتبر من بين الشعراء المتميزين بأسلوبه وحضوره الشعري على المسرح.



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الباركود- رمزنا الشريطي ام رمزنا الثقافي
- نصوص لمدن التيه
- من سفر الخروج العراقي
- أفق ٌ ميّت
- رسائل التيه والشتات
- مجرة الحزن والرماد
- الف .. لام الفناء
- بيت من الليغو
- أسم الحصاة
- الخراب
- زهايمر
- وجهان
- برج الأسى
- تحولات
- افتقدك لأغيب عنك
- اسفار الصبي
- ابحار للحظة التيه
- زهرة اليباس
- اصير نهرا وتفيض مياهي
- وصف لليل المدينة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - الشاعر السويدي برونو .ك. اويير : الشعر يمكن ان يغير العالم