أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - و لِمَ لا يعقد العراق إتفاقية تعاون إستراتيجي مع روسيا!














المزيد.....

و لِمَ لا يعقد العراق إتفاقية تعاون إستراتيجي مع روسيا!


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إنتهاء عقد التسعينات من القرن ألذي كان بمثابة الفترة المظلمة لروسيا بسبب إنتشار الفساد والجريمة المنظمة وإنهيار الاقتصاد الروسي وتقليص إنتاج المجمع الصناعي العسكري إذ كان يصدّر الاتحاد السوفيتي أسلحة إلى 61 دولة تقلص هذا الرقم إلى 19 دولة، كل ذلك كان بسبب السياسة الهوجاء للرئيس الروسي السابق –يلتسن- وأصبح العالم تحت هيمنة القطب الواحد - الولايات المتحدة الأمريكية، وفي تلك الفترة نشبتْ الحرب الأهلية في (تشـيـتشنيا) باشراف وتخطيط من قبل الاستخبارات الأمريكية ودعم السعودية بالمال... وإستمرَّ الحال هكذا يسير من سيء إلى أسوأ إلى حين أخذَت زمام المبادرة آنذاك لجنة أمن الدولة ألـ (كي جي بي) وفرَضت على يلتسن أن يكون رئيس الوزراء من بيئتها، فجاءت بمرشحها – فلاديمير بوتين – وبعد فترة من الزمن طلبَت تلك اللجنة من يلتسن أن يتنحى عن رئاسة الجمهورية، وافق يلتسن على التنحي لكنه إشترَط ألاّ يُسـاق إلى القضاء ... وتمَّ له ما أراد!. إنتهجَ بوتين سياسة بخمسة إتجاهات: الاتجاه الأول تمثّــل بمكافحة التجسس الخارجي، الاتجاه الثاني إنصبَّ بالقضاء على طبقة الأوليغارشية الروسية التي عبثَت بالاقتصاد الروسي والمرتبطة بدوائر الاستخبارات الغربية أمثال (كوسينسكي، بيريزوفسكي، خودركوفسكي والقائمة تطول)، الاتجاه الثالث كان نحو تنشيط الاقتصاد الوطني والنهوض بالبُنى التحتية /وكان يتم ذلك عن طريق إشراك الكفاءات العلمية النزيهة ألتي تريد لبلدها التقدم والازدهار/، الاتجاه الرابع كان يتمحور حول النهوض بالواقع العلمي والتعليمي، الاتجاه الخامس هو تطوير الصناعات العسكرية لدرجة تجعل روسيا نداً للولايات المتحدة للانتهاء من عالم القطب الواحد.
إنَّ ظروف الفترة الحرجة ألتي مرَّت بها روسيا سابقاً هي ذات الظروف ألتي يمر بها العراق حالياً، لكن الفرق بين الاثنين يتلخص في طبيعة وعقلية ونوايا الجهاز الاداري ألذي يقود كلٌ من البلدين، ففي روسيا يعمل مع بوتين جهاز مهني كفوء نزيه يعتز بانتمائه الوطني لبلده الاتحادي وهوية المواطنة هي الجامع بين مختلف القوميات من دون أي تمييز قومية على أخرى، والجميع يعمل من أجل إزدهار وتقدم بلدهم، أما في العراق لم نلحظ بعد مرور إثنتي عشر عاماً أية جهة (حزب أو كتلة أوفرد) قد أثبتَت إنتماءها الوطني بالفعل لا بالقول.
في زيارة رئيس الوزراء د. حيدر العبادي إلى موسكو برهَن الجانب الروسي على صدق نواياه بمساعدة العراق من دون شروط سياسية -أن يكون العراق جزء من السياسة الروسية الدولية أو مالية – حول كيفية تسديد صفقات الاسلحة مقدماً، لا بَل تنازلت روسيا عن ديونها على العراق بنسبة 90% وقدمت شحنات من السلاح مجاناً في الظرف الراهن، لذا من مصلحة العراق أن تبادر الحكومة العراقية بابرام إتفاقية التعاون الاستراتيجي مع روسيا وألتي تتضمن:
1-النهوض بمصانع التصنيع العسكري لسد حاجات القوات المسلحة العراقية من السلاح والعتاد.
2- تعشيق التعاون العلمي بين معاهد أكاديمية العلوم الروسية ومعاهد البحث العلمي العراقية (إن وجِدتْ) من خلال الزيارات المتبادلة والاطلاع على آخر منجزات العلوم التطبيقية وتحقيقها على أرض الواقع.
3- الاستفادة من خبرة الشركات الروسية في مجالي النفط والغاز (غاز بروم، لوك أويل، روسفت) لتطوير الكادر النفطي العراقي، والاتفاق على إمكانية تصنيع تكنولوجيا بعض أجزاء الصناعة النفطية.
4- بعد النهوض بالقطاع الزراعي العراقي يستطيع العراق أن يصدر المنتجات الزراعية إلى روسيا كما كان يصدر التمور العراقية في ستينات وسبعينات القرن الماضي إلى الاتحاد السوفيتي.
5- تطوير قطاع السياحة بين البلدين.
6- تطوير قطاع الثقافة لأنّ روسيا غنية بهذا المجال (السينما، المسرح، الفن التشكيلي والنحت، الموسيقى، فن الأوبرا والباليه)، ولو يُراد لقطاع الثقافة بالعراق الاحتضار بسبب هيمنة الاسلام السياسي.
إنَّ عقد هكذا إتفاقية مع روسيا سوف تعود على العراق بالنفع الملموس، وليس كاتفاقية الاطار الستراتيجي المبرمة مع الولايات المتحدة ألتي لم يتحقق منها أي واحد من بنودها إنّما كان الهدف من ورائها هو إفقاد العراق لسيادته وإستقلاله وجعله ذيلاً يدور في الفلك الاستعماري الأمريكي.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفصال ومقدماته ... وعفن الاتفاقيات السرية!؟
- بريكس ... المجموعة الاقتصادية القادمة
- آثار نينوى وطائرات التحالف الدولي!
- حتى المغول لم يفعلوا ما فعله أوباش العصر بحضارة نينوى!
- ماذا تعني فورة بناء المطارات في ظل أزمة مالية خانقة!؟
- القطاعان العام والمختلط ... ورخص الاستباحة
- القطاعان العام والمختلط ... ورُخص الاستباحة
- بصدد الاقتصاد التعبوي ... توضيح وإضافات
- الترييف والعشوائيات ... معاناة المدن العراقية
- الاقتصاد التعبوي ... الحل الأمثل لحل الأزمة المالية في العرا ...
- الاقتصاد العراقي ... مسيرة بين التنمية والضربات وأوليغارشية ...
- نعم تحَقَق حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَت ألمانيا
- بئسَ التشكيلة الوزارية
- الفرصة الأخيرة
- إستبعاد تسع وزارات من المحاصصة ... شرط أساسي للنهوض بالعراق
- غلواء الزيارات المليونية والتمدّد الداعشي ... معادلة متكافئة
- هل سيتحلّى البرلمان العراقي الجديد بالمواطنة وخالٍ من الطائف ...
- حكومة الانقاذ الوطني كما تُفسّرها وتريدها أقطاب جريمة المحاص ...
- ما أعلنته وزارة التخطيط ... يكشف عن أمور كثيرة
- العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأ ...


المزيد.....




- للحانات البريطانية قواعدها الخاصة.. إليك ما تحتاج لمعرفته قب ...
- انتقام إيران.. ما قاله ترامب محذرا إياها من الرد على الضربة ...
- شاهد.. دمار -واسع النطاق- وسط إسرائيل بأول موجة صاروخية إيرا ...
- السعودية تعلق على الضربة الأمريكية بإيران واستهداف المنشآت ا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافا عسكرية غرب إيران
- الضربة الأميركية لإيران.. هل ربحت إسرائيل المعركة؟
- بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز
- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - و لِمَ لا يعقد العراق إتفاقية تعاون إستراتيجي مع روسيا!