أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - -الباركود- رمزنا الشريطي ام رمزنا الثقافي














المزيد.....

-الباركود- رمزنا الشريطي ام رمزنا الثقافي


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


لم نعداليوم نقدم انفسنا في المطارات والدوائر والمستشفيات ودائرة السجل المدني وغيرها من الدوائر الحكومية بأسمائناالشخصية الأنسانية التي عرفنا بها ،
بل نقدمها بأرقامنا التي نحفظها عن ظهر قلب والتي اصطلح عليها " الأرقام العشرة" في دول اوربا والعالم .
ولأن العالم اليوم هو عالم الكثرة في عدد ساكنه وكمية ماينتجه ويستهلكه، ومايمثله هذا العدد الهائل في حركته و تنقلاته وطبيعة حاجاته اليومية
اصبح كل شيء يحمل رقماخاصا او رمزا شريطيا او شفرة خيطية تسمى "Barcode "تميّزه وتسهل عملية احصائه وقراءته من خلال ماسحات ضوئية تنصب في محلات البيع والشراء ودوائر الحدود والمطارات والموانيء البحرية..
ويعود اكتشاف الكود الرقمي بشكله البدائي الى القرن التاسع عشر اثر تزايد الأنتاج الذي تطلب وسائل جديدة للأحصاء.
ولكن هذا الأكتشاف بقي خاضعا لعمليات تطوير كثيرة منذ ثلاثينات القرن الماضي حتى اتخذ صيغته الحالية عند منتصف السبعينات في القرن الماضي ، في صورة ذات بعدين من الخطوط السوداء والبيضاء ودلالاتها الرقمية ووسائل قراءتهافي عصرنا الراهن .
وغالبا واجه الأستعمال الرقمي لأحصاء البشر والمواد الصناعية والأستهلاكية بصفتها " مجرد اشياء تحصى " نقدا من قبل التيارات التي تريد حفظ خصوصية للأنسان ووجوده وقيمته الدلالية والرمزية
وعدم امكانية مساواته لأية سلعة او مادة قابلة للأحصاء . ولكن الميزة الأستهلاكية لعصرنا فوتت الفرصة على كل محاولة لحفظ ماتبقى من القيم الرفيعة التي تحاول حركات الخضر واحزاب الحفاظ عن البيئة الدفاع عنها .
والحق ان الشفرة الخيطية هذه اصبحت واقعا مؤثرا في حياتنا شئنا ام ابينا بسبب التزايد المضطرد في عدد السكان على الأرض الذي تجاوز السبعة مليارات وبسبب الكميات الهائلة من المنتجات وفضلاتها ايضا ..
وقيل في الأمثال القديمة " الكثرة تغلب الشجعان " .. لذلك تحولت هذه الطريقة الرقمية جزءا من حياتنا اليومية .
الفن والأدب وكل اشكال الأبداع هي اشكال يبتكرها عصرها ويطوعها العقل الجديد كطريقة ابداعية للتعبير والتفاهم وايصال المعاني .
وقد انعكست هذه العلامة التي نراها يوميا عشرات المرات على هوياتنا الشخصية وجوازات سفرناوتذاكر السفر والتنقل وهواتفنا النقالة والمواد التي نشتريهاواثاث منازلنا والمرايا التي نحدق بصورتنا منعكسة عليها ،
واثرت تأثيرا كبيرا على وسائلنا التعبيرية المختلفة سواء كان ذلك من خلال مايمثله هذا الرمز الشريطي من اشارة الى ثقتنا بالمنتج الذي نشتريه او الى وجودنا وسط دورة من الحياة الرقمية الحديثة التي لاتسمي الأشياء بأسمائها بل بأرقامهافقط.
وقد اثمر هذا الواقع اعمالا ادبية ولوحات تشكيلية وافلاما واعمالا موسيقية تعبر عن تأثرها بهذا العالم الرقمي ،
وغالبا ماكانت هذه الأعمال في بداياتها اعمالا نقدية حاولت ان تدافع عن المعنى الأنساني لوجودنا كما في اعمال الرسام الأمريكي "Scott Blake " واخرين في مختلف انحاء العالم من الرسامين التفاعليين ووسائلهم الفنية.
غير ان التبرير العلمي لأبتكار هذه الطريقة الأحصائية واهميتها التدقيقية لحركة الأشياء والناس والسيارات وتأثيرها في رصد المخالفات واهميتها الأمنية..
والتسهيلات التي تقدمهاقد وفر رؤيا مختلفة تكاد تقر بهذه العملية الرقمية التي اجتاحت حياتنا شئنا ام ابينا.
ونكاد نرى هذه العلامة ذات الأبعاد الثنائية بخطوطها السوداء والبيضاء موجودة في ثلاثة ابعاد في العمارة الحديثة في موسكو وفينا ومدريد وعواصم اخرى ،
كما نجدها في الأعمال الفوتوغرافية الفنية الكثيرة، ونشاهد انعكاساتها في اعمال ورسوم للأطفال والكبار بل انها تحولت الى حركة تعبيرية توصل تأثيراتها البصرية وانعكاساتها التي تغزو حياتنا بشكل عام
محولة كل شيء الى مسحة ضوئية تقرأ شيفرتنا الخيطية لتقر بوجودنا و تسمح بمرورنا او تتيح لنا الحصول على مانستحقه من العناية الصحية او الخدمة الأجتماعية ..
وتنتشر الآن ظاهرة نقش الباركود في الفن والوشم كما يفعل الكثيرون تقليدا لمغنية البوب "Pink " وغيرها سواء اكان ذلك رفضا او قبولا او اعتراضا على عالمنا الرقمي هذا ..
وقد غدت تلك الشفرة الخيطية رمزا بصريا للكتابة والرسم والتصوير والأعتراض في هذا العالم الذي يحول كل شيء فينا الى رمز شريطي اخرس ..
ترى هل نحن تلك الشريحة الخيطية فقط ام نحن حيوات ووسائل تعبير واصوات وحواس انسانية؟



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص لمدن التيه
- من سفر الخروج العراقي
- أفق ٌ ميّت
- رسائل التيه والشتات
- مجرة الحزن والرماد
- الف .. لام الفناء
- بيت من الليغو
- أسم الحصاة
- الخراب
- زهايمر
- وجهان
- برج الأسى
- تحولات
- افتقدك لأغيب عنك
- اسفار الصبي
- ابحار للحظة التيه
- زهرة اليباس
- اصير نهرا وتفيض مياهي
- وصف لليل المدينة
- نصوص الشمال


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - -الباركود- رمزنا الشريطي ام رمزنا الثقافي