أنت من الزعامة براء وعلى النضال شقاء . من تكون ؟ 3 حلقات

محمد التهامي بنيس

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وأنت من الزعامة براء , وعلى النضال شقاء
من تكون ؟
1 - على الأرجح أنت زعيم مستبد , متموقع في اليسار حينا وفي اليمين أحيانا كما في البين بين ممتطيا بردعة حمار , الضمير الحي يلاحقك ويؤرقك في الليل والنهار . و صوت المناضلين يطاردك , يخاطبك قائلا : إني أوقظ فيك ما افتقدت من نخوة وكرامة وكبرياء كانت من أجلها نشأة الحزب : أنت من كنت لنا أخا في الأعراف , ولم تكن يوما أخا لنا في النضال , لأننا كنا نناضل في الوضوح وأنت اخترت المياه العكرة , وكنا نؤرخ لنضالنا بقيمة الأحداث وأنت تريدها بعدد الأحداث لتتبجح بها . كنا نشعر دائما أننا داخل مدرسة سياسية يؤطرها نظام الحزب ومقرراته , وكانت تأتيك رغبة لا تعلم مصدرها لتكسير هذا النظام حتى حولته من فوضى نظام , لما انفلت الأمر من يدك أصبح نظام فوضى . وهذا رد فعل طبيعي لمن فرض أن يكون قائدا , خلق متأخرا عن زمانه , ويحاول اختراق الصفوف لتشكيل أزهار اصطناعية ورموز وهمية تجبره أن يبحث عن قواعد بديلة يسلمها إرث النضال وهياكل البناء , وأنت . أنت لا تدري أو تدري وتتعمد . أن قواعدك مجرد أجنة ولدت ناقصة تستكمل نموها على بقايا حزب أردته يتيما حتى أصبح لليتم فيه عدة أشكال . يتم أنت صنعته وتسببت فيه , ويتم يتسبب فيه غيرك , وتتم ترويضك عليه , الجهات التي فتحت لك بابها وقدمت لها عزاء حزبك الذي حضنك ولم تكن وفيا له , بل وطلبت حضن غيره ممن لن يكون لحزبك مساويا . وصحيح أن الفرصة قد تمنحك كل شيء ولكنها ذكية في أن تسرق منك كل شيء , لتدرك – إذا أدركت – أن في مغامرة انتقالك من برزخ الحزب الحاضن المحتضن . إلى برزخك الحلم . الذي يغيب فيه الخيال الاستراتيجي الضابط لوجهة الحزب وعدم إهدار قدراته . انحرف بك الطريق إلى اللارجعة . إذا لم يكن كل هذا صحيحا فقل لنا من أنت ؟
*****
له ما بعده
محمد التهامي بنيس
وأنت من الزعامة براء , وعلى النضال شقاء
من تكون ؟
2 - أو ليس غريبا أن شخوصنا الذين كرموا الحزب بنضالهم تتهاوى بين المختطف والشهيد والراحل والمعتزل والمتنحي . والمجمد لعضويته والمتأمل والمتفرج . وأنت تدوس نضالهم وشموخهم . وتستغل ما تسميه أخطاءهم مع أنك ضليع فيها وتجددها تباعا . فكم نعشا تحتاج من أجل أن تشعر بثقلك على أكتاف أولئك الذين حملوك أو من سيحملونك . أما يكفيك أن الاضطراب الذي يعيشه الحزب على يدك , غير مسبوق , سواء داخل صفوف المناضلين أو في رأي النخبة السياسية والثقافية أو لدى الجماهير الشعبية ؟ أم أنك ترى ذلك من أفضالك على الحزب ؟ لأنك تراه جزءا من تنفيذ الأجندة المحددة لمهامك
بوصولك للقيادة – ولنفل ديمقراطيا – عمقت – بتهورك - الفجوة بينك وباقي المناضلين ما عدا المنتفعين أو الموعودين بالانتفاع المسخرين لخنق الديمقراطية في كل عملية هيكلة قد تبدو أنها ليست في صالحك .يجسدون اعتلال الأخلاق وسلب الراحة الفكرية منبهرين بحكيهم عن جبروتك , قانعين أنفسهم بأن الدواء فيك وأنت الداء , منصاعين لك انصياع الغنم في يد الذئب . فإما أن يفتقد المناضلون للشهامة ويتبعون فوضاك في سلوكياتهم – وما هي إلا طوفان - . وإما فهم من المنبوذين . وهكذا ما زالت الحرب بين الإخوة قائمة كما لو أنها وقائع بين النمور والضباع والثعالب توسوس وسط ما أصبح بفضلك غابة , قصة الصراع فيها طويلة , توسع الفجوة بينها وباقي المجتمع وتخنق الديمقراطية وتكبت التنظيمات وتصفي المعارضين بدل الاهتمام بالتثقيف السياسي وترسيخ الوحدة والتضامن , وتغييب صفة الزعيم المفرق فيك
كن واضحا وأخبرنا من تكون ؟

*****
له ما بعده
محمد التهامي بنيس
3- في قيادتك أنت مستبد وفي مواقفك متذبذب وفي خرجاتك متهور : لا زلت أقنع نفسي أن ضميرك سيصحو وأنك ستعود لرشدك متمسكا بعروة مبادئ الحزب وأهدافه , مستنيرا بأفضال المكاسب الذي حققها الذين سبقوك للقيادة الجماعية المشتركة , بعيدا عن الاستبداد والطغيان . فلا يمكنك أن تكون قائدا واستبداديا إلا إذا كانت هذه الواو ليست واو عطف , و قيمة عطفك على الحزب لا وجود لها في أعرافك وغرورك , وما دامت الأخلاق السياسية انهارت يوم تحويلك كرسي القيادة إلى مقعد حوذي بدون خودة وجلاد بدون سيف يذبح النضال بدم بارد . فأنت تسعى لأن تخلق الانطباع بأنك صاحب مشروع , وأنت كل متعتك في تجنيد خرفانك ليكونوا قربانا لطلب علاجك من مرض تفاقمت حالته ولم تعد تستجيب لأي نوع من العلاج . ولكن الفرصة الأمل لا زالت أمامك لزيارة أطباء الكبت السياسي . ولا أدل على أن نظرتك جد قصيرة في توظيف التجارب الميدانية التي راكمها الحزب من خلال الممارسة سواء من حيث الأطروحات أو إشراك القواعد لتعميق التجربة كأداة للتطوير وإغناء الفكر والتي لولا بعض مبادرات إنقاذ ماء الوجه التي تقوم بها بعض المنظمات الفرعية كفعل لإشراك القواعد .. لاعتبر الحزب مستبدلا لإشراك القواعد بكل ما هو تجريد وتنظير أجوف فارغ , وارتجال له عواقبه . ولا أدل أنك تسارع في إبرام تحالفات أو شراكات لا تراعي للمرجعية والأيديولوجية والمبادئ الأساس شأنا وهي تخفي الرغبة في مزيد من الهيمنة والاستغلال وشرنقة النضال وخلق حالات أكثر من الشلل لتقويض الإيجابي المتبقي في الحزب . مما يؤكد حنينك – حتى لا أقول انسياقك الأعمى – للتمخزن بأسلوب ملتو يتم على حساب المبادئ وتطلعات المجتمع . هذا فقط لأن لحظة المؤتمر- بسوء مناوراتك - لم تكن لحظة نؤرخ بها لحزب دخل التاريخ بدماء الشهداء ومعاناة المعتقلات وويلات الاعتداءات والاختطافات بل كان مؤتمر إدماء روح النضال في اللحظة ذاتها التي يضحك فيها كل مؤتمر أو مؤتمرة على ضعفه وتخاذله , حتى وقد بلغ بعضهم حد الخساسة والابتذال , معتقدا أنه استطاع أن يضحك على الآخرين . وهكذا كانوا درعك في صد باب التاريخ المشرق في وجه بناة الحزب ومناضليه ومناضلاته , وتحرض على أن يكون مآله – لا قدر الله , مزبلة التاريخ . وساعتها ستكون أجرمت في حق حزبك ويصح فيك القول : بأن طباخ السم لا بد أن يلعقه يوما . هل عرفت الآن من تكون ؟
فاس . محمد التهامي بنيس

#محمد_التهامي_بنيس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل