بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 15:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تمر تصريحات وزير الخارجية التركي من سيول عاصمة كوريا الجنوبية دون تترك صدى إقليمي ودولي، أنقرة تحاول إستغلال تمكن الجماعات التي تدعمها من دحر القوات السورية على شريط حدودي مهم لمزيد إرباك النظام السوري الذي تشغله كثيرا تطورات المنطقة الوسطى والجنوبية وما يمكن أن تؤدي لتهديد الظهير الحيوي للساحل السوري أحد أهم نقاط التأمين والإمداد . إستقلبت دمشق هذه التصريحات أو الإتفاق المرتقب التركي الأمريكي بكثير من الصمت والهدوء وجاء أول ردها عن طريق وزير الإعلام عمران الزعبي، الذي أكد عدم قبول بالاده منذ مدة بمثل هذا التدخل والذي في صورة تحققه سيكون إعلان حرب وسترد عليه سوريا بالوسائل المتاحة.
تركيا تحتاج أكيد لضوء أخضر أمريكي للتدخل على الأقل غطاء إستعلاماتي ولوجيستس من القواعد المنتشرة في الخليج العربي والأطراف المتحالفة معها، وربما إيقنت تركيا أنها فرصة ذهبية للإنقضاض على النظام السوري الذي تهاوى إستراتيجيا وبالتالي عدم ترك فرصة لإستراجاع أنفاسه والبدء في هجوم مضاد خاصة وأن تقارير إستعلاماتية ترجح أن إنسحاب مشفى جسر الشغور زاد من مصداقية الرئيس السوري في الأوساط العسكرية السورية وأن تجميع القوات هو بداية إطلاق ناصية الإستراجاع مع توقعات بأن الحرب ستكون طويلة ربما على الشاكلة اللبنانية.تركيا ليست جاهزة لحرب إقليمية ربما تخبأ لها مفاجأت وتكون مستنقع لا تستيطع الخروج بعده منها،روسيا وإيران يجددان الدعم للنظام السوري الذي أطلق حملة إعلامية مضادة منذ مدّة بعد سقوط تدمر وضع فيها العالم أمام مسؤلياته الحضارية والإنسانية أعطت أكلها بتصريحات الناطقة بإسم الإتحاد الأوروبي ودول أوروبية إحتكمت للموقف الروسي مبدأيا، التاريخ طريق لا يغفر للمتهورين إندفاعهم بل ويضعهم خلال برهة أمام نهايات يتخلى فيها الحليف وتخور فيها القوى وتكسر فيها جميع قواعد البدايات والرهانات.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟