داعش ومحو الآثار لمصلحة من ؟!!

عناد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 16:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروف اختصارا بداعش جرائمه لا تحصى ؛
جرائمه بحق الإنسان ثم الشجر وأخيرا الحجر ؛
جرائم يندى لها جبين البشرية جمعاء ؛
جرائم لم يمر بتأريخ الإنسانية كلها مثيلا لها فظاعة وتنوعا ؛
ولعل من نافلة القول التأكيد على أمر بات معلوما للجميع ؛
تنظيم الدولة يتبع أجندة بعينها ؛ ويخدم أهدافا معينة ؛ وإن كثرة وتنوعت أدوات وأساليب ووسائل تحقيقها ؛
إلا أنها في نهاية الأمر تصب في خدمة تلك الأجندة وتحقق أيضا تلك الأهداف ؛
فمن الذي لديه مشكلة مع التأريخ في شرقنا ؟! ؛
ومن هو الذي بإستماتة يسعى لمحو الآثار !! ؛ ومن الذي يريد هذا وبقوة ؟! ودون كلل أو ملل ودون أن يظهر في الواجهة أو المؤخرة حتى ؟! ؛
ما هذا السعار المجنون صوب الآثار ؟! ؛
وآثار حضارات بعينها !!
وكأن خصومته وثأره التأريخي القديم ليس مع أشخاص تلك الحضارات بل مع إرثها وآثارها !!
والتي بقيت حتى ظهور تنظيم الدولة المشؤوم !! ؛
من هو ؟! ؛
وعلام يدل مثل هذا الحقد الأسود والدفين والذي توارثه عبر مئات الأجيال ويسعى في الوقت الحاضر لأخذ ثأره عبر محو آثار تلك الحضارات وبعد آلاف السنين ؟! ؛
بالأمس العراق !!
واليوم سوريا !!
فهل لبنان المستهدف بعدهما ؟! أم مصر قبله ؟! ؛
ثم إن الأمر الذي يدعو للغرابة أكثر أن تنظيم الدولة وبشكل علني يفعلها مع سعي دؤوب للاستيلاء على مناطق النفط والغاز والمصاف النفطية !! ؛
عقلية إجرامية جمعت المحو والجشع !! ؛
فهل هذا الربط كاف لمعرفة المستفيد الوحيد من ظهور داعش وإجرامها ؟!
وبالتالي معرفة مؤسسها وممولها الأول ؟!
والذي هو بعيد تماما عن المشهد !! ؛
ولعل من المضحك المحزن أن تنظيم داعش يمكن كشف حقيقته من الوهلة الأولى لو أننا تمعنا قليلا في تكتيكاته وأساليبه وأدواته على أرض الواقع ومعطياتها وشواهدها ونتائجها !!
ومحصلة كل هدف النهائية !!
بل لو أننا نظرنا لآليات عمله وحاولنا أن نقارن بينها وبين طرق عمل التنظيمات الإرهابية الأخرى المتشددة بظهر لنا الفرق بوضوح وعرفنا حقيقة تنظبم داعش ومن يقف وراءه ؛
وصحيح أنه بات كثيرون يستفيدون من داعش !!
إلا أن من سعى ويسعى لمحو الآثار وطمس التأريخ في الشرق هو من أوجد داعش !!
لكن بالتأكيد ستنقلب فراخ داعش الغبية والتي تم استغلالها طويلا على من أوجدها وقريبا.

#عناد_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات