أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - غزة تنتحر لأجل عموم النضال الفلسطيني














المزيد.....

غزة تنتحر لأجل عموم النضال الفلسطيني


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 15:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة تنتحر لأجل عموم النضال الفلسطيني
عماد صلاح الدين
نعم، غزة قدمت ولا تزال تقدم مشهدا نضاليا متكاملا في المقاومة والصمود، بشكل فوق رائع، ربما لم تشهده التجربة التاريخية المعاصرة شرقا وغربا، على صعيد مقاومات أو حروب بين دول.
فارقية المشهد في جانب الروعة هذا، يكمن في ثلاثة جوانب:

1- نوع السلاح الذي تقدمه المقاومة في ساح المعارك مع إسرائيل بين كل عدوان وعدوان آخر على غزة وخلال فارق قصير زمنيا بينهما.
2- حجم السلاح والعتاد الذي تجهزه المقاومة ومساحة نشره في القطاع.
3- مساحة ونوع الفارق الايجابي عن كل معركة تمضي، بشكل يشكل أضعافا في العتاد والتكتيك وحتى في الرؤيا الشاملة، داخلا في ذلك قوة الصمود وتطوره، وتفتق أذهان رجال المقاومة عن كل جديد ومتابعته، حتى صارت مدد المواجهات المعركية مع إسرائيل تطول لخمسين يوما أو يزيد.
ولا اعرف في سياق هذه المضاعفية المقاومة؛ انجازا وتوليدا وصمودا في كل مرحلة واستهداف للقطاع، كم سيكون المدى الزمني القادم لأي معركة قادمة مع إسرائيل، فهل ستصل إلى مئة يوم مثلا؟
على رغم كل هذا المشهد العظيم للمقاومة الفلسطينية في غزة، إلا أن غزة تبقى مدينة من المدن الفلسطينية، تقع على شريط ساحلي ضيق ومكشوف من النواحي العسكرية والأمنية والإستراتيجية، رغم جهود المقاومة الخلاقة في التعويض وتحويل المأساة إلى إبداع مذهل. والمعنى أن هناك حدودا لأي طاقة إنسانية في إطار الزمان والمكان، وفي سياق المعطى المتعين؛ في المساحة والسكان وطبيعة الجغرافيا وماهية الحدود وعلاقات الجوار وطبيعتها والموارد والحصار والإغلاق والاستهداف، وغيرها كثير.
وهنا تأتي ضرورة توسيع النضال والمقاومة الفلسطينية في المدن الفلسطينية الأخرى، حتى ولو كانت مقاومة شعبية سلمية، كما تنادي بذلك السلطة الفلسطينية في رام الله، لكن بشرط:
1- أن تكون هذه المقاومة الشعبية السلمية حقيقية وواسعة، وان تخضع للمعايير العلمية والعرفية المتعارف عليها عالميا، وفي سياق من التجارب التاريخية في هذا الخصوص. ولا ينبغي أن تخضع مواصفات ومعايير هذه المقاومة الشعبية لطبيعة العلاقة المعروفة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، في إطار من المفاوضات الحاكمة عمليا سواء انقطعت أم لم تنقطع، والدليل استمرار التنسيق الأمني بموجب الملاحق الأمنية لاتفاقات أوسلو في كل الأحوال.
2- لا بد من إعادة صياغة وعي الناس ومداركهم الجمعية على أسس أخلاقية وثقافية وطنية؛ في الاجتماع والمعيشة والعطاء والتعاون والتكافل، وحتى التقشف بسبب الخصوصية الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال.
3- ينبغي التركيز مثلا في الضفة الغربية على مواجهة بل ومحاربة العقلية الاستهلاكية السائدة منذ سنوات، والتي تغذيها في الأساس التسهيلات البنكية والمؤسسات القرضية الربوية المنتشرة كالجراد، جنبا إلى جنب مع مساءلة الجهات الرسمية عن السبب في تضخيم أسعار السلع والمواد الأساسية للناس، ورفع قيمة الرسوم والضرائب بشكل جنوني، علما أن مداخيل الناس المالية في حالة ركود دون أي تزحزح ايجابي.
4- كما ينبغي جعل مقاطعة البضائع الإسرائيلية عملا منهجيا وليس موسميا، وتعميم ذلك في سياق من الحالة الثقافية المقاومة للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي.
5- وينبغي إعادة هيكلة لقطاعات العمل الفلسطيني الرسمي والخاص، للاتجاه نحو سياسة الإنتاج الحقيقي حتى ولو كان الأمر على مستوى الزراعات والمشاريع الاقتصادية الصغيرة.
وكل ذلك يجب أن يقع في إطار من التوجه العام القائم على مفاهيم اجتماعية واقتصادية وطنية، يقل فيها اعتماد العمالة الفلسطينية على قطاع الخدمة في إسرائيل، ويزداد التوجه للعمل في قطاعات الإنتاجية الفلسطينية الصغيرة والمتوسطة، ومن ثم لتكون هناك إمكانية معقولة لعدم إغراق السوق الفلسطينية بالبضائع الإسرائيلية.
يتم الحديث كثيرا عن ضرورة تعديل اتفاقيات باريس الاقتصادية كلحق لاتفاق أوسلو عام 1994، ولكن يبدو أن المسألة ليست مسألة تعديلات، بل هي خطوات باتت ضرورية في الممارسة والتنفيذ نحو اقتصاد وطني فلسطيني أكثر صمودا ومقاومة.
مشكلة أن يستمر هذا الصمت وعدم الحراك، لا على صعيد حراك شعبي سلمي حقيقي، ولا على صعيد صوغ مفاهيم اجتماعية واقتصادية تناسب وضعنا كفلسطينيين واقعين تحت احتلال استيطاني، لان هذا يعني أمرين:
1- الاستمرار قدما في نزع عافية أي معطيات وطنية في الضفة الغربية، في مقابل سيطرة إسرائيل على الجزء الأعظم من أراضيها وحشر الناس في معازل لا تواصل بينها.
2- جعل غزة تتحمل عبأ النضال الوطني الفلسطيني وحيدة، دون أي مشاركة حقيقية من عموم الفلسطينيين في كافة قرى وبلدات ومدن الضفة الغربية.

فلا تجعلوا غزة وحيدة في الميدان تنتحر، لأجل عموم النضال الفلسطيني، في التحرر والعودة وتقرير المصير.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الموجه نحو تقرير المصير
- العالم العربي: لماذا لا يحسن حكامه حتى خداع شعوبهم؟
- غزة في خطر
- إجرائية في ظلال أوسلو
- الحلولية الجزئية
- هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟
- المصالحة الفلسطينية المتعثرة
- كلية الحق الفلسطيني
- في العام ال67 للتطهير العرقي في فلسطين
- الانتخابات والاحتلال
- الإسلاميون والانتخابات
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين


المزيد.....




- حذّر من أن غارات إسرائيل على سوريا -انتحارية لتل أبيب-.. نائ ...
- بعد اشتباكات طائفية دامية.. شاهد فيديو من ريف السويداء
- فضيحة -الأخت هونغ-: صيني يتنكر بزي نسائي ويصوّر سرّاً 237 رج ...
- الكهرباء في ألمانيا ـ بنية تحتية تتوسع ببطء نحو الطاقة البدي ...
- البرهان يهبط في الخرطوم بطائرة مدنية وإدريس يتعهد: ستعود عاص ...
- المبعوث الأميركي لسوريا يدعو جميع الفصائل في السويداء إلى إل ...
- المبعوث الأمريكي لسوريا يثير تفاعلا بتدوينة -نقف عند منعطفٍ ...
- هل تستطيع إدارة ترامب الاستغناء عن -سبيس إكس-؟
- واشنطن تدعو دمشق إلى -وقف المجازر- في جنوب سوريا والمحاسبة
- تقرير: تهديدات ترامب بإلغاء عقود -سبيس إكس- قد تكون باطلة


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - غزة تنتحر لأجل عموم النضال الفلسطيني