أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله مطلق القحطاني - حرية الفكر بين الإسلام والمسيحية والإلحاد -1-














المزيد.....

حرية الفكر بين الإسلام والمسيحية والإلحاد -1-


عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)


الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 14:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سأبدأ حديثي بالتحدث عن أسباب تفشي ظاهرة الإلحاد قديما في أوروبا وحديثا في عموم الغرب ؛ لتكون مدخلا لموضوعي وتمهيدا لما أصبو في إيصاله ولو بشكل مختصر ؛ لكن بداية هل فعلا يوجد إلحاد حقيقي بصبغته الغربية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ؟! ، دعونا ياسادة من جيل الشباب من سن المراهقة وما دون الثلاثين من أعمارهم ، هؤلاء نحترمهم ونتفهم علل علانية تصريحاتهم ، بل ونفهم نقمتهم على الاضطهاد والاستبداد والظلم والطغيان والقمع والتسلط من الأنظمة الحاكمة ، وبالتالي وبمختلف أسباب مزاعم الإلحاد فلا تخرج عن عاطفة أو كردة فعل لما قلناه آنفا ، ولهذا لا يمكن عقلا أن نربط بشكل علمي علل الإلحاد قديما في أوروبا بما هو عليه حال مجتمعاتنا العربية والإسلامية اليوم !! ، فشتان بين الاستبداد والطغيان الكنسي سابقا في أوروبا وما هو حال مجتمعاتنا اليوم وما تعانيه من استبداد وطغيان سياسي صرف ، ولعل من نافلة القول أن نؤكد على هذه الحقيقة وأعني القمع والاستبداد في العقلية الشرقية عربية العرق كانت أم لا !! وعلى سبيل المثال كثير من الجرائد أو المواقع في الإنترنت ورغم توجهها غير الديني ومع أنها تقيم في الغرب إلا أن حرية الرأي والفكر والنشر عندها تخضع لمزاجية ومصالح وحسابات معينة وكأنها تسير وفق أجندة معينة !! ولنا تجارب كثيرة بمنع ما لا يروق لها من النشر !! ، وهذا يؤكد لنا وبوضوح أن المسألة لا علاقة لها بالدين بل بإرث وموروث تلك العقلية من الطغيان الفكري والاستبداد السياسي خدمة لهذا النظام الحاكم القمعي أو ذاك ، أو لمنافع بعينها ، ولا يمكن لي شخصيا أن أربط بين حرية الفكر والرأي مع مزاعم قمع الدين !!! استحالة لأن القرآن الكريم نفسه قطع بموقف الإله من المسألة ! فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، وما دون الكفر وما بعده ذنب برأي المتأسلمين يذكر !! ، فالدين ابتداءا لا مشكلة له مع العقل والفكر بل والرأي ، لكن الأخيرة مشكلتها مع الطغيان السياسي والاستبداد فحسب ، بل برأيي أن أوروبا نفسها لم تكن نخبتها من العقلاء والمفكرين مشكلتهم مع الدين نفسه ! بل مع الطغيان الكنسي ، ومع الكنيسة نفسها !! وبالقطع شتان بين الدين الحقيقي وعقائد الكنيسة والتي لم تنزل من السماء ! ، ومن هنا نبدأ رحلة اكتشاف الحقيقة في ماهية وظاهرة الإلحاد في أوروبا قديما وحديثا أيضا في عموم الغرب ، وعلل وأسباب تفشيه ! ولتأكيد ذلك لنرجع لتأريخ الكنيسة في أوروبا ! ونرى كيف رسخت عنوة وجبرا وقهرا عقائد ليست بالواقع مما كان سائدا في القرن الأول من المسيحية ، ثم كيف تمازجت السلطة السياسية مع السلطة الدينية فورثت لنا طغيانا سياسيا ثم طغى استبداد الكنيسة وطغيانها على السلطة السياسية نفسها في مرحلة لاحقة حتى سقوط حكمها لاحقا !! إذن الطغيان الكنسي وليس الديني كان الأرض الخصبة للإلحاد ، ثم إن بواكير الملحدين كانوا العقلاء المفكرين والمتنورين المخضرمين !! عقلاء كبار وفلاسفة عظام ، مؤلفاتهم ومخطوطاتهم بالعلم والأدب والعقل تشهد لهم ، كانت مشكلتهم في الواقع مع خرافات كنسية وعقائد تناقض العقل والمنطق ، وضد استبداد وطغيان الكنيسة ، فكفروا بالأديان كلها والمعتقدات لأنه أصلا لم يكونوا في مواجهة إلا مع معتقد بعينه ! معتقد كنيسة أفرطت وبالغت في طغيانها الكنسي ، بل وبعدما كانت أداة في يد الحكام أصبحت هي بنفسها من تنصب الحكام وتخلعهم ، والتأريخ دون طغيانها الكنسي وفسادها المالي الكبير وما كانت تروجه من خرافات وعقائد تخالف العقل والمنطق ، وبلغت في مرحلة أن جعلت نفسها الإله فمنحت الغفران ومنعته وأخضعت الحكام لطغيانها الكنسي ، وبلغت بمراحل ذروة الغنى الفاحش من العشور والضرائب ، وتضخمت ثرواتها واقطاعياتها من الأراضي الشاسعة فاقت أملاك الممالك نفسها وحكامها ، واستحوذت على كل شيء ، فناقضت نفسها في بعض تعاليمها فألحد حتى البسطاء من فرط جورها !! ، وبالطبع لم تكن حرية رأي أو فكر بأوج عصور تحكمها ، فلا إبداع ولا حرية فكر أو رأي ، بل القتل حرقا للمخالفين ، ومحاكم تفتيش لم تكتف بالظاهر ! بل صارت تحكم بالباطن وما هو بالضمائر !! ، ولهذا أول ثورة حقيقية قامت عليها من بعض عقلاء أبنائها والتي قادها رجل دين مسيحي بطل هو مارتن لوثر !! وهذا يؤكد ما قلناه أن المشكلة ليست في الدين قدر ما هو في الطغيان الكنسي نفسه !!
لكن ماذا عن الإلحاد في مجتمعاتنا ؟!

سنعرف ذلك بالموضوع التالي.


ملاحظة / أتمنى ممن يخالف طرحي من السادة الزملاء الكتاب أن يرد أحدهم ويفند مزاعمي بمقالة.








#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمل المرأة بين الحكومة والمشائخ والفتنة !
- المرأة في السعودية بين النصوص ولجنة الإفتاء
- الصوم بين الكتاب المقدس والأرثوذكس !!
- عقيدة انتقال مريم بين الأرثوذكس والبروتستانت !
- كتب مقدسة أم خرافات بشر؟ السنكسار نموذجا
- الكتاب المقدس من الذي قدسه ؟!!
- عمل المرأة بين صحيح النصوص وتسلط الشخوص
- الله المتأنس بين الكاثوليك والأرثوذكس ورشيد المغربي
- بولس رسول من هو يازميلنا رشيد المغربي ؟!
- آن للكنيسة الأرثوذكسية وقف إهانة المرأة بالمعمودية
- المعمودية بين البروتستانت والأرثوذكس والثورة !!
- الشيوعيون وداعش والزميل الدكتور المرادي نموذجا
- هل صلب يسوع عاريا ؟!
- الثالوث المقدس ورشيد المغربي !!
- أسفار الكتاب المقدس بين البروتستانت والأرثوذكس
- النفخ بين الإسلام والمسيحية والصديقة مريم مثالا
- دعوة لمناظرة الدكتور الشيخ مصطفى راشد
- بولس الرسول مخادع ؟ أم مخبول ؟!
- المرأة الخليجية بين النقاب وفكر ابن عبدالوهاب
- الاناجيل ومعارك التحريف المصطنعة !!


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله مطلق القحطاني - حرية الفكر بين الإسلام والمسيحية والإلحاد -1-