محمد التهامي بنيس
الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 15:58
المحور:
الادب والفن
كلام قليل
ما بعد الظلام ؟
بقدرة قادر وفي ظرفية خاصة , وصل إلى المكانة التي هو عليها اليوم . مر عليه في موقعه الجديد ثلثا المهلة المحددة له . ولم يبق الكثير وهو لا زال يقبع في ظلامه بين أشباحه وعفاريته وتماسيحه وتيوسه . وتطل عليه الحمير من حين لآخر . تشوش عليه في قلق ظلامه . جمع كل تعاويذه واستفسر عرافيه وحاول إخماد ما يغلي بداخل نفسه وفي أعماقه . لكن لا زال الصراخ المرتفع ينهيه عن الإقدام على فعلته هذه أو تلك المروج لها والكفيلة بإلقائه وأتباعه وإلقاء الكل في هوة بلا قرار . وإذا أقدم دون تقدير للعواقب . سيصنع شيئا مقززا كريها لا يمت لواقع من ولاه القدر أمرهم . بل ولا يمت إلى الفطرة والأعراف والقوانين بصلة . في بعض اللحظات الحرجة , غير المستصرخون أسلوبهم واستعطفوه ألا يقدم على المجهول , فلا بد أن هناك حكمة من وراء ثنيه على ما يتردد كالفكرة في ذهنه , قبل أن يترجمها إلى مصطلح غريب , فالنصيحة تهدف لمصلحة البشر في أرض ولايته إنه بجهله بما حوله , يرى أن الفكرة نقطة قد تكون لصالحه أكثر مما هي ضده . وكأنه لم يمر بتجارب مخيفة أو كأنه يريد إعادة الرعب والغموض والظلام غير مقدر لعواقب الانزلاق لتلك الحالة . وغير مقدر للأشياء التي تحدث في الظلام . حيث يحتجب نور القمر, وترتفع الأصوات المريبة لطرد الوحشة والخوف والغموض . ولو في رحلة رهيبة عبر الصحاري وسفوح الجبال والوديان والسهول وفي المدن حيث الأبنية والمؤسسات . وقد تكون رحلة في عالم مهجور . ساعتها قد يكون شاهدا ولكن لا تجدي شهادته . ما دام لا يرى في الاستصراخ إلا أنه فساد . وما دام يرى أنه وحده الذي يملك المعرفة . وبهذا التعنت أدخل البلاد والعباد في ليل طويل يبتعد فيه الفجر الذي أوشك قبل توليه على البزوغ . لكن سلوكياته المرتجلة وتراجعاته ورجعية أفكاره , جعلت بزوغ الفجر , يتأخر ويبعد والغموض يدلهم والحزن يعم الأرجاء واليأس يزيح الأمل , منذرا بهيمنة الظلام وهو لا يحسبه ظلاما
فاس . محمد التهامي بنيس
#محمد_التهامي_بنيس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟