خرافات أم عقائد ؟! والأرثوذكس نموذجا !!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 18:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عاتبني زميل صديق كريم ومحترم من السادة القراء الكرام بتعليق له عبر الفيس بوك بأحد موضوعاتي قبل أيام قائلا :
هل فقط أولئك - يشير إلى أصحاب كتاب السنكسار وكتاب بستان الراهب وغير هذين الكتابين من كتب تزخر بالخرافات - أم غيرهم من المعتقدات الأخرى ؟! - يقصد الأديان الأخرى وعلى وجه الخصوص المسلمين - ،
والحق أقول لكم لم أنتبه لتعليقه إلا قبل ساعة وقمت بالرد عليه ،
ثم رأيت أن يكون الرد بموضوع مستقل ليكون الرد شافيا له ، وبالطبع ردي ليس من باب الحقائق العلمية المسلم بها ابتداءا ، ناهيك عن أنني لست مخولا أو معنيا بالدفاع عن دين أو معتقد بعينه !! ، وإن كنت مسلما بالولادة والوراثة ومن أهل السنة تحديدا ،

فأنا قبل هذه وتلك باحث في علم الأديان المقارن وتأريخ الشعوب والعقائد ،
وأتجرد تماما ببحثي عن عاطفة الإرث والموروث بالمطلق ،
وبدليل أنني أنتقد كل موروث إسلامي لا يوافق العقل أو المنطق ، بل إن التراث الإسلامي نفسه لم يسلم من سلاطة لساني وقوة اعتراضي العقلاني القائم على الدليل والمنطق بل والتأريخ أيضا ،

لكن صديقي القارئ الكريم الذي سألني لم يفرق بين أمرين مهمين ،
خرافات لم ترد بالنصوص الكتابية ثم أصبحت عقائد !! وخرافات تم تنقحتها وتكذيبها والتحذير منها !! بل وفضحها على رؤوس الأشهاد ! ،
وهنا مكمن الفرق الذي يجب عليه أن يعيه ، وسأذكر له مثالا واحدا ، وفي المسيحيات دون الإسلاميات كونه أخ من خلفية مسيحية بالوراثة وإن كنت أجهل الآن موقفه من الأديان ،

البروتستانت لا يؤمنون بشكل قاطع وحازم بما يؤمن به الأرثوذكس بعقيدة انتقال مريم العذراء للسماء جسدا وروحا عقب نزول يسوع بصحبة ملائكة لتقبض روحها ثم تأخذها الملائكة للسماء لتدفن فيها تحت شجرة الحياة !!! ،
البروتستانت لا يؤمنون بهذه ليس لأنها تخالف العقل وتناقضاتها على سبيل المثال !! ،
بل لأن العقيدة والواقعة هذه لم ترد بأي نص في الكتاب المقدس !! ، فلو ورد فيها نص واحد في الكتاب المقدس لكان لهم موقف آخر ،
وأما الأرثوذكس فيعتمدون بإثبات هذه الواقعة لوجودها في كتاب السنكسار !! والذي يزخر بخرافات لا حصر لها بإقرار الكثير من الأرثوذكس قديما وحديثا !!
ولهذا طالبنا بتنقية وتنقحة التراث الأرثوذكسي القبطي من الخرافات ،
بل وغيرنا من باحثين أرثوذكس أقباط ،
وعليه فالاختلاف العقائدية بين الأرثوذكس والبروتسنانت خلافات جذرية في أصل العقائد ! وبالتالي بعض الخرافات بقدرة أحدهم أصبحت عقائد جوهرية !!! ،
ولهذا البروتستانت بوجه ما يقاربون أهل السنة من المسلمين ،
لكن أيضا أهل السنة لم يكتفوا بفضح الخرافات وما يرونه من عقائد باطلة تعارض إيمانهم وعقيدتهم ! ، بل ألفوا وصنفوا آلاف المخطوطات والكتب بفضح الخرافات تلك والعقائد ودون خجل أو مؤاربة ،
بل وعلم التحقيق والتوثيق والتصحيح برعوا فيه ! ناهيك عن علم مصطلح الحديث حيث الجرح والتعديل والسند ومتن الحديث ومنطوقه ومفهومه وغيرها ،

وهنا أيضا مكمن الفرق ياصديقي ! ،


ملاحظة :

أكرر ما سبق مرارا لي قوله :

نحن بشكل قاطع نحترم كل العقائد ورموزها وأربابها ومقدساتها بالمطلق ، لكن علميا نطرح ما نراه يستحق الطرح بلغة علمية مهذبة ومحترمة .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل